ياسر بكر يكتب : يا نمنم ، قف من أنت ؟!
.. قل لنا يا رجل : ما مسوغات تعيينك رئيساً لدار الكتب والوثائق القومية ؟! |
تربطنى بالأستاذ حلمى النمنم علاقة زمالة فى مؤسسة دار الهلال، وأواصر صداقة امتدات لسنوات حرصت خلالها ـ على الأقل من جانبى ـ على أن يُكتب لها الاستمرار، فقد قلت له حال التهنئة عندما تولى رئاسة مجلس إدارة دار الهلال : " ياريت تخلى صداقتنا بمنأى عن "عفن " الكراسى ، وضحك وقال لى : " اتفقنا . ".
.. هذه مقدمة ضرورية ، ولا بد منها ؛ فعذراً، وعفواً للإطالة ؛ فالنتائج دائما حصيلة معالجة المقدمات ومعطياتها، وحتى لا نتهم بما ليس فينا من جحود للأصدقاء .. وهو ما يضطرنى إليها .
بداية لا أنكر أن النمنم كان ودودا فى صداقته ، نبيلا فى خصومته، وكان ذا فضل إذا ما طُلب منه عوناً؛ فعندما لجأت إليه ذات مرة عندما كان مشرفا على باب بريد القراء بـ " المصور " فى مشكلة تخص زوجتى التى وقعت فريسة إجرام نفر من البيروقراطية الحكومية وتشكيلاتها العصابية من عتاة فسدة الموظفين، .. كان النمنم فارسا وتبنى القضية بعد أن محص مستنداتها وكون عقيدته بشأنها، .. وكان الرجل نموذج للمحرر الأدبى والثقافى المجتهد الذى يحاول بطموح مشروع أن يتخذ لنفسه مكانا وسط الكبار.
ومع المشروع الأمريكى لدعم الديمقراطية بغطاء من صحف محلية، كانت غايتها تجريف المؤسسات الصحفية القومية وإفراغها من كوادرها، وقتل الأجنة الموهوبة فى العمل الصحفى، وخلق جيل من المبتسرين يخدم المصالح والتوجهات الأمريكية فى المنطقة ضمن خطة الإعداد لغزو العراق، وخلق اتجاه إيجابى تجاه الكيان الصهيونى عبر خطاب تلك الصحف المشبوهة التمويل والغايات والتى ضخ الأمريكان 28 مليون دولار لدعمها عبر ناشرين تحوطهم شبهات !!.. كان النمنم اسماً دائم الحضور على صفحاتها وقاسماً مشتركاً بين قوائم كتابها ، لكن خلافات الرأى لا تفسد للود قضية .. فمهما أختلفت الوسائل والمشارب وتنوعت الغايات تظل محصورة فى كونها مجرد أراء، .. ومع توزيع "الإنعامات " على رجال عصر مبارك من أبواق " حظيرة " وزارة الثقافة ـ حسب تعبير فاروق حسنى الوزير الأسبق ـ حصل النمنم على منصب نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب؛ ليعود منه رئيساً لدار الهلال بعد أن تضخمت ذاته بغير بناء، وانتفخت جيوبه بما قُدر له من مبالغات الاستحاق !!؛ ليضيف إلى فشلة فشلاً ينتهى بخروجه مُستقيلاً ـ حسب مزاعمه ـ ، أو مُقالاً ـ باستنطاق واقع الحال على الأرض ـ على أثر انتفاضة عمال المطابع ضد سوء إدارته وما نجم عنها من تردى الأوضاع امتداداً لفشل سابقيه مكرم محمد أحمد وعبد القادر شهيب بانتهاجه لسياساتهم واستنساخه لأساليب ادائهم، دون تقديم ما ينم عن فكر أو روح الابتكار .
.. عاد النمنم كاتباً صحفيا ، وكان أول خلاف بيننا حول مقال نشره مدافعا عن ما أسموه : " وثيقة فتح مصر " منسوبة إلى القيادى خيرت الشاطر عن خطة للإخوان المسلمين فى الفكر والحركة لضم أكبر عدد من الأنصار لجماعتهم، تلك الوثيقة المصطنعة التى دسها أحد المحررين على مجلة " المصور " وأصر على رأيه فى صحة الوثيقة دون سند ، وأصررت على رأيى بما لدى من أدلة على كونها مزورة ، ولم يفسد اختلافنا الود بيننا !!
ومع أحداث 30 يونيو 2013 وتصدر الجيش واجهة المشهد أخذ النمنم يتبنى خطابا ينطوى على أنماط من العنف الثقافى ضد فريق سياسى بعينه مطالبا بعزله وإقصائه ، وأصبح ضيفا دائما على قنوات غسيل الأموال لتبخيس هوية ذلك الفريق مدعياً أن مصر على مدى تاريخها بلد علمانى، وأن الديمقراطية نوع من الترف الرومانسى .. وتبنى خطاباً فاشيا تجاوزته الحضارة الإنسانية بعقود من الزمان، ولم يعد له ذكر سوى فى السجل التاريخى لجرائم ضد الإنسانية؛ فقد دعى النمنم عبر إحدى البرامج التليفزيونية إلى عزل وإقصاء الخصوم ، و إراقة الدماء وإزهاق الأرواح بدعوى تقدم المجتمع؛ فقد قال بالحرف الواحد: " .. خلونا نتكلم بصراحة ونبطل الرومانسيات .. مفيش ديموقراطية .. ومفيش مجتمع انتقل إلى الأمام بدون دم ..فيه دم نزل ودم هينزل وهينزل ".
وحصل النمنم على الثمن ، فقد اصدر د. جابر عصفور وزير الثقافة قراراً بأن يتولى الإشراف على دار الكتب والوثائق القومية ، ونحن لا نعرف المؤهلات الدراسية ولا الدرجات العلمية أو الكفاءة المهنية أو الخبرات العملية التى تُسوّغ له تولى مثل هذا المنصب اللهم إلا إذا كان تراث مصر ووثائقها الوطنية والقومية قد هانت على القائمين على أمر هذا البلد فى إطار مخطط لطمس التاريخ واستلاب الهوية والاقتلاع الثقافى بما لايخدم إلا مصالح الأعداء!!، فالنمنم ليست له سابقة علاقة بالوثائق أو مناهج البحث أو أصعدة الدراسات التاريخية وما تنطوى عليه من مقايس وضوابط !!
وخير شاهد على ما أقول أن جامعة البلمند ( جامعة خاصة فى شمال لبنان بالقرب من طرابلس) قامت بدعوته فى الفترة من 15 مايو إلى 17 مايو 2014 بمناسبة الاحتفال بمئوية جورجى زيدان فى مؤتمر بعنوان : " النهضة فى عُهدة الحاضر: برفقة جرجى زيدان " ، المقام بإشراف دائرة اللغة العربية وآدابها في كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة، وبرعاية عميد الكلية الدكتور جورج دورليان والدكتور شربل داغر منسق عام المؤتمر، وقدم النمنم إلى المؤتمر بحثاً سبق نشره فى كتيب الهلال بعنوان : "جرجي زيدان في فلسطين" هو فى واقع الحال إعادة تدوير لكتابات صحفية سبق نشرها دون منهج .
لينتهى المُحكمين من اساتذة الجامعات المختصين من تقييمهم للأبحاث المقدمة للمؤتمر إلى أن البحث دون مستوى التقييم، ليعود إلينا النمنم بفشل جديد !! ؛ ولتتم مكافئته بتعيينه فى أرفع منصب ثقافى فى مصر بدون مؤهلات أو مسوغات أو سابقة نجاح أو رصيد من إنجاز!!
.. هذه مقدمة ضرورية ، ولا بد منها ؛ فعذراً، وعفواً للإطالة ؛ فالنتائج دائما حصيلة معالجة المقدمات ومعطياتها، وحتى لا نتهم بما ليس فينا من جحود للأصدقاء .. وهو ما يضطرنى إليها .
بداية لا أنكر أن النمنم كان ودودا فى صداقته ، نبيلا فى خصومته، وكان ذا فضل إذا ما طُلب منه عوناً؛ فعندما لجأت إليه ذات مرة عندما كان مشرفا على باب بريد القراء بـ " المصور " فى مشكلة تخص زوجتى التى وقعت فريسة إجرام نفر من البيروقراطية الحكومية وتشكيلاتها العصابية من عتاة فسدة الموظفين، .. كان النمنم فارسا وتبنى القضية بعد أن محص مستنداتها وكون عقيدته بشأنها، .. وكان الرجل نموذج للمحرر الأدبى والثقافى المجتهد الذى يحاول بطموح مشروع أن يتخذ لنفسه مكانا وسط الكبار.
ومع المشروع الأمريكى لدعم الديمقراطية بغطاء من صحف محلية، كانت غايتها تجريف المؤسسات الصحفية القومية وإفراغها من كوادرها، وقتل الأجنة الموهوبة فى العمل الصحفى، وخلق جيل من المبتسرين يخدم المصالح والتوجهات الأمريكية فى المنطقة ضمن خطة الإعداد لغزو العراق، وخلق اتجاه إيجابى تجاه الكيان الصهيونى عبر خطاب تلك الصحف المشبوهة التمويل والغايات والتى ضخ الأمريكان 28 مليون دولار لدعمها عبر ناشرين تحوطهم شبهات !!.. كان النمنم اسماً دائم الحضور على صفحاتها وقاسماً مشتركاً بين قوائم كتابها ، لكن خلافات الرأى لا تفسد للود قضية .. فمهما أختلفت الوسائل والمشارب وتنوعت الغايات تظل محصورة فى كونها مجرد أراء، .. ومع توزيع "الإنعامات " على رجال عصر مبارك من أبواق " حظيرة " وزارة الثقافة ـ حسب تعبير فاروق حسنى الوزير الأسبق ـ حصل النمنم على منصب نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب؛ ليعود منه رئيساً لدار الهلال بعد أن تضخمت ذاته بغير بناء، وانتفخت جيوبه بما قُدر له من مبالغات الاستحاق !!؛ ليضيف إلى فشلة فشلاً ينتهى بخروجه مُستقيلاً ـ حسب مزاعمه ـ ، أو مُقالاً ـ باستنطاق واقع الحال على الأرض ـ على أثر انتفاضة عمال المطابع ضد سوء إدارته وما نجم عنها من تردى الأوضاع امتداداً لفشل سابقيه مكرم محمد أحمد وعبد القادر شهيب بانتهاجه لسياساتهم واستنساخه لأساليب ادائهم، دون تقديم ما ينم عن فكر أو روح الابتكار .
.. عاد النمنم كاتباً صحفيا ، وكان أول خلاف بيننا حول مقال نشره مدافعا عن ما أسموه : " وثيقة فتح مصر " منسوبة إلى القيادى خيرت الشاطر عن خطة للإخوان المسلمين فى الفكر والحركة لضم أكبر عدد من الأنصار لجماعتهم، تلك الوثيقة المصطنعة التى دسها أحد المحررين على مجلة " المصور " وأصر على رأيه فى صحة الوثيقة دون سند ، وأصررت على رأيى بما لدى من أدلة على كونها مزورة ، ولم يفسد اختلافنا الود بيننا !!
ومع أحداث 30 يونيو 2013 وتصدر الجيش واجهة المشهد أخذ النمنم يتبنى خطابا ينطوى على أنماط من العنف الثقافى ضد فريق سياسى بعينه مطالبا بعزله وإقصائه ، وأصبح ضيفا دائما على قنوات غسيل الأموال لتبخيس هوية ذلك الفريق مدعياً أن مصر على مدى تاريخها بلد علمانى، وأن الديمقراطية نوع من الترف الرومانسى .. وتبنى خطاباً فاشيا تجاوزته الحضارة الإنسانية بعقود من الزمان، ولم يعد له ذكر سوى فى السجل التاريخى لجرائم ضد الإنسانية؛ فقد دعى النمنم عبر إحدى البرامج التليفزيونية إلى عزل وإقصاء الخصوم ، و إراقة الدماء وإزهاق الأرواح بدعوى تقدم المجتمع؛ فقد قال بالحرف الواحد: " .. خلونا نتكلم بصراحة ونبطل الرومانسيات .. مفيش ديموقراطية .. ومفيش مجتمع انتقل إلى الأمام بدون دم ..فيه دم نزل ودم هينزل وهينزل ".
وحصل النمنم على الثمن ، فقد اصدر د. جابر عصفور وزير الثقافة قراراً بأن يتولى الإشراف على دار الكتب والوثائق القومية ، ونحن لا نعرف المؤهلات الدراسية ولا الدرجات العلمية أو الكفاءة المهنية أو الخبرات العملية التى تُسوّغ له تولى مثل هذا المنصب اللهم إلا إذا كان تراث مصر ووثائقها الوطنية والقومية قد هانت على القائمين على أمر هذا البلد فى إطار مخطط لطمس التاريخ واستلاب الهوية والاقتلاع الثقافى بما لايخدم إلا مصالح الأعداء!!، فالنمنم ليست له سابقة علاقة بالوثائق أو مناهج البحث أو أصعدة الدراسات التاريخية وما تنطوى عليه من مقايس وضوابط !!
وخير شاهد على ما أقول أن جامعة البلمند ( جامعة خاصة فى شمال لبنان بالقرب من طرابلس) قامت بدعوته فى الفترة من 15 مايو إلى 17 مايو 2014 بمناسبة الاحتفال بمئوية جورجى زيدان فى مؤتمر بعنوان : " النهضة فى عُهدة الحاضر: برفقة جرجى زيدان " ، المقام بإشراف دائرة اللغة العربية وآدابها في كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة، وبرعاية عميد الكلية الدكتور جورج دورليان والدكتور شربل داغر منسق عام المؤتمر، وقدم النمنم إلى المؤتمر بحثاً سبق نشره فى كتيب الهلال بعنوان : "جرجي زيدان في فلسطين" هو فى واقع الحال إعادة تدوير لكتابات صحفية سبق نشرها دون منهج .
لينتهى المُحكمين من اساتذة الجامعات المختصين من تقييمهم للأبحاث المقدمة للمؤتمر إلى أن البحث دون مستوى التقييم، ليعود إلينا النمنم بفشل جديد !! ؛ ولتتم مكافئته بتعيينه فى أرفع منصب ثقافى فى مصر بدون مؤهلات أو مسوغات أو سابقة نجاح أو رصيد من إنجاز!!
***
لقد كتبت هذا المقال على مضض، فشئ مؤلم أن تجد نفسك فى صراع الاختيار بين المثل العليا ممثلة فى كلمة حق، ومكاشفة شخص وُسد إليه أمراً ليس له أهلاً ، أو الصمت والرضاء براحة البال بعيداً عن " وجع الدماغ " قانعاً بدور الشيطان الأخرس ... لكن ـ وفى كل الأحوال ـ لقد تعودت التفرقة بين العام والخاص ؛ فاليلتمس لى الصديق الأستاذ حلمى النمنم عذراً عن لحظة المكاشفة هذه فى لحظات فارقة قى تاريخ الوطن يصبح الصمت فيها خيانة خاصة عندما يضرب " عنكبوت الشللية " المصالح العليا للوطن ويصيبها بـ " عفن الكراسى" الذى يهدد بالخطر ذاكرة الوطن ؛ .. فمصلحة الوطن وتراثة أهم وأبقى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق