السبت، سبتمبر 11، 2010

أزمة مقال فكـــــرى أباظـــــــة .. " الحالة ج "

                                
 فكـــــرى أباظـــــــة
.. و " الحالة ج " :
  ( مجلة المصور – العدد 1923 – بتاريخ  18 – 8 – 1961 )
]
كتب فكرى أباظة مقالا  بعث به من أسبانيا حيث كان يعالج عينيه ؛  نشرته مجلة المصور فى عددها  رقم 1923 ( بتاريخ 18 - 8-1961)  بعنوان " الحالة ج " ؛ استعرض فيه أحوال العالم السيئة واقترح بعض الحلول لإصلاح الأحوال؛ و جاء فى البند 7 من من مقترحاته ما يلى تقرر الدول بالإتفاق حياد منطقة الشرق الأدنى و جميع الدول المنضمة الى الجامعة العربية و ينشأ بعد هذا ألإتفاق اتحاد فيدرالى  بين الدول العربية  و يكون اختصاصه مقصوراً على توحيد الجيوش الحيادية العربية و سياستها الخارجية علي ان تدمج فلسطين  بأسرها فى هذه الدول و تشمل إسرائيل بعد ان تزول عنها صفتها الدينية و يصبح الإسرائيليون من رعايا هذا الإتحاد الذى يكفل لكل الأقليات حقوقها كاملة حسب التقاليد الدولية المتبعة "
وما  ان نشر المقال حتى قامت الدنيا و لم تقعد لأن مجرد التفكير علناً و بالصورة التى نشرتها المصور يشكل جريمة لا تغتفر فى رأى الدولة التى اعتبرت المقال هدم للرأي العام الذي تشكل طبقاً للفكر الناصري ، ودعوة للدول الأوربية لفرض إتحاد على المنطقة العربية  وبحث امكانية الصلح مع إسرائيل و دمجها فى المنطقة 
    
فرانكو و عبد الناصر:

 بينما يرى صبرى ابو المجد ان وراء إقالة فكرى أباظة سبب أخر ؛ و لكن تم فصله تحت زريعة  مقاله ( الحالة ج ) ؛ فقد كان فكرى أباظة يحرر باباً أخر فى المصور بعنوان " كلمة الحق "و قد جاء فيه تحت عنوان : من محب وسهير إلى بابا فكرى و تضمنت الرسالة معنى :
" بالرغم أن فرانكو أنقذ أسبانيا من مجازر الشيوعية والحرب الأهلية وقام بعدة إصلاحات فى الصميم .. بالرغم من ذلك فهو لا يظفر بالحب الذى يستحقه ولا بعرفان الجميل الذى هو به جدير من بعض خصومه وتحليلنا على قدر إدراكنا أن هؤلاء الخصوم يؤثرون الحرية الشخصية على كل مجد وإصلاح وحرية الكلام وحرية الحل والترحال وحرية الإجتماع التى هى غريزة أدامية ؛ أى حرية ولا حيلة  للمنطق فيها ولا حيلة للإقناع بعكسها . "

وقد أعتبرت هذه الفقرة إسقاطاً على عبد الناصر والنظام فى مصر والأوضاع فيها 
***
وفى يوم 18 أغسطس 1961 صدرت جريدة الأهرام وفى صفحتها الأولى خبر صغير: " أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً بإعفاء فكرى أباظة من رئاسة مجلس إدارة دار الهلال و رئاسة تحرير المصور "

***

و لكن الحقيقة  أن المقال قد تم إطلاقه كـ " بالون اختبار " بمعرفة النظام للوقوف على الرأى العام من مشروع أمريكي مقدم إليه لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي ، ولو لم يكن المقال متفقاً عليه لم أفلت من مصفاة النقيب الحكومي،  وكانت الأزمة المثارة حوله "أزمة مفتعلة " لحبك السيناريو .

لم يجد فكرى أباظة مفراً من تقديم إعتذار رسمى علنى  فى جريدة الأهرام قبل أن يسمح له بالعودة للكتابة ـ طبقاً للسيناريو الذي أعده وأشرف على تنفيذة ـ محمد حسنين هيكل ؛  مما عرض فكري أباظة لإنتقادات  تركت فى نفسه جرحاً لم يندمل لأنه إعتذر عن رأى كتبه ( مدفوعاً برغبات الآخرين ) مما عرض مصداقيته للإهتزاز أمام الرأى العام خاصة أن البعض قد رأى أن الأعتذار كان مهيناً . و لكن ابراهيم  سعدة يرى عكس ذلك تماماً : " فمن يعيد قراءة الإعتذار سيجده مقالاً ساخراً ورائعاً  فى نفس الوقت ؛ لقد أستخدم فكرى أباظة اسلوباً مميزاً فى إعتذاره ؛ فسخر من نفسه ومن قواه العقلية ومن رأيه ؛ إن مقال الإعتذار اقوى من مقال المواجهه مع إسرائيل ؛ فالأول  أعطى الدليل على مدى القهر الذى عاشته الصحافة المصرية والثانى أعطى  الدليل على ما أفتقد من شجاعة مهنية وحماس وطنى وقفزه الى المستقبل ؛ إن فكرى أباظة لم يعتذر لمخالفيه و إنما أعتذر عن المهانة التى ميزت صحافتنا و قلامنا "

من كتابى 

ON  LINE
الإعلام البديل "
ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق