الأحد، أغسطس 26، 2012

ياسر بكر يكتب : الصورة وحقائق التاريخ

الفصـل السـابع :




الصورة الصحـفية .. وحقائق التاريخ


فى هذا الجزء نقدم نماذج من أشهر الصور التى عمّقت معارفنا، وشكلت وعينا، وحفظت لنا حقائق أحداث التاريخ التى غابت عنا تحت وطأة السنوات وتدافع الأحداث، والتى تعد وثائق تاريخية وثقافية تتيح نافذة حقيقية للتاريخ وبوابة للدخول إلى حقيقة الأحداث فى الزمان الذى التقطت فيه، والتى حاول مزورو التاريخ إعدامها أو إخفاءها باعتبارها شاهد الحق عند إعادة كتابة التاريخ .

ونبدأ بصور الحرب فى بر الحجاز بين الوهابيين والشريف حسين، الذى انقلب عليه الإنجليز ودعموا خصومه الوهابيين؛ ونقضوا كل الوعود التى أعطوها له بخصوص إقامة إمبراطورية عربية تحت قيادته، بعد أن رفض القبول بدولة يهودية فى فلسطين فى ضوء وعد بلفور الصادر سنة 1917.

ثم ننتقل إلى جرائم الوهابيين فى طمس الهوية الثقافية والتاريخية لإقليم الحجاز، وتخريب قبر السيدة آمنة وقبر السيدة خديجة وكان فوقه جامع بمأذنة .

وأيضا صور اعتداء رعاع الوهابيين على المحفل الشريف والحجاج المصريين فى منى فى يوليو 1926 وحضور الأمير فيصل بن سعود إلى القاهرة لتقديم الاعتذار.

لكن اعتذار الأمير لم يوقف الجرائم، فقد حرص آل سعود على طمس كل ما يحمل هوية مصرية على أرض الحجاز بداية من خزان مياه منى وانتهاء بهدم التكية المصرية. ولكن تبقى الصورة الصحفية لتحكى للدنيا ما أرادوا إخفاءه !!

.. وبالصورة نقدم أيضا ظروف بناء ضريح سعد زغلول وملابسات نقل جثمانه.

.. وبالصورة نكشف علاقة حكومات الأقلية بالوفد من خلال صورة لزعيم الوفد مصطفى النحاس نائماً على الرصيف.

.. وبالصورة نفضح حقيقة الماسونية فى مصر ومن أشهر المتعاملين معها ، ونهتك ستر العلاقة بين الإخوان المسلمين واليهود والماسون والأمريكان.

..والصورة تروى من هن رائدات الحركة النسائية فى مصر؟!

.. وبالصورة نحكى عن وحشية الإنجليز فى كفر عبده.

.. وبالصورة نسجل خروج الملك فاروق فى 26 يوليو 1952.

.. وبالصورة وهى سلاحنا الوحيد نفضح وقائع تقديم المدنيين لأول محاكمة عسكرية فى تاريخ الوطن فى أغسطس 1952.

.. وبالصورة أيضا نحكى مأساة اللواء محمد نجيب الذى غدر به الصغار!!

.. وبالصور التى لم تنشر فى مصر من قبل نروى قصة أسود يوم فى تاريخ الوطن ( 5 يونيو 1967)، والتى نشرتها مجلة لايف وبعض وكالات الأنباء فى حينها، بينما المصريون يهتفون للمهزوم ويرقصون فرحا بتراجعه عن قرار التنحى.

.. وبالصورة نطرح تساؤلات صحفية عن ملابسات اغتيال السادات ؟!

.. وبالصورة نفضح جرائم الأمريكان فى انتهاك حرمة جثمان الموتى من الخصوم ( جيفارا ـ بن لادن ).

***

ويظل المجد للصورة، فهى التى يمكن أن تقدم الإجابات لأنها وحدها التى حفظت وحافظت على حقائق التاريخ .



1 ـ الحرب فى بر 
الحجـــــــــــــــاز
ــــــــــــــــــــــــــ
- نقلت الصحف فى مايو 1925 أنباء الحرب فى الأراضى الحجازية؛ وقد ارتأت الحكومة المصرية فى مجمل الأحداث ما يحول دون الحج هذا العام !! وكانت الصور الصحفية الصادمة لما يحدث هناك سببا مباشراً أوجع وجدان المسلمين وأثار شجونهم .
وقد بدأت الحرب بدعوة ابن سعود ( عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود) قاده الإخوان وكبار العلماء وشيوخ القبائل وأعيان الحواضر إلى مؤتمر عقد فى الرياض فى الخامس من يونيو 1924 شرح فيه ابن سعود المسألة الحجازية، ورغبة الإخوان فى أداء فريضة الحج، فى ضوء قرار الشريف حسين بمنع الإخوان من زيارة العتبات المقدّسة، وكان ابن سعود يهدف من وراء المؤتمر الحصول على فتوى من العلماء بإعلان الحرب ضد الشريف حسين، وتعبئة الإخوان ضمن إستراتيجية عسكرية جديدة وهو ما حصل بالفعل، فاستعد الإخوان للتطبيق فورى للفتوى، فتقدّم أربعة آلاف رجل من الإخوان، وارتدوا حرام الحج، وحملوا أسلحتهم، وتولى السلطان بن بجاد زعيم الغطغط، وخالد بن نوى قيادة الإخوان، وأغاروا على الطائف وقتلوا حاميتها. وخرج جيش الشريف من المدينة، فدخل الإخوان الطائف وأوقعوا فيها مجازر مرعبة، وأعملوا السيف فى رقاب كل من يخالف العقيدة الوهابية، وزحف جيش ابن سعود من الطائف إلى مكة المكرمة، بعد أن تخلى الإنجليز عن دعم الشريف حسين، ودخل الجيش الوهابى ـ السعودى مكة المكرمة، وهدم ما صادفه من آثار إسلامية وتاريخية.

فريق من الجيس العربى الذى قدم من شرق الأردن لمعاونة الحجازيين
المنزل الذى يسكن فيه الملك على بن الحسين وبعده قنصليات الدول الأوربية
منظر عام لمدينة جدة

2ـ اهتمام العالم بتخريب
الآثـار الإســـــــــــــلامـية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اهتم العالم الإسلامى بما نشرته الصحف فى ديسمبر عام 1925 من قيام الوهابيين بعد دخول الجيش الوهابى ـ السعودى مكة المكرمة، وهدم ما صادفه من آثار إسلامية وتاريخية، وقد أرسلت حكومة إيران لجنة تحقيق برئاسة السفير جعفر خان جلال. وقد تكرّم بمقابلة مندوب "المصوّر" فى فندق الكونتيننتال وقال: كان أهم ما خربوه مقابر آل البيت وأخصها قبر السيدة خديجة والسيدة آمنة. قال السلطان ـ أى عبد العزيز ـ بلغنى خبر ما حدث، حزنت لتأكدى أن لهذه الآثار حرمة وكرامة عند الكثيرين من المسلمين فى أنحاء العالم، لذلك سأبذل جهدى فى إعـادة هذه إلى ما كانت عليه..
( مجلة المصورــ العدد رقم 60 ــ 4 ديسمبر 1925 )

ملحوظة : تمت إعادة نشر الصور فى مجلة "المصور" ضمن باب (فى المصور من 60 سنة) الذى كان يحرره الزميل الأستاذ عبد التواب عبدالحى، وكنت أشرف بإخراجه فى العدد رقم 3191 فى 6 ديسمبر 1985، وقد قامت وزارة الإعلام السعودية بمنع دخول العدد إلى المملكة العربية السعودية؛ بعدها مباشرة اختفى المجلد الذى يضم العدد 60 من مجلة المصور، ولم يتم التوصل إلى حل لغز اختفائه لكن الشبهات قد تركزت حول صحفى لص فى موقع المسئولية !!

ــ سفير العجم فى ضيافة العرب وترى الملك على اليمين وإلى جانبه السفير
ــ لجنة التحقيق الفارسية ومعها بعض رجال ابن سعود واقفين عند آثار قبر السيدة خديجة
 وكان فوقه جامع ذو مئذنة فهدمه الوهابيون وترى آثار السور فى الصورة.
ــ قبور آل البيت وأهمها قبرا السيدة خديجة والسيدة آمنة
 وغيرهما قد تهدمتا ونرى آثار التهديم فى الصورة

 3 ـ حــادثة الاعـتداء على المحمل
المصــــرى فى الأراضى المقدســة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نقلت الصحف فى 2 يوليو 1926 نبأ اعتداء بعض رعاع الوهابيين على المحفل الشريف والحجاج المصريين فى منى، ومنى بلدة صغيرة يقطعها المحمل طولاً فى عشرين دقيقة وفيها الجمرات الثلاث وغار المرسلات والصخرة، التى قام عليه إبراهيم حين همّ بذبح ولده إسماعيل أو مسجد الكبش ومسجد الخيف وسيع محكم البنيان مستطيل الشكل فى صحنه قبة عظيمة أقيمت على ثمانية عقود وبها محراب وهى موضع خيمة النبى الذى صلى بمكانها الأوقات الخمسة.
وفى وسط منى وعلى يمين القاصد إلى عرفات مسجد الكوثر ويقال إن سورة الكوثر قد نزلت بمكانه على النبى وبجواره بئر صالحة للشرب ويزورها الحجاج بقصد التبرك.
ــ منظر عام لمسجد الخيف فى منى وترى القبة العظيمة
 القائمة بمكان خيمة النبى ( صلى الله عليه وسلم )
ــ مسجد الكوثر

4  ـ سمو الأميرسعود فى مصر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقاء الأمير سعود بأعضاء الوفد ، لقاء خلا من الابتسامات وكلمات المجاملة

وصل إلى القاهرة فى يوم الاثنين 9 أغسطس 1926 صاحب السمو الأمير سعود بن عبد العزيز كبير أنجال صاحب الجلالة عبد العزيز بن سعود سلطان نجد وملحقاتها ومللك الحجاز وعاهل الوهابيين وبصحبته عدد كبير من أشراف الوهابيين، وقد استقبلته الحكومة المصرية استقبالاً رسمياً وأنزلته فى منزل فاخر.
وسمو الأمير جاء لمعالجة عينه على يد طبيب مصرى، ولكن يقال إن الزيارة لا تخلو من صبغة سياسية، فقد أراد جلالة والده أن يمحو التأثير السيئ الذى خلفته حادثة الاعتداء على المحمل المصرى فى منى.
لكن حقيقة الأمر أن آل سعود يعرفون الدور المصرى فى صد المد الوهابى ويخشون غضب المصريين؛ فمازالت الحرب الحجازية التى استمرت سبع سنوات (1811 ـ 1818) فى أذهانهم، ووقوع عبد الله بن سعود فى أسر المصريين، الذين أرسلوه إلى مصر فى نوفمير سنة 1818 ليقف أمام محمد على باشا ويعيد إليه ما أخذه  أبوه من الحجرة النبوية، من النقود، و تاج كسرى أنوشروان، وسيف هارون الرشيد وعقد زبيدة بنت مروان زوجته. وبعد يومين رحّله إلى الآستانة لينظر السلطان العثمانى فى أمره، فنفّذ الأتراك فيه حكماً بالإعدام، فيما تم نفى أفراد أسرته إلى مصر.
وقد زار سعد زغلول الأمير فى مقر إقامته، وقام الأمير برد الزيارة فى بيت الأمة، والتقى أعضاء الوفد فى منتدى الأمة المجاور لبيت الزعيم.


5 ـ هدم التكية المصرية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شأن مواقف عديدة تبناها السعوديون منذ إقامة الدولة السعودية سنة 1932، قاموا بمحو منظّم لمعالم الحجاز وهويته التاريخية وتراثه الثقافى، وفق أساليب مستمدة من تراث آبائهم وأجدادهم من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى قاعدة فكره: " أنه لا يمكن عمل شيء دونما مبرر شرعى"؛ فقد كان ( التكفير ) مسوّغاً مقبولاً لدى الجهلاء لتبرير كثير من الأفعال.
وقد حرص آل سعود على طمس كل ما يحمل هوية مصرية على أرض الحجاز، بداية من خزان مياه منى وانتهاء بهدم التكية المصرية. ولكن تبقى الصورة الصحفية لتحكى للدنيا ما أرادوا إخفاءه !!

 ـ تعد التكية المصرية من أهم موارد الرزق للفقراء والمعوزين الذين لا سند لهم ولا معين
 إلا التكية المصرية؛ يقصدها يومياً آلاف من فقراء الحجاز للحصول على الطعام.
ـ فقراء الحجاز يقصدون مقر التكية المصرية فى مكة المكرمة فيقوم طبيب 
التكية بفحصهم ويصف لهم الدواء ويوزعه عليهم مع الماء والشراب.

ــ خزان مياه منى يرفرف فوقه علم مصر وكتب فوق بابه من الداخل "وسقاهم ربهم شراباً طهورا"؛
 وقد بناه الملك فؤاد الأول لتوفير المياه للحجيج والمسافرين وأهل الحجاز من الفقراء.


6 ـ ضريح سعد :
ـــــــــــــــــــــــــ

بعد وفاة سعد زغلول فى 23 أغسطس 1927 اجتمع مجلس الوزراء برئاسة عبد الخالق باشا ثروت، وقرر تخليد ذكراه بإقامة تمثالين أحدهما فى القاهرة والثانى بالإسكندرية، وبناء ضريح فخم يضم جثمانه، على أن تتحمل الحكومة نفقات إقامة الضريح بما يليق بمكانة الرجل، وإلى أن يتم بناء الضريح دفن سعد فى مقبرة متواضعة بجبانة الإمام الشافعى.

وفى مايو عام 1936 تشكلت وزارة الوفد برئاسة النحاس باشا ، وتحدد يوم الجمعة 19 يونيو1936 بنقل جثمان سعد الى ضريحه فى موكب رسمى وشعبى.

ويذكر فى هذا السياق ثلاثة مواقف فى غاية الغرابة:
أولاً : اكتمل بناء الضريح فى عام 1931 كان إسماعيل صدقى على رأس الحكومة، وكان على خصومة مع سعد زغلول، فاستكثر تخصيص هذا الضريح لشخص واحد، واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات الساسة والعظماء، على غرار المقابر الشهيرة فى أوربا، وقد تصدت صفية مصطفى فهمى الشهيرة بصفية زغلول لهذا الاقتراح، وأصرت على تخصيص الضريح للغرض الذى أنشئ من أجله.
ثانيا: فى اليوم السابق للاحتفال بنقل جثمان سعد زغلول توجس النحاس أن تكون جثة سعد قد سرقت ليستحيل نقله؛ فاتفق مع بعض صحبه سراً وذهبوا الى المقبرة، ونزل هو ومحمود فهمى النقراشى باشا ومحمد حفنى الطرزى باشا، وكان معهم رئيس الحفارين فى جبانة الإمام الشافعى وعندما وجدوا الجثمان، نطق النحاس باشا بالشهادتين، وأمر بحراسة المقبرة فسهر عليها طائفة من الجنود المسلحين إلى الصباح.

ثالثاً : مساومات حكومة "إسماعيل صدقي" للفنان محمود مختار لعدم إقامة التمثالين ولومه لمجرد تفكيره فى ذلك، وعرضوا عليه المال والمناصب ولكنه أعرض عن المغريات جميعا.

مقبرة سعد زغلول فى مدافن الإمام الشافعى
 
نقل جثمان سعد زغلول يوم الجمعة 19 يونية 1936
ضريح سعد بشارع الفلكى
صفية زغلول أمام ضريح سعد فى ذكراه ( عدسة : محمد يوسف )

7 ـ الماسون فى مصر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الماسونية منظمة سرية يهودية إرهابية غامضة محكمة التنظيم، ترتدي قناعاً إنسانياً إصلاحياً، وتهدف من وراء ذلك إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وكل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم بعد توريطهم باستعمال الرشوة بالمال والجنس ووثِّقهم بعهد حفظ الأسرار لخدمة أغراضها ، فإذا خالف أوامرهم دبروا له الفضائح الأخلاقية أو قاموا بتصفيته جسدياً .
ويقومون بذلك من خلال المحـافل التى يتخذونها أماكن للتجمع ، والتخطيط ، والتكليف بالمهام وهى الأداة التنظيمية والفكرية والإرهابية للصهيونية لهدم كيان وإنسانية غير اليهود وتمزيق وحدة شعوب العالم الاجتماعية والقومية بإثارة الفتن والاضطرابات وإشعال الحرائق والحروب والثورات والنعرات الطائفية ؛ ليسهل السيطرة عليها .
والماسونية وراء العديد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية ووراء كل الثورات التي وقعت في العالم : فكانوا وراء إلغاء الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد ، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية والبلشفية واحتلال فلسطين .
دخلت الماسونية إلى مصر مع الحملة الفرنسية 1798 ، فشهدت مصر إنشاء أول محفل ماسونى أقامه الضباط الفرنسيون ( محفل إيزيس )، والذى دخله بعض "أكابر المصريين" *، كان الجيش الفرنسى مكونا من ضباط وجنود وعلماء معظمهم أعضاء فى جماعات ماسونية فرنسية وإيطالية وألمانية، وكانوا بعد نجاح الماسونية فى إشعال الثورة الفرنسية فى حماس شديد لنشر أفكار الثورة خارج فرنسا، وكان هؤلاء عشاقا لتاريخ مصر وحضارتها وخاصة ما قدمته للبشرية فى مجال علاقة الإنسان بالإنسان وبالكون والطبيعة بشكل عام.
وكانت فكرة الماسونية المصرية فى أوربا فى أواخر القرن الثامن عشر قد بدأت تجذب كتاباً وفلاسفة كبارا، الذين بدورهم شرعوا فى تكوين دوائر وحلقات وجمعيات تحمل أسماء وادى النيل، ممفيس، مصراييم (وتعنى باللغة العبرية مصر)، وهو ما يفسر وجود عدد هائل من اليهود فى الدوائر الماسونية.
لكن الحقيقة المؤكدة أن الجيش الفرنسى خرج من مصر، بعد أن شهدت الإسكندرية ميلاد أول محفل ماسونى فى أواخر عام 1800، وبحلول القرن التاسع عشر حتى انتشرت هذه المحافل فى كل مصر خاصة فى القاهرة والإسكندرية*.
* د. أحمد يوسف، المخطوط السرى لغزو مصر، ص 30 ـ 31 .
والماسونية تنظيم يتعامل بحركات مرمزة تجرى وسط طقوس غريبة، منها أن العضو المنضم حديثاً للمحفل الماسونى يقف معصوب العينين كى لا يرى شيئاً من موجودات المحفل حتى يتم حلف اليمين، يأخذه الكفيل الذى يقوده إلى جهة الرئيس بعد أن يهمس فى أذنه قائلاً له أن يخطو ثلاث خطوات متساوية مبتدئاً بالرجل اليمنى، ثم يوقفه بين عمودين، ويُرمز بهذا التقويم إلى أن المنتسب قبل دخوله كان فى ظلمة واليوم بعد القسم ينتقل إلى النور الأزلى، ثم إن الرئيس يدعوه ويلقى عليه الأسئلة التى يراها مناسبة، ويحلّفه اليمين وفى يده سيف على عنق الحالف، وأمام عينيه التوراة بيد كفيله، وعند انتهائه من اليمين تُحل العصابة عن عينيه فيرى السيف مسلولاً على عنقه والتوراة الممثلة للنور الأزلى أمام عينيه، ثم يُلبسه الرئيس مئزراً صغيراً كإشارة إلى تحقق انضمامه للمحفل.
وعن مضمون القسم ، فهو كالآتى : ـ
"أقسم بمهندس الكون الأعظم ( المقصود به ظاهراً الإله وباطناً حيرام أبيود ألاّ أخون عهد الجمعية وأسرارها لا بالإشارة ولا بالكلام ولا بالحركات، ولا أكتب شيئاً عنها ولا أنشره بالطبع أو الحفر أو التصوير، وأرضى إن حنثت بقسمى بأن تُحرق شفتاى بحديد محمى، وأن تقطع يداى ويُجز عنقى وتُعلق جثتى فى محفل ماسونى كى يراها كل طالب آخر ليتعظ بها، ثم تُحرق جثتى ويُذر رمادها فى الهواء لئلا يبقى أثر من جنايتى، أقسم بمهندس الكون الأعظم ألا أفشى أسرار الماسونية، لا علاماتها ولا أقوالها ولا تعاليمها ولا عاداتها، وأن أصونها مكتومة فى صدرى إلى الأبد!! "
وفى التاريخ المصرى الحديث أسماء كثيرة انضمت إلى الماسونية، كان أبرزها : ( جمال الدين الأفغانى ـ الشيخ محمد عبده ـ الزعيم محمد فريد ـ ابراهيم ناصف الوردانى قاتل بطرس نيروز غالى ـ الزعيم سعد زغلول ـ الخديو توفيق ـ الأمير عبد الحليم ـ الأمير عمر طوسون ـ الأمير محمد على ـ المفكر الإخوانى سيد قطب ـ أحمد ماهر باشا ـ محمود فهمى النقراشى ـ مصطفى السباعى ( أحد قادة الإخوان ) ـ عبد الخالق ثروت ـ فؤاد أباظة ـ خليل مطران ـ إسماعيل صبرى ـ حفنى ناصف ـ حسين شفيق المصرى ـ اللواء عزيز المصرى الأب الروحى للضباط الذين قاموا بانقلاب 23 يوليو 1952) ومن الفنانين : ( يوسف وهبى ـ زكى طليمات ـ كمال الشناوى ـ محمود المليجى ـ أحمد مظهر ـ حسين رياض ـ عبد السلام النابلسى ـ أنور وجـدى ـ أحمد علام ـ سـراج منير ـ محسن سـرحان ـ أحـمد علام ـ أحـمد كـامل مرسى ـ عبد العزيز حمدى ـ حلمى رفلة ـ عيسى أحمد ـ يعقوب الأطرش ) ، ومن الكتاب والشعراء : ( محمود سامى البارودى ـ عبد السلام المويلحى ـ ابراهيم المويلحى ـ ابراهيم اللقانى ـ على مظهر ـ الشاعر الزرقانى ـ أبو الوفا التونى ـ سليم النقاش ـ أديب اسحاق ـ عبد الله النديم ـ يعقوب صنوع )
وعن علاقة الإخوان المسلمين بالماسونية يقول الشيخ محمد الغزالى عن تولى المستشار حسن الهضيبى لمنصب المرشد العام للجماعة "استقدمت الجماعة رجلاً غريبًا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامى الوليد، فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة فى كيان جماعة هذا حالها، وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبى نفسه لجماعة الإخوان، ولكنى لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التى فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".
ـ الشيخ محمد الغزالى، "من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث" : الطبعة الثانية 1963 ــ الناشر دار الكتب الحديثة لصاحبها توفيق عفيفى 14 شارع الجمهورية.
ولكن ليس حسن الهضيبى هو الماسونى الوحيد من رموز الإخوان بل إن سيد قطب كان ماسونيا.
وعن علاقة الإخوان المسلمين باليهود ، كتب عباس محمود العقاد‏ فى مقاله ( جريدة الأساس ـ ‏2‏ يناير‏1949 ) : عندما نرجع إلي الرجل الذي أنشأ جماعة الإخوان حسن البنا ونسأل‏:‏ من هو جده؟ فإننا لا نجد أحدا في مصر يعرف من هو جده علي التحقيق‏ ، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب‏، وأن أباه كان ساعاتيا في حي السكة الجديدة‏، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون‏، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة‏، وأننا هنا لا نكاد نعرف ساعاتيا كان مشتغلا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود‏، ولا يزال كبار الساعاتية منهم إلي الآن‏ .
( ولم يتصدى حسن البنا الذى كان حياً يرزق بالرد أو أحد من أفراد أسرته أو مريديه ) .
وتكشف شهادة سيد قطب نفسه عن علاقة الإخوان المسلمين المشبوهة بالأمريكان، فقد جاء فى شهادته عن زينب الغزالى التى اتهمها صراحة وبنص كلماته فى محاضر التحقيق معه فى القضية ( رقم 12 لسنة 1965 أمن دولة عليا ): أنها عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية، حيث يقول سيد قطب إن القيادى الإخوانى الأستاذ منير الدالة قد قام بتحذيره منها بقوله: (إن شبابا متهورين من الإخوان يقومون بتنظيم، وهم دسيسة على الإخوان بمعرفة المخابرات المركزية الأمريكية التى وصلت إليهم عن طريق الحاجة زينب الغزالى، وأن المخابرات المصرية قد كشفتهم وكشفت صلاتهم بالمخابرات الأمريكية. )
في عام 1979 أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 2309 والذى نص على : "اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية، لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية"
وفي 28 نوفمبر 1984 أصدر الأزهر فتوى كان نصها : "أن المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ارتباطه بالماسونية انسلاخ تدريجي عن شعائر دينة ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله"

ـ طلب جمال الدين الأفغانى للانضمام للمحفل الماسونى بخط يده.
ـ خطاب من المحفل للأفغانى يفيد قبول عضويته.
 ـ السهم يشير إلى اللواء عزيز المصرى الأب الروحى للضباط الذين قاموا بانقلاب 23 يوليو 1952 فى المحفل
 الماسونى.وفى الدائرة على اليمين الشيخ على عبد الرازق وفى الدائرة على اليسار الشيخ مصطفى عبد الرازق
 ـ الحفل الماسونى للفنانين ويظهر فى الصورة أنور وجدى وحسين رياض وسراج منير وأحمد كامل مرسى .
ـ كمال الشناوى فى المحفل الماسونى.
ـ يوسف وهبى فى المحفل الماسونى


8 ـ نوم الباشـا
على الرصــيف :
ـــــــــــــــــــــــــ

النحاس باشا نام على أحد المقاعد الخشبية وجعل من حقيبة صغيرة وسادة

فى سنة 1930 نجح إسماعيل صدقى فى هدم النظام الدستورى وفرض على الأمة دستور محاطاً بحصانة مدتها عشر سنوات، لا يسمح خلالها بتعديله، ولم يساند حكومة صدقى وانتخاباته من الأحزاب الوطنية سوى الحزب الوطنى، بينما أعلن الوفد والأحرار الدستوريين النضال لإعادة الحياة الدستورية وعقدوا ميثاقاً قومياً أسموه (عهد الله والوطن)، قرروا فيه مقاطعة الانتخابات وزيارة الأقاليم.

وفى مايو 1931 بدأ قادة الوفد والأحرار الدستوريين تنفيذ برنامج زيارة الأقاليم، واتفقوا على السفر إلى بنى سويف لتكون المحطة الأولى للالتقاء بالجماهير، وما إن وصل قطار الزعماء إلى محطة بنى سويف يتقدمهم مصطفى النحاس باشا ومحمد محمود باشا، حتى وجدوا الجنود ضاربين نطاقاً، ودنا منهم حكمدار المديرية وأبلغهم أمر الحكومة بمنع اتصالهم بالأهالى وحاصروهم فى المحطة إلى أن عادوا فى قطار الليل إلى القاهرة.
ولما أخذ التعب من دولة النحاس باشا، نام على أحد المقاعد الخشبية وجعل من حقيبة صغيرة وسادة وضع عليها رأسه.

9 ـ كفر عبده.. تقول الكثير :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى فجر 8 ديسمبر1951 أحاطت الدبابات كفر عبده أحد أحياء مدينة السويس، وقامت بتدميره، وكان الهدف من تدمير كفر عبده شق طريق وإنشاء كوبرى على ترعة ضيقة يحمى ظهور الإنجليز من ضربات الفدائيين.

الحرائق تلتهم كفر عبده
جنود الاحتلال يهدمون ما بقى من أنقاض كفر عبده

10 ـ خروج الملك :
ــــــــــــــــــــــــــــ
• فى تمام الساعة السادسة والعشرين دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكى المحروسة (وهو نفس اليخت الذى غادر به جده الخديوى إسماعيل عند عزله عن الحكم)، وكان فى وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر، بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
غادر الملك فاروق مصر إلى إيطاليا دون أدنى اعتراض منه، على الرغم من صلافة جمال سالم الذى كان يمسك عصاه تحت إبطه، إلا أن فاروق اكتفى بتنبيهه بمقولته المعروفة "أنزل عصاك أنت فى حضرة ملك"، مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثانى، ولقد اعتذر اللواء محمد نجيب عن ذلك، وأدى الضباط التحية العسكرية، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.
وحدات من الجيش بقيادة البكباشى عبد المنعم عبد الرءوف  تحاصر قصر التين
 وثيقة التنازل عن العرش التى صاغها الدكتور عبد الرزاق السنهورى
اللواء محمد نجيب أصدر الأمر لقائد المحروسة بنقل الملك فاروق إلى المنفى    
الملك فاروق فى الطريق إلى المنفى
11 ـ بعد عشرين يوماً:

حركة الجيش المبـــاركة البيضـاء
تتلطــخ بدمــاء خميس والبقرى !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد عشرين يوماً من قيام حركة الجيش المبـــاركة البيضـاء فى 23 يوليو 1952، تظاهر عمال مصنع النسيج التابع لبنك مصر فى كفر الدوار، واحرقوا مكاتب وسيارات كبار الموظفين بالمصنع واصطدموا برجال الشرطة، ولم يخمد الشغب إلا بعد استدعاء قوات الجيش من الأسكندرية، وخشى مجلس قيادة الحركة أن تكون هذه الأحداث بداية سلسلة من الاضطرابات تنتشر فى بقية التجمعات العمالية، ورأى أن يتعامل معها بالشدة والحزم منعاً لتكرارها، وقرر محاكمة المتهمين فى نفس موقع الحادث (على طريقة محاكمة دنشواى) بقصد الردع، وتطوع البكباشى عبد المنعم أمين عضو مجلس قيادة الحركة لرئاسة المحكمة التى ضمت 7 ضباط منهم حسن إبراهيم عضو مجلس قيادة الحركة، فى محاكمة هزلية غاب عنها المحامون، وهو ما حدا برئيس المحكمة لسؤال الحاضرين،: حد هنا خريج حقوق ؟! ورد الصحفى موسى صبرى الذى تصادف وجوده لتغطية وقائع المحاكمة لصالح أخبار اليوم بالإيجاب، فطلب منه القيام بالدفاع عن المتهمين، وعندما قال موسى صبرى أنه ليس مقيداً بجداول نقابة المحامين ، قالت المحكمة : " ليس مهماً مادمت من خريجى الحقوق !! "

وكان الاتهام قد تركز فى اثنين من العمال هما مصطفى خميس ومحمد حسن البقرى، فصدر الحكم عليهما بالإعدام شنقاً، وتم تنفيذ الحكم فى سجن الحدراء بالأسكندرية بعد أن صدق عليه اللواء محمد نجيب فى 7 سبتمبر قائلا: "دول شوية عيال شيوعيين ولاد كلب يستهلوا الحرق" ، وذهب ليحتفل برئاسته للوزارة التى تشكلت فى نفس اليوم، وهو ما عاد وأنكره فى فى كتابه «كلمتى للتاريخ» ص 66 ، 67:
«وجاء الحكم لى للتصديق.. وتوقفت.. لن أصدق على حكم الإعدام وحركتنا لم يمض عليها عشرات الأيام«.

وطلبت مقابلة المتهمين بعد أن أفصحت عن رأيى صراحة.. وأحاطتنى تقارير مخيفة بأن أى تهاون فى مواجهة العمال سوف يؤدى إلى انتشار الاضطرابات والتظاهرات فى مناطق التجمع العمالية سواء فى شبرا الخيمة والمحلة الكبرى وغيرهما.

وكنت أعرف أن هذه التقارير قد كتبت بأقلام رجال الأمن السابقين فى عهد الملك.. ولم يكن كافيا أن يتغير اسم «البوليس السياسى» ليصبح «المباحث العامة» بعد الثورة حتى يتوقف عمله، كما أن عزل بعض كبار ضباطه لم يكن كافيا لتغيير اتجاه نشاطهم فى لحظة واحدة بلمسة سحرية.

وحضر مصطفى خميس إلى مكتبى بالقيادة ، دخل ثابتا ، وعندما رجوته أن يذكر لى عما إذا كان أحد قد حرضه لأجد مبررا لتخفيف الحكم عليه وبأنه لا هيئة ولا إنسانا من ورائه، وأنه لم يرتكب ما يبرر الإعدام ، وامتد الحوار بيننا نصف ساعة ، وطلبت له فنجانا من الشاى، وكنت ألح عليه كما لو كان «قريبا أو أخا عزيزا، ولكن دون فائدة، فقد كان صاحب مبدأ لم يخنه حتى فى الفرصة الأخيرة لنجاته».. «وخرج مصطفى من مكتبى، وقد أثقل الحزن قلبى بعد أن صدقت على الحكم«.

.. لكن طه سعد عثمان قال بعكس ذلك في كتابه «خميس والبقري يستحقان إعادة المحاكمة» : التقى محمد نجيب «بخميس» وساومه بأن يخفف الحكم إلى السجن المؤبد في مقابل قيامه بالاعتراف على رفاقه العمال وإدانة حركتهم ولكن خميس رفض !!

وقد أبدى الأستاذ الكبير والمحامى الضليع فكري أباظة باشا في مجلة "المصورملاحظة شديدة الأهمية والذكاء: ( أننا نلاحظ ظاهرة غريبة في التحقيقات الكبري.. وتلك الظاهرة هي عجز أداة التحقيق عن أن تصل إلي ما هو أخطر من "الفعل الأصل" و"الفاعل الأصلي" وهو " التحريض" أو "المحرضون".)
كانت ملاحظة فكري أباظة باشا كفيلة بكشف الغموض فى القضية ، لكن قادة الانقلاب كانوا يريدون شيئاً آخر هو توجيه رسالة إلى شعب مصر .


ــ هيئة المحكمة العسكرية فى موقع الحدث فى مصـنع 
كفـر  الدوار.. أول محكـمة عســكرية تحـــاكم مـدنيين 
ـ الصحفى موسى صبرى شارك فى الجريمة، عندما مثل دور المحامى !!
ــ عشماوى مصر : عبد الله زيدان نفذ حكم الإعدام فى خميس والبقرى
ــ الحانوتى ومساعده فى طريقهم إلى السجن ومعهما الأكفان
ــ جثة البقرى فى مشرحة سجن الحدراء
ــ جثة مصطفى خميس فى صندوق خشبى قبل تسليمها لأهله
ــ والدة البقرى تبكى ابنها وتدعو على من ظلمه
ــ زوجة البقرى وطفلاه فى انتظار تسلم الجثة 
ــ  اللواء محمد نجيب صدق على حكم الإعدام وذهب ليحتفل
 بالوزارة بعد أداء القسم أمام مجلس الوصــاية على العرش

12 ـ نجيب.. الذى غدر به الصغار !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع صباح 23 يوليو قبِل نجيب أن يكون واجهة لضباط الانقلاب، وراح يتحدث باعتباره قائده والمخطط له، وأسرف فى الحديث عن بطولات وإنجازات وأغرق فى احتفاليات متناسياً الاستحقاقات الدستورية والوطنية حتى أفاق مع الساعات الأولى من صباح14 نوفمبر 1954 على قرار تنحيته من مناصبه والقبض عليه ليظل قيد الإقامة الجبرية فى منزل زينب الوكيل بالمرج حتى السنوات الأولى من ثمانيات القرن الماضى.

قرار إعفاء اللواء محمد نجيب من جميع مناصبه

ـ صورة للحظة القبض عليه
ـ الكلاب تشاركه فراشه
ـ لم يعد يقوى على السير
ـ الأصل والصورة يحكيان قصة حطام رجل

13 ـ  5 يونيو 67 ...
ما لم تنشره صحافة مصر!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع صباح يوم 5 يونيو 1967 أوهمت وسائل الإعلام الرسمية أهل مصر أن قواتهم المسلحة سحقت إسرائيل من الوجود، بينما كان المتابع لوسائل الإعلام الأجنبية يعرف جيدا أن مصر ذاقت مرارة الهزيمة.
فقد أشارت بعض الإحصائيات إلى أن مصر خسرت 80 % من معداتها العسكرية وحوالى 11 ألف جندى ( حوالى 7 % من كل تعداد الجيش المصري)، وخسرت كذلك 1500 ضابط، وتم أسر 5000 جندى و500 ضابط مصرى، وجرح 20 ألف جندى مصرى.
.. هذه الصور التى لم تنشر فى مصر من قبل تروى قصة أسود يوم فى تاريخ الوطن، والتى نشرتها مجلة لايف وبعض وكالات الأنباء فى حينها، بينما المصريون يهتفون للمهزوم ويرقصون فرحا بتراجعه عن قرار التنحى.

ـ تحطمت الطائرات على الأرض
ـ جثث الجنود تعفنت على أرض سيناء
ـ الأسرى المصريون تحت سلاح العدو
ـ الأسرى المصريون فى طريقهم إلى المجهول
ـ الأسرى المصريون ممددون على الأرض فى انتظار الدبابات الإسرائيلية لتسحقهم

14 ـ اغتيال السادات:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

قتل السادات فى حادث دراماتيكى شاهده العالم على شاشات التلفاز، لكن حادث الاغتيال ترك وراءه صورتين صحفيتين تطرحان سؤالين فى غاية الأهمية هما:
1 ـ لماذا وافقت أخبار اليوم على بيع حق استغلال أفلام حادث اغتيال السادات التى انفرد بها مصورها مكرم جاد الكريم لوكالة جاما الفرنسية مقابل 50 ألف دولار حصل منها المصور على 5 آلاف دولار ؟! وهل يجوز التفريط بالبيع فى وثيقة تاريخية وثقافية وصحفية ؟!*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جميل عارف، أنا وبارونات الصحافة ـ ص 84

2 ـ من قتل مصور السادات الشخصى "محمد يوسف رشوان" الذى صور القاتل يومها ومن سرق الأفلام التى صورها من كاميرته بعد وفاته ؟!
.. رشوان لم يكن خلف السادات أو جواره بل كان بعيدا يقف على السلالم المؤدية للمنصة يمين السادات وناحية مبارك، والقتلة لم يقتلوا أحداً فى هذا المكان.
ـ هربوا، وتركوا الرئيس يلقى حتفه
ـ السهم يشير إلى جثمان الزميل الشهيد محمد يوسف رشوان
السادات .. المشهد الأخير

15 ـ رائداتا الحركة النسائية !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يذكر التاريخ للسيدتين صفية مصطفى فهمى باشا الشهيرة بـ (صفية زغلول ) والسيدة نور الهدى محمد سلطان باشا الشهيرة بـ ( هدى شعراوى ) اللتين تسميتا باسم زوجيهما على طريقة الغربيين دورهما فى الحركة النسائية المصرية ولكن التاريخ أيضا لا ينسى أن كلتا السيدتين نشأتا فى بيتين من بيوت الخيانة  ، وانحدرتا  من صلبى رجلين  خانا الأمة وقضاياها الوطنية وهما مصطفى فهمى باشا ومحمد سلطان باشا عميلا الانجليز، وعن علاقة والد صفية بالإنجليز وعمالته لهم يقول المؤرخ المصري الدكتور «يونان لبيب رزق»:»كان تشكيل مصطفى فهمي الوزارة انتصارا كاملا لتغلغل الاحتلال البريطاني في الشؤون المصرية،وإذا كانت موقعة التل الكبير في سبتمبر سنة 1882 تسجل استسلام مصر العسكري للغزو البريطاني فإن تشكيل وزارة مصطفى فهمي بعد ذلك بتسع سنوات يسجل استسلامها السياسي الكامل للاحتلال».

ووالد هدى هو الذى قدم  الهدايا لقادة جيش الاحتلال ؛ «شكراً لهم على إنقاذ البلاد من غوائل الفئة العاصية» كما ورد في جريدة «الوقائع المصرية»*. ، ورافق الجيش في زحفه على العاصمة ودعا الأمة إلى استقبال الغازي وعدم مقاومته، و تقديم كافة المساعدات المطلوبة له، وأحضر مرشدين ليدلوا الإنجليز على الطريق إلى القاهرة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جريدة «الوقائع المصرية»، 8 ، 10 أغسطس 1882


صفية زغلول وهدى شعراوى

16 ـ جـــيفـارا:
ــــــــــــــــــــــ

بعد القبض على تشى جيفارا وإعدامه فى 9 أكتوبر 1967 قام قاتلوه بدعوة مجموعة من المصورين لالتقاط هذه الصورة لنشرها فى الصحف، ليتأكد الرأى العام أن المناضل الأسطورة قد قتل؛ ولكن نشر الصورة قد أحدث أثراً عكسياً فصورة جثمان جيفارا بين أيدى قاتليه بوجهه الوديع المسالم وعيناه المغمضتان والدماء على جسده، أعاد إلى الأذهان مشهد اللوحة الخالدة لصلب السيد المسيح عليه السلام.
أضافت الصورة بعداً أعمق لأسطورة تشى جيفارا، لم يحسب قاتلوه لها حسابا، لأن معجبيه قاموا بمقارنة ملامح تشى جيفارا المتسامحة مع السيد المسيح، فأثارت تعاطفاً مع قضيته وشيوع ظهور " لعنة تشى "، وهى التى طاردت وحاقت بكل من دبر قتله، لدرجة أن معظمهم مات فى ظروف غريبة وغامضة، كما أصيب قاتله جارى برادو بشلل يعذبه.
أصبح جيفارا رمزاً لحركات التحرر فى العالم.. كما أصبح علامة تجارية أطلقها عشاقه على العديد من ماركات الأزياء والملابس الرياضية والعطور العالمية. 

جثمان جيفارا يعرضه قاتلوه فى وقاحة
17 ـ صــورة بن لادن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى 2 مايو 2011 بث التليفزيون الباكستانى ونشرت الصحف البريطانية Mail, Times, Telegraph, Sun, Mirror. صورة بن لادن مقتولاً، وكان الهدف من الصورة وهو إظهار القدارات الخرافية للجيش الأمريكى فى الفتك بالأعداء وقتلهم وحماية المصالح والرعايا الأمريكيين فى كل مكان من العالم.
وفى إطار مسلسل " الفشر الأمريكى " ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن وحدة القوات الخاصة «مارينز» التى قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى باكستان ، اعتمدت بشكل أساسى على كلب أطلقت عليه اسم «كايرو«.

وأضافت التقارير أن هذا الكلب أوكل إليه عملية المراقبة لمن يحاول الفرار خارج مسرح العملية فى مجمع بن لادن شمالى العاصمة إسلام آباد، مضيفة أنه كان مزودا بأحدث أجهزة التتبع والتصوير، وعلى مستوى عال من التدريب.

وقد تم اختيار هذا الكلب من بين أكثر من 2000 كلب لها المواصفات والجاهزية نفسها تقريبا، بحسب التقارير التى أشار بعضها إلى أن أنيابه مصنعة من معدن التيتانيوم، وكلفة الواحدة منها مع الزرع تبلغ 2000 دولار، بحيث تكون أكثر حدة من الخناجر، لدرجة أنه كان قادرا على غرز أنيابه فى سترة مضادة للرصاص وتمزيقها، غير أن مجلة فورين بوليسى الامريكية نفت زرع أنياب للكلب من مادة التيتانيوم، معتبرة هذا الأمر من قبيل الشائعات.

***

لكن الأمر الثابت أن خيبة الإعلام الأمريكى هذه المرة فادحة للأسباب الآتية:
1 ــ أن الخبراء أكدوا أن الصورة مفبركة وأنه تم تركيبها من جزءين، الجزء الأسفل منها من صورة لابن لادن والجزء العلوى منها لشخص آخر.
2 ــ أن الأمريكان زعموا أنهم رموا بجثمان بن لادن فى البحر، وهو ما ينطوى على التمثيل بجثث الموتى، ويصدم مشاعر المسلمين، ويهدم كل دعاوى التحضر ومزاعم حقوق الإنسان التى استعملها الأمريكيون لتبرير الاعتداء على الغير.
3 ــ أن عملية قتل بن لادن تمت على أرض دولة انتهكت سيادتها.
4 ــ أن الكذبة الأمريكية كشفت عن مدى العجز الأمريكى؛ فلو أن الجيش الأمريكى يمتلك القوة والمعلومة لقبض على بن لادن وقدمه حياً للمحاكمة.

ولكى يتدارك الأمريكان خيبتهم قاموا بإنتاج فيلم تسجيلى أسموه: ( يوم مقتل بن لادن ) حاولوا فيه التأكيد على احترام جثث الموتى من الخصوم، وأن جثمان بن لادن تم غسله حسب الشريعة الإسلامية وتكفينه على ظهر حاملة طائرات فى بحر العرب حيث ألقى هناك، كما حرصواعلى التأكيد على الصلف الأمريكى بعبارة : ( يكفى أن أخر ما أغمض عليه بن لادن عينيه هو فوهة بندقية جندى أمريكى.)

.. هكذا تمت فبركة الصورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق