الأربعاء، فبراير 15، 2012

ياسر بكر يكتب : هيبة العسكر ، و" مرق السلطان " !!


ياسر بكر يكتب : هيبة العسكر ،  و" مرق السلطان " !!

للعسكر هيبة ، ولدت من نبل الفداء وشرف الفروسية ، كلمتهم سيف ، يرتبطون من ألسنتهم ؛ الكلمة عقد وعهد ، فهم درة تاج الوطن ، والغزل الأبيض فى نسيج ثوبه ، حراس العقيدة ، حماة الأرض ، حراس العرض ، ويفقد العسكر الهيبة عندما يشربون من مرق السلطان فتحترق ألسنتهم فلا يعرفون قولا سديدا ، وعندما يحتسون خمر السلطة فتلعب الخيلاء برؤوسهم فلا يصيبون فكرا رشيدا ؛ ويسقطون فى بئر الغواية وتسقط معهم الكلمة ؛ ويهدر الشرف !!؛ فشرف الرجل هو الكلمة  ، وويل للرجال عندما تصبح كلماتهم هراء مثل كلمة المعلم حنفى ( الممثل القدير خفيف الظل عبد الفتاح القصرى ) الذى يدعى أن كلمته " لا ممكن " تنزل الأرض، لكنها غالباً ما تنزل مع تعليقه المرح : ( تنزل المرة دى ) . !!.

حكم مصر بعد انقلاب 23 يوليو 1952  أربعة من العسكر هم اللواء محمد نجيب ( 18 يونيو 1953  ــ 14نوفمبر 1954 ) ، والبكباشى جمال عبد الناصر( 23 يونيو 1954 ــ 28  سبتمبر 1970 ) ،  واليوزباشى أنور الســــادات ( 18 أكتوبر1970 ــ 6 أكتوبر 1981 )، والفريق حسـنى مــبارك ( 14 أكتوبر 1981 ـ 11 فبراير 2011 ) .

اللواء نجيب لحظة القبض عليه
بدأ اللواء نجيب  أيامه فى الحكم مع الساعات الأولى للانقلاب الذى أُطلق عليه آنذاك «حركة الجيش المباركة» ، وحرص على الترويج لـ « كذبة الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين » التى اتخذها ضباط الانقلاب ذريعة له  ، كما حرص على الظهور فى زى عسكرى حاملاً عصاه المارشالية وبايب يتدلى من زاوية فمه بصفته قائداً للحركة مع أخبار متناثرة عن كونه أيضا سليل أسرة عسكرية عريقة ، وانتشى مبكرا بخمر السلطة  ؛ فاهتز طرباً مع مونولوج اسماعيل ياسين الشهير : « 20 مليون ، والجيش ونجيب عملوا ترتيب » ، كما حرص أيضا على أن يبدو فى صورة المتدين الذى يحرص على أداء الصلوات فى المساجد الكبرى ، التى تضم رفات الأولياء، والجلوس فى خشوع لسماع خطبة الجمعة، وإظهار الود والتوقير لفضيلة الإمام الأكبر؛ فشيخ الأزهر دائماً هو المفتاح السحرى للدخول إلى قلوب المصريين ، وأيضا لا يأنف الذهاب إلى المحفل الماسونى للتهنئة بالعيد، ليؤكد أنه جاء رئيساً لكل المصريين، والتركيز على أن يبدو ودوداً مع الجميع ، فهو يعامل الجميع بتواضع وطيبة قلب، ولا يأنف الجلوس إلى جوار عامتهم والربت على أكتافهم.
 فقد نجيب شرفه العسكرى بعد عشرين يوماً من قيام حركة الجيش المبـــاركة البيضـاء فى 23 يوليو 1952 عندما وقع قرار تشكيل أول محكمة عسكرية فى تاريخ الوطن لمحاكمة المدنيين من عمال كفر الدوار فى نفس موقع الحادث  (على طريقة محاكمة دنشواى)  بقصد الردع ، فى محاكمة هزلية غاب عنها المحامون، وهو ما حدا برئيس المحكمة لسؤال الحاضرين،: حد هنا خريج حقوق ؟! ورد الصحفى موسى صبرى الذى تصادف وجوده لتغطية وقائع المحاكمة لصالح أخبار اليوم بالإيجاب، فطلب منه القيام بالدفاع عن المتهمين، وعندما قال موسى صبرى أنه ليس مقيداً بجداول نقابة المحامين ، قالت المحكمة : " ليس مهماً مادمت من خريجى الحقوق !! "

 وفقد نجيب شرفه الانسانى عندما صدق على إعدام اثنين من العمال هما مصطفى خميس ومحمد حسن البقرى قائلا: "دول شوية عيال شيوعيين ولاد كلب يستهلوا الحرق" ، وذهب ليحتفل برئاسته للوزارة التى تشكلت فى نفس اليوم .



عبد الناصر مهزوماً

ذهب اللواء نجيب وجاء البكباشى جمال عبد الناصر الذى حرص منذ الوهلة الأولى أن تبدو صورته مهيبة وساعده على ذلك سمات جسمانية تمثلت فى قامته الفارعة وعرض منكبيه ، قليل الكلام وهى سمة اكتسبها من نشأته يتيماً فى حارة اليهود المنعزلة بطبيعتها ، ذكر الدكتور على شلش في كتابه تاريخ اليهود والماسونية في مصر ـ ص 163: (أن سيدة يهودية تدعى مدام يعقوب فرج شمويل ، كان عبد الناصر يدين لها بالفضل ؛ لأنها هي التي رعته في طفولته وبعد وفاة أمه ، وكانت تعامله كأحد أبنائها ..) .
 وقد تبلورت صفة الصمت والكتمان وتأصلت فى شخصيته بانضمامه إلى العديد من التنظيمات السرية فى آن واحد ؛ فهو قائد تنظيم الإخوان المسلمين داخل الجيش الذى اتخذ لنفسه اسما حركيا  ( البكباشى عبده ) ، وهو عضو حدتو الذى اتخذ لنفسه اسما حركيا ( موريس ) حتى أصبح لغزاً ؛ فهو الرجل ذو العلاقة الغامضة بإسرائيل ؛ فحينما كان رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة ضمن القوات المٌحاصَرة في بلدة عراق المنشية قطاع الفالوجا ، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود المٌحاصِرين للفالوجا ، ويتلقى هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين الذي كان رئيساً لأركان حرب جنوب فلسطين ، وهو أيضا الرجل ذو العلاقة الغامضة بالأمريكان فقد ذكر مايلز كوبلاند ( مندوب المخابرات المركزية فى مصر) فى كتابه لعبة الامم عن علاقته مع تنظيم الضباط الأحرار ومع جمال عبدالناصر خاصة:  (لم يكن انقلاب 23 يوليو لينجح لولا أن هناك تنسيقاً بين أمريكا وإنجلترا على ألا تتدخل الأخيرة فى الأحداث، وذلك لتصفية الحسابات القديمة مع الملك فاروق عقاباً له على إرسالة الجيش المصرى إلى فلسطين عام 1948).
وقد ساعد كل هذا الغموض الذى أحاط بشخصية عبد الناصر إلى جعله شخصية أقرب إلى الأسطورة وإظهاره فى صورة الزعيم القادر على تحقيق المستحيل ،وإثارة حماس الجماهير وحناجرها بإشارة من يده .
.. ولأن الزيف سرعان ما يفقد بريقه ؛ فقد عبد الناصر شرفه العسكرى عندما أرسل الوحدات المقاتلة من جيش مصر إلى سيناء فى يونيو 67 ومعها أسلحتها الثقيلة ، ولكن بدون ذخائر ؛ لأن المهمة كانت فى رأسه لم تكن سوى مسرحية سياسية " لتهويش " أمريكا وإسرائيل ، وكانت نتيجة الحرب وبالاً فقد استشهد تسعة ألاف رجل وثمانمائة رجل بين شهيد ومفقود وخسرنا الجزء الأكبر من عتاد الجيش وتقول الإحصائيات عن هذه الخسائر : ـ
فى الأفراد 17 % من القوات البرية و 4% من الطيارين ، أما معدات القوات الجوية والدفاع الجوى والقوات البرية فقد كانت 85 % منها . ـ عن خسائر القوات الجوية فقد كانت 85 % من المقاتلات القاذفة والمقاتلات و 100 % من القاذفات الخفيفة و القاذفات الثقيلة .
وفقد عبد الناصر شرفه الإنسانى عندما أسدل الستائر السوداء على أسباب الهزيمة وطمس أثارها المدمرة بسلسلة من الأكاذيب تجلت فى مسرحية "التنحى" السخيفة التى حشد لها رعاع الاتحاد الاشتراكى وبعض أهلنا من البسطاء الطيبين المغيبين عمداً عن واقع الوطن وحقيقة أحداثه .

السادات مقتولاً
 
مات عبد الناصر وجاء اليوزباشى أنور السادات ثالث الأسافى من قيادة مجلس الانقلاب والذى اتخذ من الفهلوة سلوكا فبدأ حكمه بالانحناء  أمام تمثال عبد الناصر بعد أداء يمين تولى السلطة قائلا : « لقد جئت إليكم على طريق عبد الناصر»، وهو ما أثار استياء الشعب المصرى المتدين بطبعه والذى يكره الوثنية، فأدرك البسطاء أنهم أمام شخص فهلوى يلعب بالبيضة والحجر، أو كما يقول أولاد البلد : « ابن حنت ».
كما حرص على الظهور بالعباءة والجلباب البلدى، وظهرت زوجته جيهان وهى ترتدى ملابس القرويات فى ميت أبو الكوم. وهو أيضاً الذى قبل زمالة بول هاريس مؤسس أندية الروتارى أحد روافد الماسونية، التى أطلق العنان لأنشطتها فى مصر بعد السماح بانعقاد مؤتمر نوادى روتارى الشرق الأوسط فى الإسكندرية فى 5 ابريل 1978 برعايته وحضور ممدوح سالم رئيس الوزراء ومحب استينو وزير السياحة وروبرت مانشستر ممثل الروتارى الدولى  ، وقد أشارت « دائرة المعارف الماسونية « إلى أن المحفل السامى الماسونى السورى فى اجتماعه ليوم 21/ 2/ 1958 إعتماد أنور السادات أستاذاً أعظم شرقى فى المحفل الماسونى الأكبر.
 وقد ساعده الظرف التاريخى على تحسين صورة السادات بالانتصار العظيم فى أكتوبر 1973، لكنه حوّله إلى حالة من الاستعراض الشخصى بلبس البذات العسكرية للأسلحة المختلفة، بما يتفق وكل مناسبة ، وهو ما كان مثار سخرية الشارع ، الذى عبر عنها فى صورة نكتتين، وهما أن السادات عندما ذهب إلى مركز تنظيم الأسرة لبس «لولب»، وعندما ذهب إلى مركز رعاية الطفولة لبس «بامبرز».
  فالسادات لم يُحسن استغلال النصر التاريخى بما فعله من تصرفات، وما تبعها من تداعيات وأحداث أهدرت قيمة النصر العسكرى، ولم تحقق المردود السياسى المستهدف منه بشكل يرضى القوى السياسية المصرية وفصائل النخبة المصرية من المثقفين والكتاب والصحفيين ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، الذين طالتهم إساءات السادات الذى نعت انتفاضة شعبه بـ " انتفاضة الحرامية " ، عندما فقد المواطن البسيط  الثقة فى أحاديث السادات عن الرخاء القادم فاندلعت مظاهرات 18 و19 يناير 1977 ، فلم يحقق الســادات الصــورة المنشودة فأصبح على حــد تعبير المراجـع الأجـنبية «منبوذاً» Outcast، وكان موضع سخرية الشعب المصرى الذى أطلق تعبيره اللاذع: « والله ونلتها يا خيشة !! »  فلم يفلح السادات فى كسب ثقته وتحسين صورته أمامه .


فقد السادات شرفه العسكرى عندما ارتضى الإهانة التاريخية عندما قبل أن يضعه رجال حراسته فى 18 يناير1977  فى عربة أتوبيس ليهربوا به من الجماهير الغاضبة التى زحفت على استراحته فى أسوان ، فافترش أرض السيارة هو وأسرته ورجال حاشيته ، حتى تبدو السيارة فارغة لا تحمل غير سائقها ، وكان  يبكى بمرارة ، وهو جالس القرفصاء على أرض الأتوبيس حتى وصلوا به  إلى المطار ليعودوا به للقاهرة .

فقد السادات شرفه الانسانى عتدما أصدر قرارات سبتمبر باعتقال 1536 من خيرة رجالات مصر .
وبعد موت السادات فى حادث درامى رأه العالم على شاشات التلفاز ، أعلن الشعب المصرى رأيه صراحة فى السادات عندما لزم منازله فبدت الشوارع شبه خالية؛ ليتم التغيير وانتقال السلطة بسلاسة وليترك السادات يوارى التراب دون مشيعين .

مبارك محبوساً
مات السادات وجاءت الصدفة وحدها برابعهم  الفريق حسنى مبارك إلى كرسى الحكم من وسط دوامات الدم وعواصف اللهب، فهو مجرد موظف بدرجة رئيس جمهورية، ذو خلفية عسكرية ولا يجيد سوى التحدث بلغة «القشلاقات» Parracks وهى لغة خشنة تفتقد الأدب والتهذيب ، ولم يبذل أدنى جهد لتغيير هذه الصورة فهو يدرك حقيقة قدراته، فهو أخير دفعته فى الكلية الجوية، وهو دائما فى آخر الصف وذيل السرب، وعندما عينه السادات نائباَ للرئيس كان موضع نكات وقفشات وسخرية رجالات الدولة المقربين من الســادات لدرجة أن أحـدهم أطلق علية لقب : "الأفندى أبو نوتة"، لأنه كان يمسك بأجندة طوال الوقت يدوّن فيها كل ما يقوله السادات فى اصطناع للطاعة وتعويض نقص القدرات وبطئ الفهم ، هو ما حاول إخفائه بقناع باهت وابتسامة لزجة ، أثارت سخرية  رجل الشارع الذى وصفه بـ  «البقرة الضاحكة»  .

 فلم تكن لمبارك صورة مشرقة يقدمها لشعبه حتى الضربة الجوية، فهو ليس قائدها الأوحد، كما أن وراءه الكثير الذى حاول طمس تفاصيله؛ فهو الذى ارتضى لنفسه القيام بدور كومبارس فى فيلم "وداع فى الفجر" بطولة شادية وكمال الشناوى وإخراج حسن الإمام من إنتاج كمال الشناوى عام 1956.

 وهو الشاب المسلم الذى ارتضى لنفسه اسم جورج  فى سلوك انتهازى افتقد المبادئ من أجل الزواج من التلميذة الجميلة « فاتنة سانت كلير» رئيسة فرقة الباليه والسباحة بالمدرسة سوزان صالح ثابت، التى أصبحت فيما بعد سوزان مبارك، والتى سبق تعميدها كمسيحية فى كنيسة "بونتى بريد" باسم "سوزان بالمر ثابت"؛ وكان فى قبوله الاسم المسيحى بدلا من اسمه المسلم إرضاء لأقرباء لها متشددون دينيا من الكاثوليك المعتنقين للماسونية، ونتيجة لهذه الزيجة حصل على الجنسية البريطانية منذ عام 1965؛ بما يخل بشروط  تولى رئاسة الجمهورية !!
  
.. ومبارك أيضا هو الذى قبل أن يصدر طابع بريد من كيان معاد، يؤكد أنه تفانى فى خدمة الأعداء، وهو الذى لم ينف تصريحات العدو بأنه كنزهم الاستراتيجى وحارس أمنهم الشخصى على مدى ثلاثين عاماً، وهو الذى قبل الصورة المهينة التى ظهر بها فى المحكمة متمارضاً مستلقياً على قفاه يعبث بأصبعه فى أنفه وفمه. 
  
***
ستون عاما من حكم العسكر يا " مصر المحروسة "    ،  فهل نراك قريباً يا " بهية " فى ثياب مدنية فيما بقى لنا من قليل العمر ؟! أتعشم .

هناك 7 تعليقات:

  1. دا انت كاتب فاشل و كداب

    ردحذف
    الردود
    1. يا أيها الغير معروف :
      ياريت تدلنا على أسباب الفشل .. ومواضع الكذب !!

      حذف
  2. مقال متميز جدا يكشف حقيقة تزييف التاريخ في بلدنا
    ما أنجس عبد الناصر وما أخرق السادات وما أوضع مبارك

    ردحذف
  3. مقال فاااااااشل وكاتب كاذب

    ردحذف
    الردود
    1. يا أيها الغير معروف :

      الشتائم سلاح العاجز ، وذخيرة المفلس

      حذف
  4. ده كلام مش مظبوط لان كله غش وتزوير وياريت تتحققوا من التاريخ بدل ما انتوا بتزيفوا وعايزين تبظوا تاريخ مصر العظيم

    ردحذف
    الردود
    1. يا أيها الغير معروف

      لم تقل لنا أين مواطن الغش؟! ، وأين مواضع التزوير؟! ولم تقدم لنا تصويباً ، أو سنداً أو مستنداً على ما تدعيه من تزويرنا للتاريخ !!

      حذف