الأحد، مارس 25، 2012

"حنظلة " ياسر بكر




"حنظلة " 

رواية " حنظــلة " لياسر بكر صرخة روائية تتجاوز الشكل التقليدى وكاتبها تنبأ فى آخـرها بثورة 25 يناير الطــاهرة!!

بقلم : أحمد النجمى

مجلة المصور ـ العدد 4517 ـ 4 مايو 2011 ـ صـ 66

الكاتب الصحفى ياسر بكر


       المسافات بين الأجناس الفنية خادعة .. يقطعها بعض المبدعين في ثوان ويقطعها مبدعون آخرون في دهور، ويراها نفر – ثالث – سدودا عالية لا يجب تخطيها ، ونفر – رابع – يرى (الفن) نسيجا واحداً، لا تمايز بين سداه ولحمته فالفن لغة واحدة، سواء كان وعاؤها القصة القصيرة أو الرواية أو المسرحية أو اللوحة أو الفيلم أو المسلسل أو الأغنية أو التمثال.. فإن كان ذلك كذلك، فإن لغة طرح هذا الفن ذاتها يمكن أن تغدو بلا (مقدسات فنية) فإن كان النقاد قد أعياهم شرح النظريات النقدية المستوردة – عادة  من الغرب ، والتي تعني بالقوالب وبالمشروع الجمالي للكاتب- أي كاتب – فإن هذه النظريات تواجه الآن في الشرق والغرب- جميعاً – معضلة سواء في الشكل أو في المضمون ، لأن ثمة أعمالاً أدبية صارت تتخطى تصنيف النقاد، سواء بشكلها أو مضمونها ، ينام كتابها ملء جفونهم، ويسهر الخلق جراها و (يختصم) على قول أبي الطبيب المتنبي.


       وبعد فإن الخلق- نقاد هذا العصر- باتوا يختصمون حول عدد من الروايات قفزت فوق حواجز الفن الروائي في الشكل واللغة والمضمون .. وبين أيدينا الأن عمل بارز من تلك الأعمال يحمل عنوان "حنظلة .. صديقي رئيس التحرير " وهو أول عمل أدبي للزميل الفنان ياسر بكر الذي عرفناه مخرجاً فنياً مخضرماً لـ (المصور) العزيزة.



       وأظن أن عم ياسر – هكذا ادعوه منذ 14 عاماً – كتب هذه الرواية مبتسماً بروحه الساخرة المعهودة ، تلك الروح المغموسة في مرارة يعرفها في كلامه كل من خبر هذا الرجل .. وهي روح ساخرة بسيطة ، قوية ، ناقدة بحدة على أساس من النظرية الشعبية الخالدة (يا صابت يا اتنين عُور)  تلك الروح دفعت ياسر بكر إلى الكتابة الرواية . دون ان تدفق إلى تعقيداتها الفنية المتعارف عليها ، وأراه لم يشغل قلمه بابتكار شكل جديد، ولا بالتماس مشروع خاص في اللغة، بل كتب واسترسل على طريقته التي أعرفها في (الحكي دون حواجز) وهي أصلاً طريقة فصيح جذابة-  فكان هذا الاسترسال في ذاته طريقاً لتحطيم الشكل الروائي المعتاد.

       ولقد قرأت من هذا الصنف الأدبي – المتخطي للمسافات والتصنيفات – رواية قبل عام وبضعة أشهر اسمها (الواطي) للكاتب الصحفي الزميل (محمد غزلان) .. ( وقد ذكرها ياسر بكر في مقدمة روايته هذه .. ونلاحظ أن حنظلة أول رواية نقرأ لها مقدمة ، ما يؤكد تمرد الكاتب على الشكل كما قلنا).

       وحنظلة – كالواطي – رواية صحفية ليس في شكلها فقط بل في حكيها نفسه، فكما دارت (الواطي) في أروقة مؤسسة صحفية، تدور (حنظلة) في أروقة مؤسسة صحفية ، وكلتاهما  تعري الفساد الذي دنس صاحبة الجلالة خلال العقود الثلاثة الأخيرة.. ولا تفتش – أيها القارائ الكريم – بين ثنايا (حنظل) عن أسماء واقعية تحاكي الأسماء الواردة في النص . ياسر بكر يحذر قارءه من هذا الفعل مؤكداً أن (الذين يتحسسون رءوسهم ، هذا شأنهم !) و (الملواني) – رئيس التحرير المخضرم في الرواية – أعرف مثله عشرة .. وأعرف أسوأ منه ، وثمة مائة حنظلة ، وحدث ولا حرج.. فالحرج رفعه ياسر بكر بهذا العمل الروائي !

       إنه صرخة روائية تتجاوز الشكل التقليدي وكاتبها يتنبأ في آخرها بثورة يناير الطاهرة، إذ انه كتبها قبل الثورة.. وأصدرها بعد الثورة وبين (قبل) و(بعد)  كثير وكثير ، فالثورة لفتت الأنظار إلى وجوب امتداد منطق (التطهير) إلى بلاط صاحبة الجلالة – قومية وحزبية وخاصة، فالفساد طال الثلاثة من دون استثناء.

     بقي أن أقول إنني أعرف حنظلة واحداً .. هو هذا الغاضب الفلسطيني  النبيل الذي أبدعه الفنان والصحفي والمثقف الفلسطيني الشهيد (ناجي العلي)  حنظلة ناجي العلي غضب على الدكتاتورية والعفن العربي الذي كفل للصهيونية عصرها الذهبي ، وحنظلة ياسر بكر كله غضب على حال صاحبة الجلالة ، التي تعفنت حين ارتبطت بسلطة عفنة مستبدة ! ولعل (الحنظلتين) تربطهما صلة دم واحدة ! . 


صورة رقمية للمقال المنشور بمجلة " المصور "
العدد 4517 ـ 4 مايو 2011 ـ صـ 66




"حنظلة.. صديقى رئيس التحرير "كتاب هز الأوساط الصحفية!


جريدةأخبار البرلمان ـ العدد667 ـ 21 مايو 2011 ـ صـ 9


صورة رقمية للخبر المنشور بجريدة أخبار البرلمان
 العدد667 ـ 21 مايو 2011 ـ صـ 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق