الجمعة، نوفمبر 12، 2010

ON LINE .. الإعلام البديل ــ المؤلف : الكاتب الصحفى ياسر بكر




ON LINE
الإعلام البديل


ياسر بكر



الغلاف

إخراج فنى وجرافيك
ياســر بكر

المراجعة القانونية

مجدى عكاشة
المحامى بالنقض
والإدارية العـليا
 
الإهـــــــــداء


إلى أمى
.. وخالى الأستاذ محمد عبد الله
كما ربيانى صغيرا .
وإلى رفيقة دربى
زوجتى  د . عفاف جمعة
.. وإلى رجال من فلاحى  قريتى تلوانة
لم أعد أذكر أسماءهم أو ملامح وجوههم
علَّمونى الكثير .

                                ياسر بكر
 


رقم الإيداع بدار الكتب :
19939 \ 2010
الترقيم الدولى :
1 ـ 6 0 9 9 ـ 7 1 ـ 7 7 9

مقدمة


مقدمة


فى البدء كانت الكلمة..
نطقها الإنسان كحدث صوتى بشكل عشوائى ؛ ثم بدأ يضبط نبراتها مقلداً أصوات الحيوانات والطيور وغيرها من عوامل الطبيعة مثل صرير الرياح وخرير الماء وحفيف الأشجار .
ثم اتفقت الجماعة الإنسانية على دلالات هذه الأصوات من أعلام وأشياء وأفعال بعينها ؛ ثم أضاف إليها الحروف لضبط مواقع الأفراد وزمن الأفعال وحركة الأشياء؛ فكانت اللغات المختلفة وعاء للفكر الإنسانى وتسيير حركة الحياة وتبادل الخبرات الإنسانية، وفى تطور دورة الحضارة وازدياد الخبرات الإنسانية ظهرت الحاجة الملحة إلى حفظ هذه الخبرات وتأمين نقلها للأبناء والأحفاد ؛ ولأن الحاجة أم الاختراع كان اكتشاف الكتابة ، التى هى نقوش شفرية لصوتيات اللغة المنطوقة.
وصار الإنسان يتفنن فى إبداع الطرق والأساليب التى توطد وتثرى هذه العلاقة ، لأنه المخلوق الوحيد فى هذا الكون الذى بمقدوره التعامل مع الكلمة والمعنى ،  فبدأ يفكر فى شيء يدوِّن به كلمته  فكانت الأدوات البدائية  من قطع الأحجار والمعادن وغصون الأشجار وريش الطيور،  ومن ثم نشأت علاقته مع الأشياء التى يدوِّن عليها كتاباته ، كجلد الحيوان ، الخشب ، وقطع الأحجار وجدران المعابد ، ثم كان اختراع الورق ، وبدأت علاقة الإنسان بالورق وأهميته ليسجل عليها كتاباته ، من مجرد ورقة إلى منشور ، إلى كتيب إلى كتاب، وراح  يطوِّر صناعته على اختلاف أنواعها ، ومع اختراع الطباعة ولدت الصحافة المكتوبة ، وبمرور الوقت ظهرت أنواع الصحافة الأخرى من مسموعة ومرئية ، جنباً إلى جنب مع الصحافة  المطبوعة ومنذ ذلك اليوم والإنسان يواكب التطور العلمى ويستفيد منه فى تطوير سبل إيصال الكلمة  .
  وبمرور الزمن خصوصاً فى البلدان التى تنعم بالحرية والديمقراطية وتفسح السلطة السياسية  فيها المجال لحرية التعبير ؛  أصبحت الصحافة سلطة بذاتها . تحكم وبقوة ؛ وتقوم بدورها فى تقصى الحقيقة والبحث عنها وتقديمها وفقاً لمعايير مهنية صارمة وتمارس مسئولياتها فى إمداد المواطنين بالمعلومات التى تساعدهم  فى تقدير المصالح العامة وتقدير  مواقفهم الذاتية،  مما يحدث فى المجال العام، ومن ثم اتخاذ اختياراتهم نحو القضايا بصورة تقوم على المعرفة إلى أقصى حد ممكن . و طرح تصوراتهم للمستقبل ثم السعى إلى تحقيق هذه التصورات .

   على عكس ما يحدث فى البلدان المتخلفة سياسيا وثقافيا فالسلطة وحدها هى التى تطرح " تصوراتها الخاصة " و تسعى إلى تنفيذها ؛ و هذه التصورات فى أغلب الأحيان تصدر عن مصلحة القائمين عليها . و لا تسمح للصحافة إلا أن تكون تابعة للسلطة الحاكمة والأداة التى تروِّج لها من خلال الإخفاء أو التمويه أو حجب الأحداث والمعلومات أو تقديمها بصورة انتقائية أو وفقاً لتفسير وحيد أو مطلق بما يفقدها المصداقية ،  ويحوِّلها إلى أداة تضليل للرأى العام وخداع القارىء . ويجعلها إحدى وسائل الاستبداد والطغيان ،  ففى البلدان التى يحكمها نظام ديكتاتورى من السهل شراء الذمم ومن ضمنها الذمة الصحفية ، وبالتالى لا يمكن لهذه الصحافة أن تحكم بأى شكل من الأشكال .
.. وفى ظل التحدى الذى جلبته شبكة الإنترنت ؛ ظهرت  الصحافة الإلكترونية وفرضت نفسها على الساحة الإعلامية  بحضور مهنى  ثقيل ومتزايد يعتمد الحقيقة والمعلومة والرقم الموثق، ويؤمن بحرية الرأى والتعبير ، ويؤكد حق المواطن فى الحصول على المعلومات من مصادرها، وحريته فى تداولها بكل الأساليب، دون إخفاء أو حجب أو تزويق وتلوين ؛  مما جعلها تحكم بشكل من الأشكال إلى جانب السلطة السياسية، وهى فى هذا السياق تسمى بالسلطة الرابعة بعد السلطة التشريعية  القضائية والتنفيذية بل  أصبحت سلطة عابرة لكل هذه السلطات بسطوتها وإبهارها وقدرتها على التغيير، ولما تتمتع به من مرونة وقدرة على التواؤم مع ما يُلقى على عاتقها من مهام .

·        فهل يمكن القول إن الصحافة الإلكترونية هى بديل الصحافة المطبوعة؟
·        أم أنها بداية النهاية للصحافة المطبوعة ودخولها المتحف؟
·        أم أنها مرحلة متطورة من مراحل تطور الصحافة المطبوعة على قاعدة التكامل لا على قاعدة الإلغاء؟

أسئلة نبحث لها عن إجابات فى هذا الكتاب من خلال أربعة محاور:

- حرية الصحافة بين المنح والمنع
- المؤسسات الصحفية من التأميم الى الإنهيار و الدمج ؛ خاصة و أن هذه المؤسسات مدينة للبنوك والتأمينات والضرائب بحوالى ستة مليارات جنيه . كما أن هذه المؤسسات تعيش عالة على الدعم الحكومى الذى لن يستمر طويلاً فى ظل إصداراتها الخاسرة .
-  دور نقابة الصحفيين كمظلة حماية لأعضائها .
-  استشراف مستقبل المطبوعة فى ظل التحدى الذى جلبته الصحافة الإلكترونية.

***

 وقد حرصت على تحرى الحقيقة عن كل واقعة  ذكرتها وتدقيق كل معلومة من أكثر من مصدر من مصادرها ؛ ودعمها  بالصورة والمستند ؛  كما حرصت على ألا الصق بأحد ما لم يفعله أو أغسل أحداً من أوزاره ؛  و قد غضضت الطرف عن حقائق و وقائع أعلمها يقينا ؛ بل إننى  كنت شاهداً على بعضها  لأن مستندها غير متوافر لدىَّ .
                                      والله الموفق والمستعان .
ياسر بكر

كتاب الإعلام البديل ـ ياسر بكر ـ االصحــــــافة القــومية من التأميم الى الإنهيار


الفصل الأول :  


الصحــــــافة القــومية
من التأميم الى الإنهيار

تم تأميم الصحافة فى 25 مايو1960 بالقانون رقم 156  لسنة  1960 و الذى سمى فى ذلك الوقت  " قانون تنظيم الصحافة " هو أول قانون صحافة يصدر في مصر بعد ثورة 1952، وصدر بهدف "تحرير الصحافة من سيطرة الرأسمالية"، وفقا للمادة 3 من هذا القانون، نقلت ملكية جميع الصحف الهامة في ذلك الوقت إلى الحكومة في إطار "الاتحاد االقومى"  . الذى تحول الى " الإتحاد الإشتراكى " الذى شدد الرقابة الحكومية على الصحف، وحول الصحافة إلى قناة لترويج أفكار النظام الحاكم . و بعد إنشاء المنابر و التحول الى التعددية الحزبية أصبحت الدولة تملكها ملكية خاصة و يمارس حقوق الملكية عليها مجلس الشورى .
و منذ ذلك التاريخ و المؤسسات الصحفية القومية تؤدى دورها على قاعدة مقولة فولتير : " إنك لا يمكن أن تفكر إلا برضاء الملك " .
و قد أحسن الكاتب الفرنسى بو مارشيه  التعبير عن ذلك فى مسرحيته زواج فيجارو بقوله :
" لقد قيل لى إنه وضع خاص عن حرية الصحافة؛ فعلى شرط ألا أتكلم فى كتاباتى لا عن الطباعة و لا عن الديانة و لا عن السياسة و لا عن الأخلاق و لا عن ذوى المناصب و لا عن الهيئات الرسمية و لا عن الأوبرا و لا عن أى شخص له مكانة ما و بخلاف ذلك تستطيع طبع كل شئ بعد تفتيش رقيبين أو ثلاثة  ".

مما جعل الصحافة  )القومية )  تواجه العديد من التحديات التى تتعلق بجوهر أدائها كمهنة وتتمثل هذه التحديات فى :
·        ترسانة القوانين والتشريعات الإعلامية التى تحمى الصفوة الإعلامية والسياسية والاقتصادية  ولا تراعى الحقوق المهنية للصحفيين ولا الحقوق الاتصالية والمعرفية للأفراد والجماعات .
·        قيود السيطرة الحكومية بما تحمله من قيود التوجيه والرقابة الذاتية واحتكار الدولة  للمعلومات .
·        ترهل الجسد الوظيفى وتدهور علاقات العمل .
·        ضآلة ومحدودية التوزيع ؛ مع ذلك يصر كل رئيس تحرير على الترويج الكاذب لمقولة ( أوسع الصحف انتشارا )  خاصة  أنه لا توجد فى مصر جهة محايدة تضع على عاتقها مسئولية إصدار إحصائيات دقيقة لتوزيع الصحف  ؛ لكن موقع «سويس إنفو»  نقل عن مصدر مطلع قوله  : «إن رئيسى تحرير الأهرام والأخبار طالبا فى أحد اجتماعات المجلس الأعلى للصحافة برفع ثمن العدد.. فرفض صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلى للصحافة وقال لهم: «على إيه الزيادة!! أخبار اليوم بتوزع 193 ألفاً بعدما كانت توزع مليونا وربع المليون، والأهرام توزع أقل من 400 ألف من العدد الأسبوعى بعدما كانت توزع مليونا ونصف المليون، أما اليومى فتوزيعه أقل من ذلك بكثير، ولسه بتطالبوا برفع الثمن ».

·        زوال الحدود الفاصلة بين الإعلان والتحرير فى كثير من  الصحف، مما حوَّلها إلى صحافة دعاية وإعلان فى ظل رغبتها فى زيادة تمويلها وضغوط المعلنين ، بنشر الإعلانات مخلوطة بالمواد التحريرية الإعلامية، ، مستغلة فساد ذمم وضمائر عدد من الصحفيين الذين فى مقابل المكسب المالى من العمولات، لا يخجلون من وضع أسمائهم على هذه الموضوعات الملتبسة إعلانيا وإعلاميا والمموهة بالإخراج الفنى، الذى لا يفرّق كثيراً بين التحرير والإعلان ، ودون إشارة صريحة إلى أنها صفحات إعلانية أو تسجيلية مدفوعة الأجر؛ بما يعد مخالفة لآداب المهنة وقواعد وأخلاقيات العمل الصحفى وينطوى على إدخال الغش والتدليس على القارئ وخداعه  .
.. وعن ضغوط  المعلنين على الصحافة قال  حمدى رزق رئيس تحرير
«المصور » رداً على سؤال لمحرر موقع  اليوم السابع  نصاً  وبالحرف الواحد :
( * المحرر :  فى رأيك هل تخلصت الصحافة المصرية من ضغوط المعلنين؟
-  حمدى رزق : « إذا كان أمام رئيس التحرير صفحة إعلانات وصفحة تحقيق رائعة فسيختار الإعلان ليضمن أن المحررين سيحصلون على رواتبهم فى الصباح، وإن كان رئيس التحرير مطالبا بأن يُحدث التوازن بين المادة الخبرية والمادة الإعلانية ومفيش جورنال يخرج إلى السوق إلا وعليه ضغوط، ولو خرجت مطبوعة دون انحيازات فلن تبيع، والصحافة فى مجملها مجموعة انحيازات من بداية اختيار فكرة موضوع المناقشة، ثم تنفيذ الموضوع بطريقة معينة من خلال مصادر معينة دون الأخرى، الانحياز الثالث عند اختيار عنوان معين، والرابع هو موضوع مقدمة معينة، وفى النهاية الانحيازات موجودة باستمرار، وفكرة الاستقلال غير موجودة بالمرة لأن الملائكة لا تحرر الصحافة، وليس كل من يحررون الصحافة شياطين، ولا توجد استقلالية فى القرار التحريرى، ومن يدَّعى ذلك فهو ملاك ولا توجد ملائكة فى الصحافة. )  .
·        تدنى الكفاءة المهنية  لكوادرها وتخلى المؤسسات عن دورها فى التدريب وتركه للمبادرات الشخصية للأفراد،  ومحاولات محدودة من لجنة تطوير المهنة  بنقابة الصحفيين  بدأها الزميل أحمد النجار وانطلقت بها الزميلة عبير سعدى بشكل علمى ومنظم ودءوب.
·        التسيب فى تطبيق القواعد المهنية إلى الحد الذى جعلها تخفق فى تغطية الأخبار والتطورات السياسية والمجتمعية ولم يحدث أن حققت المؤسسات الصحفية العملاقة فى مصر سبقاً فى تغطية  حتى أشد الأحداث الداخلية والخارجية خطورة ؛ بل نادراً ما تلجأ  إلى التغطية من الموقع مقابل السيادة شبه التامة للتغطية المكتبية .

والدليل على ذلك  :

1 - أن اقتباس وكالات الأنباء العالمية  من الصحافة المصرية يكاد يكون معدوماً . بل على العكس فإن الصحافة المصرية كثيراً ما تعيش عالة على وكالات الأنباء العالمية و كثيراً ما تلجأ فى تغطية أخبار بلدان عربية مجاورة إلى النقل عن  وكالات الأنباء العالمية  والاقتباس من الصحافة الغربية .
 2 - أن الحكومة المصرية تعاقدت مع مجموعة «بيل بوتينجر»، كبرى الوكالات المتخصصة فى العلاقات العامة والدعاية فى بريطانيا، لتحسين صورتها على الساحة الدولية والترويج للعديد من الخطوات الإيجابية التى اتخذتها خلال السنوات القليلة الماضية، لدفع التحول الاقتصادى والسياسى ولم يتم إيصالها على النحوالأمثل إلى الجمهور الدولى .
 و«بيل بوتينجر»، هى الفرع المختص بالدعاية والعلاقات العامة فى مجموعة «تشيم» للاتصالات، التى يرأسها اللورد تيم بيل أحد المستشارين السابقين لرئيسة الوزراء البريطانية الأسبق مارجريت تاتشر.
وقال أبيل هادن أحد كبار المسئولين فى المجموعة: تم توقيع العقد فى يونيو2010 مع وزارة الإعلام المصرية للمساعدة على أن تُفهم رسائل الحكومة المصرية بشكل أفضل على الساحة الدولية .
ولم يُفصح هادن عن قيمة العقد، ولكنه قال إنه سيسرى لمدة عام، وإن الأنشطة المتفق عليها فى إطاره تشمل «التنشيط السياحى والبرامج الخاصة بالتبادل التعليمى بين الدول، وإقامة المعارض بجانب ما وصفه بـ «مجموعة من الوسائل التى تستخدمها الحكومات فى مختلف أنحاء العالم»  لتحسين صورتها،
وكشف المسئول فى « بيل بوتينجر» النقاب عن أن فرعا آخر للمجموعة الأم «تشيم»، شارك قبل أعوام فى « خلية أزمة إعلامية» تعاونت مع الحكومة المصرية عقب الهجوم الدموى الذى وقع فى الأقصر عام 1997، وقتل فيه 62 شخصا، بينهم 59  سائحا أجنبيا.

  مما دفع الصحف إلى تغطية عجزها المهنى برطانة لغوية جوفاء، تتسم بكثير من التطـرف والعنف الرمزى والإسفاف السياسى، الذى ظهـر واضحاً فى المعالجات الصحفية التى تناولت :
-  أداء جماعة  الإخـوان المسلمين
-  وفى الكتابات الصحفية عن دعـوة د . محمد البرادعى للتغيير وتعديل بعض مواد الدستور والتى نحَّت تلك الكتابات منحى التجريح الشخصى للرجل، والذى وصل إلى طبق طعامه، فقد كتب عبد الله كمال بعنوان ( طاجن عكاوى ! ) :
«خلال رمضان، تناول الدكتور البرادعى طعامه عند أبو رامى (بتاع الكباب) فى المدبح.. وهذه خطوة تاريخية نقلته بالتأكيد إلى أجواء رائعة من تراث وفولكلور الأحياء الشعبية المصرية.. حتى لوكان كيلوالكباب عند أبو رامى  ( بشيء وشويات. ) .. أليست مشويات؟
هذه الزيارة الخالدة لمطعم كبابجى مشهور، لابد ألا تنسى جمعية التغيير أن تنظم له عملية تناول الغداء عند مطعم العهد الجديد، لكى يرم عظمه بطاجن عكاوى مع فتة كوارع، ويكون لطيفًا لو أنه تعشى فولا عند «الجحش» فى السيدة زينب، على أن نرتب له تناول الكبدة المشوحة على الطريقة الإمبابية الخاصة فى مطعم البرنس على أن نوصى له بمزيد من مبشور جوزة الطيب.. ولا ينصح فى هذا السياق بالذهاب إلى محل حمادة النتن أو فتحى الوسخ.. هذه لن تكون وقتها سياحة تعليمية للدكتور البرادعى بل سوف تؤدى به إلى أقرب مستشفي.. ولابد من حماية سلامته. ».
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعدته صحيفة مسائية إلى اغتيال سمعة أفراد من أسرته.
-  وفى التناول الصحفى  لقضية مقتل الشاب خالد سعيد على أيدى فردين من جهاز الشرطة، والذى حمل هذا التناول تجريحاً للضحية وإهانة للمتعاطفين معه، مما حدا بهؤلاء المتعاطفين إلى تنظيم وقفة احتجاجية  (يوم الثلاثاء  29 – 6 – 2010 ) أمام جريدة الجمهورية بشارع رمسيس احتجاجاً على وصف الجريدة لخالد بـ «شهيد البانجو»، ونشر معلومات غير صحيحة عنه  .

·        كما ظهـر الابتذال واضحاً بجلاء فى انحدار مستوى  التحرير الصحفى إلى درك الركاكة فى مقال عن  : ( حجم التضحيات التى يقوم بها الرئيس مبارك، ضمن مقتضيات الواجب الوظيفى ، وقال كاتب المقال ضمن ما قال إنه محروم من طشِّة الملوخية )  ؛ ومقالٍ ثانٍ عن : ( صاج وحديد طائرة الرئيس الذى يستمد قيمته من وجود الرئيس على متنها ) ومقال ثالث لكاتب آخر عن : (حب اللحوم والمشويات والشاى، وانبهار  كاتب المقال
بالموائد التى يحضرها خارج الوطن ذهابا وإيابا على متن الطائرة الرئاسية، حتى أنه أثنى على زميل له لأنه من قدامى الخبراء فى الولائم الرئاسية!.  ) .
·        الأنكى من ذلك هو تغيير جريدة الأهرام للصورة  الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى البيت الأبيض  أثناء عبوره صالة البيت الأبيض مع الرؤساء أوباما والملك عبد الله ومحمود عباس ونتنياهو والتى التقطها له المصور تشاك  كيندى ونشرت على موقع البيت الأبيض بتاريخ 1 – 9 – 2010  .
وقد أعادت الأهرام نشر الصورة بعد التلاعب فى تفاصيلها ببرنامج معالجة الصور Photo shope)   ) فى العدد45207 بتاريخ 14 -9 – 2010 على نصف الصفحة
السادسة ضمن تحليل كتبه كل من د . عبد المنعم سعيد ود.محمد عبد السلام .. وهو الأمر الذى انتقدته  (CNN) وصحف التليجراف والجارديان وواشنطن بوست ؛ ووصفته شخصيات معارضة مصرية بـ«غير اللائق»، لما قامت به الصحيفة من تحريف للحقيقة. 
وحاولت «الأهرام»على لسان رئيس تحريرها تبرير قيامها بنشر صورة «مفبركة» للرئيس حسنى مبارك، تظهره وهو يقود الزعماء المشاركين فى الجولة الأولى لمفاوضات السلام المباشرة، والتى عُقدت بالعاصمة الأمريكية واشنطن سبتمبر 2010، بالقول  : « إن الصورة «تعبيرية» حتى يفهم من لا يفهمون .. وحتى لا يضللوا غيرهم ويتكلموا ويقولوا إنهم اكتشفوا الخديعة أوالوهم أوأننا نزوِّر أو نجمِّل ؛ فهم الذين يزوِّرون ويكذبون ويصدقون أنفسهم ثم يتهموننا ( !! ) » .
ولم يخرج تبرير رئيس مجلس إدارة الأهرام عن نفس السياق ولكنه أضاف : « يجب أن نصرَّ طول الوقت على الاستمرار فى اتباع  أقصى معايير مهنية صرامة »
                                                    ***      
وهو كلام مرسل ينطوى على خلط بين الصورة و الرسم التعبيرى أو التوضيحى المصاحب للقصص و الموضوعات  (  Illustration ( ؛ فقوالب العمل الصحفى لها أنماطها المحددة ومعاييرها التى تحكمها فمعيار الخبر فى المقام الأول هو: ( هل وقع الحدث أم لم يحدث ؟ ) والصورة تنقل الحدث كما سجلته عدسة المصور . فالصورة هى الحقيقة وعدسة المصور شاهد حق على الحدث .
·        كما أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال استخدام التكنولوجيا الرقمية كأداة للوهم وتضليل المتلقى للخبر من خلال الخلط  بين الحقيقة وما هوغير حقيقى، بما يؤدى إلى انهيار مصداقية الصحافة . . و تغير رؤية الناس للأحداث و يسهم في تزوير التاريخ ، وتزييف الوعى .
صورة البيت الأبيض
الصورة البديلة التى نشرتها جريدة الأهرام

ما ذوهو ما ذهب إليه مكرم محمد أحمد فى مقاله بعنوان خطأ الأهرام : «على أية حال فإن ما حدث هو خطأ مهنى أو بالأحرى اجتهاد مهنى خاطئ ؛ لا جدال » . 
إلا أن حديث مكرم محد أحمد عن الاجتهاد المهنى يجعل من مقاله سقطة أخرى تُضاف إلى رصيد الأهرام ، فصحيح الاجتهاد أن يكون المجتهد عالماً بالقواعد المهنية وملتزماً بالأصول وعلى دراية بالفروع  ؛ فإذا افترضنا جدلاً أن ما فعلته الأهرام اجتهاد – وهو فرض لا نسلّم به أبداً –  فهو اجتهاد فاسد إستند إلى معرفة ضريرة إفتقدت المستوى العلمى مثل ( اجتهاد اللئام فى حلاقة رءوس الأيتام ) ورءوس الأيتام هى المؤسسات الصحفية القومية التى و كأنها لا مالك لها  و لا رقيب عليها .
***
وقد بث موقع واشنطن بوست فى 25 –  9 - 2010  تقرير بعنوان :

 "Photoshop gone wrong: Famous examples of doctored images "


An Egyptian newspaper is the latest offender in a long history of embarrassing scandals involving altered photographs  


 « فوتوشوب فى الاتجاه الخطأ : الأمثلة المشهورة  للتلاعب فى الصور»
صحيفة مصرية هى أحدث المخطئين فى تاريخ طويل من الفضائح المحرجة التى تنطوى على التلاعب بالصور
***
وقد سبق أن نشرت مجلة «TIME  » مجموعة صورعن طفولة أوباما وشبابه
فكتب المصور دون نكلوف مقالاً أكد فيه أن هذه الصور مشتبه فى التلاعب بها وفبركتها وقد نشرت المجلة المقال فى 25 إبريل 2009 بعنوان :
The Three Stooges go to Washington
 "Barack Obama: The Pictures Speak A Thousand Lies”
وترجمته : «الثلاثة المضحكون يذهبون إلى واشنطن ؛ باراك أوباما : صور تحكى ألف كذبة».
وقد تفضلت الزميلة الأستاذة هالة العيسوى نائب رئيس تحرير الأخبار بإعطائى صورة من المقال والصور، وهو عبارة عن تحليل بصرى بالعين المجردة للصور المنشورة ، المصور الفوتوغرافى الذى قام بتحليل الصور تناولها من زاوية الضوء والظل والمسافات وزوايا الانحناء ومقارنة الأحجام والأبعاد ..كما اعتمد على بعض المعلومات التاريخية.
·        هجوم صحفيى الحكومة وبلا خجلٍ على زملائهم فى الصحف الحزبية والصحف الخاصة،  فعلى سبيل المثال ما نشر فى صحيفتين يوميتين مملوكتين  للشعب  :
-  فى باب «مختصر ومفيد» بجريدة الجمهورية بتاريخى 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2007  كتب محرر الباب ( محمد على إبراهيم – رئيس التحرير)، الذى ينشر باسم «مصري» مهاجما أحد رؤساء التحرير واصفا إياه بالشاذ . 

كتب عبد الله كمال، رئيس تحرير روز اليوسف، فى مقاله  يوم 11 نوفمبر 2008 مهاجماً الإعلامية جميلة إسماعيل (زوجة الصحفى أيمن نور) :
«إن المفترض فى أى كشف بيطرى أن يتم فحص لسان أى كلب.. وبالمرة نريد أن نعرف طول لسان كل كلب.. وهل السيدة جميلة إسماعيل (زوجة أيمن نور) تحرص على اقتناء نوع معين من الكلاب، أم أنها تفضل هذا النوع بعينه.. وهل هناك مدرب لهما أم أنهما يعيشان على الفطرة.. وبها .. ومن ثم، ما دورهما فى أحداث حزب الغد؟»
***
وهوما يتنافى مع آداب فن التحرير الصحفى التى أوجزها الدكتور عبد اللطيف حمزة فى كتابه «المدخل إلى فن التحرير الصحفى» :
(إن الأوروبيين يصفون الصحافة بأنها «الأدب العاجل» وبأنها «أدب غير خالد» ذلك بأنها أدب وقتى، والمحرر الصحفى لا ينفق فيها من الجهد ما ينفقه الأديب .
وإن التشهير والتشنيع والفضيحة والمبالغة بطريق النشر دليل على انحطاط  مستوى الشعب والجريدة معاً،  لكونه يتناقض مع معيار النزاهة وهو أن ينزِّه الكاتب نفسه  عن ألفاظ الفحش والبذاءة) .

***
  وعلى الجانب الإدارى ليست الأمور أفضل كثيراً من جانبها  المهنى، فالخلل  واضح فى هياكلها الاقتصادية والمالية  فى ظل السلطات المطلقة للقائمين عليها، فمع تخلى المالك القانونى (مجلس الشورى) عن مسئولياته قِبَل هذه المؤسسات والاكتفاء بتعيين رئيس لها ؛ مما حوَّل رئيس مجلس الإدارة إلى «مالك فعلى» أوفى أحسن الأحوال قائم  «بدور هذا المالك»، فأصبحت سلطاته بلا حدود ولا معقب عليها، مما خلق وضعا كرَّس للإدارة الفردية مع افتقار لآليات الرقابة العملية من داخل المؤسسة ذاتها أوجهات محايدة خارجها  ؛ وتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات تبدو و كأنها مجرد أوراق لا يلتفت إليها ولا تستأهل ثمن أوراق ومداد  كتابتها وتظل حبيسة الأدراج .
كما تعانى أغلب هذه المؤسسات من انهيار مالى فى ظل اختيار قيادات هذه المؤسسات من منطلق معايير سياسية وليس بمعايير الكفاءة أو المهنية ، ومنحهم سلطات ومزايا مالية مطلقة. دون النظر إلى الصالح العام لهذه المؤسسات والعاملين بها ؛ ودون محاسبة، ففى حالات كثيرة لا يهتم رئيس المؤسسة بزيادة حجم مديونية المؤسسة والعجز المستمر فى ميزانيتها ولا يلقى بالاً للخطر على مصير ومستقبل العاملين فيها من الصحفيين والعمال والإداريين والفنيين، فى ظل الفشل فى تدبير مرتبات العاملين  وعدم سداد حقوق الدولة ومستحقات التأمينات الاجتماعية وصندوق تكافل نقابة الصحفيين ...
وفى حالات كثيرة لا يهتم رئيس المؤسسة بالحضور بانتظام إلى موقع عمله ويقضى وقته كله فى السفر إلى الخارج دون حاجة فعلية أومهنية، وبما يشلّ المؤسسة كلها، نظرا لإصراره على الاحتفاظ بحق إصدار حتى أتفه القرارات... ويلخص العاملون فى هذه المؤسسات هذا الوضع فى مقولات معبرة أصدق تعبير عن واقع الحال : «رئيس مجلس إدارة بسلطات مجلس الإدارة» و«العزب» و«التكايا» و«المقاطعات الخاصة» .

 وقد ظهرت مؤشرات تنذر بالنهاية تتلخص فيما يلى :

 1 – تآكل أصول المؤسسات وبيع بعض الأصول المملوكة لــ ( دار المعارف - أخبار اليوم –  التعاون –  دار الهلال ) وتأجير بعضها لسداد مديونيات قديمة وتدبير سيولة للمصروفات .

2 - مفاجأة واقعة إشهار إفلاس  مؤسسة  دار التعاون لعدم قدرتها على سداد مبلغ مالى لأحد الدائنين من تجار الورق ؛ فجّر هذه المشكلة ونقلها إلى العلانية وضرورة المواجهة .
3 –  اعتصام اللجنة النقابية بدار الهلال ( الأربعاء 20 إبريل 2005) ولمدة خمسة أيام برئاسة طلعت المنسى ؛ احتجاجاً على ممارسات رئيس مجلس الإدارة مكرم محمد أحمد ؛ وفى الساعة الثانية عشرة من ظهر  يوم الأحد 24 إبريل 2005 دخل مكرم إلى مقر الاعتصام  بقاعة الاجتماعات وأثناء مناقشة ما تم خصمه من أقساط من مرتبات العاملين لحساب صندوق التكافل بالمؤسسة ولم يتم توريده إلى حساب الصندوق ؛ إضافة لعدم سداد حصة المؤسسة فى دعم الصندوق (2 مليون و 290 ألف  و 862   جنيه ) ؛ تجاوز مكرم حدود اللياقة فى التخاطب مع المعتصمين وأتى فعلاً  لا يليق ؛ وبادله المعتصمون فعلاً بفعل ؛ وانتهى  الموقف بخروجه من المؤسسة وسط وصف العاملين له بنعوت وصفات يعاقب عليها القانون فى مشهد شهد شارع المبتديان الجزء الأخير منه .

شكوى إدارة صندوق تكافل العاملين بدار الهلال

4-   تزايد عدد الدعاوى المرفوعة من العاملين المحالين للمعاش بمؤسسة دار الهلال    
 ضد هيئة التأمينات الاجتماعية  ودارالهلال للحصول على كامل المعاش المستحق لهم عن سنوات خدمتهم  والمنقوص بمقدار خمس علاوات دورية  بعد أن عجزت المؤسسة عن سداد  73  مليون جنيه  للتأمينات الاجتماعية، ومع تراكم الأقساط واحتساب غرامات التأخير فى السداد بلغت المديونية 200 مليون جنيه .
وكذلك تزايد عدد الدعاوى المرفوعة من العاملين ضد المؤسسة لضم مدة الخدمة العسكرية إلى سنوات الخدمة، وما يترتب على ذلك من آثار وهو إجراء  روتينى مكفول بقوة القانون لا يستأهل اللجوء إلى التقاضى 
5-  اعتصام حوالى 200  صحافى بمؤسسة دار التحرير ( فى أكتوبر 2006 )
.. وقد سبق الاعتصام بعض المناوشات عندما أعلن محمد أبوالحديد رئيس مجلس الإدارة أن المؤسسة منيت بخسائر مالية بلغت 76,6  مليون جنيه مصرى ، ومع ذلك قرر تمديد العمل لرؤساء تحرير بعض                     
 الإصدارات الصحافية دون العرض على أعضاء مجلس إدارة المؤسسة ، كما قرر صرف مكافأة لنفسه بلغت 100 ألف جنيه، و20 ألف جنيه لكل عضو بمجلس الإدارة البالغ عددهم 12 عضوا، وبذلك يكون إجمالى المكافآت 340 ألف جنيه فى مؤسسة خاسرة .
 - وقد تقدم جمال عبد الرحيم – عضو مجلس الإدارة المنتخب -  ببلاغ للنائب العام عن الخسائر التى تحققت فى ميزانية 2006 وقدرها  76,6 مليون جنيه  ؛ وأكد عبد الرحيم  أن هذا البلاغ ما هو إلا بداية لسلسلة بلاغات سوف يتقدم بها فى الفترة المقبلة للنائب العام عن ميزانية 2007 والتى أظهرت خسائر قدرها 70 مليون جنيه،  وسيتقدم ببلاغ ثالث عن ميزانية     2008والتى أظهرت خسائر مبدئية قدرها 85 مليون جنيه..   
                                                                                                     

  شكوى صحفيى مجلة أكتوبر

   -  6دمج  مؤسسة التعاون فى مؤسستى الأهرام وأخبار اليوم ودمج مؤسسة دار الشعب فى مؤسسة دار التحرير، بما يعنى اقتصار التعامل مع أعراض المشكلة وليس أسبابها .
7 تقديم بلاغ جماعى من  11 صحفيًا    بمجلة «أكتوبر» إلى النائب العام ضد مجدى الدقاق رئيس تحرير المجلة، بتهمة التطاول على الذات الإلهية والدين الإسلامى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتوجيه تهديدات لهم بالقتل.
وزعم الصحفيون فى البلاغ
الذى حمل رقم 12814/2010- إن الدقاق دأب على التطاول على الدين الإسلامى، والذات الإلهية، وسبّ الدين فى تعاملاته اليومية، والسخرية من أداء  فريضتى الحج والصيام، ووصفه للرسول الكريم بأنه «إرهابي»، ناسبين إليه القول عقب خسارة مصر أمام الجزائر فى تصفيات المونديال: «عمالين تدعوا يا رب نفوز.. أهو ربنا بتاعكم طلع جزائري»، فضلاً عن إنكار واقعة الإسراء والمعراج.
واتهمه الصحفيون بأنه يشجع أحد مساعديه على عرض أفلام إباحية على جهازه الشخصى أثناء جلوسه فى صالة التحرير، بالإضافة إلى اتهامه بنشر مقالات تحرض على إشعال الفتنة الطائفية، وتأكيده على أن هذه الأفعال تأتى على رأس توجهات الدولة، وأن لديه تعليمات عليا على ضرب المعترضين بـ «الجزمة».
وكشف الصحفيون فى البلاغ أنهم تقدموا بمذكرة بإساءات الدقاق إلى رئيس الجمهورية تتضمن كل هذه الوقائع، وفور علم رئيس التحرير بالأمر استشاط غضبا، وأبدى تحديه لهم ، بل وذهب إلى نعته نفسه بـ «الكافر»، وقال لهم: «أيوه أنا كافر وأعلى ما فى خيلكم اركبوه»، وذلك بحسب ما ورد فى البلاغ من مزاعم.

7 -  تصريح رئيس المجلس الأعلى للصحافة : « لا بديل عن دمج المؤسسات الخاسرة ».

***

  ورغم الفشل المتكرر و الإخفاقات الدائمة لقيادات المؤسسات التى يغطيها الدعم أو الصمت الحكومى و فى ظل غياب قواعد المحاسبة الإدارية ، يتوقع الجميع أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة مقبلة إلا على حساب مزيد من الأعباء المالية الحكومية ؛ فجميع إصدارات المؤسسات القومية خاسرة باستثناء الإصدارين اليوميين للأخبار و الأهرام .
مما ينذر بأن مشهد النهاية بات وشيكاً ، وأصبح معه البحث عن مخرج من الأزمة أمراً ملحاً .