الثلاثاء، مايو 12، 2015

ياسر بكر يكتب : الوزير و" التسفل" على من يدفعون راتبه !!


ياسر بكر يكتب : الوزير و" التسفل" على من يدفعون راتبه !!

.. في لحظة سكر بخمر السلطة نسي المستشار محفوظ صابر، وزير العدل ( السابق )، أنه مجرد وكيل عن صاحب الحق الأصيل الشعب مصدر السلطات؛ فقال إن : "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًا أو يعمل بمجال القضاء، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط بيئي واجتماعي مناسب لهذا العمل."

.. سقط القاضي السابق، والوزير السابق متلبساً، وسقطت معه كل حماية للمكلف بخدمة عامة أو مهمة نيابية .. وقع الرجل بذلاقة لسانه تحت طائلة القانون؛ بما يستوجب محاكمته، ولا تعفيه المحاكمة الجنائية من المسائلة السياسية ، فالرجل أفصح بذلاقة لسانه بالاعتراف الذي هو سيد الأدلة عن ارتكاب جرائم عدة يأتي في أولها :
ـ ارتكاب جريمة التسفل بغير حق على شريحة من المجتمع المصري تسهم مع غيرها من دافعي الضرائب في دفع راتبه.
ـ ارتكاب خطيئة الحنث بيمين احترام الدستور والقانون وحماية مصالح الوطن. . وحماية مصالح الوطن تتطلب اختيار الأقدر على الإنجاز بعيداً عن المعيار المعوج لتصريح الوزير ( السابق )  ، وإلا فإنها الخيانة .
ـ الإدلاء بتصريح يمثل فكراً عنصرياً مجّرماً بنصوص القانون، .. ويعد قمة " الافتراس الطبقي " !!، ويضفي بظلال من شبهات علي أدائه الوظيفي؛ .. الذي ربما أهدر من خلاله الكثير من حقوق الكثير من أبناء الشعب المصري؛ بما يستوجب مراجعة هذا الأداء.

.. اكتفت الحكومة بقبول استقالة الرجل أو إقالته أو طرده !! .. كل هذا لا يهم ؛ فتغيير اللاعب  شيء، لا يعني تغيير قواعد اللعبة  .

 .. لكن الأخطر هو ما أعقب ذلك من معالجات البعض لقضية " العدالة الاجتماعية " التي قامت من أجلها ثورة يناير 2011؛ .. وجاء تصريح الوزير ليوجه لها طعنة الغدر؛ فلجأ البعض إلى " التوسيع " بمعنى توسيع دائرة الحوار حول القضية ليشمل اتهام البعض للمجتمع كله بالعنصرية دون دراسة أو إحصاء يمكن الوثوق بمفرداتهما !! .. " التوسيع " أحد وسائل التلاعب بالوعي و"غسيل الدماغ "، فضلاً عن كونه أحد أساليب المساس بشرف الحوار؛ لتذويب ملامح القضية المطروحة ولفت الانتباه عنها
.. وفي ذات الوقت كشفت مصادر بمجلس الوزراء ، أن المهندس إبراهيم محلب رئيس بمجلس الوزراء اجري اتصالا هاتفيا بالمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاء ، وطالبه بتولي حقيبة العدل خلفا للمستشار محفوظ صابر، وذلك على خلفية الأزمة التي أثارها تصريح الوزير ( السابق ) ، وأكدت المصادر أن بالمستشار أحمد الزند وافق على توليه منصب وزير العدل !!
.. وهو ما يخرج الحكم في مصر من دائرة الحكم الرشيد إلى دائرة التيه؛ تلك المتاهة التي تسمى " فن صناعة الأعداء "، وخاصة أن المستشار أحمد الزند أعلن مراراً وتكراراً عن ما اسماه الزحف المقدس لتعيين أولاد القضاة في النيابة العامة والقضاء .
.. وكان رد رابطة "جامعوا القمامة " أكثر تطرفاً تحت تأثير الانفعال، والشعور بالمهانة؛ فقررت عقد النية واتجاه الإرادة لتوقيع " العقاب الجماعي " على الشعب المصري بأثره فأعلنت أنها تدرس عقد اجتماع طارئ خلال الساعات القادمة لتقرير الإضراب عن العمل لمدة أسبوع احتجاجا على تصريحات وزير العدل ( السابق ) المسيئة لهم، وقالت مصادر بالنقابة أن الاتجاه العام بين جامعي القمامة هو الإضراب عن رفع القمامة بالقاهرة والمحافظات لحين اعتذار وزير العدل ( السابق ) بنفسه وأمام كل مصر عن تصريحاته، وأكد مصدر بالرابطة على أن كل  واحد من "البهوات" ـ على حد قوله ـ عليه أن يحمل قمامته بنفسه خلال فترة الإضراب ليتخلص منها كيفما يشاء.
.." جامعوا القمامة " ولاد بلد ، بيلقطوها وهيا طايرة، .. سبق أن تناولهم فيلم سينمائي بعنوان : " انتبهوا أيها السادة " ، وكانت رده فعلهم المشاهدة، والضحك مع جموع الشعب المصري فالمسألة في جوهرها لا تعدو إلا نوعاً من أنواع الفكاهة !! .. أما تصريحات الرجل المكلف بحماية الدستور وإنفاذ القانون فهي شيء آخر .. إنها " طعنة الغدر " .

***

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي : لا تدع الحمقى ينثرون بذور الفتنة في تربة الوطن، .. خذ قرارك بالانحياز إلى أفراد شعبك، الذين قلت عنهم : " لم يجدوا من يحنوا عليهم أو يرفق بهم"؛ فأرفق بهم وأحنو عليهم، باتخاذ إجراء يحفظ حقوقهم وكرامتهم في مواجهة من أساء إليهم من خلال محاكمة عادلة لوزير سابق مُنفلت اللسان، غير منضبط الأداء .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق