المقدمة
ـــــــــــــ
بسم الله الملك الحق المبين
.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق، وناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط مستقيم، الذي بهديه اهتدينا، ومن سننه الشريفة تعلمنا أن العمل عبادة.
.. والكاتب حين يكتب يتعبد إلى الله ويتقرب إليه بكل كلمة حق يسطرها بقلمه، ويسجد لجلاله سبحانه بكل حرف يخطه بيمينه.
.. وعندما يسقط الكاتب في مأزق الغواية، فيتبع الهوى ويميل بشق قلمه نحو الضلال أو يكتب بـ «نصف قلمه»، والكتابة بـ « نصف القلم » تعبير مجازي عن كتابة أنصاف الحقائق أو أرباع الحقائق التي هي الكذب الأسود بعينه على طريقة: « ولا تقربوا الصلاة »؛ فإن الكاتب يصبح غير باحث عن الحقيقة وتتحول عبادته لله إلى عبادة الطاغوت؛ فيتصدق بقلبه وقلمه على الشيطان؛ فيحمل وزر ضلاله ووزر من أضلهم بغير علم.
.. عندما شرعت في الإعداد لكتاب (صناعة الكذب)، لم أبدأ من الفراغ، ولم أقفز في الفراغ؛ فقد انطلقت من خبرة 37 عامًا في الحقل الصحفي؛ قضيت منها ثلاثين عامًا في المطبخ الصحفي من خلف الكواليس فشاهدت الحقائق سافرة.. عارية من كل زيف، تلك الحقائق التي حالت الظروف دون تقديمها في حينها، لكني كنت موقناً أنها سوف تصبح يوما سطورًا في كتاب التاريخ الذي لا تصفر أوراقه بفعل الزمن، وتظل خزائنه البلورية تشع بالضياء الذي يجذب عقول ويخطف أبصار الباحثين عن الحقيقة.
.. في تلك الأيام عرفتُ كيف تُصنع الأكاذيب، وتُغزل خيوط الوشايات وتُنسج الدسائس وتُحاك الخدع والأباطيل!!
.. وخبرتُ كيف تصنع النجوم في كل مناحي الحياة، ومن الذي يحدد الإطار الذي يبدو فيه النجم سواء في مجال السياسة أو الفن أو الأدب أو الاقتصاد أو الطب أو العلم أو أوكار الجريمة!!. سواء كان هذا النجم حقيقيًا أو زائفًا أو عابرًا في ظروف عابرة!!
.. وعرفتُ كيف يتم ترويج وتسويق ذلك النجم للقارئ كل صباح وفرضه عليه وحصاره به في بيته ومكان عمله وفي الشارع وفي المواصلات.
.. وعرفتُ كيف تُصاغ الأحداث في إطار الوجهة المرسومة التي يحددها القائمون على عملية الاتصال، والتي قد تختلف في الكثير من تفاصيلها مع حقيقة الوقائع على مسارح الأحداث!!
وشاهدتُ بعينيي ما تمر به المواد الصحفية من معالجات تتعرض أثناءها للحذف والتعديل والتنقيح والتحوير والإضافة والتلفيق والفلترة؛ لتصل إلى القارئ في قوالب منمقة ترضي الحكومة وتدعم سلطتها الفكرية ونفوذها السياسي.
.. كما أتُيحت لي الفرصة في أن اطلع على أغلب مذكرات الصحفيين المنشورة تقريبا، والتي تتناول بعض الأحداث التي كنت شاهدها بالعيان أو كنت قريبا من مسرح أحداثها، فلم أجد في أغلب تلك المذكرات سوى تكريساً لـلكذب عن عمد وبسوء نية، وأن معظمها لم تخرج عن كونها محاولات لغسيل السمعة، وغسل اليد من ممارسات لا مهنية ولا أخلاقية في العمل الصحفي؛ فبعض هؤلاء من يلوى عنق الحقيقة لصالح الأيدلوجية، والبعض الآخر لطخ وجه الحقيقة بمختلف الألوان والأصباغ ليستر شرور نفسه، ويوارى سيئات أعماله من شطحات، وأهواء، وانحيازات.
.. إنها « صناعة الكذب » أو إن شئت التدقيق إنها « الجريمة الإعلامية »، ولكن عزيزي القارئ، أود أن أؤكد على أمرين :
أولاً : أنني لم أقصد تشويه الماضي أو الإساءة إلى رموزه، وأيضا لم اسع إلى تأليه تلك الرموز أو تقديس قبورها، بل أردت وضع الأمور في نصابها وتوضيح مواطن الاعوجاج في التناول الصحفي من منطلق أن التشخيص الأمين والدقيق هو البداية الصحيحة لطرح رؤية المعالجة.
ثانيا : أنني لا أحاكم التاريخ، ولا أحاكم وقائع أحداثه، ولا شخوص أبطاله، لكني فقط أحاول الإجابة عن السؤال: كيف وقعت الأحداث ؟! ولماذا حدثت؟!؛ فالمعرفة هى السلاح الوحيد في أيدينا لمواجهه من ضللونا وزيفوا تاريخنا بحواديت وخزعبلات !!
توسيع دائرة البحث:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وعندما بدأت في الكتابة قلت: ولِمَ أحصر البحث في إطار تجربة شخصية محدودة.. وأضيّق واسعًا.. لِمَ لا أوسع دائرة البحث لتشمل 60 عامًا من عمر صحافة الوطن أتصدى فيها بالبحث لمعالجات بعض الصحف لبعض الأحداث الجديرة بالاهتمــام في تاريخ الوطــن؛ فكان هذا الكتــاب بعنوانه: « صناعة الكذب »، وقد اضطررت لأن أعرج في إطار التناول الصحفي للحدث إلى مناقشة الحدث من الناحية التاريخية؛ لما للصحافة من صلة وثيقة بعلم التاريخ.
الصحافة والتاريخ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التاريخ كما عرفه بن خلدون « خبر عن حدث » ، من هنا تجئ العلاقة الوثيقة والصلة الحميمة بين الصحافة والتاريخ؛ فالصحفيون هم جامعوا الأخبار أي جامعوا المادة الأولي لكتابة التاريخ، وهم أيضا ناشروها أي هم الناشرون للبروفة الأولية المنطبعة للتاريخ، وتتجسد القرابة بين الصحافة والتاريخ في أن كليهما ينتمي إلي دائرة العلوم الإنسانية التي تهتم بالإنسان وأفعاله وعلاقاته .
وإذا كان التاريخ يركز الاهتمام علي الأحداث الكبيرة والزعماء والشخصيات المؤثرة فقط، فإن الصحافة تحرص على تقديم صورة كاملة للعصر التي صدرت فيه من خلال رصد الأعمال الكبيرة والصغيرة، وإلقاء الضوء على الزعماء والصعاليك والغانيات والمجرمين على حد سواء .
وقد كانت الصحافة في مصر في أغلب فتراتها منفذة لـ «التصورات الخاصة» التي يطرحها القائمون على السلطة؛ بما جعلها إحدى وسائل الاستبداد والطغيان والتضليل من خلال ممارسات مضللة ومنحرفة لإخفاء الحقائق والتمويه أو حجب الأحداث والمعلومات أو تقديمها بصورة انتقائية أو وفقاً لتفسـير وحيد ومطلق؛ بما أفقـدها المصداقية وجعلها إحـدى أدوات « صناعة الكذب »، وتزييف التاريخ في بروفته الأولى المنطبعة.
صناعة الكذب :
ــــــــــــــــــــــــ
..وصناعة الكذب في الصحف صناعة حكومية بالأساس، فالحكومة تخطئ كثيرًا جدًا.. والصحافة دائما مؤيدة ومساندة لها؛ فقد ولدت الصحافة المصرية في كنف الحاكم، وهو ميراث ثقيل ظل يلاحقها حتى اليوم، فالحاكم يغدق عليها، ويتحكم في مقدراتها، ويوجه سياستها بما يخدم أغراضه، ويمتلك أدوات ترويضها إذا ما حاولت خروجًا عليه .
وقد نشأت الصحافة مقيدة بقيدين يشدانها إلى السلطة الحاكمة؛ قيد التبعية، وقيد فرض الرقابة.
الرقابة على الصحافة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الفترة الزمنية التي يتصدى لها هذا البحث بالدراسة ( من عام 1949 إلى عام 2005 ) كانت الصحف خاضعة للرقابة بسبب حرب فلسطين عام 1948، ومع إعلان أخبار الهزيمة وإقالة حكومة إبراهيم عبد الهادي تم إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحف، لكنها سرعان ما عادت مع أحداث حريق القاهرة في يناير 1952 .
وبعد انقلاب 23 يوليو 1952 ، تصاعدت أزمة الثقة بين ضباطه والصحافة بسبب بعض المواقف العدائية التي اتخذتها حركة الجيش بإصدار الأمر العسكري رقم ( 1 ) في 25 يوليو 1952 عقب إلقاء القبض على مصطفى أمين بزعم محاولة نشر أنباء تشوه حركة الجيش، وبناء على ذلك الأمر العسكري تقرر فرض رقابة على الصحف قبل النشر، وضرورة الحصول على أمر كتابي من الرقيب الحربي بإجازة النشر، والتهديد بمصادرة الصحيفة، وتعطيلها نهائياً في حالة مخالفة التعليمات، ثم كانت المذبحة الأولى للصحافةفي بناير 1953 عندما أصدر الحاكم العسكري قراره بتعطيل 8 صحف لأنها نقدت حركة الجيش ورجالها، وتم اعتقال ثلاثة صحفيين من العاملين بها .
ولم تلغ تلك الرقابة إلا في 12 أغسطس 1953 بالأمر العسكري رقم 39 ، لكنها سرعان ما أعيدت في العام نفسه بالأمر العسكري رقم 53 لأسباب تتعلق بحماية الأمن والنظام العام ـ حسبما جاء في بيان الحــاكم العسـكري العام ـ ، وتوالت قرارات مصادرة الصحف واعتقال بعض الصحفيين، ففي 26 مايو 1954 أصدر وزير الإرشاد قراراً بإلغاء ترخيص 42 جريدة ومجلة متنوعة الاتجاهات والمواقف .. وقد بلغت الأزمة ذروتها بإثارة قضية ضرورة تطهير الصحافة من الصحفيين الذين كانوا يتقاضون المصاريف السرية من الحكومات السابقة .
وبعد أزمة مارس 1954 تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحف إلا أنه لم يتم تفعيله؛ فظلت الصحف مراقبة، ومع صدور الدستور الجديد في يناير 1956، وبعد جلاء القوات الإنجليزية في 18 يونيو 1957 ألغيت الرقابة على الصحف لكنها ما لبثت أن أعيدت بوقوع العدوان الثلاثي، ثم تقرر إلغائها في عام 1957 لكن قرار الإلغاء تواكب مع إنشاء مكتب الرقابة على الصحف في وزارة الإرشاد القومي .
.. ولم يقتصر الأمر على قيود الرقابة فقط، بل وإمعانا في إحكام السيطرة عليها؛ تمت عسكرتها في إطار عسكرة النظام بأكمله .
عسكرة الصحافة:
ــــــــــــــــــــــــــــ
في أغلب سنوات الزمن الناصري ظلت وزارات الثقافة والإعلام والإرشاد محجوزة للعسكر ضمن عملية عسكرة النظام بأسره؛ وهو ما دفع قيادة انقلاب 23 يوليو 52 لتولية العديد من ضباطها لمناصب صحفية مثل:
أنور السادات، خالد محيي الدين، ثروت عكاشة، كمال الدين رفعت، أحمد حمروش، محسن عبد الخالق، عبد القادر حاتم، مصطفى بهجت بدوي، عبد الرءوف نافع، كمال الحناوي، محمد علي بشير، أمين هويدي، أمين شاكر، لطفي واكد، مصطفى المستكاوي، سعد عفره، يوسف السباعي، عبد المنعم السباعي، وكان أبرز هؤلاء جميعًا صلاح سالم الذي لم يكتف بمسئولياته في جريدة الجمهورية ودار التحرير، ولا بتوليه منصب وزير الإرشاد، فأضاف لنفسه منصب نقيب الصحفيين!!
وقد نجح هؤلاء العسكريون بما تشربوا من الروح العسكرية وما عرف عنها من نزوع إلى العنف والشدة والتسلط في إحكام الحصار حول مهنة الصحافة وتطويعها للمؤسسة العسكرية، وتحويل الصحف والصحفيين إلى أدوات تنفيذية تردد ما تراه السلطة، وتتمادى في التأييد والتبرير دون إبراز الجوانب السلبية والإيجابية في السياسات المطروحة؛ فأصبحت أداة لخدمة النظام السياسي تنبثق منه وتصب في قنواته وتتوجه رأسًا إلى الرأي العام الذي يتلقى المواد الإعلامية المنشورة، سواء كانت رأيًا أو خبرًا وكأنه تعليمات عسكرية غير قابلة للنقاش أو الاختلاف حولها؛ كما استطاع هؤلاء العسكريون في الترويج لفكرة أن أي انتقاد للممارسات الحكم هو جريمة من جرائم « الثورة المضادة »؛ تستلزم العقاب بتهم كثيرة أقلها التآمر لقلب نظام الحكم، وأكبرها الخيانة العظمى .
.. وبذلك يمكن القول إن الصحافة المصرية في مجملها فيما عدا بعض الاستثناءات المحدودة كانت أشبة بالمنشورات الإدارية لا تردد إلا ما تراه الحكومة، ولا تكتب إلا ما يمليه الحاكم، أي أصبحت مهمتها الأولى تنفيذ الأوامر دون محاولة تفنيدها أو استثمار ذلك في بناء رأي عام حقيقي!!
ولم يكن أداء هؤلاء العسكريون هو الآفة الوحيدة التي ابتليت بها الصحافة وأثرت على أدائها لمهمتها فحسب، وإنما كان البلاء الأعظم الذي ألم بها قادماً من داخلها؛ حيث أصيبت الصحافة بلعنة « العصاميون النوابغ»، وهم الصحفيون من بعض أبناء الطبقات الدنيا، الذين نالوا حظاً من التعليم مكنهم من «التوظف» في الصحف والتأثير في الرأي العام ونشر أنماط من سلوك طبقتهم وفرض قيمها، وهذا النوع من الصحفيين مدرب تماماً كلاعبي السيرك على السير فوق حبل مشدود، ومعتاد ألا ينحرف عن الخط المرسوم له قيد شعرة، .. ووجدت السلطة ضالتها في هؤلاء، فأغدقت عليهم من «الإنعامات»؛ وفى سبيل الحفاظ على هذه «الإنعامات» التي مكنتهم من تغيير واقعهم الاجتماعي؛ قام السادة « العصاميون النوابغ» بإتباع أسوأ أساليب البيروقراطية العتيدة لتصفية الصحافة تماما من الأقلام الحرة التي ترفض العزف على إيقاع الحاكم، وقتل «الأجنة الموهوبة» في العمل الصحفي، وخلق طبقة عازلة بين الحاكم والمحكوم فكلاهما لا يسمع عن الأخر إلا ما يسر ويطرب؛ فالحاكم لا يرى المحكوم إلا سعيدا بحكمه متفانياً في تأييده، والمحكوم لا يرى الحاكم إلا بطلاً أسطورياً لا ينطق عن الهوى؛ فكل تصرف يصدر عنه عبقرية، وكل كلمة ينطقها نفحة من الحكمة تتصدى لها دوائر صنع القرار في أرجاء المعمورة بالبحث والدراسة، واستخلاص الدروس المستفادة !!
.. ولم تكتف السلطة بذلك فحسب، بل مضت في غيها لإحكام قبضتها في السيطرة عليها بفرض الرقابة بأنواعها ( رقابة الأجهزة ـ الرقابة الذاتية ) عليها تارة، وتارة أخرى بفرض سياسات أفضت في النهاية إلى خلل في هياكلها المالية والإدارية، وهو ما أوقع المؤسسات الصحفية في الأسر الدائم لطلب المعونة من الحكومة، مما جعل كلمتها نافذة داخل الصحف.
.. وفي ظل أزمة الصحافة« نشأت أخلاق الأزمة »، ولم يكن أمام بعض كبار الصحفيين سوى الخنوع لممارسات الدولة تحت وطأة «لقمة العيش»، والبعض الآخر انتقلت إليه عدوى « أهل الثقة »، وكلا الفريقين خان عهد الوطن وفرط في شرف الكلمة!!
.. وكان الجديد في الأمر ظهور جيل ثان من الصحفيين نشأ وتربى على أن ينجح صحفيًا بوسائل غير صحفية، ومع ممارسات ذلك الجيل تم رصد ظاهرتي «عساكر المراسلة» و«بنات الكونترول » في الصحافة المصرية، وأصبح الكثيرون يتعاملون بافتراض أن الأصل في الصحفي أنه عميل للمباحث أو المخابرات، وأن وجوده في مهنته يرتبط بكتابة التقارير عن زملائه ومصادره وعن عامة الناس وخاصتهم، وانتشرت النكتة القائلة: « ما مخابرات إلا بني أدم »!!
معاناة الكبار:
ــــــــــــــــــــــ
.. وقد شاء لي القدر بحكم عملي في « المطبخ الصحفي » أن أقترب من بعض شيوخ المهنة الذين ارتفعوا فوق الصغائر، وحافظوا على أمانة الكلمة ونبل المعاني، ودفعوا الثمن غاليًا من مراكزهم الوظيفية ورزق أولادهم، بل من سمعتهم المهنية والشخصية.
.. كما أتيح لي أيضا أن ألمس عن قرب معاناة بعض كبار الصحفيين، وحالة التمزق التي يعيشونها؛ فهم من الناحية الفعلية لا يشاركون في صنع القرار السياسي، ولا يستشارون بشأنه، وأيضًا لا يرضون عن حالة الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي التي يعيشها الوطن والتي أدت إلى انكماشه دون حدوده، ومع ذلك فهم ملزمون بحكم وظائفهم الصحفية أن يعلنوا تأييدهم الكامل للنظام في كل خطواته، في كل لحظة وكل دقيقة وكل يوم وكل أسبوع، فالصحفي في مصر لم يعد أمامه سوى أن يصبح رهينة في قبضة الولاء للحكومة أو البقاء بين غياهب سجونها أو الهروب إلى خارج الحدود في منفى اختياري أو إجباري أو النقل إلى مواقع صحفية هامشية أو التحويل إلى مهنة غير صحفية أو الجنون أو الموت احتجاجًا على واقع مُهين!!
«عساكر المراسلة»
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. كما أتيح لي أيضا أن أعايش من هتكوا عرض الكلمات واستباحوها من صناع الأكاذيب والذين يُطلق عليهم « عساكر المراسلة »، وعساكر المراسلة هم الجنود غير المؤهلين الذين يقع عليهم اختيار الضباط لخدمتهم، وغسيل ملابسهم الداخلية، وتلميع أحذيتهم، و« عساكر المراسلة في الصحافة » هم مجموعة الصحفيين الذين تقوم أجهزة الدولة بزراعتهم في المؤسسات الصحفية بعد أن تنتقيهم بعناية من بين أكثر الشخصيات دونية وانتهازية ثم تختبرهم وتدربهم، قبل أن تقوم بنشرهم في الصحف لينفذوا تعليماتها في حراسة ثقافة التخلف وإشاعة القيم السلبية التي تحول دون محاسبة القائمين على الأمر، أو الدفع في اتجاه التغيير، بالإضافة إلى التجسس على زملائهم ومصادر استقاء الأخبار الصحفية والاختراق والتخريب، والدعاية للدولة والدفاع عن سياساتها حين تخون أو تستبد أو تزور أو تسرق أو تخرج عن الشرعية.
وتقوم أجهزة الأمن بغض الطرف عن فسادهم تارة، ودعمهم في مواقعهم تارة أخرى عبر تبييض تواريخهم السوداء، وغسيل شخوصهم من العفن الذي يملؤها، وإغراقهم بمكسبات الطعم واللون والرائحة ووضعهم في دائرة الضوء لتلميعهم من خلال وسائل الانتشار المجتمعي كالإذاعة وتليفزيون الدولة والفضائيات الخاصة والصالونات والمنتديات الثقافية والجوائز المفبركة، ولا مانع من إرسالهم في رحلة إلى خارج البلاد لبضعة أسابيع للحصول على درجة علمية مزيفة من جهة وهمية؛ لتصبح أسماءهم مقترنة بحرف (الدال) وما شابه من فنون غسيل البشر لتزويدهم بما يمكن أن نطلق عليه «عدة الشغل»، التي تساعدهم في عمليات الخداع والحصول على المعلومات!!
بنات الكونترول
ـــــــــــــــــــــــــــ
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى استخدام فتيات السيطرة في الصحافة المصرية (بنات الكونترول)، من خلال تدريب مجموعات من فتيات الإعلانات والصحفيات اللائي أتين من أسفل السلم الاجتماعي بطموح لا يتناسب مع تواضع موهبتهن الصحفية على أعمال قذرة بهدف السيطرة على بعض السياسيين وبعض الكتاب وبعض المثقفين وبعض رجال الأعمال عبر توريطهم في ممارسات لا أخلاقية وابتزازهم والضغط عليهم، وهو أسلوب أدخله أحد القوادين ممن تولوا مهمة الإعلام والقيام على أمر الصحافة، وهو أسلوب تم استنساخه من طريقة عمل الوكالة اليهودية العالمية في استخدامها للنساء في مكاتب فرعية تحمل في ظاهرها الطابع الصحفي أما باطنها فيتسع للكثير.
المجني عليه الأول:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كان المواطن المصري هو المجني عليه الأول في منظومة مأزق الصحافة، وفساد القائمين عليها؛ فهو الذي يدفع من قوته تكاليف وجودها، واستمرارها، وهو المستهلك الأول لما تقدمه كل صباح في صورة أكاذيب تهدد كيانه، وأخلاقياته، وعقائده، وقيم مجتمعه، ومصالحه الحيوية، وأمنه القومي، .. إلى أن كانت هزيمة يونيو 1967 التي أسقطت أقنعة الزيف عن نظام الحكم، ونزعت ورقة التوت عن عورة الصحافة؛ فقد كانت مصر في صحافة ذلك العهد واحة الحرية والعدالة الاجتماعية والرخاء، وكانت قوة عسكرية لا تقهر، وكان جيشها أقوى قوة ضاربة في الشرق الأوسط، وكانت الدولة الثالثة في صناعة الصواريخ وارتياد الفضاء، ووسط الصدمة وذهول الهزيمة، وقف المواطن المصري يسأل عن صاروخي « القاهر» و « الظافر»، ولماذا لم يستعملا في الحرب؛ ليكتشف مرارة الخديعة؛ فلم تكن هذه الصواريخ إلا هياكل معدنية بدائية محشوة بالبارود ، وتشبه إلي حد كبير « المقاليع » و« المجانيق» التي كانت تستخدم في القرون الوسطي!!
.. وكان أول ردة فعل للجماهير الغاضبة في 20 فبراير 1968، عندما أصدر الفريق متقاعد صلاح الدين الحديدي رئيس المحكمة العسكرية العليا الحكم في قضية قادة الطيران، والذي انتهى فيها إلى مسئولية القيادة السياسية عن الهزيمة في المقام الأول، وأصدر أحكاماً مخففة علي قادة الطيران لأن خطأ القيادة السياسية لا يعفيهم من المسئولية، وذكر الحديدي في كتاب أصدره لاحقا بعنوان : « شاهد على حرب يونيو 67» أن الهزيمة صنعت صنعاً، أي عن عمد، وأكد أنه يقول ذلك بضمير القاضي بعد أن شاهد الكثير من أشكال الصراع بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر ودرس المئات من صفحات التحقيق الضخمة الذي أجري مع عشرات القيادات العسكرية بعد يونيو 67 ، قبل أن يبدأ في محاكمة الفريق أول صدقي محمود قائد القوات الجوية وثلاثة من قادة الطيران ويستمع إلي عشرات الشهود الذين قال بعضهم كلمة صدق أغضبت عبد الناصر . .
كان الحكم صادماً للجماهير؛ فانطلقت مظاهرات طلبة الجامعات والعمال وأخذت طريقها إلى مبنى جريدة الأهرام فرشقته بالحجارة ورددت شعارات ضد رئيس تحرير الجريدة الذي وصفه المتظاهرون بـ « كاهن المعبد » وهتفت ضده الهتاف الشهير :
« يا هيكل يا جبان .. فين بصراحة عن حلوان ؟! » .
وكان الأستاذ هيكل قد نشر في أضيق الحدود خبر صغير عن تلك المظاهرات في محاولة للتقليل من شأنها متجاهلاً ما تعرضت له من قمع وحشي في مصانع حلوان وجامعات القاهرة والإسكندرية وعين شمس!!
كان سبب السخط على الأستاذ هيكل بالذات أنه منذ عام 1956 لم يلتق عبد الناصر صحفي واحد غيره أو يتبادل الحديث أو الحوار أو الرأي مع غيره؛ لذا كانت الجماهير تنظر إلي هيكل باعتباره أحد المسئولين عن الهزيمة بما مارسه بكتاباته من تضليل علي صعيد التهوين من إسرائيل وجيشها، والتعظيم لعبد الناصر؛ فلم يسمح للشعب برؤية النسيج البشرى لعبد الناصر، ولم يسمح لهم بالاقتراب منه، والتهويل في قدرة مصر وجيشها؛ ففي عدد الأهرام رقم 29393 بتاريخ 2 يونيو 1967 كتب هيكل في مقالة « بصراحة »:
« مهما يكن، وبدون محاولة لاستباق الحوادث ، فإن إسرائيل مقبلة علي عملية انكسار تكاد تكون محققة .... سواء من الداخل أو من الخارج » .
.. وحمل المتظاهرون هيكل المسئولية عن كتابته للبلاغات العسكرية المكذوبة التي زفت إليهم بشارات النصر الوهمية في أيام الهزيمة، وطالبوا بمحاكمته .
ولأول مرة تشهد تلك المظاهرات شعارات معادية للرئيس عبد الناصر واتهام مباشر له بالمسئولية عن الهزيمة، فقد هتفت الجماهير :
« لا صدقي، ولا الغول .. عبد الناصر هو المسئول » .
ومضت المظاهرات في طريقها إلى نقابة الصحفيين ورددت هتافات تصم الصحفيين بالجبن والكذب، .. ولم يجد مجلس نقابة الصحفيين بدا من عقد جلسة في تمام الساعة 15 : 12 ظهر يوم الأربعاء 28 / 2 / 1968 لمناقشة الأحداث برئاسة الأستاذ أحمد بهاء الدين نقيب الصحفيين وحضور الأستاذة كامل زهيري وفتحي غانم وعلى حمدي الجمال ومحمود سامي وسعيد سنبل وصبري أبو المجد ومنصور القصبي ومحمود المراغي وسامي داود وصلاح الدين حافظ واعتذر الأستاذ طلعت شعت .
وجرت مناقشة واسعة حول الأحداث الأخيرة وتمت صياغة بيان جاء فيه:
« إن مجلس نقابة الصحفيين يعتقد أن المظاهرات التي قام بها طلبة الجامعات والعمال كانت تعبيراً عن إرادة شعبية عامة تطالب بالتغيير على ضوء الحقائق التي كشفت عنها النكسة والدروس التي لا بد أن نستخلص منها :
أولاً : الإسراع في الحساب بداية من كل المسئوليات الكبرى، وتعميم هذا الحساب حتى يشمل كافة القطاعات والمؤسسات في البلاد .
ثانياً : إعادة التنظيم السياسي واستكماله .
ثالثاً : توسيع قاعدة الديمقراطية والمشاركة في اتخاذ القرارات داخل التنظيم .
رابعاً : الإسراع بإصدار القوانين المنظمة للحريات العامة التي تكفل الضمانات الفردية .
خامساً : إجراء الانتخابات للجان النقابية ومجالس الإدارة التي لم تنتخب.
سادساً : ترتيب النتائج التي يجب أن تترتب على وجود عدو يحتل جزءا من أرض البلاد واستمرار حالة الحرب في مجالات الاستعداد النفسي والمادي والاقتصادي على أن تتحمل العبء كل الفئات التي يجب أن تتحمله .
.. وتم إرسال البيان إلي الأمين العام للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ليلقى مصيره في سلة المهملات، ويبقى الحال كما هو عليه حتى ساعته وتاريخه.
حــرية الصحـــافة
بين المـنح والمنع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد حرب أكتوبر ألغى الرئيس السادات الرقابة على الصحف في 8 مارس 1974 لكنه استتبع هذا الإلغاء بفرض رقابة من نوع جديد هي الرقابة الذاتية التي مارستها القيادات الصحفية في إطار الولاء لمن قلدها المناصب، وفي إطار « ديكور» حرية الصحافة؛ سمح لبعض الأقلام المستأنسة أن تكتب وأن تنتقد لتبديد شحنات الغضب من نفوس الجماهير، وفي إطار دور مرسوم لإفراغ القضايا المثارة من مضامينها؛ بدأت تلك الأقلام تطالب بالتحقيق في هزيمة يونيو 67، وحرب اليمن، وضياع رصيد مصر الذهبي، ونهب القصور الملكية، وسرقة مجوهرات أسرة محمد علي، والتقط الفرصة ليبدو أمام الرأي العام في صورة الجريء والمخالف للمألوف في عهد سلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتشكيل لجنتين : لجنة تحقيق هزيمة يونيو، وأخرى لكتابة تاريخ انقلاب يوليو الذي أسماه ثورة ، وأسند رئاسة اللجنتين إلي نائبه آنذاك محمد حسني مبارك.
.. ومع الوقت تلاشت الأصوات المطالبة بالحقيقة، ولم يعد يُسمع شيء عن أعمال اللجنتين ، ولم يصدر عنهما إلي اليوم بيان واحد؛ فالرئيس السادات لم يكن جاداً في مسعاه، فقد كتب التاريخ من وجه نظره، وبما يوافق أهوائه في كتابه بعنوان : « البحث عن الذات »، ودفن أسباب الهزيمة في قبور النسيان، وأهال عليها التراب عندما سمح للعقيد شمس بدران بالخروج من صالة كبار الزوار يرافقه إلي باب الطائرة المسافرة إلي لندن السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء!!
كانت الأقلام المستأنسة تؤدي دورها في تهيئة المسرح؛ ليظهر الرئيس السادات في اللحظة المناسبة لينتزع التصفيق واستحسان العوام وفق الدور المرسوم، ولم يمنع هذا الرئيس في إطار « الحبكة المسرحية » من التظاهر بالغضب عندما أجرى الأستاذ إبراهيم سعده تحقيقاً صحفياً عن ملابسات الموت المفاجئ للدكتور أنور المفتي تصور من خلاله أنه مات بالسم بأمر الرئيس عبد الناصر لإفشائه في جلساته الخاصة أن الرئيس عبد الناصر لم يعد مؤهلاً للحكم؛ لكونه مريضا بالسكر البرونزي الذي يمكن أن يؤثر علي قواه العقلية وقدرته علي اتخاذ القرار الصائب، .. وهو ما كذبته أسره الدكتور المفتي، وأكدت أنه مات متأثراً بنزيف في المخ .
.. وارتدى الرئيس السادات « قناع الغاضب » عندما نشر الأستاذ جلال الدين الحمامصي في أخبار اليوم فصل من كتابه « حوار وراء الأسوار» شكك فيه في ذمة الرئيس عبد الناصر، وأنه حصل علي 15 مليون دولار، منها 5 ملايين دولار تبرع للمجهود الحربي، و 10 ملايين دولار باعتبارها قرضاً للجمهورية العربية المتحدة من الملك سعود ابن عبد العزيز، وقام بتحويلها للخارج في حساب شخصي .
فأمر الرئيس السادات بمنع الحمامصي من الكتابة، ولم يكتف بذلك فذهب إلي مجلس الشعب متجاوزاً اختصاصات رئيس الجمهورية؛ فانتزع لنفسه سلطة القضاء؛ وألقى بياناً برئ الرئيس عبد الناصر من الاتهام، وفي نفس اليوم يصدر قراراً بتغيير مجالس إدارات الصحف، ولم يكن الرئيس السادات جاداً في تبرئة ذمة الرئيس عبد الناصر، ولو كان صادقاً لما افتعل تلك الحالة من الجلبة والضجيج، ولاكتفى بإحالة الموضوع برمته إلي القضاء، بعد إعمال النيابة العامة لشئونها حيال الاتهام بالتحقيق مع الأستاذ جلال الدين الحمامصي فيما ذكره من معلومات، وما بحوزته من مستندات !!.
ولأن ممارسة اللعبة لا يخلو من خطا؛ فسرعان ما ضاق الرئيس بالخروج علي قواعد اللعبة، وبتلك الكتابات التي تجاوزت ـ من وجهة نظره ـ حدود المباح وبدأ يغضب بالفعل ويصب جم غضبه علي الصحفيين ويصفهم بـ (أفندية القاهرة)، و(بتوع المياه الساخنة ).
ويتكرر المشهد، ويتكرر معه غضب الرئيس السادات ودعوته لقياداته الصحفية وتعنيفه لها الذي بلغ أحيانا حد التهديد والوعيد .
ولم يتردد الرئيس السادات في تحقيق تهديداته؛ فتمت إقالة الأستاذين صلاح حافظ وفتحي غانم من رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، ونقل الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي ليصبح كاتباً بالأهرام، ورئيساً للمجلس الأعلى للفنون والآداب، بعد لقاء بالرئيس السادات في استراحة القناطر الخيرية وجه فيه الرئيس اللوم والاتهام للأستاذ الشرقاوي بأن الشيوعيين قد خدعوه، ووصف الرئيس « انتفاضة الخبز» بانتفاضة الحرامية، وتناسى الرئيس السادات أن الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي كان من أول المؤيدين لانقلابه من داخل السلطة في 15 مايو 1971 بمقاله الشهير بعنوان : « نهاية زمن الإرهاب » !!، وكانت المجلة قد أصدرت عددها رقم 1297 بتاريخ 24 يناير 1977 وعلي صفحة غلافه صورة لامرأة فقيرة تحمل صندوق بيرة من غنائم شارع الهرم مع عنوان كبير : « أسبوع الحرائق »، وعلي الصفحات الداخلية كان موضوع العدد بعنوان : « الحكومة أشعلت الحريق، والسادات أطفأه، .. بيان وزارة الداخلية الذي تحول إلي نكتة »، وسخرت المجلة من اتهام الداخلية للصحفيين بالتواجد في مناطق الأحداث!!
ولم ينجو الأستاذ مصطفي أمين من لعنة المنع من الكتابة بعدما نشر مقالاً في عموده « فكرة » يستنكر فيه هرولة أعضاء مجلس الشعب للانضمام إلي الحزب الوطني الديمقراطي قبل أن يعلن السادات برنامج الحزب!!
وكذلك منع الأستاذ كامل زهيري من كتابة عموده بعنوان : « من ثقب الباب» في جريدة الجمهورية، بعدما انتقد ضيق الرئيس بالمعارضة التي انتقدت اتفاقية كامب ديفيد وأسدى إليه النصح بأن المعارض يشد أزر المفاوض .
الصحافة بين السلطة والسلطان:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي ظل هذا المناخ المتوتر، تفتق ذهن « ترزية القوانين » عن حل ظنوا أنه العلاج الأمثل لقضية الصحافة، والإرضاء الكافي لكل الأطراف المتنازعة حول حريتها ، فادعوا بأن الصحافة سلطة رابعة، وأن مكانها اللائق لا يكون إلا بين السلطات!!
وسارع مجلس نقابة الصحفيين برئاسة النقيب الأستاذ عبد المنعم الصاوي إلي تبني الفكرة، وضمنها التقرير الذي قدمه إلي الجمعية العمومية في 7 مارس 1975 وجاء فيه :
« .. أننا نتطلع بالفعل إلي الصحافة كمؤسسة دستورية تقف كسلطة رابعة على قدم المساواة مع المؤسسات الدستورية الأخرى . إننا نؤمن أن رسالتها لا تقل عن رسالة مجلس الشعب أو الحكومة أو التنظيم السياسي، بل إننا نؤمن أنها تقود خطوات الجماهير وتوجه مسارها عبر المؤسسات الأخرى» .
وفي 14 مايو 1978 جرى استفتاء يستهدف ضرب المعارضة الوطنية بحرمان بعض فئاتها من المشاركة في الحياة السياسية، وجاء مبدأ سلطة الصحافة في ذيل القائمة التي تضمنها الاستفتاء.
مفهوم السلطة :
ـــــــــــــــــــــــــ
السلطة في المصطلح القانوني هي مكنة إصدار الأوامر والنواهي، وحمل الكافة علي الانصياع لها جبراً عند الاقتضاء، وهي لا تكون بهذا الوصف إلا لهيئة عامة تقوم بوظيفة من وظائف الدولة كالهيئة التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ فهذه الهيئات تمثل الدولة وتقتسم وظائفها، وهي لا تستمد سلطاتها من سلطة أعلى منها بل تستمدها من الأمة مصدر السلطات .
بهذا المفهوم ، كانت بدعة « الصحافة سلطـــة رابعـــة » مجرد نكتة سخيفة لا تصدر عن عاقل؛ إذ كيف تكون الصحافة سلطة ؟!، والصحفي لا يملك إلا قلم، وعدسة تصوير !! .. وأيه مُكنة للصحفي في ذلك لإصدار الأوامر والنواهي، وأي قدرة له لاستخدام قوة الجبر لتنفيذها عند الاقتضاء؟!
.. باع الرئيس السادات الوهم للصحفيين، حتى أفاقوا منه في 2 سبتمبر 1981 علي قرار رئيس الجمهورية رقم 489 بنقل 66 صحفي إلي هيئة الاستعلامات وغيرها من الجهات الإدارية .
وبعد 34 يوم من اعتقالات سبتمبر، وفي 5 أكتوبر تفجرت شحنة بطاريات الغضب التي استهدفت الاستبداد في شخص الرئيس السادات (يرحمه الله ) في حادث المنصة، .. ولم يتفهم الرئيس مبارك الدرس؛ فأعلن أنه لن يقصف قلم، ولن يضار صاحب رأي، ولن تغلق صحيفة، لكن واقع الحال يؤكد أنه لم يستوعب حركة التاريخ؛ فقصفت الأقلام، وأغلقت جريدة « الشعب « بقرار إداري، وأصبح الصحفيون زوار دائمين على أقسام الشرطة، والنيابات، والمحاكم، وأمسى بعضهم نزلاء السجون بعد الحكم عليهم في قضايا نشر.
وبلغت تراجيديا « الرئيس والصحافة » ذروتها عندما استغل طاقاتها في توجيه الدعوة لدعم مشروع التوريث، من خلال التلويح الدائم بأن البديل هو جماعة راديكالية تنتمي إلى قوى الإسلام السياسي، وبلغت الحماقة أوجها في تخيير الشعب بين قبول فساد نظامه، أو الفوضى العارمة التي خطط لها من خلال السياسات المتخلفة التي يكتوي المصريون بنارها الآن !!
مخلفات « صناعة الكذب» :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ذهب الحكام والصحفيون بما لهم وما عليهم، وبقيت مخلفات « صناعة الكذب » راسخة في الأذهان حتى أصبحت جزءا من الرصيد المعرفي للمواطن المصري، وصارت في حكم المُسَلَّمَات لديه!!
.. وزاد من تفاقم الأمر استلهام كتاب الدراما لتلك الأكاذيب في نسيج أعمالهم الدرامية، وهو ما ينطوي على جريمة «تزوير التاريخ» مرتين، مرة بالكتابة الصحفية، وأخرى بالمعالجة الدرامية.
.. لذا كان هذا البحث واجبًا وطنيًا ومهنيًا؛ لكشف المستور بين سطورثلاث عشر قصة خبرية من أشهر القصص الخبرية (المفبركة) في الصحافة المصرية في الفترة ما بين عام 1949 إلى عام 2005؛ لعلها تكون رسالة اعتذار إلى الأبرياء الذين داســتهم ســـنابك المطابع، ولطختهم بنجس الأحبار، وسواد ضمائر وأقلام احترفت «صناعة الكذب»، . وبلاغ إلى الرأي العام.
محاور البحث:
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المحور الأول: التعريف بمفهوم «صناعة الكذب»، وأساليبه، وأنماطه، ومقاصده .
2 ـ المحور الثاني: منهج البحث، ومصادر استقاء المعلومات، والصعوبات التي واجهت الباحث في الحصول على المعلومات وتدقيقها وإخضاعها لمعايير البحث العلمي والتاريخي .
3 ـ المحور الثالث: تقديم دراسة لثلاث عشر قصة خبرية من أشهر القصص التي نُشرت في الصحافة المصرية في حينها، وجاءت المعالجة الصحفية لها وقد احتوت على بعض الأقوال المكذوبة وبعض الوقائع المختلقة بما يصمها بعوار الزور والتزوير، ويضعها تحت مسمي « الفبركات الصحفية »؛ خاصة وأن الصحف التي نشرتها لم تتح للأشخاص الذين تم اتهامهم علنا في تلك القصص حق الرد.
***
.. كان الجهد شاقًا.. وقد خلصت فيه إلى بعض التصورات والآراء،. وما إن نشرت بعض ما توصلت إليه من نتائج البحث على موقع «الوفد الإلكترونى»، حتى أفقت على الحقيقة المفزعة من خلال التعليقات التي وردت عبر الاتصالات التفاعلية Interactive Communication وهي أن البعض لا يحترم «ثقافة الاختلاف»، وأن البعض لا يتقبل منك إلا الرأي الذي يتفق مع وجهة نظره، فإذا صادف الرأي اتفاقًا مع وجهة نظره فأنت صادق وعادل وأمين، وعلى النقيض كان على الطرف الآخر بعض من خالفتهم الرأي فاتهموني بالكذب والظلم والانتهازية والعمالة وتزوير التاريخ،. وبين الإطراء والقدح نهر من الشتائم التي طالت الأب والأم والأجداد والجدات، والتي ارتأى صديقي الأستاذ عادل صبري رئيس تحرير الموقع حجب بعضها في إطار دواعي الالتزام بآداب النشر!!
.. ولم أهتم؛ فلم يقدم إلى أحد من حضرات السادة الأفاضل الشتامين وثيقة ولا سندًا ولا مستند ولا حجة ولا دليلاً يبرر جم غضبه!!
.. ولم أغضب لنفسي، ولن أفعل لأنني أوقن أن السباب والشتائم هي سلاح المفلس، وذخيرة من لا يملك حجة ولا برهانا، ولأنني قد نذرت من عرضي صدقة، ولأنني أعلم أن الناس سجناء أوهامهم، وأن خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد خدعوا، وأن الحقيقة مؤلمة.. لهذا يفضل البعض أن يعيش حياته يلهث وراء الأكاذيب التي أصبحت جزءا منه، ومن مخزون رصيده المعرفي دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة، وكان السبب الأهم في تقبل الردود التي تفتقد التهذيب برحابة صدر؛ هو أنني أومن أن الكتابة عمل انقلابي ضد قوى الفساد والضلال والتخلف والشر، وكنت على يقين أن قلاع تلك القوى لن تنهار بسهولة ولن تستسلم دون مقاومة، وأنها مضطرة لخوض معركة النفس الأخير دفاعًا عن حياتها ومصالحها.
.. ولكن هذا كله لا يمنعني من أن أبدي أسفي على ما آل إليه مستوى الحوار في بلدنا؛ فقد كان الحوار بكل المقاييس عدائيا ولا أخلاقيا!! وهو ما زادني إصرارًا أن يكون هذا الكتاب بين يديك، ولا أزعم لنفسي أن رأيي هو الصواب، ولا أدعي أنه أفضل الآراء، فرأيي صواب يحتمل الخطأ، وخطأ يحتمل الصواب.. لكني على يقين أنني اجتهدت قدر الطاقة، وأنه يكفيني شرف المحاولة إن أخطأت.
.. ولأنني لا أود أن أحرم نفسي من فرصة المراجعة وحق التراجع؛ أؤكد أنني لست مصرًا على ما توصلت إليه من رأي في حدود ما هو متاح الآن..؛ فقد يحدث أن تكشف الأيام إن آجلاً أو عاجلاً عن خفايا غابت عني واحتوتها أضابير منسية أو مخفية إلى حين؛ ستضيء الطريق يومًا، وتتضح معها الرؤية؛ لذا فرأيي هذا قابل للأخذ والرد والحذف والإضافة والتغيير والتبديل والتعديل والتصحيح؛ هديًا بقول سيدنا الإمام أبي حنيفة: « رأينا هذا هو أفضل ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأفضل منه قبلناه ».
بسم الله الرحمن الرحيم
«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ»
صدق الله العظيم
(فصلت: 30 ، 31)
.. والله سبحانه وتعالى الموفق والمستعان
ياسر بكر
القاهرة في 12 / 12 / 2012
مصادر الكتاب:
ــــــــــــــــــــ
1 ـ حسن البنا، مذكرات الدعوة والداعية للإمام الشهيد حسن البنا، دار الدعوة، الإسكندرية ـ الطبعة الأولى 2001.
2 ـ حسن البنا، مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، دار الدعوة، الإسكندرية ـ الطبعة الأولى 2002.
3 ـ جمال البنا، خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه، دار الفكر الإسلامي ـ القاهرة 1990
4 ـ الدكتور محمد حسين هيكل، مذكرات في السياسة المصرية، (الطبعة الثانية ـ 3 أجزاء)، دار المعارف ـ القاهرة 1990
5 ـ مذكرات الزعيم أحمد عرابي، كتاب الهلال، العدد 461 ـ مايو 1989، دار الهلال ـ القاهرة
6 ـ أ . م . برودلي، كيف دافعنا عن عرابي وصحبة ؟ ترجمة : عبد الحميد سليم ، الهيئة العامة للكتاب ـ القاهرة 1987
7 ـمذكرات مصطفى النحاس، ربع قرن من السياسة في مصر، دراسة وتحقيق: أحمد عز الدين، العصور الجديدة ـ القاهرة 2000
8 ـ تحية جمال عبد الناصر، ذكريات معه، (الطبعة الثانية)، دار الشروق ـ القاهرة 2012
9 ـ جيهان السادات، سيدة من مصر (الطبعة العربية)، المكتب المصري الحديث ـ القاهرة 1987
10 ـ برلنتي عبد الحميد، المشير.. وأنا، مكتبة مدبولي الصغير ـ القاهرة 1992
11 ـ د. عبد العزيز كامل، في نهر الحياة ـ المكتب المصري الحديث، القاهرة ـ الطبعة الأولى 2006.
12 ـ خالد محمد خالد، في مذكراته، قصتي مع الحياة، مطابع أخبار اليوم ـ القاهرة 1993
13 ـ جابر رزق، مذابح الإخوان في سجون ناصر ـ دار الوفاء، المنصورة 1977.
14 ـ محسن محمد، من قتل حسن البنا؟ (الطبعة الأولى)، دار الشروق ـ القاهرة، مارس 1987.
15 ـ مذكرات مرتضى المراغي، شاهد على حكم فاروق (الطبعة الثانية)، دار المعارف ـ القاهرة 2009.
16 ـ د. لطيفة محمد سالم، فاروق الأول وعرش مصر، بزوغ واعد.. وأفول حزين 1920 ـ 1965 (الطبعة الثانية)، دار الشروق، 2007.
17 ـ د. لطيفة محمد سالم، فاروق من الميلاد إلى الرحيل، دار الشروق، القاهرة.
18 ـ عادل ثابت، فاروق الأول الملك الذي غدر به الجميع ـ أخبار اليوم، القاهرة 1989
19 ـ محمد عودة، كيف سقطت الملكية في مصر؟.. فاروق بداية ونهاية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة 2002
20 ـ علي عشماوي، التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ـ مذكرات علي عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص ـ دار الهلال، القاهرة 1993.
21ـ عبد المتعال الجبري، لماذا اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا؟ حقائق جديدة ووثائق خطيرة (الطبعة الثانية) ـ دار الاعتصام، القاهرة ـ 1978.
22 ـ عبد الرحيم علي، الإخوان المسلمون، قراءة في الملفات السرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2011.
23 ـ د. هدى شامل أباظة، النقراشي، سلسلة التاريخ: الجانب الآخر: إعادة قراءة التاريخ المصري، عدد 13، دار الشروق، القاهرة ـ الطبعة الثانية 2009.
24 ـ حلمي النمنم، حسن البنا الذي لا يعرفه أحد ـ مكتبة مدبولي، القاهرة ـ الطبعة الأولى 2011
25 ـ لواء فؤاد علام، الإخوان.. وأنا، المكتب المصري الحديث، القاهرة ـ الطبعة الأولى 1996.
26 ـ عمر التلمساني، أيام مع السادات ـ دار الاعتصام، القاهرة 1984.
27 ـ جابر رزق، حسن الهضيبي الإمام الممتحن، دار اللواء للطبع والنشر والتوزيع ـ القاهرة 1991.
28 ـ صلاح شادي، صفحات من التاريخ، حصاد العمر، دار الزهراء للإعلام العربي (الطبعة الثالثة) ـ القاهرة 1987.
29 ـ عبد المنعم عبد الرءوف، أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، مذكرات عبد المنعم عبد الرءوف، دار الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة 1988.
30 ـ أحمد عادل كمال، النقط فوق الحروف، الإخوان المسلمين والنظام الخاص، دار الزهراء للإعلام العربي (الطبعة الثانية) ـ القاهرة 1988.
31 ـ محمود الصباغ، حقيقة التنظيم الخاص، ودوره في دعوة الإخوان المسلمين ـ دار الاعتصام ـ القاهرة 1988
32 ـ عباس حسن السيسي، جمال عبد الناصر وحادث المنشية، 26 أكتوبر 1954، دار الطباعة والنشر والصوتيات.
33 ـ د. محمود عساف، مع الإمام الشهيد حسن البنا، مكتبة جامعة عين شمس ـ القاهرة 1993
34 ـ د. عبد العظيم رمضان، الإخوان المسلمون والتنظيم السري ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1993
35 ـ لطفي عثمان، قضية مقتل النقراشي، من سلسلة المحاكمات التاريخية الكبرى ـ القاهرة 1950
36 ـ د. رفعت السعيد، جماعة الإخوان المسلمين، الإرهاب المتأسلم.. لماذا ومتى وأين؟، الجزء الأول ـ الناشر شركة الأمل للطباعة والنشر ـ مارس 2004
37 ـ د. رفعت السعيد،، حسن البنا.. متى وكيف ولماذا؟، (الطبعة العاشرة) ـ الناشر دار الطليعة الجديد ـ دمشق 1997
38 ـ مذكرات محمد نجيب، كنت رئيسأ لمصر (الطبعة الثالثة)، المكتب المصري الحديث، القاهرة ـ 1983
39 ـ الرئيس محمد نجيب، كلمتي للتاريخ (الطبعة الثالثة)، المكتب المصري الحديث، القاهرة ـ 2011
40 ـ حسين حمودة، أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمين، الزهراء للإعلام العربي (الطبعة الرابعة) ـ القاهرة 1994
41 ـ محمد حسنين هيكل، عبد الناصر والعالم ـ دار النهار للنشر، بيروت 1972
42 ـ أنور السادات، البحث عن الذات.. قصة حياتي ـ (الطبعة العربية الأولى)، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1978
43 ـ عبد اللطيف البغدادي، مذكرات عبد اللطيف البغدادي (جزءان)، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1977
44 ـ عبد الله إمام، صلاح نصر يتذكر، الثورة، المخابرات، النكسة، دار الخيال ـ القاهرة 1999
45 ـ أمين هويدي، مع عبد الناصر، دار المستقبل العربي ـ القاهرة 1984
46 ـ عبد الله إمام، عبد الناصر والإخوان المسلمين، دار الخيال ـ القاهرة 1984
47 ـ موسى صبري، مذكرات موسى صبري، 50 عامًا في قطار الصحافة (الطبعة الأولى)، دار الشروق ـ القاهرة 1992
48 ـ فتحي غانم، معركة بين المثقفين والدولة، كتاب اليوم، سبتمبر 1995 ـ دار أخبار اليوم ـ القاهرة.
49 ـ جلال الدين الحمامصي، حوار وراء الأسوار، المكتب المصري الحديث (الطبعة الرابعة) ـ القاهرة 1976
50 ـ د. محمود جامع، عرفت السادات ـ (الطبعة الرابعة)، المكتب المصري الحديث، القاهرة 2004
51 ـ أنور السادات، قصة الثورة كاملة، دار الهلال ـ القاهرة، 1955
52 ـ أنور السادات، قصة الثورة كاملة، كتاب الهلال، العدد رقم 64 ـ يوليه 1956، دار الهلال ـ القاهرة، 1955
53 ـ أنور السادات، أسرار الثورة المصرية، بواعثها الخفية وأسبابها السيكولوجية، تقديم الرئيس جمال عبد الناصر، كتاب الهلال ـ العدد 76 ـ يوليو 1957ـ دار الهلال ـ القاهرة.
54 ـ جمال حماد، 22 يوليو أطول يوم في تاريخ مصر، كتاب الهلال ـ العدد 388 ـ إبريل 1983 ـ دار الهلال، القاهرة.
55 ـ جمال حماد، الحكومة الخفية في عهد عبد الناصر، الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة 1987.
56ـ خالد محيي الدين، والآن أتكلم، مركز الأهرام للترجمة والنشر (الطبعة الأولى) ـ القاهرة 1992
57 ـ أحمد طعيمة، شاهد حق، صراع السلطة، نجيب ـ عبد الناصر ـ عامر ـ السادات، مطابع الأهرام التجارية ـ القاهرة 1999
58 ـ محمد سعد العوضي، حسن التهامي يفتح ملفاته من احتلال فلسطين إلى كامب ديفيد، عبد الناصر.. السادات وسكين المخابرات المركزية، ستار برس للطبع والنشر ـ القاهرة 1998
59 ـ ثروت عكاشة، مذكراتي في السياسة والثقافة، دار الشروق (الطبعة الثالثة)، القاهرة 2000
60 ـ أحمد حمروش، ثورة 23 يوليو (الجزء الأول)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة ـ القاهرة 2002
61 ـ أحمد حمروش، نسيج العمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة( سلسلة الأعمال الخاصة ) ـ القاهرة 2002
62 ـ سيد مرعي، أوراق سياسية (3 أجزاء)، المكتب المصري الحديث ـ القاهرة 1978
63 ـ فريق سعد الدين الشاذلي، مذكرات حرب أكتوبر، دار بحوث الشرق الأوسط الأميركية، سان فرانسيسكو
64 ـ ياسر بكر، أخلاقيات الصورة الصحفية، حواس للطبع والنشر ـ القاهرة 2010
65 ـ مشير محمد عبد الغنى الجمسي، مذكرات الجمسي، حرب أكتوبر 1973، المنشورات الشرقية ـ باريس 1990 (الطبعة الأولى)، باريس ـ 1989
66 ـ كمال حسن علي، مشاوير العمر، أسرار وخفايا 70 عامًا من عمر مصر في الحرب والمخابرات والسياسة (الطبعة الثانية)، دار الشروق، القاهرة 1994
67 ـ حمدي لطفي، مأساة المشير عامر، كتاب الهلال، العدد 354، يونيه 1980 ـ دار الهلال، القاهرة.
68 ـ طه المجدوب، هزيمة يونيو، حقائق وأسرار من النكسة حتى حرب الاستنزاف، دار الهلال ـ القاهرة 1988
69 ـ أمين هويدي، أضواء على أسباب نكسة يونيو 1967، وعلي حرب الاستنزاف، دار الطليعة ـ بيروت 1975
70 ـ وجيه أبو ذكري، مذبحة الأبرياء في 5 يونيو (الطبعة الثالثة)، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1988
71 ـ ياسر بكر، الإعلام البديل، حواس للطبع والنشر ـ القاهرة 2010
72 ـ سامي جوهر، الصامتون يتكلمون، (الطبعة الثانية)، المكتب المصري الحديث ـ القاهرة 1975
73 ـ دكتور إبراهيم دسوقي أباظة، الخطايا العشر من عبد الناصر إلى السادات (الطبعة الثانية)، الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة 1985
74 ـ سليمان مظهر، اعترافات قادة حرب يونيو، نصوص شهاداتهم أمام لجنة تسجيل تاريخ الثورة، دار الحرية ـ القاهرة 1990
75 ـ محمد البحيري، حروب مصر في الوثائق الإسرائيلية، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة 2011
76 ـ فيك فانس وبيار لوير، الملك حسين حربنا مع إسرائيل، دار النهار للنشر ـ بيروت 1968 (مترجم عن ألبان ميشال ـ باريس).
77 ـ راندولف تشرشل وونستون تشرشل، حرب الأيام الستة.
78 ـ د. عبد العظيم رمضان، تحطيم الآلهة، قصة حرب يونيو 1967 (الطبعة الثانية)، مكتبة مدبولي ـ القاهرة 1988
صحف ومجلات:
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ جريدة الأهرام، «حادثة قصر النيل» العدد رقم 1027 الصادر بتاريخ 3 فبراير 1881
2 ـ جريدة الأهرام، «حادثة مصر» العدد رقم 1198 ـ بتاريخ 10 سبتمبر 1881.
3 ـ جريدة الأهرام، «البشرى الكبرى» العدد رقم 1446 ـ بتاريخ 15 سبتمبر 1882
4 ـ مجلة المصور، أنور السادات، هؤلاء هم العظماء العشرة في العالم كله ـ العدد 1491 ـ بتاريخ 8 مايو 1953.
5 ـ جريدة الأهرام، مصرع الأستاذ حسن البنا بخمس رصاصات، العدد 22806 ـ بتاريخ 13 فبراير 1949.
6 ـ جريدة الأساس، إطلاق الرصاص على الشيخ حسن البنا ـ العدد 524 ـ بتاريخ 13 فبراير 1949
7 ـ جريدة المصري، مصرع الشيخ حسن البنا ـ العدد 4047 ـ بتاريخ 13 فبراير 1949.
8 ـ جريدة الأهرام، ذكرى النقراشي باشا يحييها شباب الهيئة السعدية، العدد 22807 ـ بتاريخ 14 فبراير 1949.
9 ـ جريدة الأساس، صورة زنكوغرافية لخطاب الشيخ البنا ـ العدد 526 ـ بتاريخ 15 فبراير 1949.
10 ـ مجلة المصور، من السجن الحربي إلى سجن الاستئناف ـ العدد 1475 ـ بتاريخ 16 يناير 1953.
11ـ مجلة أكتوبر، مقال المستشار عبد الحميد يونس، بعنوان «وليمة شهية بغير طعام..» ـ العدد 538 بتاريخ 15 فبراير 1987 .
12 ـ روز اليوسف، مقال إحسان عبد القدوس، من هو الضابط الذي يملك قصرًا في جزيرة كابري؟، العدد 1147 ـ بتاريخ 6 يونيه 1949.
13 ـ مجلة روز اليوسف، مقال إحسان عبد القدوس، النبيل عباس حلمي كان يستورد سلاحًا، العدد 1148 ـ بتاريخ 13 يونيه 1949.
14 ـ مجلة روز اليوسف، مقال إحسان عبد القدوس، زوجة الضابط التي تتاجر بالأسلحة، العدد 1149 ـ بتاريخ 20 يونيه 1949.
15 ـ مجلة روز اليوسف، مقال إحسان عبد القدوس، سياسة الوفد تقتضي عدم التدخل في شئون الجيش، الفريق حيدر باشا لا يزال هو الكل في الكل ـ العدد 1150، بتاريخ 27 يونيه 1949.
16 ـ مجلة المصور، قصة الأسلحة الفاسدة من الألف إلى اللام ـ العدد 1475 ـ بتاريخ 16 يناير 1953.
17 ـ الجمهور المصري، مصطفى مؤمن، مذكرات السجين مالك (الحلقة الأولى) ـ العدد الأول، 8 يناير 1951
18 ـ الجمهور المصري، مصطفى مؤمن، مذكرات السجين مالك (الحلقة الثانية) ـ العدد الثاني، 15 يناير 1951
19 ـ الجمهور المصري، «الجمهور المصري» ترصد مكافأة لمن يرشد عن العسكري الأسود ـ العدد 17، 30 إبريل 1951
20 ـ «الجمهور المصري» تضبط العسكري الأسود في إدفو وتقدمه للعدالة ـ العدد 18، 7 مايو 1951
21 ـ مجلة المصور، «العسكري الأسود» يقول أمام المحكمة: «عيب يا بيه.. دانا راجل صعيدي» ـ العدد 1388 ـ بتاريخ 18 مايو 1951.
22 ـ جريدة الأهرام، حريق كبير في مصانع كفر الدوار ـ العدد 24016 ـ بتاريخ 13 أغسطس 1952
23ـ جريدة الأهرام، بيان عن الشغب في مصانع كفر الدوار، الجيش والبوليس يقمعان الشغب، وقف حكمدار البحيرة ومأمور موكز كفر الدوارـ العدد 24017 ـ بتاريخ 14 أغسطس 1952
24 ـ جريدة الأهرام، تصريحات حاسمة للقائد العام، هناك ذيول تلعب وسنبتر تلك الذيول، المجلس العسكري يحاكم مثيري الشغب، العدد 24018 ـ بتاريخ 154 أغسطس 1952
25 ـ جريدة الأهرام، اللواء محمد نجيب: حوادث كفر الدوار لم تكن مرتجلة.. بل مدبرة ـ العدد 24019 ـ بتاريخ 16 أغسطس 1952
26 ـ جريدة الأخبار، مقال سيد قطب بعنوان «حركات لا تخيفنا»، العدد رقم 52 بتاريخ 15 أغسطس 1952
27 ـ جريدة الأخبار، مقال جلال الدين الحمامصي بعنوان «دخان في الهواء»، العدد رقم 52 بتاريخ 15 أغسطس 1952
28 ـ جريدة أخبار اليوم، حوادث عمال كفر الدوار، العدد 406، بتاريخ 16 أغسطس 1952
29 ـ جريدة الأخبار، المجلس العسكري يبدأ محاكمة 29 متهمًا في قضية كفر الدوار، مدير الشركة يشهد بأن الحوادث دبرت من أفراد خارج المصنع، العدد 53 ـ بتاريخ 17 أغسطس 1952.
30 ـ جريدة الأخبار، الحكم مصدقًا عليه، العدد رقم 55 ـ بتاريخ 19 أغسطس 1952
31 ـ جريدة الأهرام، محاولة أثيمة لاغتيال الرئيس عبد الناصر، عامل من الإخوان يطلق علية 8 رصاصات في ميدان المنشية ـ العدد 24808 ـ بتاريخ 27 أكتوبر 1954
32 ـ جريدة أخبار اليوم، محمد حسنين هيكل، الجاني يتكلم ـ العدد 521 ـ بتاريخ 30 أكتوبر 1954
33 ـ جريدة الأهرام، عامل يعثر على المسدس الذي أطلق منه الجاني الرصاص على الرئيس ـ العدد 24814 ـ بتاريخ 2 نوفمبر 1954
34 ـ مجلة المصور، السمكري الذي وجه 8 رصاصات إلى قلب عبد الناصر ـ العدد 1569 ـ بتاريخ 5 نوفمبر 1954
35 ـ مجلة المصور، محمود عبد اللطيف في حديقة السجن ـ العدد 1572 ـ بتاريخ 26 نوفمبر 1954
36 ـ مجلة «روز اليوسف»، حسن التهامي، شهادة للتاريخ عن حادث المنشية، خبير أميركي اقترح اختلاق محاولة لإطلاق الرصاص على عبد الناصر، العدد 2602 ـ بتاريخ 1 مايو 1978
37 ـ جريدة أخبار اليوم، تحقيق خطير مع قضاة شرعيين، العدد 557 بتاريخ 9 يوليو 1955
38 ـ جريدة الأخبار، تطور مأساة القاضيين الشرعيين وحبسهما، محاكمة القاضيان أمام محكمة عسكرية ـ العدد 946 بتاريخ 10 يوليو 1955
39 ـ جريدة الأخبار، اتهام القاضيين الشرعيين بالرشوة والمخدرات واستغلال النفوذ، العدد 948 بتاريخ 12 يوليو 1955
40 ـ جريدة الأخبار، مفاجآت في قضية القاضيين الشرعيين، تفتيش المحكمة الشرعية ومكتب المحامي الشرعي، 24 شاهدًا يدلون أمس بأقوال خطيرة في التحقيق، البحث عن إحدى السيدتين اللتين ضبطتا في الفيلا ـ العدد 949 بتاريخ 13 يوليو 1955
41 ـ مجلة المصور، لماذا ثار الشيخ الفيل؟ ـ العدد 1622 ـ بتاريخ 11 نوفمبر 1955.
42 ـ مجلة المصور، مقال فكري أباظة، بعنوان: «الحالة ج»، العدد 1923، بتاريخ 18 - 8-1961
43 ـ جريدة الأهرام، مقال فكري أباظة بعنوان «معركة بين ضميري وقلمي!» ـ العدد 27316 ـ بتاريخ 25 سبتمبر 1961
44 ـ جريدة الأهرام، مقال محمد حسنين هيكل بعنوان: «الصدام مع إسرائيل بالسلاح محتم... لماذا؟»، العدد رقم 29386 بتاريخ 27 مايو 1967
45 ـ جريدة الأهرام، مقال محمد حسنين هيكل بعنوان: «الصراع الذي يدور في التفكير الإسرائيلي الآن، «المؤسسة العسكرية الإسرائيلية» ودورها في التقلصات العنيفة التي سوف تحكم ردّ فعل إسرائيل حيال الأزمة المفاجئة!» العدد رقم 29393 بتاريخ 2 يونيو
1967
46 ـ جريدة الأهرام، قرارات مالية لخفض العجز ومنع التضخم واستمرار موجة ارتفاع الأسعار ـ العدد32911 بتاريخ 18 يناير 1977
47 ـ روز اليوسف، أسبوع الحرائق ـ العدد 2537 بتاريخ 24 يناير 1977
48 ـ روز اليوسف، «روز اليوسف» في محكمة أمن الدولة ـ العدد 4137 بتاريخ 21 فبراير 1977
49 ـ روز اليوسف، الدفاع في مبارزة جديدة أمام محكمة أمن الدولة ـ العدد 2548 بتاريخ 11 أبريل 1977
50 ـ مجلة المصور، مقال مكرم محمد أحمد، بعنوان: «اللقاء الأخير مع سليمان خاطر في سجنه» ـ العدد رقم 3196 ـ بتاريخ 10 يناير 1986
51 ـ جريدة المصري اليوم، حوار: رانيا بدوى، منير فخري عبد النور سكرتير عام حزب الوفد يواصل حواره مع «المصري اليوم (2-2:أحب البابا شنودة وأصلي خلفه.. ولكن أرجوه ألاّ يتدخل في السياسة ـ العدد 2089 ـ بتاريخ 3 مارس 2010
52 ـ مجلة المصور، حمدي رزق، بعنوان: «فتح مصر، النص الكامل لخطة الإخوان للسيطرة على المجتمع » ـ العدد 4234 ـ بتاريخ 2 ديسمبر 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق