الثلاثاء، يونيو 07، 2011

حنظلة..صديقي رئيس التحرير

حنظلة..صديقي رئيس التحرير

سطر جديد في كتاب أسرار وخبايا وفضائح صاحبة الجلالة يسطره بقلمه الرشيق المبدع الصديق ياسر بكر.. ليضع لبنة جديدة في البناء الذي شيدته أقلام أساتذة كبار تركوا رصيدا هائلا رائعا من كتاباتهم الإبداعية الروائية. في مقدمتهم نجيب محفوظ في «القاهرة 30» و«اللص والكلاب» وفتحي غانم في «زينب والعرش» و«الرجل الذي فقد ظله» ومصطفي أمين في «سنة أولي حب» وموسي صبري في «دموع صاحبة الجلالة» و«كفاني يا قلب» ووحيد غازي في «مدام شلاطة» و«الواطي» لمحمد غزلان و«26 ابريل» لخالد إسماعيل، و«دع هواك» لأشرف عبدالباقي.. وأخيرا «حنظلة.. رئيس التحرير» لياسر بكر. في روايته يعترف بكر أن روايته هذه ليست الأولي ولن تكون الأخيرة التي تتخذ من كواليس صاحبة الجلالة موضوعا لأحداثها وهو عالم سري يحفل بالكثير من الحقائق والكثير جدا من الشائعات والأكاذيب وهي كلها أشياء تفتح شهية الكاتب الروائي للتعبير عنها وتقديمها للقارئ بأسلوب روائي بديع. إذا كان نجيب محفوظ قد تعرض لهذا العالم السحري رغم أنه لم يعمل بالصحافة وإن كان قد عمل في مؤسسة الأهرام الصحفية وبالتالي فإن كواليس هذا العالم لم تكن تبعد عنه سوي خطوات داخل المؤسسة العريقة. أما بقية من كتبوا فكلهم قد أصابهم داء الصحافة وإن لم تلوثهم ادرانها.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويجعل «حنظلة» الذي صار رئيسا للتحرير هو نفسه محفوظ عجب في «دموع صاحبة الجلالة» وغيره من الشخصيات التي تختلف أسماؤها ولا تختلف سلوكياتها ولا تفاصيلها الصغيرة.. ولا وصوليتها وطريقة صعودها إلي قمة الهرم الصحفي في غفلة من الموهبة والأخلاق متسلحين بأسلحة الزيف والغش والخداع والتدليس والعمالة للأجهزة الأمنية القمعية. بلغته السهلة الموحية البسيطة يقدم ياسر بكر نفسه روائيا يعمل يمتلك كل خصائص ومقومات العمل الروائي البديع. يبقي أن أحداث الرواية تدور في فترة حالكة السواد من تاريخ الصحافة المصرية الناصع البياض. تلك الفترة التي كانت فيها صحفنا خاصة القومية منها مرتعا خصبا لأنصاف الموهوبين والسعاة الذين يقدمون خدماتهم بأي ثمن حتي لو كان هذا الثمن ـ كما يقول بكر ـ سندويتش.. أو كأسا من منقوع البراطيش.. وفي الرواية أسرار خاصة عن «الملواني» رئيس التحرير الذي لم يكتف بذلك ولكنه ارتقي سلم العمل النقابي سنوات وسنوات كان خلالها نموذجا للإسفاف والسقوط.. أما بطل روايتنا «حنظلة» فهو نموذج متكرر يبدأ من البدروم إلي أن يصل إلي مسكن القصور بالفساد والرشوة والمحسوبية والعمالة والقوادة أحيانا!
بقلم : الأمير أباظة
 

جريدة القاهرة