الخميس، سبتمبر 29، 2011

" سكسكة " .. رواية صحفية يكتبها : ياسر بكر


" سكسكة  " 
رواية صحفية يكتبها : ياسر بكر


لوحة الغلاف :
ـــــــــــــــــــ
إهداء من الفنان محمد صبرى

***

 الإهداء:

إلى روح العزيز الراحل
نجيب سرور

ياسر بكر

***


صبرت ياما ولا أيوب ولا غيره
يارب تفرجها بس اعفينى م التعريص
وتمر ليام أقول الجوع ده من خيره
بكره تفرج وبس ما اكونش م البلاليص

***
يارب صاحب امانه نبعته مرسـال
للمسـئولين اللى فوقنا فى السما السـابعه
يقول لهم ع اللى حاصل واللى ما ينقال
وان كانوا يستغربوا يحلف على "الرابْعه" 

"من أشعار نجيب سرور "


***

ملخص أحداث الرواية :

، الرواية ترصد كواليس الأحداث فى جريدة قومية
وتدور أحداثها حول " سكسكة  " إحدى الصحفيات غير الموهلات التى كثر الكلام عنها فى الوسط الصحفى حتى صارت مضغة لا نستطيع أن نبتلعها أو نلفظها فهى من  اللائى دخلن إلى عالم الصحافة من سلم الخدم  ، سكسكة حاملة لشهادة الإعدادية ولكن  مؤهلاتها الحقيقية تكمن فى أنوثة فطرية تتسم ببدائية  لم يتم صقلها أو إخضاعها لقواعد التأديب ومضابط السلوك وتكوين جسدى أنثوى غجرى متوحش تتفجر منه شلالات الرغبة ، وبشرة بيضاء فى لون الجير المُتسخ ، وهو ما جعلها وجبة جنسية تغرى عواجيز الصحافة بــ " الرمرمة " ولو على سبيل تجربة " طبق شعبى جديد " من الأطعمة الحريفة كنوع من المشهيات و كسر ملل الزهد فى " الطعام البايت " فى فراش الزوجية    !!

   تصرفات "  الصحفية سكسكة"  المنفلتة دائما ، تذكرنا بأفعال سكسكة أشهر بلطجية فى بندر الجيزة خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضى والتى أفرد لها الكاتب محمود السعدنى صفحات من كتاباته الساخرة للتدليل على انحطاط السلوك الذى تعافة الفطرة السليمة !! .
الصحفية " سكسكة " جمع بينها وبين سكسكة " فتواية بندر الجيزة وقوادته " تشابة حروف الأسماء ولغة الخطاب وتشابة الأفعال . وأن كلتاهما جاءتا من قاع الطبقة الدنيا ومن أسفل السلم الاجتماعى ملطختا بوحل القاع ، الفتواية سكسكة غالبا ما كانت تقسم بمقاصيص شعرها وتنذر بحلقهم بالموس إذا ما أخفقت فى شئ وللتزيد فى القسم كانت نضع كف يدها على جزء حساس من جسدها وتتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور !! والصحفية سكسكة تقسم بحياة  أخيها " شحتة المعسلاتى  " أحد كبار موظفى الدولة ورحمته بعد وفاته  !!
عندما عيين أخيها " شحتة المعسلاتى " فى أحد مناصب  فى الدولة ، لم تضع سكسكة الفرصة ، ففى اليوم التالى مباشرة ذهبت إلى رئيس مجلس إدارة الصحيفة وطلبت تعيينها مديرة تحرير ، حاول الرجل أن يبدو لطيفاً معها وأبلغها أنه وقد أصبح أخيها من كبار رجال الدولة فمن الطبيعى أن ينعكس هذا على وضعها  المهنى ، وأقترح أن تترك له هذا فى الوقت المناسب ،ولكن من المستحيل تخطى زملاء أحق منها يرأسونها فى العمل لعدم أحقيتها ، وخاصة أنها بدون شهادة جامعية ، لكنها لم تتقبل ذلك وراحت تجادل الرجل بشدة فى إلحاح على طلبها وصل إلى حد البكاء.

راحت تكيد للرجل ، فجلست فى اجتماعات التحرير بين أعضاء أسرة الصحيفة وقد وضعت ساق فوق ساق حتى أنحسرت جيبتها عن بياض فخذيها وظهرت ألون ملابسها الداخلية ، وراحت تقاطع الرجل أكثر من مرة قائلة : " أبية شحتة بيقول كيت ....... و أبية شحتة راية كذا كذا ..... " . 
أرتجف الرجل من الغضب قائلا : " أبية شحتة فى البيت وانتو قاعدين أمام التليفزيون بتقزقزوا لب ، أما فى العمل وأمور الدولة ومصالح الوطن فالسيد شحتة المعسلاتى لديه قنوات رسمية لإبلاغى بالتعليمات !! " .

بعد الاجتماع استدعاها وأفهمها أنها من غير المرغوب فيهم ، وطلب منها ، ألا يراها فى مكتبة بعد اليوم  ، وألا تضطره إلى أن يعطى تعليمات للسكرتارية بمنعها من الدخول ؛ فتخرج هذه الحكاية إلى أروقة الجريدة كلها "

على طريقة شبيهتها سكسكة فتواية الجيزة راحت تكيد للرجل ، وكانت أول مكيدة هى أن  أرسلت شكوى من مجهول إلى شحتة المعسلاتى يقول فيها أن رئيس مجلس إدارة الصحيفة قد منح أخته سكسكة علاوة قدرها أكثر من نصف مرتبها فى الشهر ليسئ إلى سمعة شحتة ويؤلب العاملين بالصحيفة عليه ؛ قدم الرجل ما يفيد كيدية الشكوى وانتهى الموضوع إلى الحفظ .

ولأن كيد الغوانى أثقل من الجبال وأطوال من حبال ليالى الصبر ، فقد أقسمت سكسكة على طريقة شبيهتها فتواية الجيزة على ألا تجعل الرجل ينام ليله أو يهنأ بنهاره حتى لو  " بطحت نفسها " واتهمته بذلك ، فاتفقت مع مصحح الجريدة فؤاد الصياد مدمن الحشيش على أن تمده بتموينه من المخدر مقابل تسليمها بروفات الجريدة بعد طباعتها والتى كان رئيس مجلس الإدارة ورئيس النحرير يحذف منها ويكتب عليه تعليقات بخطه ويوقع عليها، أخذت البروفات وأسرعت بها إلى شقيقها شحتة المعسلاتى  ومعها كم من الوشايات ، نجحت من  خلالها أن توغر صدره على الرجل ؛ فنقله إلى صحيفة مغمورة .  

لم تقبل كبرياء الرجل الإهانة فقدم استقالته التى يعتبرها الباحثون  وثيقة  هامة فى تاريخ الصحافة المصرية ، كتب فيها : " لقد اخترعت السلطة صحفيين وكتاباً ودكاترة فى كل مجال ولكنى لست أحد اختراعات السلطة ، وقد كنت رئيساً لتحرير أكبر جريدة فى مصر وأتقاضى أقصى حد للمرتب وبالتالى من حقى أن يؤخذ رأى فى أى أمر يتصل بى شخصياً ؛ فلا أقرؤه فى الصحف دون سابق علم  وأنقل كقطعة شطرنج من مكان إلى مكان بلا رغبة " .

بعد قبول استقالة الرجل برطعت سكسكة فى الجريدة مثل جاموسة انقطع عقالها ؛ فارتكبت كل الجرائم التى يعاقب عليها القانون وهى فى مأمن من المحاسبة فاقترفت جرائم الدعارة والزنا والسكر والسطو على المال العام والتربح وقتل الخادمات ، ولم يسلم من بذائتها مسئول أو أحد من زملائها ، بل وأمتد جبروتها إلى البسطاء من عمال الخدمات من السائقين والسعاة .

 ..؛ ولأن الشر دائما ضرير  ؛ فقد وقعت فى شر أعمالها ؛ وسببت حرجاً لأخيها شحتة المعسلاتى جعله فى نص هدومه عندما سافرت إلى أوربا ؛ ولأن الدناوة طبع فقد أرتمت فى أحضان رجل قدم لها نفسه على أنه من دولة عربية شقيقة  ، رأت فيه صيدها ورأى فيها ضالته ؛ فاصطحبها إلى فندق بأطراف العاصمة بعد أن حجز غرفة بجواز سفرها ، بعد أسبوع وبعد أن قضى منها وتره ، تركها نائمة فى العسل فى فراش الدنس ،وغادر إلى حال سبيله ، لتصحو على كارثة وتفيق على صدمة مبالغ الفاتورة الهائلة ، الطامة الأكبر التى جعلت الأرض تدور تحت أقدامها ؛ اكتشافها أن الرجل يحمل جنسية  كيان معاد ؛ تحرك أكثر من مسئول لاحتواء الموقف مجاملة لشقيقها شحتة المعسلاتى وصدرت التعليمات بأن يُكفى على الخبر ماجور ؛ وعادت" الحلوة البلحة المقمعة " إلى أرض الوطن وعارها يلوث فخذيها لتواجة الجميع بنظرات وقحة وعيون يندب فيها رصاصة !!  .

***
قاربت سكسكة سن التسعين ؛ ومازالت باقية فى الجريدة  وثيقة حية من لحم ودم  على فساد الإدارة !!  وكيف تدار المؤسسات  وكيف تم نهبها وتجريف أموالها وأصولها ؟!!  .
    ..... ومازالت سكسكة فى غيها تعيث فساداَ فى أروقة الجريدة فى تحد سافر للقانون وتخرج لسانها لدعاوى إعادة هيكلة المؤسسات !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق