الأحد، يوليو 19، 2015

ياسر بكر يكتب : يا سيادة الرئيس .. سفينة مصر لن تُرفع شراعها بخيوط العنكبوت!!

الرئيس عبد الفتاح السيسي


سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى : كل سنة وأنت طيب، وبلدنا بخير .. متعك الله بالصحة والعافية، وأجرى الخير على يديك،  آمين .. أما بعد :

سيادة الرئيس :

كان المفترض أن أتوجه بخطابي هذا إليك عبر قناة نقابة الصحفيين، .. لكن أحوالها لم تعد تخفى على أحد من أعضائها ؛ فـ "الثعلب نائم في سرير الجدة" بمعنى أن بعض المتربصين بها في مقاعد القائمين على أمرها !!، .. والذين لم يعد يشغلهم إلا مكتسباتهم الشخصية بل أصبح بعضهم مجرد "مخلب قذر " لمنظمات التمويل الأجنبي وأدوات مأجورة لها في خدمة أغراضها ؛ .. فنقابة الصحفيين ومجلسها الموقر لم يعد يمثلنى؛  لذا قررت أن أكتب إليك !!

بداية .. إسمح لى يا سيادة الرئيس أن أعبر عن حالة قلق تنتاب وهن شيخوختى تثير بواعثها أجواء من رياح ثقيلة محملة بغبار إعلام "مجهول الهوية والتمويل" يدعى نسباً إليك !!، ويثير الكثير من سحب سوداء عن تنبؤات بكوارث وشيكة أو إرهاب محتمل أو توقع إنفجار ضخم بوسط البد في أيام عيد الفطر المبارك؛ بما أفقد البسطاء من أهلنا بهجتهم بأيام معدودة من أيام العمر  ..

هذا الإعلام " مجهول الهوية والتمويل" الذى يدعى نسباً إليك !! ينتهج رؤية أحادية الجانب تعتمد على التسطيح والتهويل والتهوين والحجب والصاق الاتهامات المُرسلة بالمختلفين في الرأى بالإرهاب والخيانة والعمالة، وتلقى التمويل من جهات بعينها، وفوق هذه التركمات المتعاقبة من الأكاذيب اليومية المتوهمة أو المتخيلة والتي تفتقد الدليل يتم بناء هياكل ضخمة من "التضليل الإعلامي" التي استهدفت المواطن في منزله والمسئول في غرفة صناعة القرار على السواء عبر إغراق سلبي في تيار عشوائي من أشباة المعلومات التي تكتسي بمظهر الصدق ومحاولة الإقناع عبر انماط مختلفة من التكرار!!

سيادة الرئيس : كان أحد وعودك في البيان الذي ألقيته ظهيرة يوم الأربعاء 3 يوليو 2013 هو صياغة ميثاق للشرف الإعلامي ..، لكن يبدو أن هذا الوعد في غمرة الانشغال والأحداث المتلاحقة قد انسحب إلي هامش الذاكرة؛ لذا لزم التذكير؛ فالذكرى تنفع الوفي الحر؛ فأسرع يا سيادة الرئيس إلى  تحقيق ما وعدت، فالعناكب التي تعشش في جنبات الوطن تحت مُسمى "إعلاميون" دون مسوغ من مؤهل، أو سابق خبرة من جهة يمكن الوثوق في تقييمها .. هؤلاء " البلطجية في مسوح الإعلام" لا يحركهم إلا الشره الجشع للمال السياسي المتدفق عبر قنوات مجهولة تثير سعارهم المحموم ونباحهم الهستيري .. هؤلاء لن يردعهم إلا إجراء يضبط أدائهم، ويصون للناس كرامتهم ويحفظ لهم حقوقهم   !!

سيادة الرئيس : عناكب الشاشات السوداء ليس إلا نذيرا بالخراب؛ فعلم البلاد لن يرفع علي ساريته بخيوط العنكبوت، .. وسفينة الوطن لن تُرفع شراعها بخيوط العنكبوت .. لكن بالمعلومة الصادقة والعمل الجاد والإرادة الحرة التي تضع واقع الوطن ومصالحة نصب أعينها..

سيادة الرئيس : لقد جئت إلى صدارة  المشهد في مصر في ظل حالة انقسام لم يشهد الشعب المصري مثلها طوال تاريخة .. جئت إلى صدارة  المشهد عبر ما اسماه مؤيدوك " شرعية الحشود " وهي مُسمى لم نسمع به من قبل، .. وأسماها معارضوك " انقلاب "؛ فأيا كان الأمر فانني لن أتوقف أمام التسميات طويلاً، فكل ما يهمني التأكيد عليه هو أننا في زمن لم يعد فيه وجود لما يدعية بعض محترفي النفاق مدفوع الأجر بـ "القيادات التاريخية"، وكذلك أصبحت اسطورة " الإلة السياسي " مجرد نكتة سخيفة، .. ومع  ذلك لا تمل من ترديدها عناكب الشاشات السوداء المملوك بعضها لامبراطور السيراميك، وأخرى لتاجر "المراحيض "، وثالثة لـ " المعلم يعقوب الجديد "، ورابعة لسارق الأحلام في " مدينة الأوهام "، وخامسة لمن ادعى كذبا التنمية في قطعة عزيزة من أرضنا، فحصل على تسهيلات خرافية مكنته من السطو على أرضى الدولة .. وبقدرة قادر تحولت مشاريع الإسكان الشعبي على الورق إلى قرى سياحية على الأرض، وتم بيع متر الأرض الذي حصل عليه بعشرة قروش بملايين الجنيهات وأحيانا بالعملة الصعبة ..؛ .. ولو كان صادقاً وأمينا لما وصلت إلى تلك الأرض الطاهرة يد "الإرهاب الأسود " التي لطخت الوجه المشرق لأرض الانتصارات والبطولات، .. وسادسة يملكها مندوب الإعلانات .. المتاجر بالأجساد العارية لترويج أنماط استهلاكية منحطة، ونشر ثقافة إثارة الغرائز، وسلوك الابتزال ..

فلا تصدقهم  يا سيادة الرئيس .. وإن تغنوا بك .. وإن نسبوا إليك ما لم يأت به الأوائل؛ .. فهم ليسوا أكثر من تجار دعاية، والتاجر ـ كما يقول بن خلدون في مقدمته ـ  فاقد المروءة بطبعه، .. والبيزينس لا انتماء له، ولا وطن .. ودينه هو الربح فقط ، ولو على أشلاء الأوطان !! ..، ولا تنخدع بما يروجونه عن " حرية التعبير " فهى وهم وبدعة !! وقد استبدلت الكثير من دول العالم المتقدم مصطلح  " حرية التعبير " بمصطلح "حرية نشر المعلومات " بعد أن كشف المختصون زيفه، واستخدامه في التموية على دعايات سوداء ومشبوهة، ووصف أنشطة محملة برسائل الهوى والغرض!!

هؤلاء هم عصابة الشاشات السوداء، والتي امتدت أصابعها القذرة لتطويع "حثالة البث الالكتروني" عبر فضاء الانترنت لأغراضها المشبوهة عبر العديد من من المواقع، وأبرزها موقع "أبو كرتونة سوداء" ـ ذلك أسمه الحركي ـ مخبر حزب التجمع الذي أتى به كبير بصاصين الحزب من بلدته  في "نجع الفار" ليقدمه لكبرائه في أقبية الأمن بعد أن أثبت كفاءة في أعمال البصاصين في صعيد مصر..؛ لينتقل "أبو كرتونة سوداء" من حال إلى حال، وليلبس بعد الضنى حرير في حرير ..  ويسكن القصور .. ويجالس الكبراء .. ولأن السيدة حرمه المصون لم تستطع استيعاب النقلة الاجتماعية فقد حاولت فرض قيم جلبتها من حضيض بيئتها على سيدات نادي راقي في حى راقى أصبحت إحدى عضواته؛ فلفظنها، ونفرن من سوقيتها، وهو تضمنته تحقيقات الشرطة في القسم الذى يقع النادي في دائرته، .. حيث أقسم "أبو كرتونة سوداء" على تأديب من لا يقدم فروض الاحترام للسيدة زوجته المصون مستغلاً علاقته بنفر من قيادات الشرطة ، .. ولم يسلم شباب النادى أيضا ولذات السبب من اتهامات كريمة "أبو كرتونة سوداء" لهم بوقائع مختلقة؛ فقضى بعضهم ليلته محتجزاً في قسم البوليس قيد العرض على النيابة في وقائع اتسمت بالكيد، وانتهت إلى قرار بالحفظ !!
ومثل الكلب المسعور يمارس "أبو كرتونة سوداء" حالة من السادية المرضية يغلفها بدوافع وطنية قوامها إلصاق الاتهامات المُرسلة، ونهش الأعراض، وانتهاك الخصوصية في حماية بعض المؤسسات التي اعتبرت نفسها تعلو فوق الوطن، وتمرق من مسائلة القانون !! .. وهو ما لا يتفق مع طبائع الأمور ولا يستقيم معها !! 

تجاوزات موقع "أبو كرتونة سوداء" ليست إلا قطرة في محيط  إذا أضفنا إليها تجاوزات موقع " أبو لمونة "، وموقع "بائع السجائر" في قطار الصعيد،  وموقع شقيقه بائع الجلاب ( حلوى شعبية تباع في الصعيد تشبة العسلية ) .. دون واذع أو رادع ـ تلك أسمائهم الحركية ـ !!

.. ولم تكن الصحافة الورقية بمنأى عن عبث الأصابع القذرة ؛ فقال أحدهم في موضع الإشادة بك في صحيفة قومية :

ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار
                                      فاحكم، فأنت الواحد القهار

وهو كلام ينطوى على اقتباس جاهل من كاتب المقال؛ فقد جاء هذا البيت في شعر ابن هانئ في العصر الفاطمي في مدح الحاكم بأمر الله عندما ادعى الألوهية، وهو ما أُنزهك عنه، وأربأ بك منه .

أما عن الصحف الخاصة والتى تتبع المشروع الأمريكى للتوعية ونشر الديمقراطية والحكم الرشيد .. ؛ فحدث ولا حرج ؛ فقد وصل حد التدني في مستوى الخطاب بها إلى حد القول " إغمز بعينك يا سيسي" ومروراً بـ " شاور تجدنا ملك يمينك" ، وانتهاء بأشياء يعف القلم عن تناولها لما تنطوى على إساءة للحاكم وإهانة للمحكوم .. ، وما تحمله في أجندات خطابها أبشع .. يُغني  عن الحديث في ذلك ويزيد ما جاء في سطور الحكم في القضية رقم 1110 لسنة 2012 جنايات قصر النيل والمقيدة برقم 10 لسنة 2012 كلي وسط القاهرة والمعروفة إعلاميا بقضية التمويل الأجنبي والذي جاء فيه بالحرف الواحد:



" إن التمويل الاجنبي يعد استعمارا ناعما وأصبح أحد الآليات العالمية التي تشكل في إطارها العلاقات الدولية بين مانح و مستقبل وشكل من أشكال السيطرة والهيمنة الجديدة وأقل كلفة من حيث الخسائر والمقاومة من السلاح العسكري تنتهجه الدول المانحة لزعزعة أمن واستقرار الدول المستقبلة التي يراد إضعافها وتفكيكها"

سيادة الرئيس :

قد تكون الدعاية للحكم عاملاً مؤثراً، لكنها ليست عاملاً فعالاً ما لم يساندها واقعاً ملموساً على الأرض؛ فعلم البلاد لن يرفع علي ساريته بخيوط العنكبوت، .. وسفينة الوطن لن تُرفع شراعها بخيوط عناكب الشاشات السوداء أو غزل أقلام احترفت " صناعة الكذب ".. لذا فإني أناشدك أن تفي بما وعدت بإصدار ميثاق الشرف الإعلامي، واعتباره منطلقاً أساسيا للمصالحة الوطنية، وأن تفسح صدرك للصوت الآخر؛  فغياب الحوار ليس فى مصلحة أحد حاكماً كان أو محكوماً .