الثلاثاء، أكتوبر 22، 2019

ياسر بكر يكتب : البابا والرئيس !!


ياسر بكر يكتب : البابا والرئيس !!

البابا شنودة والرئيس السادات .. علاقة متوترة
في بداية السبيعنيات من القرن الماضي لم يكن هناك وفاق بين البابا شنودة والرئيس السادات بعد حادثتي إحداها في الإسكندرية وأخرى في الخانكة أشارت تقاير الجهات السيادية إلى تورط البابا شنودة في بعض تداعياتهما.. وأراد السادات أن يثير القلاقل بين البابا شنودة وشعب الكنيسة، فأرسل السادات الأستاذ رجاء النقاش رئيس تحرير مجلة الهلال لينقل للبابا أن القيادة السياسية تعرض عليه كتابة مقال شهري في المجلة، ورحب البابا . 

واقترح الأستاذ النقاش أن يكون المقال الأول بعنوان : "المسيحية من وجهة نظر الإسلام"، وفطن البابا شنودة للفخ المنصوب، وبهدوء قال:

ـ ده مقال يكتبه أحد الأخوة الأفاضل شيوخ الأزهر فهم أدرى مني بما جاء في الإسلام عن المسيحية على أن أكتب مقالاً أخر بعنوان "الإسلام من وجهة نظر المسيحية".

.. وأسقط في يد الأستاذ النقاش، وتوقف العرض، وصلت رسالة البابا إلى الرئيس الذى فهم من مضمونها أن الإيقاع برجل في مثل حنكته ليس بالأمر الهين.


.. واستمرت اللعبة القديمة الجديدة .. تطفو وتغطس .. ويمارسها الكثيرون لأغراض مشبوهة بين حين وآخر على مدى التاريخ للنيل من وحدة شعب مصر الذي لم تفرق بينه المعتقدات على مدى أكثر من 1400 سنة، والتي يصر الغرب على ممارستها بمسميات مختلفة في أثواب مخابراتية وتحت ما أطلقوا عليه :"حوار الأديان"؛ فالأديان تتكامل ولا تتحاور؛  وأخيراً "وحدة الأديان"؛ لخلق نماذج مشوهة من العقائد، ودون فهم لخصوصية كل دين، وأن الأديان كلها غايتها واحدة وسبلها متعددة؛ "فشرع من قبلنا شرع لنا ما لم  ينسخه ناسخ." .. وكل يرفع يديه إلى السماء يطلب من الله الرحمة والبركة والعون والرزق.

.. وأنا لا أفهم حتى هذه اللحظة لماذا يصر البعض على إغفال دور المسيحية الأولى في حماية الإسلام وتقديمه للدنيا كلها ؟!!

.. ولماذا يغفل البعض دور الراهب بحيرا الذي حمى النبي محمد صلى الله عليه وسلم طفلاً عندما قدم النصح لعمه أبو طالب بالعودة بالطفل من حيث أتى خشية أن يصبه أذى اليهود ؟!!

.. ولماذا يغفل البعض ان ورقة ابن نوفل الحبر النصراني الذي بشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وأزال الرهبة والخوف عن نفسه الشريفة؟!!


.. ولماذا يغفل البعض دور الفتى عداس الذي ضمد جراح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسقاه الماء وقدم إليه الفاكهة عندما أوقع سفهاء الطائف الأذى به ؟!!

.. ولماذا يغفل البعض دور الملك النجاشي ملك الحبشة المسيحي الذي لا يظلم عنده أحد في نصرة المهاجرين من المسلمين المستضعفين؟!!

.. ولماذا يغفل البعض الحديث عن الأدب الراقي للمقوقس عظيم القبط في مخاطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رداً على دعوته له للدخول في الإسلام بقوله :

"بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط سلام عليك أما بعد : فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً قد بقى، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك (وكان قد دفع له مئة دينار وخمسة أثواب) وبعثت لك بجاريتين لهما مكان عظيم وهما مارية وسيرين، والسلام عليك".

ولم يزد على ذلك، ولم يسلم، وظل على النصرانية؛ فقبل رسول الله هديته، وتسرى بإحداهن وهي مارية فولدت له ابراهيم، وأهدى الثانية إلى حسان بن ثابت.

.. المسيحية هى التى حمت الإسلام وقدمته للدنيا كلها؛ فاحترموا عقائد إخوانكم ومشاعرهم؛ فمفتاح الحياة "عنخ" رمز فرعوني من قبل الأديان، وقد وُجد مرسوماً على غلاف مخطوطات "نجع حمادي"* في رمز للمسيح الحي - بروحه - التي لا تموت؛ فلا داعي للإغراق في التافهات، .. "التنطع" أهلك من كان قبلكم !!

.. الدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحد الأقوام .


لمزيد من المعلومات اقرأ : 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق