السبت، فبراير 28، 2015

ياسر بكر يكتب : المبتسرون فى "ملعبة" نقابة الصحفيين!!



ياسر بكر يكتب : المبتسرون فى "ملعبة"   نقابة الصحفيين!!

الأستاذ ياسـر بكر مع الأستاذ يحيى قلاش ( 14 فبرلير 2011 ) فى أول جمعية عمومية لنقـابة الصحـفيين
 بعد ثورة 25 يناير.. قبل أن تنهار الآمال الكبيرة، وتسقط فى أسر الصراعات الحزبية والمصالح الشخصية!!




.. بداية لم أكن أنتوى أن أدلى بدلوى فى الملعبة المسماة  "انتخابات نقابة الصحفيين " وقد عقدت النية والأعمال بالنيات على أن أعف لسانى عن الخوض فى " المكلمات " المسماة على سبيل التجاوز حوارات، .. خاصة أننى قمت بطلب نقلى إلى جدول المعاشات لأسباب يعلمها القاصى والدانى، وليست خافية على أحد من السادة الزملاء  أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، .. ولو كان لى صوتا انتخابياً لأبطلته؛ حتى لا أكون شاهداً على عيب أو مشاركاً فى عوار، وحتى لا أقع فى مأزق المفاضلة بين السيئ والأسوء .. لكن وقد بلغ السيل الزبى ، وبلغت الملهاة ذروة السخرية الدرامية ؛ واصبح الصمت خيانة ، والتواطؤ بالصمت جريمة؛ فلم أجد أمامى سوى خطاب مفتوح  نتفق فيه على أن يساعد بعضنا بعضا فيم نتفق عليه، ويلتمس بعضنا لبعض العذر فيما نختلف فيه من خلال ست محاور للنقاش  :
أولا ً : من غير زعل وبدون إحراج   ، من كان منكم فى قامة وقيمة فكرى أباظة وحافظ محمود وحسين فهمى وأحمد بهاء الدين وعلى حمدى الجمال وكامل زهيرى فليتقدم للمنافسة  على مقاعدهم .
ثانياً : الذين يريدون أن تظل النقابة أسيرة الممارسات الهزلية لنافع وحسبو على طريقة " لعبة الست " فى إيجاد شخص المُحلل لإيجاد مصوّغ شرعى للعودة إلى فراش العشيق، .. أقصد ممارسة العهر النقابى بغطاء قانونى ..عفوا أيها السادة فلا عزاء لكم عندى ولا وقت لدى لأضيعه فى " خربشة النفوخ  " معكم!!
ثالثا : أن القيم النقابية والغيرة على القواعد المهنية والأخلاقية فى العمل الصحفى لا تطفح فجأة على الجلد مثل أعراض " الحصبة الألمانى "  ولكن يسبقها يا سادة تاريخ طويل من العمل النقابى الجاد والمواقف المهنية والنقابية التى لا تتجزأ ولا تقبل المساومة أو الدخول فى المناطق الرمادية أو البقع العمياء أو القسمة على أثنين !!
رابعاً : لا أريد نقيبا مبتسرا  يحتاج إلى  " حضانة  نقابية " حتى يكتمل نموه ولا نقيب أنابيب مخلّق بطريقة "أطفال الأنابيب " ، ولا أريد نقيبا من نوعية ( عبده القشلان المتسول  .. شيخ شحاتين وش البركة ) فالحقوق لا تأتى بالتمنى ولكن تؤخذ غلابا .
خامسا : أن كلا المتنافسين على منصب النقيب ينتميان إلى تيار عالى الضجيج، خاوى المضمون؛ فما أسموه بـ "الناصرية " ليست مذهب سياسى أو منهج أيدلوجى ولا مذهب ثقافى .. بل مجموعة ممارسات فجة فى ظروف تاريخية شديدة الالتباس عادت على الوطن بنتائج كان ضررها أبلغ من نفعها !!؛ بما يشى بانقسام فى صفوف ذلك التيار .. وقد دخلت إدارة جريدة الأهرام فيه طرفاً، وغاب كاهن الكهف الناصرى الأستاذ هيكل عن دوره المعهود فى رأب الصدع مكتفياً بالتوجيه من خلف الكواليس !! .. يعنى من الآخر وبدون رتوش أو تذويق : الجمعية العمومية للنقابة الصحفيين يتم اختطافها ـ فى استنساخ مفضوح لتجربة الإخوان المسلمين ـ ، واستخدامها كأداة فى معركة حزبية بين تيارين فى إطار رؤية حزبية، ومصالح شخصية لن يستفيد الصحفيون ولن يغنموا منها شيئا !!؛ .. الصحفيون ـ الآن ـ فى خضم معركة حزبية تلتحف بشعارات ومطالب نقابية زائفة لم ولن تتحقق فى ظل نمط الملكية السائد الذى جعل من الصحافة رهينة المحبسين : الرقابة المفروضة عبر تعيين قياداتها من أهل الولاء، والدعم الحكومى الهزيل عبر إلقاء الفتات فى صورة ( البدل ) !!
سادسا : أن كل المرشحين لمنصب النقيب وإن استوفوا شروط الترشح المنصوص عليها قانوناً، فقد خلت أوراقهم من القيمة المضافة ممثلة فى الحصول على دورات فى آخر تطورات العمل الإعلامى، وهى تطورات فرضتها أخلاقيات العمل الإعلامى على كل العاملين به صغارهم وكبارهم، .. كما أن كل المرشحين لمنصب النقيب قد خلت صحيفة بياناتهم من عناوين أضافوها إلى المكتبة الصحفية، أو قضايا أثاروها دفاعاً عن قضايا الوطن ومصلحة ناسه !!
تحدثت عن المحاذير ، ولم يبق إلا الأمنيات التى أريدها .
..أريد نقيباً  يحمل على كتفيه تاريخ مهنى ونقابى وفى ضميره ووجدانه جينات نقابة الرأى وله باع وبصمة فى مسيرتها والدفاع عن الحريات العامة والحريات الدستورىة ، ويضع فى أولوياته ونصب عينيه حقوق زملائه فى حماية أجسادهم ومساكنهم من الانتهاك البدنى وانتهاك حرمة المسكن، . . وخاصة أنه قد سقط الشهداء من بين صفوفنا دون أن نعرف قاتلهم !!، وأن من بيننا زملاء صحفيين أفاضل من المشهود لهم بالمهنية والكفاءة والخلق الرفيع منهم السجين والمعتقل والمطارد والهارب والعاطل والمعطل أو المُضيق عليه فى عمله ورزقه.
..أريد نقيباً  يرعى الحقوق ، ويرى أن الموت دونها أهون !! .. حقوق زملائه المهنية والمعيشية وحقهم فى الحصول على المعلومات وحقوقهم الاتصالية  والمحافظة على كرامتهم فى مواجهة رئيس التحرير ( الواد بلية بتاع ...... سابقا ، بتاع إمبراطور السيراميك حاليا ً ) ولا يغض الطرف عن الحقوق المعرفية للقارئ .
أريد نقيباً لا يتلاعب بأحلام شباب المهنة، وهو يعلم أنه لن يقدم لهم شيئا، .. ولا يتاجر بآلام شيوخ المهنة وحقوقهم فى المعاملة الكريمة، .. ولا يبيع الوهم لورثتهم من الأرامل والأيتام .
.. أريد نقيباً له هيبة فلا يضع نفسه موضع الدنية ويأتى من السفه والسوقية ما ينتهى بإهانته وطرده من حرم النقابة ، اريد نقيبا أستشعر معه عند الأزمة أننى بين جدران بيتى النقابة وبين أهلى وعزوتى وفى حمى كبير العائلة الصحفية ، لا نقيب  بيخانق دبان وشه، وذو تكشيرة تقطع الخميرة من البيت وتنشف الزيت، .. ينتهك الأعراض ، ويسرق الحقوق ولا يستحى أن يعلن على الملأ : " أنا نقيب رؤساء التحرير . " ، أريد نقيباً له هيبة وهلة وطلة النقيب  . . وليس نقيباً مكسور العين لأنه يكمل عشائه وقوت أولاده من بيع لحم الوطن على صفحات جرائد النفط، أو نقيباً يعيش فى جاه ملوث من أموال فضائيات مجهولة التمويل مشبوهة الغرض !! .. إننا لا نعاير الناس بظروفهم الاجتماعية ، ولكن للعمل العام ضوابط ومعايير ؛ فدافعنا هو الغيرة الوطنية؛ فالصحافة ملك وطن، ولبست ملك القائمين عليها .
.. أريد نقيباً فى شجاعة فكرى اباظة عندما وقف فى أول اجتماع لنقابة الصحفيين والذى عقد فى جريدة الأهرام فى 7 ابريل1941  ، يدين ما كتبه محمد التابعى من إسفاف بحق إحدى سيدات المجتمع  ويواجهه بمبلغ 500 الجنية التى حصل عليها من وزير الداخلية من ميزانية المصروفات السرية ( ولم يكن للنقابة مقر أنذاك بعد صدور المرسوم الملكى بإنشائها فى 1 ابريل 1941) .
.. أريد نقيباً فى قوة حافظ محمود عندما ألقى البوليس القبض على جميل عارف وزميله المصور الصحفى أثناء محاولاتهما التسلل عبر سور قصر عابدين لالتقاط صورة للملك فاروق والملكة ناريمان هما يتناولان شاى الساعة الخامسة بكشك الشاى فى حديقة القصر  .
ذهب حافظ محمود إلى مديرية الأمن ومعه حقيبة ملابسه ودخل إلى غرفة  الحكمدار وخيره بين أمرين ، أن يأخذ الصحفيين ويمضى ، أو أن يصدر الحكمدار قراراً بحبسه معهم ، واستجاب الحكمدار وأخلى سبيلهما ..
على باب مديرية الأمن علم حافظ محمود الصحفيين الشابين درساً فى آداب مزاولة المهنة و حدود الخصوصية واحترام حرية الغير التى يجب أن يتوقف الصحفى عندها ولا يتجاوزها .
بنفس هذه الفروسية النقابية فى عام 1954 ، ذهب حافظ محمود غاضباً إلى جمال عبد الناصر عندما اكتشف أن بعض ضباط الثورة يتنصتون على اجتماعات مجلس نقابة الصحفيين وعده عبد الناصر ببحث الأمر مؤكداً أنه لن يتكرر .
وبنفس هذه الفروسية النقابية ، راح يذكر السادات بدور صحافة مصر فى ثورة 1952 ويشرح له ما غاب عن فكره عندما أراد ان يحول النقابة إلى ناد .
.. أريد نقيباً فى ثبات حسين فهمى على المبدأ ، عندما رشح نفسه نقيباً للصحفيين وهو فى المعتقل ، وفاز بالمنصب بأغلبية ساحقة .
أريد نقيباً فى وطنية أحمد بهاء الدين  أصدر من نقابة الصحفيين بيانا  يدعم ويؤيد الحركة الطلابية فى مظاهراتها احتجاجاً على الأحكام الهزيلة لقادة الطيران فى عام 1968 .
..أريد نقيباً فى نبل على حمدى الجمال الذى رفض أن ينكل السادات بمعارضيه من الصحفيين بشطبهم من النقابة ، وبأدبه الراقى وأصله الكريم ؛ لم يحتمل التجاوزات اللفظية لحاكم غشوم فأصابته أزمة قلبية لقى على أثرها وجه ربه .
 ..أريد نقيباً فى حنكة كامل زهيرى الذى سار على درب سابقيه معلنا أن العضوية كالجنسية لا يجوز إسقاطها ، وحكمته فى إدارة معركة إحباط مؤامرة السادات لتحويل النقابة إلى ناد .
زملائى : لقد ترك لكم أباؤكم شيوخ المهنة إرثاً ثمينا فلا تضيعوه  !!
 أعتذر عن الإطالة ، وأشكركم والعاقبة عندكم فى المسرات .. ونلتقى على خير لكن، ليس فى سوق عكاظ المسمى تجاوزاً ( موسم انتخابات نقابة  الصحفيين ( .