ياسر بكر يكتب : " كراسة " ناريمان .. و" بسطرمة " الملك !!
غلاف المصور بعد تمزيق جزء منه علي شكل مثلث علي الجانب الأيمن أسفل الغلاف
مساء الأربعاء 31 مايو 1950 وقبل توزيع مجلة "المصور " ، أحاطت كتيبة من رجال البوليس
بدار الهلال وصادرت الأعداد المطبوعة من العدد 1338 المعد للتوزيع بتاريخ 2 يونيو 1951 بتهمة " العيب
فى الذات الملكية "
.. في صباح الخميس 1 يونيو طعن أصحاب الدار علي قرار النيابة بالمصادرة أمام محكمة استئناف القاهرة التي عقدت جلسة عاجلة برئاسة حافظ بك سابق.
.. في صباح الخميس 1 يونيو طعن أصحاب الدار علي قرار النيابة بالمصادرة أمام محكمة استئناف القاهرة التي عقدت جلسة عاجلة برئاسة حافظ بك سابق.
ترجع قصة المصادرة إلي انتشار شائعة بأن الملك فاروق سيتزوج من الآنسة ناريمان كريمة
محمود صادق أحد كبار الموظفين فى وزارة المواصلات، كانت ناريمان قد سبق أن أعلنت خطبتها إلي زكى أفندي هاشم المندوب بمجلس الدولة، كان الشائعة مثيرة، وبحاسة الصحفي رأى الأستاذ طاهر الطناحى المحرر فى
"المصور " أن ورائها قصة صحفية أكثر إثارة!!
راح يمنى نفسه بسبق صحفى يدُخله إلى دنيا الكبار، فذهب إلى مدرستها على أمل أن يسعده الحظ ويحقق نصراً صحفيا، .. ولم يصدق نفسه عندما قدم له أحد الأفنديات من باب الفخار صورة للتلميذة المحظوظة بملابس المدرسة العادية ، ومكنه من تصوير صفحة من كراسة الإنشاء الخاصة بها، لم يصدق الطناحى نفسه، وأسرع يسابق خطاه؛ ليقدم لمجلته الصورة وكتب تحقيقه علي صفحتين داخليتين حملتا رقم 22 و23 كان الموضوع ( من كراسة الإنشاء الخاصة بناريمان )، وكان عن الأعياد الوطنية، ونشرت المصور صورة ضوئية له بخطها، وذكرت ناريمان التلميذة أنها تعتبر عيد الهجرة النبوية عيداً وطنياً إسلامياً وعيد ثورة 1919 عيدا وطنيا وختمت موضوعها بأنها تتمنى أن تعيش حتى تشهد عيد الجلاء وقد قدر لها مدرسها 15 / 20 بسبب ثلاث أخطاء نحوية وهجائية لم يكن الطناحى يقدر المتاعب التي ستصادفه من جراء هذا السبق؛ فقد أدعى الأستاذ كامل القاويش رئيس النيابة فى مرافعته عند نظر المعارضة فى أمر المصادرة أن :
" الآنسة ناريمان هي ملكة مصر القادمة .. وأن نشر أخطائها اللغوية والهجائية معناه أن ملكة البلاد لا تجيد لغة البلاد، وهذا يمثل عيب في الذات الملكية التي هي مصونة لا تمس بحكم الدستور ".
وترافع عن المصور فكرى أباظة رئيس التحرير بعد أن أقنع المحكمة بأنه يجمع بين عضوية نقابتي الصحفيين والمحامين معاً، ودفع ببطلان الاتهام وذلك لأن النيابة أسبغت على الفتاة ناريمان وصفا لا ينطبق علي غير ذي صفة؛ فلم يعلن القصر حتى الآن رسميا عن ثمة خطبة ملكية، كي يتسنى للنيابة تحريك الدعوى وفقا لصحيح القانون .
راح يمنى نفسه بسبق صحفى يدُخله إلى دنيا الكبار، فذهب إلى مدرستها على أمل أن يسعده الحظ ويحقق نصراً صحفيا، .. ولم يصدق نفسه عندما قدم له أحد الأفنديات من باب الفخار صورة للتلميذة المحظوظة بملابس المدرسة العادية ، ومكنه من تصوير صفحة من كراسة الإنشاء الخاصة بها، لم يصدق الطناحى نفسه، وأسرع يسابق خطاه؛ ليقدم لمجلته الصورة وكتب تحقيقه علي صفحتين داخليتين حملتا رقم 22 و23 كان الموضوع ( من كراسة الإنشاء الخاصة بناريمان )، وكان عن الأعياد الوطنية، ونشرت المصور صورة ضوئية له بخطها، وذكرت ناريمان التلميذة أنها تعتبر عيد الهجرة النبوية عيداً وطنياً إسلامياً وعيد ثورة 1919 عيدا وطنيا وختمت موضوعها بأنها تتمنى أن تعيش حتى تشهد عيد الجلاء وقد قدر لها مدرسها 15 / 20 بسبب ثلاث أخطاء نحوية وهجائية لم يكن الطناحى يقدر المتاعب التي ستصادفه من جراء هذا السبق؛ فقد أدعى الأستاذ كامل القاويش رئيس النيابة فى مرافعته عند نظر المعارضة فى أمر المصادرة أن :
" الآنسة ناريمان هي ملكة مصر القادمة .. وأن نشر أخطائها اللغوية والهجائية معناه أن ملكة البلاد لا تجيد لغة البلاد، وهذا يمثل عيب في الذات الملكية التي هي مصونة لا تمس بحكم الدستور ".
وترافع عن المصور فكرى أباظة رئيس التحرير بعد أن أقنع المحكمة بأنه يجمع بين عضوية نقابتي الصحفيين والمحامين معاً، ودفع ببطلان الاتهام وذلك لأن النيابة أسبغت على الفتاة ناريمان وصفا لا ينطبق علي غير ذي صفة؛ فلم يعلن القصر حتى الآن رسميا عن ثمة خطبة ملكية، كي يتسنى للنيابة تحريك الدعوى وفقا لصحيح القانون .
.. وقررت المحكمة رفض المصادرة والإفراج عن النسخ ، لكن الحكومة لم تنفذ
!!
.. ولم يكن أمام أصحاب دار الهلال سوى التفاوض لتقليل الخسارة ، .. وبعد مفاوضات بين فكرى أباظة وإميل زيدان من جهة، وفؤاد باشا سراج الدين وزير
الداخلية وعبد الفتاح باشا حسن وزير العدل من جهة ، تم الاتفاق
على نزع اسم ناريمان من تحت الصورة وتسويدة بالحبر
الأسود واعترض عبد الفتاح باشا حسن فاللون الأسود شؤما في مناسبة مثل هذه ، فعرضت دار الهلال طمسه باللون الوردي لكن المفوض اعترض فالنتيجة واحدة وأخيرا استقر الرأي علي تمزيق جزء من الغلاف بطريقة فنية ونزع الصفحتين اللتين طبع بهما الموضوع .
وعلى صفحات العدد التالي رقم 1339 بتاريخ 9 يونيو قدم فكرى أباظة إيضاحا لقراء المصور عما حدث في مقال بعنوان : " اسبوع الأحاجى والألغاز .. إجراءات .. وتهم .. وقضايا ـ تحريات وخواطر : رئيس التحرير " ، جاء فيه :
" نعم ..
.. إجراءات .. وتهم .. وقضاء .. هذا ما حدث للمجلة في يومين اثنين ، هما يومى الأربعاء والخميس الماضيان .
أما الإجراءات فقد علم القراء من الصحف أن المجلة قد صودرت لأول مرة بعد ربع قرن ! وأن أعدادها ضبطت وحيل بينها وبين جماهير قرائها في مصر والبلاد العربية.
.. أما التهمة فهي تهمة .. !! فهي تهمة لا تخط ولا تطبع ولا تنشر .. لأن هذه المجلة لا تنشر إلا الكلام المفهوم والمعقول والمقبول .. وأعجب معي من تصاريف الزمن أن المتهم يأنف أن ينشر تهمته ويكبر عليه أن تصل إلي آذان وأعين الناس !!
تهمة .. نعم تهمة ! وما أكثر التهم في قانون العقوبات ولكن كل تهمة تتلون بمختلف الألوان فمنها القاتمة ومنها التهمة " المدهشة " وهي تهمتنا بالذات !! وقد آثرنا أن نترك القراء في حيرة وأن نودعها إلي الأبد ذمة التاريخ !!
أما "القضاء " .. فيالله ما اروعه ، وما أجله! وما أقساه ! لقد نسف حافظ بك سابق رئيس محمكة مصر "الإجراءات " و "التهمة " نسفاً ، وقرر في لمح البصر زيف اإجراءات والتهمة .. واجتثها من أساسها فمحاها محواً من الورق ومن الطبيعة وأعلن براءة المجلة وبراءة المشرفين علي أوراقها وتحريرها منذ ربع قرن .. وقذف بكلمة العدل فكانت فصل الخطاب !!
.. نحمده سبحانه وتعالى ، فهذا القضاء هو الحصن الحصين الشامخالذرى بين أعلام هذه الول وهو البقية الباقية من مخلفات المجد الطارف والتليد الذي نعتز به ـ في مصر ـ وهو خط الدفاع الذي لا يخترق في مجال الحريات .
لم يبق إلا قراؤنا الأعزاء .. وبقدر ما نحس عطفهم وتقديرهم في تلك الأزمة التي طرأت نحس في الوقت نفسه الأسف الشديد لأن " المصور " تهادى إليهم بعد المعركة العنيفة مترنحاً بعض الشئ " مقصوص الجناح "، لكنه علي كل حال قد خرج ظافراً، منتصراً، يجول ويصول ويجوب الآفاق كعادته إلي أن يشاء الله ".
***
.. لم تكن هذه هي المرة الأولي التى يتم فيها مصادرة " المصور " ، فقد سبق أن تمت مصادرته عندما تفتق ذهن فهمي أفندى سماحة المحرر بالمجلة عن فبركة تحقيق صحفي عن يوم في حياة الملك فؤاد ، وذكر فيه أن الملك يبدأ يومه بالإفطار المكون من البسطرمة بالبيض؛ .. وما أن رأى الملك المجلة حتى هاج وماج وطلب مصادرة المجلة، فجلالته لم يكن يحب البسطرمة، .. ولم يتذوقها طوال حياته !!
***
للمزيد علي الرابط :
http://hekiattafihahgedan.blogspot.com/2011/10/blog-post.html
***
للتعرف علي أشهر القصص الخبرية المفبركة فى تاريخ الصحافة المصرية ، راجع كتاب " صناعة الكذب "
وعلى صفحات العدد التالي رقم 1339 بتاريخ 9 يونيو قدم فكرى أباظة إيضاحا لقراء المصور عما حدث في مقال بعنوان : " اسبوع الأحاجى والألغاز .. إجراءات .. وتهم .. وقضايا ـ تحريات وخواطر : رئيس التحرير " ، جاء فيه :
" نعم ..
.. إجراءات .. وتهم .. وقضاء .. هذا ما حدث للمجلة في يومين اثنين ، هما يومى الأربعاء والخميس الماضيان .
أما الإجراءات فقد علم القراء من الصحف أن المجلة قد صودرت لأول مرة بعد ربع قرن ! وأن أعدادها ضبطت وحيل بينها وبين جماهير قرائها في مصر والبلاد العربية.
.. أما التهمة فهي تهمة .. !! فهي تهمة لا تخط ولا تطبع ولا تنشر .. لأن هذه المجلة لا تنشر إلا الكلام المفهوم والمعقول والمقبول .. وأعجب معي من تصاريف الزمن أن المتهم يأنف أن ينشر تهمته ويكبر عليه أن تصل إلي آذان وأعين الناس !!
تهمة .. نعم تهمة ! وما أكثر التهم في قانون العقوبات ولكن كل تهمة تتلون بمختلف الألوان فمنها القاتمة ومنها التهمة " المدهشة " وهي تهمتنا بالذات !! وقد آثرنا أن نترك القراء في حيرة وأن نودعها إلي الأبد ذمة التاريخ !!
أما "القضاء " .. فيالله ما اروعه ، وما أجله! وما أقساه ! لقد نسف حافظ بك سابق رئيس محمكة مصر "الإجراءات " و "التهمة " نسفاً ، وقرر في لمح البصر زيف اإجراءات والتهمة .. واجتثها من أساسها فمحاها محواً من الورق ومن الطبيعة وأعلن براءة المجلة وبراءة المشرفين علي أوراقها وتحريرها منذ ربع قرن .. وقذف بكلمة العدل فكانت فصل الخطاب !!
.. نحمده سبحانه وتعالى ، فهذا القضاء هو الحصن الحصين الشامخالذرى بين أعلام هذه الول وهو البقية الباقية من مخلفات المجد الطارف والتليد الذي نعتز به ـ في مصر ـ وهو خط الدفاع الذي لا يخترق في مجال الحريات .
لم يبق إلا قراؤنا الأعزاء .. وبقدر ما نحس عطفهم وتقديرهم في تلك الأزمة التي طرأت نحس في الوقت نفسه الأسف الشديد لأن " المصور " تهادى إليهم بعد المعركة العنيفة مترنحاً بعض الشئ " مقصوص الجناح "، لكنه علي كل حال قد خرج ظافراً، منتصراً، يجول ويصول ويجوب الآفاق كعادته إلي أن يشاء الله ".
***
.. لم تكن هذه هي المرة الأولي التى يتم فيها مصادرة " المصور " ، فقد سبق أن تمت مصادرته عندما تفتق ذهن فهمي أفندى سماحة المحرر بالمجلة عن فبركة تحقيق صحفي عن يوم في حياة الملك فؤاد ، وذكر فيه أن الملك يبدأ يومه بالإفطار المكون من البسطرمة بالبيض؛ .. وما أن رأى الملك المجلة حتى هاج وماج وطلب مصادرة المجلة، فجلالته لم يكن يحب البسطرمة، .. ولم يتذوقها طوال حياته !!
***
للمزيد علي الرابط :
http://hekiattafihahgedan.blogspot.com/2011/10/blog-post.html
***
للتعرف علي أشهر القصص الخبرية المفبركة فى تاريخ الصحافة المصرية ، راجع كتاب " صناعة الكذب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق