الجمعة، مايو 13، 2016

ياسر بكر يكتب : نقابة الصحفيين .. و" الثيران المتذئبة " !!



ياسر بكر يكتب : نقابة الصحفيين .. و" الثيران المتذئبة " !!

أُشهد الله أنني عندما انتقدت آداء الزميل الأستاذ النقيب، والسادة الأساتذة الزملاء أعضاء مجلس نقابتي .. نقابة الصحفيين في أربعة مقالات لم أكن أحمل نوايا السوء بل كنت انشد الإصلاح ما استطعت إليه سبيلاً، راجياً من الله التوفيق، .. حملت مقالتي الأولى عنوان : "انتخابات الصحفيين .. قراءة هادئة في ملفات صاخبة !! "، وحملت الثانية عنوان: " في نقابة الصحفيين .. دموع رجل تافهة !! "، وحملت الثالثة عنوان : " نقيب الصحفيين .. سلامتك من الغفلة !!" ، وكتبت المقالة الرابعة والأخيرة بعنوان : "اجتماع الصحفيين .. وحماقة "إخصاء الذات" !!" في انتقاد التوصيات الطائشة الفشنك بعد اجتماع أعضاء من الجمعية العمومية تم التدليس فيه على الكثيرين من أعضاء الجماعة الصحفية الذين لم تتح لهم فرصة الحضور .. وزاد طين الاجتماع بلة تهديد بعض من أعضاء المجلس لمن يختلفون مع توجهاتهم غير البريئة بإدراج اسمائهم في ما اسموه بـ " القائمة سوداء " وهو إرهاب لا ولن نقبله !!

لم يكن بيني وبين الزميل الصديق الأستاذ يحيى قلاش يوما شيء من سمات العداوة؛ فكلانا قد تربى في مدرسة " الهواء الطلق " في حديقة النقابة " هايد بارك مصر " في السبعينيات من القرن الماضي .. وأيضا لم يكن بيني وبين السادة الزملاء ثمة داع من دواعي الخصومة .. فأواصر علاقة من الحميمية والاحترام تربطني بالجميع، وهو ما جعل المقالات الأربعة المشار إليها ـ من وجهة نظري ـ أقرب إلى "نهش الذات" بدافع من الغيرة النقابية والمهنية بغية الوصول إلى الأفضل منها إلى النقد الموجع !!.. من منطلق أن القسوة أحيانا على من تحب ليس بغرض الإيذاء بقدر ما تكون القسوة ذريعة لدفع ضرر مقدم على جلب منفعة .. بخبرتي طوال 40 عاما في معارك نقابية كنت أرى الرعب الآتي في ثنايا القادم، .. وما يحمله البعض من نوايا الغدر للنقابة، وسُلَم النقابة الذي يعد صداعاً مزمنا في رأس الحكومة لم تنجح وسائلها القمعية في علاجه  أو الخلاص منه!! .

.. لا أزعم أن علاقتي بنقابتي على مدى أربعين سنة كانت ( سمن على عسل ) فقد شابتها بعض فترات الفتور كانت أطولها وأهمها  الخمسة سنوات الأخيرة من خدمتي القانونية وقبل الإحالة إلى سن المعاش.. عندما قام أعضاء من غلمان "أمانة السياسات" التي ابتليت بها مصر بإقصائي من العمل في مجلة "المصور " عبر العديد من الإملاءات التي رفضتها والمضايقات والتضييقات في العمل والرزق وعلاقات الزمالة التي علوت عليها والتي يشهد بها شخوص مازالوا على قيد الحياة يرزقون؛ .. فمن نكد الدنيا أن تبتلى بعداءات الصغار من "عساكر المراسلة " و " بنات الكونترول " التي ابتليت بهم صحافة مصر !!

.. وتقدمت إلى نقابتي أطلب الحماية بمظلتها النقابية؛ .. وكانت الصدمة .. دلس النقيب مكرم محمد أحمد حسبو ليرضي غلمان " أمانة السياسات "؛ بإحالتها إلى " هيئة مكتب " وهي هيئة غير مختصه فاختصاصها طبقا للائحة يختص بأمور موظفي النقابة وعمالها !!  .. وقال لي محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات : " ربنا يسهل ياعمنا !! " وقال لي حاتم زكريا : " حاول تتفاهم !! " ، وكتب ياسر رزق " طفل الصحافة المدلل " تقرير مكذوب عن تسوية وهمية للأزمة أرجعه ـ زوراً ـ إلى فضل جهوده الميمونة في خيانة مفضوحة لزملاتي لوالده المرحوم الأستاذ فتحي رزق وخيانة لأستاذيتي لجيل ينتمي إليه الكثيرين من أمثال ذلك الـ " ياسر رزق" !!.. وقد لقنته درساً في أخلاقيات الآداء النقابي في صحن النقابة وأمام الجميع .. وعلمت بعده أنه تم نقله إلى غرفة الرعاية المركزة بإحدى المستشفيات ولم أشعر بأدني إحساس بتأنيب الضمير أمام هول المظلومية الواقعة علي وخسة التأمر النقابي !!، وقال يحيى قلاش عضو المجلس آنذاك ونقيب الصحفيين الحالي : " أنه اختلف مع المجلس وقدم استقالته .. وينتظر االبت فيها؛ وبناء عليه فهو خارج المنظومة ولن يقدم شيئاً"،  وقال لي جمال عبد الرحيم عضو المجلس آنذاك والسكرتير العام الحالي : " لقد خدعنا ياسر رزق !! " .

.. ولم أحصل على أي دعم نقابي تحت مظلة عضويتي للنقابة لآكثر من 33 سنة في ذلك الوقت ؛ .. وكنت أعرف مأزق الجميع في إرضاء غلمان " أمانة السياسات " على حساب قوانين وقيم وأعراف نقابية .. فأعفيت الجميع من الحرج وخضت معركتي وحيدا كمن يسبح وسط الصخور في بحر عاتي .. جمعت فيها بتوفيق من الله بين الكثير من الموائمات كان القاسم المشترك فيها الصبر أحيانا، واليأس والرجاء أحيانا أخرى، والحنكة المهنية والثقافة القانونية في أحيان ثالثة .. حتى قضى الله أمراً وجاء الحل من باب السماء .. من عند الله؛ .. فذهب مبارك ونظامه و"أمانة سياسات " ابنه الدلوعة إلى مزبلة التاريخ .. وراح غلمان "أمانة السياسات " يتوارون من عار لحقهم !!

إلهام شرشر
.. المقارنة بين الموقف المتخازل للنقابة الذين كنت أحد أطرافه، وكان النقيب قلاش ( عضو المجلس آنذاك ) وبين الموقف الحالي في الاستقواء بغير حق يثير في رأسي شكوك كثيرة، وعلامات استفهام سوداء بلون الغربان تحوم حولي!! خاصة أن ظروف الدولة الحالية تجعلها أقل ذكاء ومرونة وكياسة في التعامل وأكثر وحشية وبطشاً من عصر مبارك وولده دلوعة "أمانة سياسات " وزوجته " شرشوحة " مصر الأولى التي صارت "الهانم " بتعريف الألف واللام .. بما ينفي وجود هانم غيرها .. أذكر حادثة لها مغزاها قد تفيدنا كثير في فهم ما نحن بصدده، .. وهي أن السيدة الأستاذة رئيسة تحرير مجلة "نص الدنيا " التي تصدر عن مؤسسة الأهرام قد سمحت بنشر حديث صحفي للزميلة الأستاذة إلهام شرشر زوجة وزير الداخلية حبيب العدل ، أجرته معها الزميلة حنان مفيد فوزي بعنوان : " سيدة مصر الثانية " كان الحديث موضوعاً لغلاف العدد الذي تصدرته صورة السيدة إلهام شرشر حرم معالي وزير الداخلية .. وكانت الطامة الكبري .. لم يستطع أحد أن يخفف من غضب "شرشوحة " مصر الأولى التي اسموها رياء وزلفى بـ "الهانم ".. وراحت الأستاذة رئيسة التحرير في "الكازوزة " زي ما بيقول ولاد البلد بمعنى في "سكة من لا ذكر له " بما يعني السقوط في "بئر النسيان "!!

سوزان مبارك
.. واقعة أخرى قد يكون لها مغزى وهي أنه كان الرئيس مبارك في زيارة لأمريكا ، وانتهينا من إعداد عدد مجلة " المصور " ودفعنا به إلي المطبعة ، وغادرت مكتبي ، وما أن وصلت بيتي حتى تلقيت تليفون من الأستاذ عبد القادر شهيب مدير التحرير آنذاك يقول لي أن ثمة تغيير سيجرى وأن السيارة في طريقها إلى لإحضاري.. وبعد إنجاز التغيير سألت عن سره فقال لي بالحرف الواحد : " أن سوزان مبارك شكت إلى الرئيس مبارك من تجاهل الصحفيين لتغطية أنشطتها في أمريكا؛ فأمر الرئيس بإزالة أسباب شكوي " الهانم " !!" .. وتم قلب صفحات المجلة رأساً على عقب !!

.. هكذا كانت تدار مصر والمؤسسات الصحفية والنقابات!! .. وكان نقيب الصحفيين ومجلس النقابة، ومعظم الصحفيين يعرفون التركيبة، .. ويدركون " قواعد اللعبة " ويرضون بها !!، فلماذا انقلبوا عليها في تصعيد غير مبرر فتح الباب على مصراعية أمام أصدقاء الصهاينة من " الثيران المتذئبة " ، وتعبير " الثيران المتذئبة" و تعبير دال عن كائنات تجمع بين القوة والغشم .. وهم من يقودون حملة شعواء ضد نقابة الصحفيين من أمثال مكرم حسبو الذي قبل أن يضع مناحم بيجين نعل حذائة في وجهه أثناء إجراء حوار صحفي معه لجريدة " الأهرام " بالمخالفة لقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين .. ومع ذلك لا يمل من تصديع رؤوسنا بالحديث عن الكرامة "المهنية " والكرامة "الوطنية "، وصلاح منتصر مدير دعاية الأسرة الفاسية ( الشيخ الفاسي وولده علال وكريمته هند ) ورائد الزواج العرفي من إحدى نساء الوسط الفني بعد طلاقها والتي لجأت إليه لمساعدتها في علاج زوجها الممثل المدمن، والتي انخدعت بحملته الصحفية في علاج التدخين والإدمان مدعوما بالدعاية الخادعة لمنظمة " الروتاري " الصهيونية !!.. وغيرهم الكثيرين من صغار "صبيان القعدة " الذين يريدون هدم الكيان النقابي من أساسه أو على الأقل إدخاله في "حظيرة الطاعة" المسماة بـ " الحراسة " !!

.. لن أقول أن النقابة مؤثرة بالكلية .. ولكنها كانت تمثل هامشاً للدعم النقابي والاجتماعي لأعضائها لا يجب التفريط فيه مهما كان ضئيلاً فكما يقول البسطاء من أهلنا الطيبين في أمثالهم الشعبية التي تعد دستورهم غير المكتوب " كشكار دائم ولا علامة مقطوعة" بمعني وجود دقيق الشعير الخشن طوال العام أفضل من الدقيق الفاخر الذى لا نجده في الكثير من أيام العام"، والكشكار يعني " دقيق الشعير " باللغة الفصحى و ولكنه بالعامية " الإدام  والغموس الفقير " الذي أوردته في مثل " كشكار دائم ولا عيش حاف "  .. بمعني الإدام الفقير أفضل في كل الأحوال من الخبز الحاف !!

.. فلنقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص خلف نقابتنا .. حتى لا نعض أصابع الندم يوماً لأننا أضعنا فرصة، وأضعنا معها نقابتنا !!؛ .. ربما نفلح في  إصلاح ما أفسده السيد النقيب والسادة الزملاء الأساتذة أعضاء المجلس غير الموقر الآداء والتوجهات . . والذي كان حجر الأساس لبنية الفساد الحكومي لهدم الكيان النقابي للصحفيين!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق