ياسر بكر يكتب : مخطط الشيعة في مصر !!
( الحلقة الأولى )
السفير الأمريكي ريتشارد دوني يتوسط إحدى فرق " تصوف الجهلاء".. الوجه الآخر للتشيع في مصر |
في مقدمة كتابه بعنوان " عصر الظهور
" يقول الملا الشيعي علي الكوراني العاملي : " بعد الثورة الإسلامية في
إيران على يد الخوميني .. جمعت C.I.A. كل المعلومات عن
المهدي المنتظر بحيث لم يعد ينقص ذلك الملف سوى صورة شخصية له !! ".
ودخلت هوليود على الخط لتكريس الفكرة بتمويل
من C.I.A. بإنتاج فيلماً
سينمائياً بعنوان "نوستردامس " عن نبوءة العراف الفرنسي اليهودي ميشيل دامس
منذ 500 سنه والتي أودعها كتابه بعنون : "النبوءات
Propheties " والتي صاغها في شكل رباعيات استشفها كما يدعي من نتائج تفسير رموز الكتاب المقدس Bible code والتي تحدث في إحداها بلغة
يشوبها الغموض عن ظهور حفيد للنبي محمد يوحد المسلمين ويقهر أوربا، ويدمر المدن أو
المدائن الكبيرة في الأرض الجديدة (أمريكا).
الكلام عن عودة المهدي المنتظر لا يفرق كثيرا
عن حكاية ظهور "المخلص" التي ظهرت في العقائد الوثنية للكثير من الشعوب
البدائية عندما تضيق تلك الشعوب بأحوالها فلا تجد مناص سوي الهروب إلى الحلم،
وإيجاد ذريعة له من رحم الخرافة، .. ولا يمكن تصنيفه سوي في خانة حكاوي القهاوي!!
أو على أفضل صفة أنه درب من الفلكلور الشيعي المولود من رحم الكيد اليهودي
والمُطعم في مسيرة تطوره عبر الزمان واختلاف الأماكن بالفكر الصهيوني، وما أبدعه
من مذاهب مشبوهة أكتست بواجهة إسلامية !!، وهو ما يحتاج إلى مقدمة طويلة خاصة
عندما ندرك أن لُعبة الثورة الإسلامية الملقب بـ " الإمام الخوميني" هذا
لم يكن سوى أحد عملاء C.I.A. وصنائعها
منذ الخمسينيات من القرن الماضي بوصفة أحد أتباع الملا أية الله كشاني الذي كان
واجهة الانقلاب على مصدق في العملية التي أُطلق عليها اسم كودي ( أجاكس Ajex) .. بل أن
مصدق نفسه كان عميلاً أمريكيا حرق كل مراكبه بعد أن خدعته الحشود الزائفة، وغرته
أماني البطولة؛ فلم يستطع المضي إلى الأهداف التي حددها سادته، ولم يستطع التراجع
؛ فكان الغدر به، .. وكانت مكافأة نهاية خدمته إنقاذ رقبته من حبل المشنقة ليظل
سجين لسنوات تنهي بالعفو الصحي الشاهنامي عنه؛ ليظل ما بقي من عمره ( ثلاث سنوات
) خيال مأته !!
العملية أجاكس نفذها ضباط مخابرات بريطانيون بأموال
الـ C.I.A. وساهم الصحفي المصري
محمد حسنين هيكل في إنجاحها بجمع المعلومات التي نشر بعضها في كتاب للتموية والتعتمية
بعنوان : " إيران فوق بركان " .. كان هيكل قد تم تجنيدة للعمل لحساب C.I.A. في سنة 1949، وأُرسل
إلى أمريكا في 1950 للتدريب على أعمال الاستخبارات تحت ساتر الحصول على دورة في
العمل الصحفي، وقد تم إيفاده بعد ذلك إلى طهران في مارس 1951 عشية مقتل رئيس
الوزراء رزم آراه في تدريب عملي على ما تلقاه من علوم نظرية تحت إشراف الصحفي
الإنجليزي سيفنون ميلر كبير مراسلي الدايلي إكسبرس الإنجليزية وأحد رجال الـ C.I.A.، وقد ظلت علاقة هيكل
قائمة بعملاء الـ C.I.A. في إيران بعد ثورة
الخميني التي ألف بعدها كتابه بعنوان : " مدافع أية الله الخوميني " .
كان مقتل رجل ايران القوي الجنرال رزم آراه "
أبو علي " على يد أحد مهاويس جماعة نواب صفوي المسماه " فدائيان إسلام
" التي تربطها علاقات وثيقة بجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر وقد
قامت الجماعة باستضافة نواب صفوي في ندوة بقاعة المؤتمرات الكبري بجامعة القاهرة
في سنة 1953 خرج على إثرها طلبة "الإخوان المسلمين" في مظاهرها تصدت لها
الشرطة وسقط عدد من القتلى والجرحى؛ مما حدا بعبد القادر عودة نائب المرشد أن يقود
مظاهرة إلى قصر عابدين ملوحاً بملابس ملوثة بالدماء في هتاف :
" الدم .. الدم .. يا نجيب "
وخرج اللواء محمد نجيب لشرفة قصر عابدين
لاحتواء الموقف، ودعوة عبد القادر عودة للدخول إلى القصر للتفاهم .. لينكشف الستار
عن مشهد هزلي وهو دخول عبد القادر عودة إلي القصر، ومن خلفه المعلم إبراهيم كروم
فتوة بولاق راكباً حصانه الأبيض، وشاهراً نبوته ولم تفلح الجهود لمنعه؛ لتذرعه بأن
ضباط انقلاب يوليو قد يغدروا بعوده !!
كان شباب الإخوان يحاصرون قصر عابدين بنية
القبض على ضباط انقلاب 23 يوليو 1952 الذين خرجوا على الجماعة وتنكروا لها .. لم
ينصرفوا إلا بعد أن خرج عودة إلى شرفة القصر وأمرهم بالانصراف .
كان إرهاب جميع الأطراف الذي تحركه الأصابع
الخفية الأمريكية هو سيد الموقف .. وكانت التنظيمات التي تتواري بغلالة الإسلام
سواء الشيعي أو السني هي الشريك المريح للأمريكان لإعادة رسم خريطة المنطقة
ولتنفيذ مخططاتهم وتحقيق مصالحهم، وكان معظم رجال تلك المرحلة قد وصلوا إلى كرسي
الحكم عبر قطار C.I.A. بداية من حسني الزعيم
إلى سامي الحناوي إلى أديب شيشكلي إلى جمال عبد الناصر .. وكذلك في مراحل لاحقة لم
يكن صدام حسين يحلم بالوصول إلي السلطة في بلد مثل العراق إلا عبر ذلك القطار وهو
أمر وثيق الصلة بتواجد الخميني في العراق وإشعاله لأفكار الثورة عبر شرائط الكاسيت
التي كانت تتولى الغرفة العراقية في C.I.A. توصيلها إلى الأتباع
وكذلك المنشورات المطبوعة بماكينة الرينوار .. لتوحي ببساطتها وأن ورائها جهد
شخصي لفرد أو حفنة أفراد لا يمتلكون
امكانات مالية أو قدرات تنظيمية عالية وأنه جهد بعيد عن مصالح الدول وأجهزة
المخابرات !!
لتبدأ المرحلة الأخيرة بالإنتقال إلى باريس
.. وبدء فاعليات الثورة من هناك .. قبل البركان بأيام كان ضباط C.I.A. يعقدون اجتماعين في
مبنى تابع C.I.A. الأول في الدور الخامس
مع آية الله الخوميني لترتيب إجراءات عودته إلى إيران باستئجار إحدي طائرات
الكونكورد الذي دفعت نفقاتها C.I.A. عبر أحد قنواتها
التابعة لشركة يملكها رجل اأعمال إيراني !!.. وكان الاجتماع الآخر في الدور التاسع
مع شاة إيران للترتيب للقضاء على الثورة !! كان من المفترض أحد احتمالين في عودة
الخوميني : هو تدافع الجماهير للإحتفاء بالخوميني والتبرك به فلا يحتمل الرجل
المريض الزحام ؛ فيموت وينتهي الأمر، أو
أن ينجح الجيش في القيام بانقلاب ضده وتنتهي
أسطورته؛ .. فلا يخسر الأمريكان في كلتا الحالتين ؛ فالشاة جاهز وقد أبرموا
الاتفاق معه على ترتيبات إنهاء الثورة!!
.. هبطت طائرة الخوميني بسلام ولم يمت الرجل،
ولم يستطع العملاء في الجيش عمل شئ !! فطوح الأمريكان بالشاة بعيدا ـ على حد قوله
ـ مثل فأر ميت !!؛ ليلتقطه أحد الحمقى من عملائهم ليقيم به مظاهرة إعلامية دولية
عن قيم مصر وعراقة مصر؛ .. ليدفن في القبر الذي سبق لوالده الشاة رضا أن دفن فيه
بمسجد الرفاعي بالقاهرة قبل أن يتم نقل جثمانه إلى طهران، .. إنها لعبة اليانكي
التي تعتمد على إبداع الانقلابات العسكرية والمؤمرات واستخدام العملاء Comprador الذين يطلق عليهم جيمس
ناي في كتابه بعنوان : " القوة الناعمة Soft Power " سفراء النوايا التي تبدو في ظاهرها طيبة
أو حسنة بعد أن جري إعدادهم بعناية في أقبية الجامعات الأمريكية وربط مصالحهم
بالمصالح الأمريكية والزوجات الأمريكيات اللائي هن في واقع الأمر عاملات في
استخبارات بلادهن، وأستخدام الحكام الموالين لهم والذين يعملون ضد مصالح بلادهم
والذين يطلق عليهم نعوم تشوميسكي البانتوستان Bantustan تشبيه لهم بالحكام العملاء في جنوب افريقيا،
والذين يظهرون انتماء ظاهريا للأرض ويبدون التزاما وطنياً للشعب لا تتعدى كلماته
أطراف ألسنتهم، وهؤلاء الحكام غالباً ما
يفضلهم الأمريكان من طبقة الجنرالات .
"النبؤات" و التلاعب بالوعي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبؤات عن " المهدي المنتظر "
لعبة يجيدها الشيعة لأسباب تتعلق بالسيطرة على رأس المال، وإخضاع الأتباع وجباية
الأخماس، والتمهيد لأغراض استعمارية وعنصرية في بلاد الغير !!، .. والنبؤات عن
الغيب ـ بصفة عامة ـ أحد أهم أشكال التلاعب بالوعي بداية من باب "حظك اليوم"
في الصحف السيارة مرورا بالعبارات المكتوبة على وريقات نتيجة الحائط في كل منزل ..
وقد استغل جوزيف جوبلز وزير دعاية النازي نبوءات نوستردامس في عمل دعاية مضادة
لدعاية الحلفاء، استغل فيها أحد الأفاقين الألمان ويدعى كرافت، .. وعلى
ذات الدرب سار الأمريكان ولكن بشكل مختلف؛ فقد تأسس قسم في الـ C.I.A. يسمى " ضد نوسترا داموس أو مكافحة نوسترا داموس Anti Nostradamus" وهذا القسم قائم
على افتراضات ذهنية بحدوث شئ ما قال به داموس .. ويضع الخبراء في هذا القسم الخطط
والبرامج للتعامل معها حال فرضية حدوثها أي وضع الخطط الجاهزة أو السابقة التجهيز
أو المُعلبة للتعامل مع الآحداث حال فرضية وقوعها !! .
.. الكلام عن
نبوءات نوستردامس ونبوءات جين ديكسون بطعم الحديث عن كتاب " الجفر " رغم
اختلاف الثقافات والغايات !!، وكتاب "الجفر " هذا كما يدعي الشيعة ـ
كذبا ـ أنه كتاب يهتم بأحداث الزمان وسير الأولين والآخرين وأقدار الملوك والرؤساء
والعلماء والثورات والكوارث الطبيعية وأخبار البروق والرعود وفضل قراءة سور القرأن
وأسس علم التأويل الباطني وأخبار ما كان وما يكون عن الأئمة والإمامة التي جعلها
الشيعة ركناً سادساً من أركان الإسلام لايصح بغيرها !!.. ويدعي الشيعة أن جبريل
جاء رسول الله سيدنا محمد صلى الله علية وسلم فأخبره بما جاء به من العلم الذي اختص
به آله الكرام فعهد به النبي إلى عليّ ابن أبي طالب فكتبه في جفر أي "جلد ثور"
وأصبح هذا علماً خاصاً بأل بيت رسول الله والأئمة من الأعقاب من نسل السيدة فاطمة
رضي الله عنها؛ وادعى الشيعة في إطار التبرير أن ما أظهرته النبوة للجمهور إلا قدر حمل عقولهم خوفا من نفورهم وذهولهم
؛ فيقعوا في تكذيب خبر النبوة الصادق .
.. وهذا لغو لا يليق لقول المولي سبحانه وتعالى
: "اليوم أكملت لكم دينكم " ـ
المائدة 3
وقوله سبحانه وتعالى : " يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ـ المائدة 67 .
فادعاء الشيعة لمثل هذه الترهات لتسويغ
خصوصية الأئمة واختلافهم في خلقتهم عن سائر البشر لجمعهم بين اللاهوت والناسوت،
ولأنهم ورثة علم لا دني يكتسب بالوحي لا بالتعلم عن جدهم النبي صلى الله علية وسلم
وأنهم معصومون وأنهم حجة على جميع البشر، بينما يرى بعض الشيعة أنهم يتعلمون على
يدي الخضر الذي يعطيهم الخرقة (الخرقة شارة كمال المعرفة ) .. وهو كلام ينطوي ـ
حسب معتقدهم ـ على كفر بيّن لإنكار المعلوم من الدين الذي نزل فيه نص وهو أن الإسلام
نزل للناس كافة، وأن كلامهم كذب متعمد على رسول الله صلى الله علية وسلم.
وتشير الدراسات التاريخية أن كتاب "
الجفر " تم وضعه في عهد الدولة العبيدية اليهودية التي سميت زوراً بـ "
الفاطمية " وأن الفواطم هم الذين وضعوا تلك الكتاب من خليط من الفلسفات
والعلوم التي ترى في حروف الهجاء والأرقام دلالات على التنجيم، .. وقد نسبوه في بداية الأمر إلى جعفر الصادق
ثم رأوا تعليه سقف الادعاء فنسبوه إلى عليّ بن أبي طالب عن النبي صلى الله علية
وسلم .. ووضعوا الأقاويل المؤيدة للخرافة وأن العلم وعاءان، .. وعاء متاح للعامة،
ووعاء مقصور على الخاصة الخاصة، ورثاً نبوياً محفوظاً، ومقاماً علوياً ملحوظاً، وأشهرها
المقولة المنسوبة لأبي هريرة ولابن عباس رضي الله عنهما اللذان تم وصفهما بالأفراد
المعدودين من جيل الصحابة؛ فنسبوا إلى ابن عباس مقولة بشأن وعاء "علوم الخواص
" المزعومة :
" لو فسرته لكنت فيكم الكافر المرجوم "
ونسبوا إلى أبى هريرة مقولة بشأن وعاء "علوم
الخواص " المزعومة :
" حفظت من رسول الله وعاءين، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع البلعوم "
ونسبوا مثل هذا الإفك إلى الأئمة في دور الستر علي ابن أبي طالب وجعفر
الصادق وعلي زين العابدين .. فنسبوا إلى علىّ ابن أبي طالب بشأن وعاء "علوم الخواص " المزعومة
مقولة :
" إن ها هنا ـ وضرب على صدره بيده ـ لعلوما جمة ، لو وجدت لها حملة "
وأدلى الشيعة بدلوهم في قضية المحكم والمتشابهة، وأن لكل نص تأويلا
باطنياً، وقالوا أن الإمامة تكليفاً قرآنيا في الأعقاب من نسل فاطمة بنص الآية
الكريمة : " وجعلها كلمة باقية في عقبة " الزخرف ـ 28 ، بالمخالفة لما قال به النبي والصحابة والإجماع أن
الكلمة هي توحيد الله والعبودية والخضوع التام له والإخلاص في عبادته والرضى
بقضائه .
كان هذا الأمر والدس يهدف إلى أمرين خطرين :
أولهما : الكيد للإسلام الذي هدم
حضارتهم وما تبع ذلك من حالة التوتر بين الماضي
الأمبراطوري ـ الزرادشتي والحاضر التابع ـ المسلم ومن الجهة المقابلة حضور
قدر من التعقل لصوغ المستقبل الفارسي، والإحداث
فيه من خلال إدخال اللمسة القومية الماجوسية في تأويل بعض نصوصه بهدف تشكيل آدابها
من مقومات ثقافية وعرقية جديدة؛ ولهدم الإسلام من داخله، والإحياء بأن الزرادشتية هي التي مكنت
أبنائها الداخلون في الإسلام من فهم القرآن وما به من لغة المجاز وما اسموه
بالتقاط الإشارة وفهم العبارة ، وليس الاهتمام بشخصية سلمان الفارسي ووضع الأحاديث
في أفضليته سوي أيجاد موقع متقدم للفرس في الترتيب السباقون إلى الدخول في الإسلام
والجهاد في سبيله والبلاء لنصرته .
ثانيهما : تلك أسس العداء بين الفرس
المغلوبين والعرب المنتصرين .. حيث لم يستطع الفرس مواجهة
الفكر الإسلامي وتفوق نظام التعليم الإسلامي الذي أنتج كتابً وفقهاء من بين الفرس
ساهموا في نشر الإسلام فيما ظل التعليم عند الزادشتين محصوراً بطبقة الكهنة
والنبلاء والتجار من دون أن يقتربوا من إنتاج نظام تعليمي مماثل للنظام الإسلامي؛
فلم يكن أمامهم سوي الترويج لـدعوات "الشعوبية " من خلال مجموعة أُطلق
عليها : " أهل التسوية "،
واتخذت تلك الحركات لنفسها اسم الشعوبية استلهاما من الآية الكريمة : " يا
أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " الحجرات : 13
وكان أكثرية الشعوبيين من كبار موظفي
الدولة الإسلامية ولذا كان هدم الدولة لا يتفق ومصالحهم ؛ فكان عليهم تغيير فكر
ومقومات الدولة من الداخل بما يحفظ مصالحهم الخاصة ويضمن تنفيذ المصالح العامة
فكانت الحركات الباطنية التي اتخذت من "التقية" رداء ؛ فكان وضعهم
للمقولة المنسوبة ـ زوراً ـ لجعفر الصادق : " التقية ديني ودين أبائي ؛ فمن
رغب عنها فليس مني " .
..ومن هذا المنطلق أنطلقت الدعاية السرية
الشيعية .. وأصبح الشيعة هم أستاذة "الدعاية السرية " .. وقد أخذ
الأمريكان الكثير من فنونها عنهم عند تأسيس " منظمة الحرية الثقافية "
إحدي فروع الـ C.I.A. وكذلك مكاتب هيئة الاستعلامات الأمريكية وبيوت
الحرية .
مفهوم التشيع :
ـــــــــــــــــــــــــ
التشيع لغويا
: هو المولاة والموافقة والمناصرة ثم ما لبث اللفظ أن اتخذ معنى محدداً وهو أنصار
عليّ وأبنائه وأحفاده من بعده ، وقد انقسم الباحثون في أمورهم إلي ثلاث :
ـ منهم من
يرى أن التشيع فكرة سياسية خالصة لإقامة دولة ثيوقراطية قائمة على ملوك من أصحاب
الحق الإلهي الذين يحكمون البلاد حكماً مطلقاً دون أن ينازعهم أحد في هذا الحق،
وهو نظام كان سائداً في بعض الممالك القديمة المصرية والبابلية واليونانية
والرومانية والتي دخلت شعوبها الإسلام وحاولت بعض من تلك الشعوب أن تُكسب ذلك
النظام سند من الشريعة باختلاق الوقائع
ووضع الأحاديث!!
ـ ومنهم من يرى أن التشيع عقيدة دينية لما نسب من قول لرسول
الله صلي الله عليه وسلم في واقعة غدير خُمّ.
ـ ومنهم من
يرى أن التشيع حالة وجدانية في محبة كريمة رسول الله وزوجها وسبطي الرسول صلي الله
عليه وسلم وأختهما عقيلة بني هاشم وما لحق بهم من محن جعل الكثير من المسلمين
يتشيع لهم تشيع الحب لا تشيع عقيدة دينية ترتكز على أصول عقائدية معينة ، تلك
الحال التي تنطبق علي أهل مصر
بينما يرى مؤرخو الشيعة وعلماؤها
أن القاعدة الفكرية للتشيع هي :
أن الإمامة الكبرى ( بمعنى الرئاسة ) حقاً شرعياً لعليّ ابن ابى
طالب ولأبنائه من بعده وذهبوا إلى أن هذا الحق الشرعي هو بأمر من الله سبحانه
وتعالى لأن النبي في عودته من حجة الوداع نزل عند غدير خم، وهناك جاءه الوحي
بالآية الكريمة :
"أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس
"
ويقولون أن النبي صدع
بأمر ربه وأمر بالصلاة حتى إذا ما انتهى منها خطب الناس وأوصى لعليّ؛ وهو آخذ بيده فكان مما قاله في خطبته:
" ألستم تعلمون أني
أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال : ألستم تعلمون أني أولى
بكل مؤمن من نفسه ؟قالوا بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم
وال من والاه ، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث
دار"؛ لذا فهم يعتبرون يوم الغدير عيداً لهم .. هذا هو الأساس الأول في عقيدة
الشيعة ولهذا رفضوا خلافة الشيخين أبو بكر وعمر وخلافة عثمان ابن عفان والأمويين
والعباسيين وغيرهم من أهل السنة والجماعة .
.. ويذهب بعض غلاة الشيعة
إلى أن الوحي تنزل على عليّ بن أبي طالب في ذلك اليوم في حياة النبي .. بينما يرى
البعض أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعليّ قد تقاسما مهمة
الرسالة فكان على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مهمة التنزيل وعلى عليّ ابن أبي
طالب مهمة التأويل لقول النبي صلى الله علية وسلم : " أنا مدينة العلم وعليّ
بابها ".
.. لكن
السيدة عائشة رضي الله عنها تقول أن تلك الآية مدنية ونزلت في المدينة وأن وقت
نزولها كان بعد زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم منها وبعد سنتين من قدومه إلى
المدينة وأن سبب نزولها :
" أن الرسول صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة ، وهي إلى جنبه، قالت : فقلت ما شأنك يارسول الله؟ قال :
ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة؟" قالت فبينا أنا على ذلك إذ سمعت
صوت السلاح فقال : " من هذا " فقال : أنا سعد ابن مالك؛ فقال " ما
جاء بك " قال : جئت لأحرسك يا رسول الله . قالت : فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه"
وفي حديث آخر عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت
الآية:" والله يعصمك من الناس "
قالت فأخرج النبي صلى الله علية وسلم رأسه من القبة ،
وقال : " يا أيها الناس ، أنصرفوا فقد عصمني الله عز وجل " .
.. وهو ما يجعل من السند الشرعي الذي
قام التشييع منعدماً !!
وقد أخذت
الفرق الشيعية مسميات كثيرة وتعددت الاتجاهات وتباينت العقائد وتباعدت المشارب
وبعدت عن القصد والاعتدال وبلغت حد الشطط والابتذال إلي مشارف الضلال وانتقلت من
الوحدانية إلى الشرك؛ فادخلوا الإسلام في وثنية جديدة فألهوا عليّاً وأولاده
وأقحموا على الإسلام الكثير من عقائد النصارى (التثليث بين علىّ والنبي محمد
وسلمان الفارسي والإشارة لهم بالرمز ـ ع .م .س ـ ومثال ذلك بعض غلاة العلويين) والوثنين
والمجوس مثل تأليه الحاكم وعصمة الإمام والرجعة والحلول والتناسخ والتقمص
والباطنية والتقية !! وقد ذهب بعضهم إلي موارد الضلال بمحاولة تحريف القرآن
الكريم، ولكن لأن وعد الله بحفظ النص الشريف حق؛ فقد افتضح أمرهم وأصبحوا مثار
سخرية عامة المسلمين وخاصتهم ومن الأمثلة علي ذلك تحريفهم لسورة الانشراح بقول :
" ألم نشرح لك صدرك ، وجعلنا عليا صهرك " .. هو ما ينطوي على تناقض
فالسورة مكية ( نزلت في مكة ) قبل الهجرة، ولم تتم المصاهرة إلا بعد الهجرة في
المدينة، والتلاعب بتشكيل بعض ألفاظ الآيات في سورة يس بقول : " أو ليس الذي
خلق السموات والأرض بقادر علىّ أن يخلق مثلهم " ،..... لاحظ وضع اسم
"علىّ " بدلاً من حرف الجر " عَلَى " وهو ما لا تستقيم معه
القراءة .
وقد انجرفت
بعض تلك المذاهب إلي السقوط في مستنقع السباب بشتم صحابة رسول أبو بكر وعمر وعثمان
وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة ففي كتابهم بعنوان : " مفتاح الجنان" الذي
يتلى في مجالسهم دعاء يسمي بدعاء صنمي قريش جاء فيه:
"
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، والعن صنمي قريش وجبتهما وطاغوتيهما وابنتيهما
"، وصنمي قريش وجبتهما وطاغوتيهما هما سيدانا أبو بكر وعمر ، وابنتيهما هما
أمهات المؤمنين السيدتان عائشة وحفصة .
لماذا مصر بالذات ؟ !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبقاً للفكر الشيعي الذي أفصح عنه بعض علمائهم في كتابات
متداوله، فإن مصر بمذهبها السني تندرج ـ طبقا لمعتقدهم ـ تحت مسمى " دار
كفر" وأنه يجب استعادتها إلى "دار الإسلام" الإسلام الشيعي
بتأويلاته الباطنية، تمهيداً لخروج " المهدي المنتظر " الذي يتخذ من مصر
منبراً يخاطب منه أتباعه، ويتخذ أيضا من مصر أعوانه من "الوزاء النجباء
"؛ لذلك يجب عد
حركة المصريين في عداد الحركات الممهدة لظهور المهدي والمشاركة في حركة ظهوره، ومنها أن للمهدي المنتظر في هرمي مصر كنوزاً وذخائر من
العلوم وغيرها، وأن من علامات ظهوره قتل أهل مصر أميرهم، وقتل أهل مصر ساداتهم وغلبة العبيد على بلاد السادات، وغلبة القبط على
أطراف مصر .. وذلك قبل ظهور السفياني ( عدو المهدي المنتظر ) وهو من نسل أبي سفيان وهند آكلة الأكباد .
يقول الملا علي الكوراني العاملي نقلاً عن الروايات
المتواترة في كتب الشيعة أن المهدي يجعل لمصر مكانة إعلامية خاصة في العالم
ويتخذها منبراً له ويصف دخوله مع أصحابه مصر :
( ثم يسيرون إلى مصر
فيصعد منبره ويخطب في الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل وتعطي السماء قطرها والشجر
ثمارها والأرض نباتها وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتي ترتعي في طرق الأرض
كالأنعام . ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم
. فيومئذ تأويل هذه الآية : يغني الله كلا من سعته ) .
ولأن التشيع هو الأب الروحي للتصوف يقول محيي الدين ابن عربي في كتابه
بعنوان : " الفتوحات المكية " عن أصحاب المهدي المنتظر :
" له رجال إلاهيون يقيمون
دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة، ويعينونه على ما قلده الله، وهم
طائفة خبأهم الله في مكنون غيبة .. أطلعهم كشفاً وشهودأ على الحقائق، وما هو الأمر
عليه في عباده ... وهم من الأعاجم مافيهم عربي، ولكن لا يتكلمون إلا العربيه . لهم
حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط وهو أخص الوزراء وأفضل الأمناء ".
الحلقة القادمة : مفهوم التشيع وفرق الشيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق