الثلاثاء، أبريل 17، 2012

ياسر بكر يكتب : طلقاء " الفلول " وصحافة الثعابين !!

ياسر بكر يكتب : طلقاء " الفلول " وصحافة الثعابين !!

صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق المعين من المخلوع ، وأمين عام الحزب الوطنى المنحل فى حديث ضاحك مع حمدى رزق وأحمـــد أيوب ، سخر فيه من ثوابت وقضايا الصف الوطنى وعكس عقلية المؤامرة  والتضليل ؛ فالكـــــلام فى قضية التوريث " لكلكة " والتوريث فى حد ذاته من وجه نظره ليس"  بطحة " على رأس النظام ، وأن شـــائعة التوريث الهدف منها "تطفيش "  جمال مبارك لأن كل ما يبذله من جهد لصالح البلد أصبح محسوباً عليه ، وهذامن وجه نظره أيضاً  شيئ يدعو للعجب !!
 صفوت الشريف رهن الحبس حالياً على ذمة قضايا فساد وقتل المتظاهرين السلميين .
حمــدى رزق فى إحدى غرف عمليات وزارة الداخلية قبل ساعات من  
ثورة 25 يناير 2011 ، عاد بعدها لينقل للشعب المصرى رسالة تهديد ،
ووعيد تحت ما أسماه بـ " غضب الرئيس "!!
نماذج من التناول  الصحفى  فى مجلة " المصور" لتزوير الانتخـــــــابات
 البرلمانــــــية فى 2010، وأحداث ثورة غضب الشعب المصرى فى 25 
يناير 2011 ، والانحياز لترشيح عمر سليمان لخوض ســــباق انتخابات  
رئاسة الجمـــهورية الذى أثبت قرار لجنة الانتخــــابات استبعـــاده لسبب 
إجرائى لا يقع فيه بسطاء الناس ، وليس رئيس جهاز مخابرات سابق!!

.. ويبقى الســؤال : لماذا لم يُبت فى استقـــالة حمـــدى رزق 
" المــزعـومة " .. حتى تاريخه رغم مرور أكثر من عام ؟!!

بخلاف ما قاله الفنان فؤاد المهندس فى رائعته المسرحية أنا وهو وهى : "القانون ما فيهوش زينب !! " ، أستطيع أن أجزم ، وأؤكد ، وأقسم بأغلظ الأيمان أن القانون فى مصر المحروسة فيه " زينب " ، والله العظيم فيه زينب ، وأن " أصابع زينب " طالت كل شئ فى البلد ـ و" أصابع زينب" ليست ذلك النوع من الحلوى التى يعشقها المصريون ـ لكنها أصابع المؤامرة القذرة التى تقودها قوى مضادة للثورة للعبث بمقدارت الوطن، وإعلامه ، ومصائر أبنائه وتخلق حالة من سيولة الدولة أو ما اصطلح على تسميته بـ " الدولة الرخوة " التى تغيب عنها سيادة القانون والتى طبقت قانون العزل السياسى على نفر بعينهم من رموز النظام القديم لحاجة فى نفس يعقوب ، بينما غضت الطرف عن أبواقه ؛ فتركت فلول الإعلام طلقاء يمارسون ضلالهم القديم !!.

مع النسمات الأولى لثورة 25 يناير تركز الحديث عن دور الإعلام فى الانفصال عن إرادة وواقع الجماهير وممارسته لأبشع أنواع الإفك والتضليل والكذب القراح وهو ما عكس بوضوح انحياز القائمين عليه لمصالحهم الشخصية ودون مراعاة للصالح العام ، ومع رحيل المخلوع  وعدنا "أهل الخير" من القائمين على هذا الملف  خيرا !!، ومضت الأيام حبلى بالترقب ، لكننا لم نجد فعلاً واحداً ، أو حكماً أو حتى قراراً إدارياً يشفى غليل أو يبل ريق الجماهير التى طالتها إساءات الإعلام وخداعه وسفالات القائمين عليه ؛  فمازال طلقاء الفلول يرتعون فى تكايا الصحف ومع كل صباح ينفثون من سموم أقلامهم فى جسد الوطن وينثرون من سواد ضمائرهم على وجهه .

.. أيضاً ، لا أنكر أننى فى البداية أشفقت على حضرات السادة " الفلول " الذين أذهلتم المفاجأة التى لم يحسبوا لها حساب ، فهم زملاء وأصدقاء وبيننا وبينهم عيش وملح ومودة ، واختلاف الرأى بيننا لا يفسد للود قضية ؛ فخفضنا لهم جناح الذل من الرحمة ، وطيبنا خواطرهم عندما تطاول عليهم بعض " مفلوتو اللسان والعيار" من زملائنا ، والتمسنا لهم الأعذار ، وتعللنا بأننا لو كنا فى مكانهم ، ربما كان أداؤنا أسوأ من أدائهم !! ودعونا الله ألا يحملنا ما لا طاقة لنا به ، وألا يدخلنا فى تجربة .

وكنت أعتقد أن حضرات السادة " الفلول " سيحاولون طى صفحة الماضى ؛ فمن غير المقبول أن يكونوا رموز المرحلة الجديدة ،وكنت أتوقع أن يرفعوا عنا الحرج وينسحبوا فى هدوء حفاظاً على ما تبقى لهم من ماء الوجه التى أريقت على أعتاب الفساد ، وما بقى لهم من أشلاء كرامة ومصداقية سقطت مع سقوط الغطاء عن جرائم المخلوع ورموزه ، أو على الأقل ـ وهذا أضعف الإيمان ـ أن يعودوا إلى حظيرة المهنية ، ويفتحوا صفحة جديدة  يعتذرون فيها للقارئ عما أصابه من تدليسهم وكذبهم ومن حجبهم لحقائق الواقع عنه أو تزييفها له ، وفتح صفحة جديدة مع زملائهم تحكمها قواعد المهنية الصارمة ،والاحترام المتبادل ، لكن حضرات السادة " الفلول " لم يفعلوها !! 

كان الأمل أن يأتى الحل من غيرهم ورغما عنهم ، وكانت نقابة الصحفيين معقل الأمل ومناط الرجاء فى إعادة تأهيلهم وإجراء المراجعات لسابق ممارستهم ، لكن يبدو أن النقابة كانت فى واد أخر لا حياة فيه لمن ننادى ، ولها مآرب ومشارب أخرى غير المهنة وأعضاؤها .

بعد أن خاب الأمل فى حضرات السادة " الفلول " ، والنقابة التى تقف كشاهد قبر على صحافة وطن بارتفاع ثمانية أدوار فى عبد الخالق ثروت ، كنت أتوقع حزماً من الدكتور يحيى الجمل ، لكنه لم يفعل ، بل زاد من بلة وحله طيناً، وترك المنصب وملف الصحافة برمته بعد أن أمتعنا ـ أضحك الله سنه ومتعه بموفور الصحة والعافية ـ بحزمة من التصريحات غلبت عليها روح الفكاهة ، ليأتى من بعده الأستاذ لبيب السباعى ـ يرحمه الله ـ الذى لم يمهله القدر طويلاً ، ليستقر الملف فى عهده الكبير صلاح عيسى الذى لم يمسه حتى الآن ، أو يدفع إليه بأمواج ثوريته التى طالما أغرقت جنبات حديقة نقابة الصحفيين وفاضت عليها وزادت من إحساسنا بحرارة  الجو فى سخونة  ليالى الصيف!!

أزعم أن ما كنت أعتقده ، وأتوقعه ليس ضرباً من دروب الخيال أو حلم ليلة صيف أو هزيان محموم ، ففى كل بلدان العالم هيئات ضابطة لمراقبة أداء الإعلام وضبط إيقاعه لصالح الهوية الوطنية والأمن القومى وحماية المواطن والمجتمع من شطحاته وتجاوزاته .

كما أن الصحفى ليس عاملاً أو موظفاً يأتمر بأمر مستخدميه ، ولكنه صاحب رأى وضمير ، ومازالت أمامنا تجربة الصحفى الانجليزى جوهان هارى الذى قدم للإنسانية تجربة جديرة بالأخذ فى الاعتبار، فقد استيقظ قراء صحيفة الإندبندت فى صباح 15 سبتمبر 2011 على مقال نشر لمعلق الجـريدة البـارز بعنوان " اعتذار شخصى" A personal apology  كان مضمون المقالة أكثر إثارة من عنوانها، فقد سجل الكاتب بعض الاعترافات التى أقر فيها بأنه لم يكن ملتزما تماما بآداب وأخلاقيات المهنة ، وانه أجرى تعديلات على إجابات بعض من أجرى معهم مقابلات صحفية، ووضع إضافات من عنده على ألسنتهم، وهو ما يعنى أنه تخلى عن الصرامة المهنية التى تفرض عليه ألا يتدخل فى إجابات مصادره وينقلها كما هى دون أية إضافة ، كما أنه دخل موقع «ويكيبيديا» على الإنترنت وأجرى تعديلات فيما نشر عنه متعلقا بسيرته وعمله فى الصحافة كما ألغى انتقادات وجهت إليه ، وأن اللعبة قد استهوته فسعى إلى مجاملة أصدقائه من زملاء العمل ؛ حيث أجرى تعديلات فيما نشره الموقع عنهم.
  
لم يكتف جوهان هارى بهذه الاعترافات، ولكنه قرر أن يكفر عن فعله ويعاقب نفسه. وأن يعيد جائزة سبق أن فاز بها تقديرا لعمله الصحفى، كما قرر أن يحصل على إجازة غير مدفوعة الأجر حتى نهاية العام المقبل من صحيفة الإندبندنت، سوف يقضيها فى الانضمام إلى برنامج تدريب على الصحافة حسب أصولها ، وحين يعود إلى عمله بعد ذلك فإنه سيضم إلى كل مقابلة يجريها هوامش تظهر المصادر التى اعتمد عليها. مع إضافة تسجيل كل مقابلة إلى الموقع الإلكترونى للجريدة.
تجربة جوهــــان هـــارى  Johan Hari ذات أربعة عناصر :

1ـ الاعتذار للقارئ عن خيانة الأمانة وتضليله.
2 ـ رد كل مكتسبات الممارسات الضالة باعتبارها كسباً غير مشروعاً.
3 ـ البدء فى إعادة التدريب والتأهيل لرفع الكفاءة وفق معايير مهنية.
4 ـ التعهد بتقديم الحقيقة المدققة والموثقة.

تلك تجربة جوهان هارى ، لكن تجارب حضرات السادة " الفلول " كان لها منحى آخر ؛ فبغريزة الأفاعى دخلوا الجحور ، أنكمشوا داخلها وتكوروا حول أنفسهم  ، وراحوا يعقدون المصالحات الزائفة ، ويبرمون الاتفاقات المشبوهة ، ويعقدوا الصفقات القذرة ؛حتى إذا ما أحسوا شعوراً بالدفء والأمان  عادوا ليطلوا علينا من جديد بـ " صحافة الثعابين "  وبعيون وقحة يندب فيها رصاصة وأنياب تقطر سماً ، استبدلوا اسم مبارك باسم المشير فى كتاباتهم التى تحولت بقدرة قادر من قصائد فى تأليه المخلوع إلى معلقات فى الإطراء على سيادة المشير ومجلسه الأعلى ، وبادلهم المشير ومجلسه التحية بأحسن منها ، ووضعهم فى مقدمة الصفوف ليقوموا بأحط الأدوار القذرة فى تبرير تهرب العسكر من سداد استحقاقات ثورة 25 يناير ، وتغذية روح الانتكاسة التى تعيشها وتفريغها إعلامياً من مضامينها ، وإلصاق أقذر وأبشع الاتهامات بشباب الثورة الذين فشلت المحاكمات العسكرية فى كسر إرادتهم ، وعجزت أربعة مجازر عن إبادتهم أو تخويفهم ، وعلى الجانب الآخر مارس حضرات السادة " الفلول " دورهم التعبوى فى تجميل وعمل " نيو لوك إعلامى " لرفاقهم من اللصوص والقتلة والقوادين من فلول العهد البائد وغسيل سمعتهم وذممهم وإعادة إنتاجهم وتسويقهم لدى الشارع !! 

.. ويبقى الوطن فى محنته ؛ فمازال الثعابين يرقصون على كل مزمار ، يتساوى رقصهم مع صفير الحاوى أو أنغام السيمفونية أو المارش العسكرى أو موسيقى الجنائز .. ومع رقصهم يستمر دوران " البيانولا " الإعلامية القذرة فى تزييف الواقع والشخوص والأدوار ، والغدر بأصحاب الحقوق ؛ .. ليدخل التاريخ من لا يستحق !!




الأحد، أبريل 08، 2012

ياسر بكر يكتب : الرعاة الرسميون للفساد فى صحافة مصر المحروسة




ياسر بكر يكتب :
الرعاة الرسميون للفـسـاد فى   صحـــافــة مصـر المحــروسة

 وسط دوامات من الظلال  الرمادية والسوداء ، ومع التأرجح بين اليأس والرجاء  ، لاحت ومضة ضوء ، فمع بداية انعقاد الفصل التشريعى الأول لمجلس الشورى ، طلع  علينا بليل رئيسه المنتخب الصيدلانى أحمد فهمى بتصريح " عنترى " عن تغيرات جذرية فى المؤسسات الصحفية القومية تشمل  47 قيادة صحفية فى " قفة" واحدة  ، لكن يا فرحة ما تمت ، خدها الغراب وطار ؛ ، فسرعان  ما لحس الرجل تصريحه  قبل أن تطلع عليه شمس النهار ، وبدون مقدمات أو سابق إنذار  ؛ ولحفظ ما بقى من ماء الوجه ، برر ذلك ـ لاحقا ً ـ بأن المجلس الأعلى للصحافة ـ جهة الاختصاص ـ سوف يبحث  سبل وآليات إصلاح هياكل المؤسسات الصحفية الصحافة، ووضع قواعد ومعايير اختيار رؤساء التحرير، ، ولأن الرجل فى " زنقة" ؛ سرعان ما دارت عجلة الاجتماعات فى المجلس الأعلى للصحافة ، وقلنا : " لا مانع .. لعل وعسى أن يجعل الله من بعد عسر يسرا " ، خاصة فى ظل ما استشعره من واقع زاعق بالانفلات ، والتدليس ، وتدنى الأداء الذى يهدر حق القارئ فى المعرفة فى مجلة " المصور " التى أنتمى إليها !!


.. تزامنت تلك الاجتماعات مع عقد مكْلَمات فى نقابة الصحفيين لذات الغرض ، تصدرها زملاؤنا من صحفيى الأخوان  المسلمين  ، وقلنا : " لا بأس ؛ قد تسترد نقابتنا عافيتها ، وينالنا من الحب جانب!!"

.. انتقلت الهيصة والزمبليطة إلى صفحات الصحف ، وقلنا: " ما يضرش ؛ جحا أولى بلحم "توره "!!

.. وهذه الحالة من التسامح والتفاؤل فى أمور المهنة طارئة علىّ ، فلم أكن يوماً متسامحاً ، أو متفائلا بشأنها  ؛ ليقينى بأن أيه محاولة لإقامة الحق على أسس الباطل محكوم عليها بالفشل ؛ فاخترت اليأس إحدى الراحتين ورضيت به ، بعد أن اعتدت منذ اشتغالى بالصحافة فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى على مثل هذه الاجتماعات الهزلية ، التى تأخذ سمت الجد ، وفى النهاية لا تسفر عن شئ ذى قيمة ، ويعود المجتمعون بعدها بخفى حنين من حيث بدأوا ، ويغطس الأمر فى بئر النسيان ، ليعاود الظهور فى مواسم بعينها أو متزامناً مع حدث جلل أو تمرير فعل ذى مغزى أو قانون مشبوه أو إجراء فاسد لإلهاء الصحفيين عن سوء واقعهم الاجتماعى وتغييبهم عن الأحوال المزرية لصحفهم ، وغالباً ما تكون هذه الاجتماعات أشبه بالجنازة حارة والميت كلب !!

كان مبعث تفاؤلى هذه المرة ؛ أن البلاد تعيش حالة ثورة تمنيت أن تصل رياحها إلى الصحافة فتقتلع فسادها من جذوره ، وتطرد عفن الهواء فى دهاليزها ، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ؛ فالتداعيات محبطة ، والأطروحات مخيبة للآمال، وعقلية نظام المخلوع مازالت تسيطر على دوائر صنع القرار ، ومازال رجال المخلوع يهيمنون على المجلس الأعلى للصحافة بتركيبته الحكومية، ويسيطرون على مجالس الإدارات والجمعيات العمومية فى المؤسسات ومواقع القيادة فى الصحف ، فكيف يمكن تطهير مواضع الداء بأدوات ملوثة وصدئة وفاسدة ؟!!، وكيف يكون المجلس الأعلى للصحافة أداة للتطهير والتطوير والنهوض وهو رأس الفساد وسبب البلاء ،وقد أنشئ خصيصاً لإحكام القبضة على الصحافة والصحفيين وإضعاف نقابتهم وسلب اختصاصاتها بعد أن فشل السادات فى تحويلها إلى نادِ؟!!.

ثانيا : إذا ما أنزلنا صحيح الحال على صحيح واقع أعضاء المجلس الموقر ، ندرك أن : "الحداية لا تلقى بالكتاكيت "؛ فأى إصلاح للصحافة يأتى من قبل أصحاب الذيول المعوجة التى لن تنعدل أبداً ، ولو علقوا فيها قالب !! ، وأية  قواعد لاختيار قيادات الإصلاح يضعها ذلك " الروتارى " مدير إعلانات  شيوخ النفط، دعاة البداوة والقبلية والتسلط ، وأى خير يأتى من وجه ذلك الكاتب المتلون كالحرباء ، والمتحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ،والراقص على كل إيقاع ، ولا يخجل من أن يصف نفسه بـ (اللابد فى الدرة) انتهازاً للفرص ، والذى احترف بيع قلمه لمن يشترى وتأجير صوته لمن يدفع من فضائيات غسيل الأموال ، وأية مكرمة تأتى من ذلك الإمعة الذى طالما نادى بإلغاء المجلس الأعلى للصحافة ، فلما تم تعيينه عضوا فيه ، وذاق لبنه وعسله أصبح من أشد المدافعين عن بقائه ،وأية خير يأتى من هؤلاء الذين جعلوا من بدل الصحفيين "عصا وجزرة " للضغط على الصحفيين فى معيشتهم واستقرار نقابتهم ، وأى فضل يأتى من قبل رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير(أعضاء المجلس) الذين أفسدوا صحفهم وأفشلوها وأهانوا زملاءهم فى غيبة نقابة الصحفيين وضعفها فى ظل النقيب المطرود مكرم محمد أحمد ، والباهت الأداء ممدوح الولى ، وإهدار مواثيق الشرف المهنى !!

 فإذا كان الرهان على نسيان ماجرى والتى لخصها نجيب محفوظ فى مقولته  : "آفة حارتنا النسيان" ؛ فإن الوعى الشعبى الجمعى قد حفظ لنا فى أروع دساتيره ممثلة فى الأمثال الشعبية المثل القائل :" وإذا كنتم نسيتم ما جرى ، هاتوا الدفاتر تنقرا" ، ..  الدفاتر جميعها على الأرفف وفىالأدراج وفى متناول الأيدى ، وسلاح "الأرشيف" قادر على إخراس الألسنة وتمزيق أشداق الإفك النجسة ، وفضح " كتوبجية الحضرة السلطانية " الذين خانوا أمانة شعبهم مصر ونقلوا إليه الأكاذيب عبر صحفه التى يملكها ، فجعلوا من القواد "حكيم الوطن" وجعلوا من الطبال " مهندس الإنجازات " ومن الشرشوحة " هانم " ، فهل يوجد أكثر من هذا فُجراً ؟!، ولم يكتفوا بذلك بل نشروا ثقافة التخلف السياسى وأشاعوا روح الإحباط بين أبناء الوطن باعتبار أنه ليس فى الإمكان أفضل مما هو كان!!

ومع آخر ضوء من نهار 25 يناير 2011 سقطت ورقة التوت عن عورات محترفى الاستربتيز الصحفى  ، وكنت أعتقد أنهم سيتوارون من الخزى ويدخلون الجحور ، ولكن بجاحتهم فاقت كل التصورات فصاروا أكثر تشبثاً بمواقعهم والتصاقاً بكراسيهم ، ولأنهم لا يجيدون سوى لغة واحدة هى لغة تأليه سيدهم وإلصاق أبشع الرذائل  والسخائم والشتائم بخصومه ؛ لجأوا إلى نوع آخر من الرقص أقرب إلى رقص القرود بمؤخراتهم القرمزية العارية ، وعلى طريقة "سلام سيدك يا ولد"  و" .. الليل ، الليل يا ميمون " ، وبعيون وقحة يندب فيها رصاصة استبدلوا اسم مبارك باسم المشير فى كتاباتهم التى تحولت بقدرة قادر من قصائد فى تأليه المخلوع إلى معلقات فى الإطراء على سيادة المشير ومجلسه الأعلى ، وبادلهم المشير ومجلسه التحية بأحسن منها ، ووضعهم فى مقدمة الصفوف ليقوموا بأحط الأدوار القذرة فى تبرير تهرب العسكر من دفع استحقاقات ثورة 25 يناير ، وتغذية روح الانتكاسة التى تعيشها وتفريغها إعلامياً من مضامينها ،وإلصاق أقذر وأبشع الاتهامات بالثوار، وتجميل وعمل " نيو لوك إعلامى " للصوص والقتلة والقوادين والعاهرات من فلول العهد البائد وغسيل سمعتهم وذممهم وإعادة إنتاجهم وتسويقهم لدى الشارع !! 

فأى خير يرجى من هؤلاء البهلوانات والأراجوزات ومحترفى رقص القرود من المأجورين ، الذين لا ولاء لهم إلا لمن يدفع أكثر عن أدوار يؤدونها أو ثمنا لأقلامهم وعرق ألسنتهم بضع من حبات الفول السودانى تلقى إليهم فيتوثبون لالتقاطها من على الأرض شاكرين مع تعظيم سلام للبك !! ، .. واسألوا وزراء المخلوع عن عطاياهم لـ "الصُحفجية" فى العصر البائد ابتداءً من سامح فهمى ومحمود محيى الدين وفاروق حسنى والهارب رشيد محمد رشيد والسجناء أحمد المغربى وإبراهيم سليمان وزهير جرانة والمحبوسين احتياطيا فتحى سرور وصفوت الشريف وانتهاء بالوزيرة عائشة عبد الهادى الشهيرة بـ ( الحجة عيشة وزيرة تبويس الأيدى) ،والوزير زقزوق وطارق كامل !!

ثالثا : إن الصحافة الورقية أوشكت شمسها أن تغرب فى العالم بأثره لتحتل مكانها فى متحف التاريخ ، ولم يبق أمام الجميع سوى أن نبحث الوسائل لشد الرحال إلى المستقبل حتى لا تصبح صحافة مصر وصحفيوها مجرد إضافات كمّية متخلفة إلى عبث الوجود .!!

***
يا سادة : الصحافة ليست ملك القائمين عليها ؛ لأنها صحافة وطن ؛ لذا فالأمر يستلزم التعقل والتدبر ، فالرأى قبل شجاعة الشجعان ؛ حتى لا يستدرجنا  "عرابين" المهنة، الرعاة الرسميون للفساد فى أروقتها  إلى شراك خداعهم ، ويجرونا إلى مناقشات أشبه بحفلات الزار ، أو حلقات من التوهان والدروشة وتنتهى بمشاجرات وملاسنات أِشبه بخناقات البرابرة التى دائماً وأبداً ما يكون آخرها "شُرب بُوظة" ينسون بعدها سبب الخناقة ، ومع طلوع النهار  تعود "ريما" لعاداتها القديمة وكأن شيئاً لم يكن !!


واقعة طـــــرد النقيب مكــرم محـــــمد أحمــــد من مبنى نقـــابة الصحفيين .. 
لحظة فارقة ، حــرص الصحفيون على تسجيلها بكاميرات هواتفهم النقالة