ياسر بكر يكتب : .. "بيضة
الثعبان" في نقابة الصحفيين !!
.. في مارس 2017، جاء الزميل الأستاذ عبد
المحسن سلامة إلى موقع نقيب الصحفيين من فوق جسر من حماقات دُفع إليها ـ بقصد أو
بغير قصد ـ النقيب السابق الزميل الأستاذ يحيى قلاش الذي أقحم النقابة في صدام له
سببه الذي يحوطه الالتباس والذي كان يمكن احتوائه في إطار شرعية الفصل بين السلطات الذي
يحد تغول السلطة بالسلطة، والاحتكام إلى السيد رئيس الجمهورية باعتباره الحكم بين
السلطات .
.. لكن النقيب قلاش أدخل النقابة إلى حلبة
صراع ليس له ما يبرره من أشكال التصعيد غير المنطقي، وغير المبرر والذي تفاقم سريعا
وعلت فيه سقف مطالبات ثلة من الصحفيين المحسوبين على تيار بعينه حد مطالبة رئيس
الجمهورية بالاعتذار، والمطالبة بإقالة وزير الداخلية .
.. وبدأت حالة من التوتر مع الدولة التي قدمت
لنقابة الصحفيين دعماً غير مسبوق (45 مليون جنية) على مدى تاريخها منذ إنشائها
بقرار رئيس الوزراء حسين سري في 31 مارس 1941.
.. وكان من الطبيعي أن يستغل بعض من تلقى ممارستهم
غير المنضبطة رفضاً من الجماعة الصحفية أجواء ذلك التوتر بتأسيس ما اسموه بـ
"جبهة تصحيح المسار"؛ ووجدوا فيها فرصة ليعيدوا بعث أنفسهم في واجهة
المشهد النقابي من جديد، وكان على رأسهم هؤلاء الأستاذ مكرم محمد أحمد النقيب
الأسبق للصحفيين الباحث عن التواجد في دائرة السلطة، والتكسب من ورائها دون مراعاة
لأي اعتبار مهني أو نقابي أو أخلاقي!!
.. وسط هذه الأجواء المشحونة بالعداء من قبل
بعض دوائر الحكم واتخاذ القرار للغوغائية التي استشرت في الجماعة الصحفية دون
إتاحة الفرصة للعواقل وحكماء المهنة ليدلوا بدلوهم .. جاء عبد المحسن سلامة نقيباً
ليهين شيوخ المهنة الذين تعهد في وعوده الانتخابية برعاية كريمة لهم، وليعبث
بالقيم والأعراف النقابية في سابقة هي الأولى في تاريخ النقابة .
.. وتاريخ الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيبنا
لمن لا يعرفه من الشباب المُغرر بهم بمعسول وعوده المكذوبة، وأيضا للشيوخ المكتوين
بممارسات عقوقه الوقح، ووعيه الموصوم بفقدان الحس النقابي والاجتماعي والسياسي، ويحتاجون
إلى تنشيط ذاكرتهم ليعرفوا أن الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيبنا هو "بيضة
الثعبان" التي فقست في نقابة الصحفيين.
.. الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيبنا
هو أحد كوادر "الحزب الوطني" المنحل الذي قضت المحكمة الإدارية العليا
بمجلس الدولة في الدعويين رقمي 20279 ، 20459 لسنة 57 قضائية عليا
بعد ضمهما الى الدعوى رقم 20030 لسنة 57 ق عليا للارتباط .. قضت المحكمة في حيثيات حكمها :
"انه بعد ثورة 25 يناير 2011 تساقطت قوى الفساد
التى ظلت جاسمة على البلاد اكثر من ثلاثين عاما وتكشف الكثير من الفساد والاستبداد
التى ادت الى تخلف البلاد وتزايد معدلات الفقر وانتشار الرشوة والمحسوبية والزواج
الاثم بين السلطة والثروة وتبنى سياسات اقتصادية خاطئة وقد لعب الحزب المذكور منذ
تاسيسه عام 1978 الدور الاساسى فى اختيار الحكومات الفاسدة وتمرير القوانين
المتناقضة مع الدستور وتعطيل تنفيذ الاحكام القضائية وتبنى سياسات معادية للوطن
ومصالح الجماهير كما انه تسبب فى افساد الحياة السياسيه واضرار الوحدة الوطنية
وبذلك يكون الحزب المشار اليه قد فقد شروط استمراره كحزب لتعارض مبادئه وأهدافه
وبرامجه وسياسته واساليبه فى ممارسة نشاطه مع الدستور ومقتضيات الحفاظ على الوحدة
الوطنية والسلام الاجتماعى والنظام الديقراطى مستوجبا حله وتصفية امواله ." .
من تلك الخلفية جاء عبد المحسن سلامة إلى نقابة الصحفيين ليشغل عضو
مجلس النقابة ووكيلها بتزكية ودعم من مكرم محمد أحمد النقيب الأسبق الذي خرج
مطروداً منها عندما حاول أن يركب الموقف كعادته، ويزايد على الجماعة الصحفية المكلومة
بمشاهد مسرحية ذات طابع خطابي أثناء تشييع جنازة الزميل أحمد محمود أول شهداء
الصحفيين في ثورة 25 يناير 2011.
وبأسلوب
"البهلوان السياسي" الذي تدرب عليه في أقبية فساد الحزب المنحل وتعلمه
على أيدي دهانقة الإفساد فيه حضر عبد المحسن سلامة أول جمعية عمومية غير عادية بعد ثورة 25 يناير 2011 والتي انعقدت في 14 فبراير 2011، والتى تهرب
منها اعضاء المجلس المنتهية دورته (من الحزب الوطنى والإخوان المسلمين) ليبدي أسفه
عن ما تكشف من حقائق ادعى عدم علمه بها، ويعلن استقالته من الحزب الوطني!!
.. وبعد نشاط الثورة المضادة في 2013 ترشح عبد المحسن سلامة لمنصب
نقيب الصحفيين لمرتين لم يحظى فيهما بثقة زملائه !!
.. جاء عبد المحسن سلامة نقيباً للصحفيين في مارس 2017؛ لتفقس بيضة
الثعبان (الحزب الوطني) في نقابة الصحفيين وسط وعود براقة لم ينفذ منها الكثير،
ومنها الرعاية الكريمة لشيوخ المهنة الذين سلكوا القنوات الشرعية بمخاطبة المجلس
الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، ورئاسة مجلس الوزراء، ورئاسة
الجمهورية .
.. ولأن الخلفية التي أتي من غضونها النقيب سلامة تصور لخياله
أن شيوخ المهنة هم أضعف الحلقات في سلسلة الضغط النقابي لتنفيذ وعوده لكونهم لا
يمتلكون "حق التصويت" في الانتخابات، لكن غاب عن فهمه القاصر عن صياغة
رؤى إبداعية أن هناك وسائل كثيرة للضغط أقوى من التصويت وزخم الانتخابات و"هبل
الصناديق" .. إليك بعضاً منها بعد استنفاذ سبل الحوار مع دوائر صنع القرار في
الدولة منها على سبيل المثال:
ـ ذهاب بعض شيوخ الصحفيين إلي مكتبه بالأهرام لتقديم حزمة من نبات البرسيم
لسيادته بدلاً من فنجان النيسكافية في محاولة للتعبير عن الاستياء من ممارساته
"الاستحمارية" !!
ـ ذهاب بعض شيوخ الصحفيين إلي دائرة محل سكنه لكشف زيف وعوده أمام جيرانه
الذين يمارس الإدعاء الزائف عليهم !!
ـ قيام شيوخ المهنة (1600 صحفي متقاعد) بالجلوس بكراسيهم في نهر شارع عبد
الخالق ثروت في احتجاج صامت لعرض قضيتهم على الرأي العام في مصر؛ فالصحافة ليست شأناً خاصاً بالقائمين عليها، ولكنها صحافة وطن
!!
ـ إدراج اسم النقيب سلامة في "قائمة العار" باعتباره ثالث أسوأ
نقيب في تاريخ النقابة بعد مكرم محمد أحمد الذي خرج من النقابة مهاناً طريداً، وصلاح
جلال الذي جاء في مارس 1981 بإرهاب الحكومة، وخرج في مارس 1985 بأحذية الصحفيين ..
لدرجة أن المارة في شارع عبد الخالق ثروت الذين استوقفتهم صرخاته تحت ضربات حذاء
الزميلة تحية عبد الوهاب ـ متعها الله بالصحة والعافية ـ قد اعتقدوا أنه لص سرق
حقيبة يدها .
.. يا سيادة النقيب .. عد إلى صوابك قبل هوانك على أساتذتك؛ فتكون على
دوائر الحكم أهون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق