الجمعة، فبراير 10، 2012

ياسر بكر يكتب : حضرات السادة "المهرجين ".. كفى !!



  يروى أن أبا سفيان راح يرقب صخب غلمان بنى أمية فى السقيفة ، وقال محدثاً نفسه : ( والله يا ابن أخى لو كنت أعلم أن أمور الإسلام ستؤول إلى غلمان بنى أمية ، ما نازعتك فيه !! ) ، كان الرجل يقصد بابن أخيه هنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى .

  بهذه الكلمات أصاب شيخ الطلقاء كبد الحقيقة ؛ فعظائم الأمور عندما تؤول إلى الغلمان تصغر وتتضاءل .

 بداية ؛ ومن  باب درء الشبهات وسد الذرائع ، أؤكد أن الدين الإسلامي هو المكون الرئيس لثقافة الشعب المصرى وسلوكه وحضارته ، وأن جيش مصر هو ركيزتها الأساسية للسيادة على أرضها ، وأن البرلمان هو مناط الأمل والرجاء فى بٌنى تشريعية تكفل للوطن حكم ديمقراطى رشيد ، ونماء اقتصادى يحفظ للوطن هيبته ويعيد للمواطن كرامته.

 .. ولكن وبعد مرور عام كامل بالتمام والكمال بعدة الشهور والأيام على تنحى " المخلوع " ، لم نرى فيه آثراً للحرية ، ولا العيش ، ولا العدالة الاجتماعية التى نادت بها جماهير 25 يناير ، ووجدت الجماهير نفسها نهباً لـ " نطاعات المتأسلمين " بداية من تحجيب التماثيل والخروج على نص القسم فى البرلمان ، مروراً بجلوس " حضرة الصول " على كرسى الفقية القانونى الراحل الدكتور جمال العطيفى وانتهاء بالآذان تحت قبته وتحول جلسة البرلمان إلى حلقة وعظ فى فقة العبادات بما يتناقض مع تراث الحركة الوطنية المصرية !! ، وبين الصراخ الحنجورى للسيد الجنزوى : "مصر لن تركع  "، ففى الوقت الذى يشكو فيه معالى رئيس الوزراء القادم من رحم نظام "المخلوع" مر الشكوى من دول شقيقة خذلته ولم تقدم له الدعم الكافى، يمد اليد طالباً اقتراض خمسة مليارات دولار من البنك الدولى !! وبين بقاء الجيش فى الشوارع دون إنجاز يذكر سوى التلاعب بالناس من خلال تصريحات منسوب بعضها إلى الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على الفيسبوك ، وشئ آخر منسوب إلى ما يسمى بـ ( أدمن الصفحة ) ؛ شوفتوا (الافتكاسات آخر حاجة ) بلغة الكابوريا يا شباب ، شوفتوا الفكاكة يا ولاد ، يا حلاوة .. يا حلال ؛ لقد أصبحنا طرفاً فى لعبة تشبه حدوتة الطيب والشرير ، وحكاية د. جيكل ومستر هايد!! ، وما بين تلويح بمؤمرات تحاك بليل ضد الوطن ، ولم يٌقدم عليها دليلاً ، واتهام لشباب بالعمالة فى استباق لسلطات التحقيق ودون بينة !!

 .. وببساطة أدرك المواطن المصرى أن عظائم الأمور عندما آلت إلى الصغار من ضعاف العزائم والهمم ؛ صغرت وحقرت وهانت ؛ ولأن اليأس إحدى الراحتين  ؛ فقد فوض الأمر لله ، وتنازل عن أمانيه العظام التى تمناها مساء 11 فبراير 2011 ، واستبدلها بالأمان فى الشارع  الذى أصبح أعز أمانيه!!

 .. هكذا أصبحت أمانى رجل الشارع فى مصر أشبة بأمنية شخصية المهرج فى رائعة شكسبير ( كنج لير )  ؛ فعندما سأله الملك عن أعز أمنية ليحققها له ، أجاب: أنه يريد حذاء فقد أتعبه السير على الثلوج.
وهى أيضا الحلم الإنسانى البسيط لشخصية على الطواف فى رائعة نعمان عاشور (عيلة الدوغرى ) فى امتلاك " جزمة كاوشت بٌنى" .
.. وهى أيضا ذلك المطلب الكوميدى المصاحب لافتقاد الأمل والرؤيا فى فيلم (الإرهاب والكباب) ، والذى انحصر فى وجبة كباب !! 

***

 لقد أوشكت ثورة 25 يناير 2011 أن تصبح نكتة ؛ فقد باتت الأقرب إلى ثورة رومانيا 1989 ؛ التى صارت مثاراً للسخرية والاستهزاء ؛ فقد بدأت بإعدام شاوشيسكو وانتهت بإطلاق النار على الثوار !!
فيا حضرات السادة المهرجين : كفى، هلك المتنطعون ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق