.. للوهلة الأولى أعتقدت أنه يمزح ، ولكنه أكد لى !!
كلا الرجلان الآن فى ذمة الله ، الرئيس جمال عبد الناصر ، عظيم المجد والأخطاء ، والأديب المبدع ثروت أباظة الفارس النبيل ذو القلب الأبيض ، والصوت المرتفع .
الرجلان فى ذمة الله ، يحكم بينهما فيما اختلفا فيه .
.. ترجع الحكاية إلى أحد أيام شتاء 1986 ، عندما قررت إجراء حوار مع الأستاذ ثروت أباظة للنشر فى إحدى الصحف العربية ، عندما وصل الحوار إلى رواية " شئ من الخوف " ، أبديت إعجابى الشديد بالرمز فى شخصية عتريس وأبديت الدهشة لغرابة الاسم !! لكن الأستاذ ثروت أباظة أجاب : " إنه الاسم الحقيقى لعبد الناصر " .
ظننت للوهلة الأولى أنه يمزح ، وأننا بصدد دعابة تستلزم الابتسام ولو على سبيل المجاملة ، لكن الأستاذ ثروت أباظة أجاب : " إنها الحقيقة ، وكلمة عتريس مشتقة من الفعل عترّس ( فى اللغة العامية ) ومعناه عنف وغلظ ".
ملحوظة : الحوار مسجل على شريط كاسيت .
الرواية :
الرواية تدور أحداثها فى قرية مصرية حيث يفرض عتريس المجرم بالفطرة سلطته على أهالي القرية ويفرض عليهم الإتاوات ، لكن فؤادة ( فاتنة القرية ) وحب عتريس الأوحد منذ الطفولة تتحدى ظلمه وتفتح هويس الماء الذي أغلقه عقاباً لأهل القرية ولأنه لا يستطيع قتلها فيقرر أن يتزوجها .
أبو فؤادة لا يستطيع أن يعصى أمر عتريس فيزوجها له بشهادة شهود باطلة. وبسبب هذا الزواج الباطل يتصدى شيخ المسجد للدفاع عن شرع الله ويستنهض عزائم الناس لنصرة الحق ؛ فيقتل عتريس ولده الوحيد .
تتابع الأحداث فى تصاعد درامى يبلغ ذروته بمشهد جنازة الابن وفيها يردد الشيخ المكلوم جملته الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل" ، ويردد كل أهل القرية ورائه: " باطل ، باطل " ، ويتوجهون خلفه لحرق منزل عتريس وهو بداخله .
الرواية تحمل الكثير من الرمز ، فعتريس يرمز للحاكم ، وأهل القرية يرمزون للشعب تحت وطأة طاغية ، فؤادة ترمز لمصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق