ياسر بكر يكتب : نقيب الصحفيين..
سلامتك من الغفلة !!
ترد على ذهني خاطرة سوداء تحوم حول رأسي مثل غراب
أسود يكاد نعيقه ينبئ بما لا تحمد عقباه .. نقيب الصحفيين الزميل يحيى قلاش يقوم
بالتصعيد في اتجاه صدام غير مبرر تسوده " روح القطيع "!! .. الخاطرة
السوداء قوامها نكتة من نوع الكوميديا السوداء كان أبطال المقاومة العراقية يتداولونها
لتصوير حالة المهانة التي لحقت ببعض العملاء الذين رأوا في الغزو الأمريكي للعراق
خلاصاً للعراق من معاناته وإرساء لدعائم الديمقراطية بين أهله، ثم أفاقوا على صدمة
الحقيقة التي اختزالت سقوط النظام في لقطة إسقاط تمثال صدام حسين وسط تكبيرات بعض الزعران
والزغاريد الممطوطة التي تجيدها بعض العاهرات العراقيات اللائي تم جلبهن من بعض
الأحياء الفقيرة مقابل بضع دولارات !!.. ليصبح المشهد الحقيقي أننا أمام شعب
مستباح !!
.. النكتة تقول : "كان الجنود الأمريكان
يلقون المواطن العراقي بصفعة علي القفا وركلة في المقعدة وبصقة على الوجه .. وحدث
أن لقي جندي أمريكي أحد العملاء فصفعه على قفاه وركله في المقعده وطلب إليه
الانصراف فلم يستجب وسأله : وين البصقة يا خوي ؟!!"
المعنى الذي تلخصه تلك النكتة من نوع الكوميديا
السوداء تشي باصرار البعض على إهانة الذات بعد هوانها عليهم، وهو ما يمكن إنزاله
بالوقائع على سمات الممارسات في نقابة الصحفيين .
نال النقيب قلاش ( بصفته ) وليس شخصه صفعة على القفا؛ ـ فذاته مصونة ومحترمة ونرفض
المساس بها إلا في حدود النقد الذي أقره القانون للمشتغلين بخدمة عامة أو صفة
نقابية أو نيابية ـ .. كانت تلك صفعة القفا عندما دعى قائد أحداث 30 يونيو الرئيس عبد
الفتاح السيسى لرعاية العيد الماسي لنقابة الصحفيين في سابقة لم تحدث في العيد
الفضي أو الذهبي للنقابة .. لم تلق دعوة النقيب قلاش رداً، ولم يسمع لها جواب سوى
صدى صوته !!
ثم نال النقيب قلاش ( بصفته ) وليس شخصه، الركله عندما
لم يستجب رئيس مجلس الوزراء للقائه هو ومجلسه الغير موقر الأداء والإنجاز، وكانت ذروة
السخرية الدرامية حضور وزير التموين لتشريف الاحتفال في الوقت الذي غاب فيه
مسئولوا الإعلام والثقافة!! .
لم يكتف النقيب قلاش ( بصفته ) وليس شخصه
بالصفعة والركلة، فانبرى يسأل عن البصقة !! ، .. وقد كانت بدخول الشرطة إلي مبنى
النقابة دون إخطار له أو لأحد من أعضاء ومجلسه الغير موقر الأداء والإنجاز؛ لكونهم
من غير ذي الثقة بما يجوز معه إخطار الهاربين وإفساد أداء الشرطة، وهو ما يحاول
النقيب قلاش التعمية عليه بإثارة غبار الأكاذيب ومنها :
أولاً : الأستاذ النقيب يدعى زوراً حصانة للنقابة بحكم
القانون وهو أمر لا ينطبق عليها حال إيوائها للهاربين من العدالة واستخدامها وكراً
لإيواء الهاربين من تنفيذ القانون .. ويصر ورأسه وألف سيف أن دخول الشرطة مبني نقابة
الصحفيين لإنفاذ القانون جرم لا يغتفر يستوجب إقالة وزير الداخلية وغسل النقابة
سبعة مرات إحداها بالتراب !!..
ثانيا : الأستاذ النقيب يتحدث وبراءة الأطفال في عينيه ولا يأت
ذكراً لتورطه في السماح بأن يكون مبنى النقابة ملاذاً لهاربين من العدالة لأسباب
لا تخفى على أحد أهمها استعجال الصدام مع النظام القائم انتقاماً من إهمال النظام
له، ومدارة لفشل الأداء في كل الملفات في دورته الغير
ميمونة!!
ثالثاً : أن الاتهامات المنسوبة للصحفيين المطلوبين .. ليست من
بينها قضايا نشر بما يجعل النقابة غير مختصة ولا طرفاً في الخصومة ويقتصر دورها
فقط على الرعاية الاجتماعية والمساندة القانونية لأعضاء لها في محنة .. وهو ما ضنت
به على الكثيرين من أمثال الزملاء مجدي أحمد حسين وهاني صلاح، وأحمد سبيع،
وإبراهيم الدراوي !!.. كما ضنت بسعيها لمعرفة من أراق دماء بعض أعضائها في الطرقات!!
.. فالنقابة وأعضاء مجلسها غير موقر الأداء والتوجهات قد شغلتها وشغلتهم احتفالات
العيد الماسي عن أوجاع الجمعية العمومية !!
رابعاً : النقيب يضرب مثالاً مغلوطاً بحالة الزميل الأستاذ عبد
الستار أبو حسين المحرر العسكري لـ "جريدة الشعب " والذي نشر تحقيقاً
مترجماً عن شئون عسكرية مصرية دون التصديق عليه من الجهات المختصة.. وطبقا للقانون
فإن المحرر العسكري يخضع للمحاكمة العسكرية، ولأن الزميل كان في سن الشباب فقد طلب
النقيب الأستاذ إبراهيم نافع المهلة لتهدئة روع الزميل واستجابت المؤسسة العسكرية
لكونها اعتبرت الزميل الأستاذ عبد الستار أبو حسين ابن من ابنائها بالانتساب أخطأ
بحسن نية وبغير قصد، وقد اصطحبه الأستاذ النقيب في سيارته إلى جهة التحقيق وضمن له
حسن الإقامة والرعاية .. وهو ما لم تتسامح فيه المؤسسة العسكرية مع الصحفي المخضرم
الأستاذ حمدي لطفي المحرر العسكري لدار الهلال الذي قبض عليه في واقعة مماثلة من
مكتبه في مجلة المصور ولم يتم إخلاء سبيله إلا بعد دفع غرامة 10 آلاف جنية .
النقيب قلاش يدعي نقابية قوامها الالتزام بالدستور والقانون ..
، وهذا حقه .. ولكن من حقنا أن نسأل أين كانت روح القانون والدستور عندما خرجتم في
مقدمة مظاهرة من نقابة الصحفيين لدعم المستشار الزند في معركته لحماية النائب
العام المستشار عبد المجيد محمود الذي أصابه رزاز قضية " هدايا الأهرام
".. وهل كانت تلك التظاهرة لحماية منصب النائب العام، أم لحماية "
تجاوزته "؟! .
وأين كانت روح القانون.. عندما ذهب النقيب ومجلس النقابة دون
الرجوع للجمعية العمومية للقاء المستشار عدلي منصور الرئيس المعين من قبل قائد
الجيش ووعدهم له بتقديم الدعم الإعلامي للنظام القائم !!
.. يا
" سيادة النقيب " ارض الوطن لا تتجزأ فإذا كنت اليوم
غاضباً لدخول الشرطة إلى مبنى نقابة الصحفيين، فأين كان غضبك عندما دخلت قوات الأمن
المساجد بالأحذية وقتل المئات في ساحتها ؟
! وأين
كانت نقابة الصحفيين رائدة منابر الحريات وقاطرة الديمقراطيات كما تقول في خطاب تسخين
" القطيع "!! .. وأين كانت نقابة الرأي من محاسبة الكتابات المنتشية بالدم
المسفوح ومنه دماء صحفيين !!
.. صح النوم يا " سيادة النقيب
" .. أنت تعرف أكثر مني من المقبوض عليهم، وتعرف أنهم مجرد "
خرابيش" لغيرهم في إثارة معارك وهمية واسأل رضا إدوارد وابراهيم عيسى!!
.. يا " سيادة النقيب " سلامتك من الغفلة؛ عد إلي صوابك يا
رجل وتذرع بالحكمة النقابية في مواجهة الجنون، كما علمنا النقيب الأستاذ كامل
زهيري في سلوك "إدارة المحن" .. ودعك من صبيانية المعاندة؛ فلا تلعب
بالنار، قد يزين لك البعض زخرف البدايات
.. لكنك لن تأمن ما تحمله النهايات خاصة بشأن صحفيين ليس لهم مورد رزق إلا " البدل
الصحفي " وعجائز وأرامل وأيتام ليس مصدر دخل إلا "معاش النقابة"،
ومرضى ليس لهم بعد الله إلا "مشروع العلاج "!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق