الاثنين، مايو 22، 2017

ياسر بكر يكتب : " فنكوش" الست جنجاة !!



ياسر بكر يكتب : " فنكوش" الست جنجاة !!

أخر صورة للغنانة سعاد حسني قبل رحيلها الغامض

على الجانب الآخر لما كتبه الأستاذ منير مطاوع بعنوان:" سعاد حسني، السندريلا .. تتكلم"، وما أمتاز به من رصانة الفكر، ودقة الصياغة، والسير بخطوات ثابتة لرسم ملامح صورة لشخصية وروح الفنانة سعاد حسني.. كان المصنف العشوائي بعنوان: "سعاد أسرار الجريمة الخفية" الذي كتبته أختها الغير شقيقة جنجاة عبد المنعم حافظ والذي يتضح من مطالعة لافتة الغلاف أن أمام مصنف ينطوي على ملمح يتسم بالعشوائية، ويستند إلى معرفة ضريرة تسقطه في الكثير من المحازير التي تصنف تحت ما يسمى بـ "جرائم النشر"؛ فقد جاء في العنوان لفظ "الجريمة الخفية" .. وبتأمل تداعيات الأحداث نجد أن "الجريمة ليست خفية"، ولكنها "غامضة" والفارق كبير بين "الخفاء" و"الغموض"، وبقراءة متأنية لصفحاته نجد أن الكاتبة التي لم تنل قسطاً من التعليم يؤهلها لتلك المهمة؛ لذا عاشت في ظل أختها النجمة وعملت في حرفة "اللبيسة" لها في سنوات اشتغالها بالفن، وهو ما ظهر جلياً في الكتاب من تناقضات، وأنها قد أدانت أختها المتوفاة من حيث أرادت لها البراءة، ولوثت سمعتها من حيث أرادت تبيض صفحتها، .. واستشهدت بما لا يشهد لها، ولم تستطع إقامة الدليل على ما ادعته في مصنفها، وهو نفس الأمر الذي عجزت عنه أمام سلطات التحقيق، وهو ما حدا بسلطات التحقيق إلى اهدار تقولاتها، والالتفات عنها، والانتهاء بالتحقيقات إلى الحفظ !!

كان من الواضح أن السيدة جنجاة بعد أن فشلت معركتها القانونية أنها تخطط لمعركة إعلاميه لكنها سرعان ما سقطت في المحظور الكاشف عن نواياها؛ فعلى عكس ما ادعته من كونها تريد الارتكان إلى الرأى العام للحصول على الحق الأدبي لأختها لأمها؛ .. فقد  طرحت الكتاب بسعر مبالغ فيه (150 جنية) بما يحول دون المهمة التي ادعت جنجاة إصداره لأجلها، ويقف عائقاً دون وصول رسالة الكتاب "المفترضة" إلى محبي سعاد حسني وعشاق فنها، وجعل البعض يستشعر أن الأمر مجرد "سبوبة" للحصول على المال بالمتاجرة بذكرى فنانة رحلت في حادث مأساوي مازال يكتنفه الغموض .

في البداية تحاول السيدة جنجاة أن تصنع تاريخاً للعداوة بين سعاد حسني وصفوت الشريف الذي ألصقت به الاتهام بقتلها دون قرينة أو دليل لتتوج ذلك التاريخ في النهاية بحادث قتلها وما شابة من غموض،.. تقول السيدة جنجاة : 

"أنه تم تجنيد سعاد حسني في المخابرات العامة بتاريخ أكتوبر أو نوفمبر1963"، وهو ما يخالف ما قالته سعاد حسني في التحقيق معها في قضية انحراف جهاز المخابرات في تمام الساعة 10 من مساء الأربعاء 6/3/1968، حيث جاء في أقوالها أنها اتصلت بالمخابرات العامة منذ أكثر من ثلاث سنين (أى في سنة 1965). 

وفي هذا الجزء تحشر السيدة جنجاة ـ بدون داع أو ضرورة ـ صورة ضوئية مما حمل اسم "صيغة عقد زواج عرفي" بين سعاد حسني والمطرب عبد الحليم حافظ محرر بتاريخ 3 أبريل 1960  لتكسب ظهيراً من تعاطف محبي عبد الحليم حافظ إلى جانب عشاق فن سعاد حسني، لكن فات على السيدة جنجاة أن هذا العقد منعدم ويعد هو والعدم سواء لكونه عقد فاسد لافتقاده ركني الإشهار ولكونه خلا من توقيعي الشاهدين الذين ورد اسميهما فيه بخط اليد وهما : يوسف عبد الله وهبي (الفنان يوسف وهبي) والإذاعي وجدي الحكيم، وأن تلك الورقة المسماة على غير الحقيقة "عقد زواج عرفي" هى شئ أخر لا علاقة له بالزواج، والتي بدأ الحديث عنها لأول مرة في سنة 1992 بعد وفاة عبد الحليم حافط بـ 16 سنة، والتي أنكرها أفراد من أسرته .

كما تم الزج باسم مفتي الديار المصرية آنذاك الشيخ حسن مأمون في صيغة العقد رغم أنه لم يرد في نص العقد "المزعوم" أنه باشر مراسمه أو وقع عليه بخط يده أو بصمه بخاتمه.. الأغرب والذي يثير الكثير من علامات الأستفهام أنه فوق اسم فضيلة المفتي المطبوع بالآلة الكاتبة صورة بصمة أصبع لا ندري إن كانت بصمته أم بصمة تخص غيره !!

إننا أمام صورة لورقة تم تسميتها "صيغة عقد زواج عرفي" تحوطها شبهة التزوير المفضوح حيث ورد في البند الرابع خطأ لم يفطن إليه المزور مُصطنع العقد حيث جاء في ذلك البند أنه :

"هذا الزواج رسمياً وطبقاً لأحكام القانون الوضعي في جمهورية مصر العربية"
الأمر الذي فات على المزور مصطنع العقد أن مصر في وقت تحرير العقد (3 أبريل 1960) كان اسمها الجمهورية العربية المتحدة، وليس جمهورية مصر العربية منذ 22 فبراير 1958 وحتى سنة 1971  حين أعاد الرئيس السادات لها اسم جمهورية مصر العربية.

.. وليس مقبولاً أن يقع طرفا العقد الفنانة المشهورة، ومطرب الثورة في مثل هذا الخطأ الذي يظهرهما في سمت الجهلاء لكونهما لا يعرفان اسم الدولة التي يعيشان فوق أرضها، وتحت علمها، ويخضعان لقانونها؛ وهو ما يقطع باحتمال شبهة التزوير!!

 في كل الأحوال فإن قيمة هذه الورقة بالنسبة للقارئ أنها حوت معلومات مغلوطة وجرى اصطناعها وترويجها في إطار تضليله، لكنها بالنسبة للسيدة جنجاة وحدها "ضرورة"؛ لكونها تعتبرها دليلاً على نقاء أختها وطيب سمعتها وحسن سيرتها، وأنها كانت تحيا حياة مستقرة أفسدها عليها صفوت الشريف بنجاحه في تشكيك عبد الحليم حافظ في سلوك سعاد حسني!! .

وهو ما يخالف ما قالته سعاد حسني في تسجيل مذكراتها مع الأستاذ منير مطاوع عن أسباب ابتعادها عبد الحليم حافظ :

".. وبدأت أحس إن اللي كان بيني وبين "حليم"ـ يلاحظ أنها قالت: اللي كان بيني وبين "حليم، ولم تسمه زواجاً ـ ما كانش ينفع يبني بيت أحلامي .. بيت أحلامي فيه أولاد وبنات .. وفيه ناس عايزة تعيش زى ما هي، مش زي ما "الجمهور" عايز .. وصحة حبيبي عبد الحليم لم تكن تسمح .. ونجومية العندليب كانت أهم عنده من أى حاجة ثانية ..
سبب آخر .. هو أنني خفت أكون زوجة العندليب الأسمر لأني ما كنتش عايزة أخونة " .

.. ولذا كان الابتعاد وليس الطلاق؛ فلم يكن هناك زواج؛ ليقع الطلاق!!
كانت السمة الغالبة على مصنف السيدة جنجاة في الكثير من فصوله هو قدرة الاجتراء على الإدعاء الصفيق دون تقديم دليل أو مستند أو سند من الحقيقة أو الواقع؛ فراح يلوي المزاعم ويطوعها ليصل إلى ما توهمت مؤلفته أنه الصواب عبر أسلوب اختلطت فيه خيوط غزل "الاستهبال" في نسيج "الشيطنة" وقد ظهر ذلك جليا في: 

أولاً : إلصاق الاتهام بقتل سعاد حسني بصفوت الشريف أحد مسئولى النظام السابق عبر تقولات مرسلة يشوبها العجز عن تقديم قرينة أو إقامة دليل يحترم عقل القارئ، وامتد الادعاء الصفيق ليشمل الصحفي عبد اللطيف المناوي في تقولات مرسلة بأنه وشى بسعاد حسني، ومضمون بعض وقائع مذكراتها ـ التي أنكرها كلية كاتب المذكرات الأستاذ منير مطاوع ـ ليصل الادعاء الصفيق غايته بأنه قد تمت مكافأة المناوي على فعلته بتعيينه رئيساً لقطاع الأخبار في التليفزيون المصري، وأن زوجته المذيعة رولا خرسا قد نالها من الحظ جانب.

ثانيا: وفي إطار ذات المنهج المدروس لخلط خيوط غزل "الاستهبال" بنسيج "الشيطنة" ادعت جنجاة واقعة ـ إن صحت ـ فإنها تنطوي على شبهة جريمة انتهاك حرمة الموتى والتمثيل بجثمان المتوفاة سعاد حسني في خرق متعمد للحماية الجنائية لرفات الموتى؛ فقد ادعت أن إحدى الصحفيات قد أبلغتها أنها تلقت اتصال هاتفي من طبيبة بمستشفى الشرطة بالعجوزة لم تذكر اسمها جاء فيه :

"أن مجموعة من الأطباء بعد وصول الجثمان إلى المستشفى قاموا بتوقيع الكشف الطبي عليه، وتشريحه بدون إذن السلطات المختصة، واكتشفوا أنها قتلت، .. وأن هناك كدمات كثيرة متفرقة بأجزاء من جسدها وتبدو أثار ضرب وكانت يدها قابضة على بقايا شعر في أظافرها.".

ثالثاً : وفي إطار ذات المنهج تختتم السيدة جنجاة كتابها بإطلاق قنبلة دخان كثيفة لتعبر بكل ما حواه كتابها من أكاذيب وخداع وأضاليل اسمتها "وثائق"؛ .. فقد زعمت السيدة جنجاة أن الصحفية التي سبق أن أبلغتها بتشريح جثمان سعاد حسني بدون إذن السلطات المختصة قد عادت وأبلغتها أيضا أن جريدة "الكرامة" قد نشرت موضوعاً عن قتل سعاد حسني وتحدث كاتب الموضوع عن أوراق ومستندات مخطط قتل سعاد حسني لتصل بنا إلى أنها حصلت من الصحفي المذكور على أربعة وثائق عن خطة قتل سعاد حسني صادرة عن كيان مجهول أسمه : (التنظيم السياسي السري)، وكما يفهم من اللوجو أنه تابع لوزارة الداخلية، كان ما تدعيه السيدة جنجاة أنه وثائق مجرد صور ضوئية معنونة بعنوان : "سري جداً للعرض على السيد الوزير" يسهل اصطناع أصولها مع التطور الهائل في برمجيات الحاسوب، وهو ما يجعل ما أوردته السيدة جنجاة كلام مضحك ويدعو إلى الدهشة والعجب خاصة أنها لم تقل لنا شيئاً عن مفهومها لمعنى الوثيقة !!

وأيضا لا يخفى على صحفي محترف أو باحث جاد أن تلك الأوراق التي ادعت السيدة جنجاة أنها وثائق ـ من المحتمل ـ أنها  تدخل ضمن ما يطلق عليه : "نشاط تجار الورق" وهى أوراق يتم اصطناعها من جانب بعض من لا أخلاق لهم في إطار التربح، أو السعي لتحقيق الشهرة الزائفة .. كما أنه يجري اصطناع مثل تلك الأوراق في إطار صراع بعض المنحرفين من العاملين في بعض الأجهزة على تنازع بعض الاختصاصات المحددة قانونا، ومحاولة بعض المنحرفين التغول بإساءة استخدام السلطة والانحراف بها بتخطي الحدود الفاصلة بين اختصاصات تلك الأجهزة؛ فيجري اصطناع تلك الأوراق بغرض الإساءة إلى أداء بعض تلك الأجهزة، وتسويقها على أنها "وثائق" عبر تسريبها إلى العملاء في الإعلام وإكسابها صبغة السبق الصحفي، وتلوينها بلون "أشباة الأخبار"!!

.. كما يجري اصطناع مثل تلك الأوراق بمعرفة بعض عصابات "الجريمة المنظمة" لصرف الانتباة عن جرائمهم وإلصاقها ببعض الحكومات!!

.. وأبسط دليل على ذلك هو الأسلوب الساذج الذي تمت به صياغة تلك الأوراق الذي يظهر فيها تسمية الهدف باسمه الحقيقي (سعاد حسني) كما جاء في الأوراق التي تدعي السيدة جنجاة كونها وثائق، فأعمال الكيانات الاحترافية لها سماتها المميزة التي يعد التشفير والتكويد والترميز من أهم خصائصها!!

كما أنه لا يمكن أن يكون ثمة تنظيم حكومي بهذا الاسم (التنظيم السياسي السري) لكون هياكل الدولة محددة بنصوص الدستور والقانون وليس فيها مجال لكيانات سرية فبعض مؤسسات الدولة "أجهزة جمع المعلومات" قد تمارس عملاً سريا لكنها هي نفسها ليست كيانات سرية بل لها أبنية تحمل على واجهتها لافتات ضخمة تحمل عناوينها، ويمكن لأي فرد ركوب تاكسي من أي مكان وما عليه إلى أن يطلب من السائق أن يذهب به إلى مبني المخابرات العامة أو المخابرات الحربية أو مبنى جهاز الأمن الوطني أو مبنى الرقابة الإدارية، ليجد نفسه بعد دقائق في قلب المبنى محاطاً برعايه مسئوليه .

دفع الصحفي الذي سرب تلك الأوراق للسيدة جانجاة أمام سلطات التحقيق أنه لن يفشي مصدر حصوله على تلك الأوراق لكون المصادر الصحفية محمية بقوة القانون وهو كلام حق يحمل في باطنة الباطل؛ فقد استثنى القانون من تلك الحماية ما يمس الأمن القومي للوطن وسلامة أرواح مواطنية؛ وهو ما تضمنته قوانين حرية تداول المعلومات الصادرة قي كل بلاد الدنيا، .. وهو ما يمكن إنزاله على وقائع القضية موضوع التحقيق. 

لكن قاضي التحقيق المنتدب ارتآى الاكتفاء بالحفظ، وذكر في حيثياته أنه لم يتوصل إلى دليل أو قرينة تساعده في تحقيق البلاغ .

***
الحلقة القادمة : سعاد حسني .. و" عقدة زوزو" !!

الأربعاء، مايو 17، 2017

ياسر بكر يكتب : موت سعاد حسني

ياسر بكر يكتب : موت سعاد حسني
 
 بورترية يشي بحـالة المعاناة والاغتراب
في حـياة سعاد حسني في أيامها الأخـيرة 

آخر صورة التقطت للراحلة سعاد حسني قبل وفاتها

في صباح يوم 22 يونيو 2002 .. وبعد موت الفنانة سعاد حسني "أخت القمر" .. "المرأة ذات العيون الضاحكة" بسنة واحدة  بالتمام والكمال، .. بالأمس كانت الذكرى الأولى لرحيلها المأساوي؛ فقد توفيت في 21 يونيو 2001 في حادث مازال يكتنفه الغموض .

صباح يوم صيفي شبة عادي .. يحمل الملامح المتكررة لبلادة سابقيه في الأمس، ولاحقيه في الغد .. جلست في غرفة مكتبي بدار الهلال أتناول قهوة الصباح واتصفح بملل وبحكم العادة بعض الصحف .. سكون موحش لا يقطعه سوى ثرثرة بعض السعاة، ورنين جرس التليفون من آن لآخر، ومع اقتراب عقارب الساعة من الحادية عشرة دخلت إلى مكتبي الزميلة الأستاذة ألفت جعفر الصحفية بمجلة "صباح الخير" بصحبة أستاذي منير مطاوع المقيم في لندن والذي تتلمذت على يديه في قسم التحقيقات الصحفية بجريدة "السياسي المصري" في السبعينيات من القرن الماضي، ونهضت للترحيب بالزميلة والأستاذ، وبادرتني الأستاذة ألفت قائلة :

"أن الاستاذ منير عندما علم بوجودي في المكان أصر على رؤيتي"

وشكرت له نبل أخلاقه، وابتديت امتناني للسؤال عني، والرغبة في رؤيتي، .. وبعد السلامات والتحيات واجترار الذكريات، وتناول بعض المشروبات.. أستأذنت الزميلة ألفت جعفر لإنجاز بعض أعمالها وتركت الأستاذ منير في ضيافتي .. علمت منه أنه جاء إلى القاهرة في مهمة حيث صدر كتابه بعنوان: "سعاد حسني .. سندريلا تتكلم" الذي كان قد تعاقد على نشره مع إحدى دور النشر بالقاهرة، وتفضل بإهدائي نسخة ممهورة بإهداء رقيق .

.. كان موضوع "موت سعاد" هو الموضوع ذات الحضور الطاغي على ساعات الحوار (أربعة ساعات تقريبا من الساعة 11 صباحاً حتى الثالثة ظهراً) حين حضرت الأستاذة ألفت جعفر لاصطحابه لتناول الغذاء في مطعم "أخر ساعة" بوسط القاهرة حسب رغبة الأستاذ منير في تناول الفول والطعمية .

كانت حالة من الهيستيريا قد أصابت حياتنا وظهرت أعراضها في أحاديث الشارع المصري، مفادها أن سعاد حسني قد تم اغتيالها لأنها سجلت مذكراتها، وفيها إدانة لشخصيات وهيئات ومخابرات!! وان الصحفي الذي سجل لها المذكرات هو الأستاذ منير مطاوع الذي يقيم في لندن ويعمل في صحف ومجلات مؤسسة الشرق الأوسط السعودية .. كان من الطبيعي أن تفرض تلك الحالة نفسها على ساعات اللقاء .. خاصة أن لقائي بالأستاذ منير مطاوع فرصة ثمينة حملها إلي القدر .. لم تتح ـ وربما ـ لن تتح لصحفي مصري آخر .. سألت الأستاذ منير عن حكاية المذكرات؛ فقال :

" ليست هناك مذكرات للفنانة سعاد حسني؛ فهى لم تكتبها، ولم تملها على أحد .. وقد رفضت ذلك تماماً، وكان منطقها أنها عائدة للفن والناس، ولا تريد أن يشعر أحد بكتابتها مذكراتها، قد اعتزلت الفن والناس." .

ـ قلت : إذن بما تسمي ما أطلق عليه البعض "مذكرات"؟!

ـ قال  : حديث طويل امتد عبر لقاءات وتسجيلات وفضفضات دامت بشكل متواصل أحياناً ومتقطع أحياناً أخري على مدى أكثر من أربع سنوات .. وأنا شخصياً لا أميل إلى إطلاق وصف "مذكرات" عليها .

ـ قلت : أى وصف تود إطلاقه على "المصنف الصحفي" الذي بين يدي الآن بعنوان:"سعاد حسني .. سندريلا تتكلم"، والذي ذكرت أنه نتاج العديد من اللقاءات والحوارات والتسجيلات على مدى أكثر من أربع سنوات ..؟!

قال : إنه أقرب إلى الوصف بـ "الذكريات" أو "السيرة الذاتية" لهذه الإنسانة والفنانة التي لا تكرر.

قلت : عموماً "الذكريات" و"اليوميات" و"السيرة الذاتية" كلها تعد روافد فرعية صغيرة تصب في نهر "المذكرات".

.. ورأيت من الكياسة أن أتجاوز تلك النقطة .

سألت الأستاذ منير : هل كنت تعرف سعاد حسني قبل أن تلتقي بها في لندن ؟!

أجاب : معرفة شخصية لا .. كان اللقاء الوحيد قبل لقاءات لندن الأخيرة في سنة 1971 .. أي منذ 30 سنة عندما جاءت بصحبة زوجها على بدرخان لقضاء يوماً كاملاً في أحد شاليهات الهرم مع أسرة تحرير "روز اليوسف" احتفالاً بعيد ميلاد "صباح الخير" الذي يوافق عيد ميلادها .

ملحوظة : كان لقاء الأستاذ منير الأخير بالفنانة سعاد قبل خمسة أيام من رحيلها .

سألت : كيف تم التعارف في لندن ؟!

أجاب : عندما طالت فترة وجودها في لندن بسبب ظروفها الصحية .. اقترح عليها الأستاذ رءوف توفيق رئيس تحرير "صباح الخير" الأسبق أن يتم لقاء تعارف بيني وبينها في تمهيد لكتابة مذكراتها من خلال حوارات ممتدة .

قلت ضاحكا : عدنا لمربع البداية "مذكرات" أم "ذكريات"؟!

أجاب : لا .. إنها المذكرات من وجهة نظر الأستاذ رءوف توفيق لكنها من وجهة نظري مساعدة الفنانة سعاد حسني على رسم صورة لها ولحياتها وأعمالها وأفكارها في محاولة من جانبي لتقديم سعاد حسني التي لا يعرفها الناس .. وقد لا تعرفها سعاد حسني نفسها .. ولم يكن في تلك المحاولة ـ حسب ما أشاعه البعض ـ مشروعاً للنميمة أو الإثارة أو الصراعات السياسية أو الانتقام من أحد أو تصفية الحسابات فالذي يعرف سعاد حسني السمحة المتسامحة التي تنسى الإساءة يعرف أنها لا تميل إلى الإنتقام ولا تحمل في قلبها الضغائن لأحد .. فلم يحدث طوال فترة الحوار معها أن ذكرت زميل أو زميلة بسوء أو وصف لا يليق . . ولم يكن يعلم بأمر تلك الحوارات سوى ثلاث شخصيات أو أربعة على الأكثر .

قلت : تقصد بما "لا تعرفها سعاد حسني نفسها" بلغة الإعلام المساعدة في اكتشاف "المساحات المعتمة" أو "البقع العمياء".

أجاب : تقريباً .. المناطق المنسية أو "المتجاهلة" في مشوارها الفني، أما إذا كنت تقصد "المساحات المعتمة" أو "البقع العمياء"التي تساعد في التصالح مع الذات وتعجل في ـ بعض الأحيان ـ بالشفاء الجسدي .. تلك مهمة الطبيب النفسي وليس الصحفي، على فكرة الفريق الطبي الذي كانت ترجع إليه سعاد حسني ويعاونها في العلاج لم يكن يضم طبيباً نفسياً.

سألت : .. وماذا كان الاتفاق بعد إتمام العمل خاصة أن القانون يعطي الحق لصاحب المذكرات وكاتبها في ملكيتها الفكرية بالتساوي بينهما؟!

أجاب : كان الاتفاق من جانبها على شرط واحد هو ألا يتم النشر إلا عندما ترى هى أن الوقت مناسب لذلك! وهو شرط ـ للأسف ـ لم أفي به؛ فقد رحلت .
( ألمح في عيني الأستاذ منير مطاوع شبح دمعة)
 
سألت : هل قتلت أم انتحرت؟
 
أجاب : في اعتقادي الشخصي أنها قتلت .
 
قلت : يتردد الأن بين السطور في الصحف وفي الإعلام وفي بعض الدوائر والأحاديث أن القاتل جهة أمنية .
 
أجاب : هذا كلام يؤسفني أن أقول عنه أنه "كلام عبيط".
 
***
 
فعلاً "كلام عبيط" فأي جهة أمنية تلك التي تسعى لقتل سيدة مريضة، ووحيدة في الغربة وقليلة الحيل والحيلة، وفي سنين شيخوختها، وعمر الجدات (58 سنة)؟!!
 
كانت سعاد حسني إحدي نساء الكنترول اللائي عملن مع المخابرات العامة في سنوات انحرافها، ولم يكن هذا سراً خافيا يستلزم إفشائه قتلها؛ فقد تم فتح ملف القضية بمعرفة النيابة العامة، وتداولت وقائعها في جلسات محكمة الثورة المنعقدة علنا، وشهدت كثيرات من النساء بكل تفاصيل ممارسة الفجور في القضية رقم 2 لسنة 1967 محكمة الثورة ونشرت الصحف بعض وقائع الجلسات في حينها .
 
وتم التحقيق مع المدعو صفوت الشريف وقام بالتحقيق معه بمعرفة الأستاذ عبد السلام حامد أحمد رئيس النيابة وأمانة سر محمود عباس بمقر محكمة الثورة وضمت أوراق القضية 65 ورقة مليئة بالفضائح .. ولم ينكر الشريف أنه مارس دور القواد، وأنه كون شبكة دعارة برعاية بعض أجهزة الدولة !!
 قال الشريف في بداية التحقيقات:
 أنه انضم الي جهاز المخابرات عام 1975 بعد أن كان ضابطا بالجيش وتدرب كثيرا حتي أصبح مسئولا عن عمليات السيطرة "الكنترول" التي قام بها قسم المندوبين بالمجموعة 98 منذ عام 1963 عن طريق تجنيد عناصر من السيدات لاستغلالهم في هذه العمليات وأوضح الشريف كيف نشأت هذه الفكرة وأسماء سائر ضباط المخابرات الذين أسهموا في تنفيذها والدور الذي تولاه في هذا الشأن وأسماء السيدات اللاتي وقع عليهن الاختيار والأماكن التي تم فيها تنفيذ العمليات.
وقال إن وظيفته تقوم علي إعداد المكان المناسب وتجهيزه لتنفيذ عمليات الكنترول فيه وترشيح المندوبات اللاتي يصلحن لهذا العمل وقام بتأجير شقتين وزودهما بأحدث آلات التصوير وجهزهما لإعداد العمليات كما أنه قام بتأجير فيلا مفروشة بالإسكندرية في ميامي لإجراء عمليات الكنترول الخاصة بتغطية مؤتمر القمة وأجريت فيها حوالي ثلاثين عملية علي وفود العرب.
وأكد الشريف انه قام بعملية خاصة لتجنيد الممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر 1963 بأمر من حسن عليش وبناء علي ذلك اتصل محمود كامل شوقي بإحدي مندوباته وتدعي "ريري" وفهم منها أن الممثلة ليلي حمدي هي اللي تقدر تجيب سعاد حسني مقابل مبلغ 300 جنيه وأنها ما تحبش تتصل بمصريين وإنما اتصالاتها بتكون بأجانب أو عرب واستخدمت ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلي هذا الأساس يتصل بسعاد حسني وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني عن طريق ليلي حمدي المشهورة برفيعة هانم وأعطاها 300 جنيه كنت قد سلمتها لـه من نقود قسم المندوبين واصطحبها إلي شقة مصر لجديدة وأجريت عملية الكنترول عليهما أثناء ممارسة العملية الجنسية معها.
وقال الشريف: قمت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان بتنفيذ العملية من ناحية التصوير وحضر صلاح نصر رئيس المخابرات إلي غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا علي تنفيذ العملية واقتحمنا غرفة النوم وقمنا بضبط سعاد حسني متلبسة وعقب ذلك تم اصطحابهما إلي مبني الاستجواب بإدارة المخابرات وإيهامهما بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبني الاستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت علي ذلك وحررت بناء علي إقرار بالموافقة علي العمل مع المخابرات وقام صلاح نصر بصرف مكافأة قدرها مائتا جنيه وأشار إلي انه قابل سعاد حسني في المعمورة وطلب منها العمل أثناء مؤتمر القمة الذي عقد في الإسكندرية في صيف 1964 فقالت انها مشغولة وحاتحاول ولم تعمل بالفعل وبعد شهر جاءتني تعليمات بوقف الاتصال بها نظراً لكونها تردد انها علي اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز.
وقد أدلت سعاد حسني بأقوالها محضر تحقيق افتتح في يوم الأربعاء 6/3/1968 الساعة 10 مساء بمبني قيادة الثورة بالجزيرة بمعرفة الأستاذ علي نورالدين رئيس مكتب التحقيق والادعاء والسيد البهنساوي أمين السر جاء في ديباجته أنه :
حيث استدعينا الممثلة سعاد حسني لسؤالها عما جاء في أقوالها أمام لجنة التحقيق في المخابرات العامة الثابتة في تفريغ الشريط المرفق بملف قضية انحراف جهاز المخابرات.
 وقد حضرت ساعة افتتاح هذا المحضر وسألناها بالآتي:
 اسمي سعاد محمد حسني سن 24 ممثلة ومقيمة 17 شارع يحيي إبراهيم بالزمالك.. حلفت اليمين.
 س: كيف اتصلتي بالمخابرات العامة؟
 جـ : الحوادث دي حصلت منذ أكثر من ثلاث سنين وأذكر أنهم بعتوا لي واحد ادعي أنه أجنبي فرنسي علي ما أذكر وضحك عليّ وأفهمني أنه يعمل أفلام في الخارج وأنه معجب بي وعاوز يعمل لي أفلام ودعاني إلي منزله وذهبت معه إلي شقة في مصر الجديدة وكان فيه شرب ولم أدر بنفسي ولا أعرف ما الذي حصل إلي أن فوجئت بناس دخلوا يقبضوا علينا وبيقولوا إن الراجل ده جاسوس يشتغل لحساب إسرائيل وأخذوني إلي المخابرات وماكنتش داريه بنفسي وأفهموني بأني متهمة بالعمل مع هذا الجاسوس وقالوا لي إنهم حيسيبوني إذا اشتغلت معاهم وكتبوني ورقة مضيت عليها مش عارفة فيها إيه وروحت إلي منزلي في نفس الليلة.. وبعدين بقوا يتصلوا بي تليفونيا ولا أذكر أسماءهم وقالوا لي بعد كده عاوزينك تعرفي معلومات عن مصطفي أمين بواسطة شادية زوجته أو عن طريق اتصالي به وأنا ماكنش لي اتصال بهم وما جبتش أي معلومات وانقطعت علاقتي بهم بعد ذلك!!
س: هل تعرفين حسن عليش؟
 جـ: أيوه هو كان حضر لي بعد الحادثة دي البيت وجاب لي ساعة وراديو وقال لي إنه جايبهم هدية علشان أنا باشتغل معاهم، وبعد ذلك صلاح نصر جاب لي هدية شيسوار.
س: كم مرة اتصل بك حسن عليش؟
 جـ : أذكر أني شفته مرة في البيت ومرة في الإسكندرية والواقع أنا مش متذكرة بالضبط المرات اللي شفته فيها والواقع أن فيه واحد جاني في البيت في الإسكندرية علشان الاستمرار في العملية ولكن أنا ما عملتش حاجة وكانوا بيسألوا إذا كنت جبت لهم أخبار قلت لهم مافيش.
س: هل تردد عليك صلاح نصر في المنزل؟
 جـ: أنا شفت صلاح نصر أول مرة في مكتبه وأذكر أني استدعيت لمكتبه وسألني شوية أسئلة وقال لي إني لازم اشتغل معاهم وأن دي حاجة كويسة للبلد وأني لا أخاف من حاجة بقصد أنه يطمئني - وبعد ذلك كنت سافرت للإسكندرية وأحمد رمزي بالصدفة دعاني في حفلة كان عاملها علي شفيق في بيته وأحمد رمزي هو اللي قال لي تعالي هذه الحفلة وعلي شفيق كان في هذا الوقت منفصل عن مها صبري ودي أول مرة كنت أشوف فيها علي شفيق، وفي هذه المرة قلت لعلي شفيق علي موضوع المخابرات اللي حصل معايه والصور اللي أخذوها وقلت له أنا عاوزه الحاجات دي تتحرق لأنها تسئ إليّ وقال لي ماتخافيش وإذا كنتي عاوزه تقولي أي حاجة لصلاح نصر أنا ممكن أخليكي تشوفيه، وقال لي إنه حيبقي يكلمني علشان يرتب لي مقابلة مع صلاح نصر وينهوا لي الموضوع بتاعي، وبعد ذلك كنا رجعنا لمصر وعلي شفيق اتصل بي وقال لي تعالي نروح لصلاح نصر علشان نخلص الموضوع بتاعك، وفعلا أخذني بالسيارة ورحنا لفيلا في الهرم وكان موجود هناك صلاح نصر لوحده، وقعدت معاهم هو وعلي شفيق، وأنا اتكلمت علي موضوع الصور فصلاح نصر قال لي ماتخافيش خالص وماحدش حيشوفهم وابتدأ يسألني أسئلة شخصية أنا مرتبطة بحد أو لا وشعرت من كلامه أن المسألة مسألة إعجاب مش مسألة شغل، وحصل لي يومها خوف فظيع وشعرت بأني قد أرغم علي شيء فأصبت بحالة نفسية سيئة وجلست أبكي فقاموا وروحوني البيت هو وعلي شفيق.. وبعد هذه المقابلة اتصل بي صلاح نصر تليفونيا في البيت كذا مرة وكان بيحاول أن يدعوني لمقابلته ويسألني فاضية امته، فحددت له ميعاد في البيت وجه زارني مرة، وفي هذه المرة أحضر معه الشيسوار الهدية، وكان يحاول يسألني أسئلة أفهم منها أنه عاوز يعمل علاقات معايه، وأنا كنت أفهمه أني مش مستعدة لهذه العلاقة وفهم هو أنه مافيش تجاوب فانقطع عن الاتصال بي.
 س: هل حصلت منه محاولة للاعتداء عليك في مقابلة الهرم؟
 جـ: اللي حصل كان مجرد كلام يمهد به علشان عاوزني استلطفه ولكن أنا كانت حالتي النفسية وحشه وكنت أبكي فانتهت القعدة.
س: ما الذي جعلك تفهمين أن اتصال صلاح نصر بك انقلب إلي مسألة إعجاب وليس مسألة عمل؟
 جـ: فهمت ذلك طبعاً من كلامه وتصرفاته معي.
 س: هل كان علي شفيق موجوداً في أثناء وجودك في فيلا الهرم مع صلاح نصر؟
 جـ: الفترة اللي قعدتها كانت قصيرة ولا أذكر إذا كان مشي قبل ما نمشي إحنا بفترة قصيرة أم لا.
 س: هل عرضت أفلام عليك أثناء وجودك في فيلا شارع الهرم؟
 جـ: والله مش فاكرة بالضبط.
 س: ألم يحاول أحد منهم الاعتداء عليك بعد ذلك في المنزل أو في أي مكان آخر؟
 جـ: لا.
 س: ألم يحاول حسن عليش أن يوجد معك علاقة خاصة؟
 جـ: لا.
س: ما الذي فهمتيه انتي من هذه العملية؟
 جـ: أنا فهمت الأول أنهم كانوا عاوزين يجيبوني في شغل عندهم فجابوا رجلي بالطريقة دي علشان يهددوني بها، وهذا ما فهمته في الأول وإن كنت مش عارفة إذا كان علشان شغل صحيح ولا إذا كان صلاح نصر عاوزني وبعد ذلك فهمت من اتصال صلاح نصر بي أنه مستلطفني وأنه عاوز يستغل هذه العملية للاتصال بي ولكن لما وجد أنه ما عنديش استعداد صرف نظر عن الاتصالات الشخصية.
 س: ألم تقدمي أي خدمات للمخابرات؟
 جـ: لا أبداً
  تمت أقوالها وأمضت.
 رئيس مكتب التحقيق والادعاء «توقيع» وأقفل المحضر بعد اثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 10,40 مساء. رئيس مكتب التحقيق والادعاء «توقيع»
 
***
لم يكن في أسرار سعاد حسني  أو "مذكراتها" ما يمكن أن يمثل خطراً على أحد بعد أن تضمنته الوثائق الرسمية للدولة، وتم مكافأة القواد بتعينه وزيراً للإعلام ثم رئيساُ لمجلس الشورى.
ويظل السؤال :
من قتل سعاد حسني، ولماذا استبعاد فرضية الانتحار ؟!
 
يقول الأستاذ منير مطاوع أن الذي جعله يستبعد فرضية الانتحار هو أنها كانت في حالة نفسية وجسمانية أفضل في حديثي معها قبل 5 أيام من الوفاة . . وتلك مجرد فرضية أو احتمال لكنه لا يرقى إلى مستوى المعلومة .
 
ثانيا : أن ارتفاع سور البلكونة 140 سم وطول سعاد حسني 158 بما يجعل قفزها من الشرفة صعباً، ولكنه ليس مستحيلاً مع ما تعانيه من ألام العمود الفقري وشرخ في عظام فقرتين منه، وزيادة نسبية في الوزن.
 
ثالثاً : وهو الغموض الذي يحيط بطريقة قطع شبك البلكونة.. والتي وُصفت بأنها طريقة لا يعرفها إلا شخص محترف!! .. ثم اختفاء أدوات قطع الشباك من مكان الجريمة !!
 
رابعاً : بلاغ الساكن الإنجليزي للشرطة قبل 20 دقيقة من اكتشاف الجريمة عن شخص أو أشخاص كانوا في حالة عراك مع سعاد حسني في شقة نادية يسري؛ ويرجح الأستاذ منير مطاوع أن هؤلاء هم المتهمون .. أو هم الذين يعرفون حقيقة ما جرى في اللحظات السابقة على الموت .
 
خامساً : أن من شاهدوا جثمان سعاد حسني بعد سقوطها وخرجوا إليها .. وجدوا نادية يسري تحاول أن تأخذ شيئاً بالقوة من يد سعاد الممسكة به بقوة !!
 
سادساً : انه لم تكن هناك دماء على الأرض بعد هذا السقوط المروع من الدور السادس؛ بما يعني أن الدورة الدموية توقفت قبل السقوط .. إلقاء الضحايا من الأدور العليا لعبة يجيدها المحترفون لإخفاء أثار العنف الجسدي والتعذيب المرتكبة بحق الضحايا .
كان الأستاذ منير مطاوع يؤكد انها لم تنتحر لكنها قتلت .. تم اغتيالها، ولكنه لا يستبعد في تفسيره لجريمة القتل أن يكون خلافاً بسيطاً قد جرى على أمر تافه، لا يخطر على بال أحد، نتج عنه تعرض سعاد حسني لأزمة قلبية أو هبوط مفاجئ، وموت فاجع؛ فلم يجد من حولها غير وسيلة تصوير ما جرى على أنه "انتحار فنانة مكتئبة" !!
 

***
الحلقة القادمة : افتراضية الانتحار .. واحتمالية القتل !!