الاثنين، يونيو 26، 2017

كتاب " حكايات من زمن الخوف "، ياسر بكر

 حكايات من زمن الخوف "، ياسر بكر


الإهداء

ـــــــــــ
.. إلى المسافرين عبر الأيام حتى نلتقي في محطة "الحقيقة"
 في لحظـة من زمن "المضـارع المستمر" لفعل "الخــوف".
.. إلى الأبناء والأحفاد .
ياسر بكر

  ***

.. لماذا هذا الكتاب ؟! والإجابة ببساطة .. إنها التجربة الإنسانية ننقلها لمن يأتي بعدنا .

.. فالإنسان مثل بصمة الإصبع .. لا يتشابة ولا يتكرر.

.. قد تتشابة ملامح الوجوه، وصور الأجساد؛ فيبدو الإنسان متشابهاً في ظاهرة من وجهة نظر بعض من قصرت أبصارهم وعميت بصائرهم، وبعض من ضعاف العقول، وبعض من فقراء المعرفة مثلهم في ذلك مثل الكثيرين من بائسي الموهبة .. العارين من ثراء اللغة .. قليلى الدراية بـ "عملية الكتابة" الذين يسقطون في أسر "مرادفات الكلمات" .. التي تبدو في ظاهرها متماثلة، لكن جوهرها يحمل في طياته الكثير من الاختلاف!! 

.. كذلك أيضا قد تبدو التجارب الإنسانية، لكن مما لا شك فيه أن لكل تجربة على حدة تفردها، وخصوصيتها!!؛ .. لأننا في النهاية بشر نتعامل مع الواقع بعقولنا ومشاعرنا ومخزون معارفنا، ونعيد تشكيل الأفكار لنصنع منها "حزمة من القيم" المحكومة بـ "وهم الصواب" المفترض أو المتخيل أو المتوهم بما يحقق مصالحنا.

.. في "حكايات من زمن الخوف".. عن تجربتي الشخصية أتحدث .

الأربعاء، يونيو 07، 2017

كتاب " المذكرات .. و"القتل النظيف"، ياسر بكر بصيغة Word ( الجزء الثاني )

كتاب " المذكرات .. و"القتل النظيف"، ياسر بكر بصيغة Word ( الجزء الثاني )




كتاب المذكرات .. و" القتل النظيف" pdf  على الروابط :
وعلى الرابط :


.. على الجانب المقابل لما كتبه الأستاذ منير مطاوع كان المصنف العشوائي بعنوان: "سعاد أسرار الجريمة الخفية"*(3) الذي كتبته أختها لأمها جنجاة عبد المنعم حافظ والذي يتضح من مطالعة لافتة الغلاف أن أمام مصنف ينطوي على ملمح يتسم بالعشوائية، ويستند إلى معرفة ضريرة تسقطه في الكثير من المحازير التي تصنف تحت ما يسمى بـ "جرائم النشر"؛ فقد جاء في العنوان لفظ "الجريمة الخفية" .. وبتأمل تداعيات الأحداث نجد أن "الجريمة ليست خفية"، ولكنها "غامضة" والفارق كبير بين "الخفاء" و"الغموض"، وبقراءة متأنية لصفحاته نجد أن الكاتبة التي لم تنل قسطاً من التعليم يؤهلها لتلك المهمة؛ لذا عاشت في ظل أختها وظلت تعمل في حرفة "اللبيسة" لأختها النجمة الراحلة في سنوات اشتغالها بالفن، وهو ما ظهر جلياً في الكتاب من تناقضات، وأنها قد أدانت أختها لأمها من حيث أرادت لها البراءة، ولوثت سمعتها من حيث أرادت تبيض صفحتها، .. واستشهدت بما لا يشهد لها، ولم تستطع إقامة الدليل على ما ادعته في مصنفها، وهو نفس الأمر الذي عجزت عنه أمام سلطات التحقيق، وهو ما حدا بسلطات التحقيق إلى اهدار تقولاتها، والالتفات عنها، والانتهاء بالتحقيقات إلى الحفظ !!

ــــــــــــــــــــــــــــ
·         (3) جنجاة عبد المنعم حافظ ، سعاد أسرار الجريمة الخفية ، دار روائع للثقافة والنشر ـ القاهرة 2016
كان من الواضح أن السيدة جنجاة بعد أن فشلت معركتها القانونية أنها تخطط لمعركة إعلاميه لكنها سرعان ما سقطت في المحظور الكاشف عن نواياها؛ فعلى عكس ما ادعته من كونها تريد الارتكان إلى الرأى العام للحصول على الحق الأدبي لأختها لأمها؛ .. فقد  طرحت الكتاب بسعر مبالغ فيه (150 جنية) بما يحول دون المهمة التي ادعت جنجاة إصداره لأجلها، ويقف عائقاً دون وصول رسالة الكتاب "المفترضة" إلى محبي سعاد حسني وعشاق فنها، وجعل البعض يستشعر أن الأمر مجرد "سبوبة" للحصول على المال بالمتاجرة بذكرى فنانة رحلت في حادث مأساوي مازال يكتنفه الغموض.
في البداية تحاول السيدة جنجاة أن تصنع تاريخاً للعداوة بين سعاد حسني وصفوت الشريف الذي ألصقت به الاتهام بقتلها دون قرينة أو دليل لتتوج ذلك التاريخ في النهاية بحادث قتلها وما شابة من غموض،.. تقول السيدة جنجاة :
"أنه تم تجنيد سعاد حسني في المخابرات العامة بتاريخ أكتوبر أو نوفمبر1963*(4) وهو ما يخالف ما قالته سعاد حسني في التحقيق معها في قضية انحراف جهاز المخابرات في تمام الساعة 10 من مساء الأربعاء 6/3/1968، حيث جاء في أقوالها أنها اتصلت بالمخابرات العامة منذ أكثر من ثلاث سنين (أى في سنة 1965).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·         ( 4)  جنجاة، مرجع سابق ـ ص 415
وفي هذا الجزء تحشر السيدة جنجاة ـ بدون داع أو ضرورة ـ صورة ضوئية مما حمل اسم "صيغة عقد زواج عرفي" وليس "عقد زواج عرفي" بين سعاد حسني والمطرب عبد الحليم حافظ محرر بتاريخ 3 أبريل 1960  لتكسب ظهيراً من تعاطف محبي عبد الحليم حافظ إلى جانب عشاق فن سعاد حسني، لكن فات على السيدة جنجاة أن المزور مصطنع هذا العقد ليس له دارية بالتزوير؛ فلجأ إلى حيلة مفضوحة بنقل صيغة العقد من أحد الكتب القانونية المتخصصة في صيغ العقود والدعاوي وإعلانات القضايا لمساعدة المحامين تحت التمرين.. كما فاتها أيضا أن هذا العقد منعدم ويعد هو والعدم سواء لكونه عقد فاسد لافتقاده ركني الإشهار ولكونه خلا من توقيعي الشاهدين الذين ورد اسميهما فيه بخط اليد وهما : يوسف عبد الله وهبي (الفنان يوسف وهبي) والإذاعي وجدي الحكيم، وأن تلك الورقة المسماة على غير الحقيقة "عقد زواج عرفي" هى شئ أخر لا علاقة له بالزواج، والتي بدأ الحديث عنها لأول مرة في سنة 1992 بعد وفاة عبد الحليم حافط بـ 16 سنة، والتي أنكرها أفراد من أسرته .
كما تم الزج باسم مفتي الديار المصرية آنذاك الشيخ حسن مأمون في صيغة العقد رغم أنه لم يرد في نص العقد "المزعوم" أنه باشر مراسمه أو وقع عليه بخط يده أو بصمه بخاتمه.. الأغرب والذي يثير الكثير من علامات الأستفهام أنه فوق اسم فضيلة المفتي المطبوع بالآلة الكاتبة صورة بصمة أصبع لا ندري إن كانت بصمته أم بصمة تخص غيره !!
إننا أمام صورة لورقة تم تسميتها "صيغة عقد زواج عرفي" تحوطها شبهة التزوير المفضوح حيث ورد في البند الرابع خطأ لم يفطن إليه المزور حيث جاء في ذلك البند أنه :
"هذا الزواج رسمياً وطبقاً لأحكام القانون الوضعي في جمهورية مصر العربية "
الأمر الذي فات على المزور مصطنع العقد أن مصر في وقت تحرير العقد (3 أبريل 1960) كان اسمها الجمهورية العربية المتحدة، وليس جمهورية مصر العربية منذ 22 فبراير 1958 وحتى سنة 1971  حين أعاد الرئيس السادات لها اسم جمهورية مصر العربية.
.. وليس مقبولاً أن يقع طرفي العقد (الفنانة المشهورة، ومطرب الثورة) في مثل هذا الخطأ الذي يظهرهما في سمت الجهلاء لكونهما لا يعرفان اسم الدولة التي يعيشان فوق أرضها، وتحت علمها، ويخضعان لقانونها؛ وهو ما يقطع باحتمال شبهة التزويرالتي تكاد أن تكون يقيناً!!
.. ليس معنى الطعن بالتزوير على "صيغة عقد زواج عرفي" الذي نشرته السيدة جنجاة في مصنفها أنه ليست ثمة علاقة ما جمعت بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني !!
 وفي كل الأحوال هذه الورقة لا تحمل أي قيمة بالنسبة للقارئ لكنها "ضرورة" بالنسبة للسيدة جنجاة وحدها في إطار ما اسمته بـ "الوثائق"؛ لكونها تعتبرها دليلاً على نقاء سعاد حسني وطيب سمعتها وحسن سيرتها، وأنها كانت تحيا حياة مستقرة أفسدها عليها صفوت الشريف بنجاحه في تشكيك عبد الحليم حافظ في سلوك سعاد حسني!! .
وهو ما يخالف ما قالته سعاد حسني في تسجيل مذكراتها مع الأستاذ منير مطاوع عن أسباب ابتعادها عبد الحليم حافظ :
".. وبدأت أحس إن اللي كان بيني وبين "حليم"ـ يلاحظ أنها قالت: اللي كان بيني وبين "حليم، ولم تسمه زواجاً ـ ما كانش ينفع يبني بيت أحلامي .. بيت أحلامي فيه أولاد وبنات .. وفيه ناس عايزة تعيش زى ما هي، مش زي ما "الجمهور" عايز .. وصحة حبيبي عبد الحليم لم تكن تسمح .. ونجومية العندليب كانت أهم عنده من أى حاجة ثانية ..
سبب آخر .. هو أنني خفت أكون زوجة العندليب الأسمر لأني ما كنتش عايزة أخونة ."
وتستطرد سعاد حسني قائلة :
"ومع الأيام والسنين تأكدت من أن ما كان بيني وبين "حليم" هو حب بين اثنين محرومين.. وأن الفشل كا لابد منه لو أعلنا الجواز".* (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·         (5) منير مطاوع ، مرجع سابق ـ ص 51، 52
.. ولذا كان الابتعاد وليس الطلاق؛ فلم يكن هناك زواج؛ ليقع الطلاق!!
كانت السمة الغالبة على مصنف السيدة جنجاة في الكثير من فصوله هو قدرة الاجتراء على الإدعاء الصفيق دون تقديم دليل أو مستند أو سند من الحقيقة أو الواقع؛ فراح يلوي المزاعم ويطوعها ليصل إلى ما توهمت مؤلفته أنه الصواب عبر أسلوب اختلطت فيه خيوط غزل "الاستهبال" في نسيج "الشيطنة" وقد ظهر ذلك جليا في:
أولاً : إلصاق الاتهام بقتل سعاد حسني بصفوت الشريف أحد مسئولى النظام السابق عبر تقولات مرسلة يشوبها العجز عن تقديم قرينة أو إقامة دليل يحترم عقل القارئ، وامتد الادعاء الصفيق ليشمل الصحفي عبد اللطيف المناوي في تقولات مرسلة بأنه وشى بسعاد حسني، ومضمون بعض وقائع مذكراتها ـ التي أنكرها كلية كاتب المذكرات الأستاذ منير مطاوع ـ ليصل الادعاء الصفيق غايته بأنه قد تمت مكافأة المناوي على فعلته بتعيينه رئيساً لقطاع الأخبار في التليفزيون المصري، وأن زوجته المذيعة رولا خرسا قد نالها من الحظ جانب.
ثانيا: وفي إطار ذات المنهج المدروس لخلط خيوط غزل "الاستهبال" بنسيج "الشيطنة" ادعت جنجاة واقعة ـ إن صحت ـ فإنها تنطوي على شبهة جريمة انتهاك حرمة الموتى والتمثيل بجثمان المتوفاة سعاد حسني في خرق متعمد للحماية الجنائية لرفات الموتى؛ فقد ادعت أن إحدى الصحفيات قد أبلغتها أنها تلقت اتصال هاتفي من طبيبة بمستشفى الشرطة بالعجوزة لم تذكر اسمها جاء فيه :
"أن مجموعة من الأطباء بعد وصول الجثمان إلى المستشفى قاموا بتوقيع الكشف الطبي عليه، وتشريحه بدون إذن السلطات المختصة، واكتشفوا أنها قتلت، .. وأن هناك كدمات كثيرة متفرقة بأجزاء من جسدها وتبدو أثار ضرب وكانت يدها قابضة على بقايا شعر في أظافرها.".
ثالثاً : وفي إطار ذات المنهج تختتم السيدة جنجاة كتابها بإطلاق قنبلة دخان كثيفة لتعبر بكل ما حواه كتابها من أكاذيب وخداع وأضاليل اسمتها "وثائق"؛ .. فقد زعمت السيدة جنجاة أن الصحفية التي سبق أن أبلغتها بتشريح جثمان سعاد حسني بدون إذن السلطات المختصة قد عادت وأبلغتها أيضا أن جريدة "الكرامة" قد نشرت موضوعاً عن قتل سعاد حسني وتحدث كاتب الموضوع عن أوراق ومستندات مخطط قتل سعاد حسني لتصل بنا إلى أنها حصلت من الصحفي المذكور على أربعة وثائق عن خطة قتل سعاد حسني صادرة عن كيان مجهول أسمته : (التنظيم السياسي السري)، وكما يفهم من اللوجو أنه تابع لوزارة الداخلية، كان ما تدعيه السيدة جنجاة أنه وثائق مجرد صور ضوئية معنونة بعنوان : "سري جداً للعرض على السيد الوزير" يسهل اصطناع أصولها مع التطور الهائل في برمجيات الحاسوب، وهو ما يجعل ما أوردته السيدة جنجاة كلام مضحك خاصة أنها لم تقل لنا شيئاً عن مفهومها لمعنى الوثيقة !!
وأيضا لا يخفى على صحفي محترف أو باحث جاد أن تلك الأوراق التي ادعت السيدة جنجاة أنها وثائق ـ من المحتمل ـ أنها  تدخل ضمن ما يطلق عليه : "نشاط تجار الورق" وهى أوراق يتم اصطناعها من جانب بعض من لا أخلاق لهم في إطار التربح، أو السعي لتحقيق الشهرة الزائفة .. كما أنه يجري اصطناع مثل تلك الأوراق في إطار صراع بعض المنحرفين من العاملين في بعض الأجهزة على تنازع بعض الاختصاصات المحددة قانونا، ومحاولة بعض المنحرفين التغول بإساءة استخدام السلطة والانحراف بها بتخطي الحدود الفاصلة بين اختصاصات تلك الأجهزة؛ فيجري اصطناع تلك الأوراق بغرض الإساءة إلى أداء بعض تلك الأجهزة، وتسويقها على أنها "وثائق" عبر تسريبها إلى العملاء في الإعلام وإكسابها صبغة السبق الصحفي، وتلوينها بلون "أشباة الأخبار"!!
.. كما يجري اصطناع مثل تلك الأوراق بمعرفة بعض عصابات "الجريمة المنظمة" لصرف الانتباة عن جرائمهم وإلصاقها ببعض الحكومات!!
.. وأبسط دليل على ذلك هو الأسلوب الساذج الذي تمت به صياغة تلك الأوراق التي يظهر فيها تسمية الهدف باسمه الحقيقي (سعاد حسني) كما جاء في الأوراق التي تدعي السيدة جنجاة كونها وثائق، فأعمال الكيانات الاحترافية لها سماتها المميزة التي يعد التشفير والتكويد والترميز من أهم خصائصها!!
كما أنه لا يمكن أن يكون ثمة تنظيم حكومي بهذا الاسم (التنظيم السياسي السري) لكون هياكل الدولة محددة بنصوص الدستور والقانون وليس فيها مجال لكيانات سرية فبعض مؤسسات الدولة "أجهزة جمع المعلومات" قد تمارس عملاً سريا لكنها هي نفسها ليست كيانات سرية بل لها أبنية تحمل على واجهتها لافتات ضخمة تحمل عناوينها، ويمكن لأي فرد ركوب سيارة تاكسي من أي مكان وما عليه إلى أن يطلب من السائق أن يذهب به إلى مبني المخابرات العامة أو المخابرات الحربية أو مبنى جهاز الأمن الوطني أو مبنى الرقابة الإدارية، ليجد نفسه بعد دقائق في قلب المبنى محاطاً برعايه مسئوليه .
دفع الصحفي الذي سرب تلك الأوراق للسيدة جانجاة أمام سلطات التحقيق أنه لا يستطيع إفشاء مصدر حصوله على تلك الأوراق لكون المصادر الصحفية محمية بقوة القانون وهو كلام حق يحمل في باطنة الباطل؛ فقد استثنى القانون من تلك الحماية ما يمس الأمن القومي للوطن وسلامة مواطنية؛ وهو ما يمكن إنزاله على وقائع القضية موضوع التحقيق .
لكن قاضي التحقيق المنتدب ارتآى الاكتفاء بالحفظ، وذكر في حيثياته أنه لم يتوصل إلى دليل أو قرينة تساعده في تحقيق البلاغ .

مرض سعاد حسني :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت معاناة سعاد حسني مع المرض في سنة 1991 عندما أصيبت بشرخ في الفقرتين القطنية والأولى عجيزية من العمود الفقري، ولم تنجح الجهود الطبية لعلاجها سراً في القاهرة في إحدى المستشفيات الصغيرة الخاصة التي تطل على ميدان لاظوغلي.
وقد أرتآى الطبيب المعالج ضرورة سفرها إلى فرنسا، فباعت سعاد حسني قطعة أرض وعمارة كانتا تمتلكهما في منطقة الهرم، وسافرت لإجراء عملية جراحية لإندماج للعصب المتوسط باستخدام ألواح ومسامير معدنية، لكن العملية فشلت وأصيبت سعاد حسني بحالة إنتكاسية حيث انثنت المسامير والتوت الشريحة المعدنية وحدث الانزلاق مرة أخرى وأصبح الأمر يتطلب عملية جراحية ثانية لاستخراج المسامير والشريحة المعدنية .. كانت آلام الفقرتين القطنية والأولى عجيزية من العمود الفقري تسبب لها ألم حاد ومستمر مع عجز كبير وبطء في الحركة .
.. تكالبت الظروف الصعبة على سعاد حسني بفشل ثلاثة من أفلامها:"المتوحشة"، و"الراعي والنساء"، و"الدرجة الثالثة" وبدأ الهمس يدور في كواليس الإنتاج السينمائي : "أن شمس النجومية بدأت تغرب عنها، وأنها لم تعد نجمة المرحلة بشهادة الجماهير التي يكتبها شباك التذاكر".
وزاد من أوجاع سعاد حسني ما حدث لها في مهرجان اسكندرية السينمائي 1991 حيث أبلغتها إدارة المهرجان بحصولها على الجائزة الأولى وعندما ذهبت لاستلام الجائزة فوجئت بأن لجنة التحكيم منحت الجائزة الأولى لممثلة أخرى وأكتفت بمنح سعاد حسني جائزة التحكيم الخاصة .
كانت سعاد حسني قد خاضت تجربة العمل التليفزيوني في مسلسل: "هو .. وهى" ، ولأن كاميرا الفيديو لا ترحم فقد كشفت عن خطوط يد الزمن الخشنة على صفحة وجهها التي طالما أحبه جمهورها ولم تفلح محاولات الماكيير في إخفائها بقناع الأصباغ .. وأصبح من الصعب تكرار التجربة .
.. لم تعد سعاد حسني "فتاة الأحلام"، .. ولم تعد البنت الدلوعة الحلوة الشقية التي تملأ الدنيا صخباً وضجيجاً ومرحاً بصوتها المجلجل ورقصها الذي يشبة حركة الفراشة في مروج الزهور .. كان كل شئ ينذر ببداية وقت "الانسحاب" من عالم النجومية والأضواء مثلما فعلت الكثيرات من جميلات السينما في مصر (ليلى مراد ـ هند رستم ـ شادية ـ نادية لطفي ـ نبيلة عبيد ـ نيللي) أو من ارتضين القيام بأدوار تماثل مراحلهن العمرية (فاتن حمامة ـ زيزي البدراوي ـ سهير رمزي ـ هدى سلطان ـ زيزي مصصفى) .. لكن يبدو أن سعاد حسني كان لها رأي آخر؛ فقد أعتبرت الأصوات التي دعتها لـ "الانسحاب" صادرة عن أفراد يديرون مؤامرة عليها لحساب الغير.
كان ألام العمود الفقري تفوق الاحتمال، وكان الأمر يستلزم تناول بعض الأدوية والمضادات الحيوية والمسكنات خصوصاً الكورتيزون مما تسبب في زيادة نسبية في الوزن تفاقمت مع قلة وبطء الحركة مما بدا واضحاً في زيادة الوزن (أكثر من 100 كجم وبدت السمنة واضحة مقارنه بطولها 158 سم) وكبر الحجم مع تضخم منطقة البطن وظل انتفاخ منطقة البطن يزداد، وقد أثبت الفحص الطبي :
"وجود إصابة شديدة بالأمعاء الغليظة مع تخمرات زائدة غير طبيعية واختناق في أنابيب قنوات مجرى العصارات المرارية، وخلل في الوظائف الحيوية للكبد مما أدى إلى صعوبة  التخلص من السموم وقلل من كفاءة الكبد كما تبين عدم وجود توازن في الكيمياء الحيوية الهرمونية، ومعاناة الأمعاء من وجود طعام بها .".
.. ولأن المصائب لا تأتي فرادى؛ فقد تكالبت العلل عليها ففي سنة 1994 أصيبت سعاد حسني بالتهاب العصب السابع الجمجمي ـ حسب التقارير الطبية ـ مما أدى إلى ضعف بالعضلات السفلى بالوجه بالجهة اليمنى وبدا واضحاً في ضيق العين اليمنى.
وذكر التقرير الطبي أنه لا يوجد في حالة  سعاد حسني علاج دوائي حاسم، وأوصى التقرير بعمل علاج طبيعي وإجراء عمليات تجميل بعضلات الوجه والعصب السابع (بلغ عدد تلك العمليات 28 عملية) .

العلاج على نفقة الدولة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سافرت سعاد حسني إلى لندن لمواصلة رحلة العلاج على نفقتها الخاصة في 16 يوليو 1997 إلا أن تكاليف العلاج كانت تفوق إمكانتها؛ فوقعت في مأزق الأزمة في بلاد الغربة ورغم ذلك لم تطلب علاجاً عن نفقة الدولة لكن مصور جريدة الأهرام في لندن همس في أذن الأستاذ عزت السعدني بحجم أزمة بين ضيق يد السيدة ومرضها في بلاد الغربة فكتب مقالاً بجريدة الأهرام بتاريخ 14 \3 \ 1998 بعنوان : "الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت جرينيتش"*(6) ، وقرأ الدكتور كمال الجنزوي المقال وأمر بعلاجها على نفقة الدولة بالقرار رقم 837 لسنة 1998، واتصل بها تليفونيا وطلب منها أن تطلبه على تليفونه الخاص إذا احتاجت شيئاً .
ـــــــــــــــــــــــــ
·         (6) جريدة الأهرام ، مقال عزت السعدني بعنوان : "الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت جرينيتش"، بتاريخ 14 \3 \ 1998
ثم أصدر قرار آخر باصطحاب مرافق لها على نفقة الدولة طوال فترة العلاج وصرف قيمة إيجار مسكن ومضاعفة بدل السفر لها وللمرافق والسماح باستخدام سيارة للتنقلات أثناء فترة للعلاج بأثر رجعي من تاريخ وصولها لندن في 16 يوليو 1997.
وفي 20 فبراير 1999 صدر قرار ثالث بمضاعفة ثانية لاعتماد علاج سعاد حسني (من مبلغ 25 ألف جنية استرليني ليصبح 50 ألف جنية استرليني) .
.. وفي 27 يناير 2000 كتب المستشار الطبي للسفارة المصرية في لندن تقريراً إلى مجلس الوزاء في مصر جاء فيه :
"عدم مد فترة العلاج على نفقة الدولة للسيدة سعاد حسني لأنها لا تحتاج إلى أي نوع من العلاج وأنها في حالة صحية جيدة".
.. وبنا على تقرير كتب المستشار الطبي للسفارة المصرية في لندن توقفت نفقات العلاج، وكتبت سعاد حسني التماساً إلى الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك في 18 فبراير 2001، لكنه لم يلق قبولاً.
بلغت نفقات علاج سعاد حسني على نفقة الدولة في لندن على مدى أربع سنوات وما تلقته من إعانات نقابة الممثلين مليون ونصف جنية أسترليني (أي ما يعادل 12 مليون جنية مصري) في الوقت الذي كان نصيب الفرد من العلاج في مصر في ميزانية وزارة الصحة لا يزيد عن 100 جنية أي أن سعاد حسني قد حصلت على ما يعادل حق 120 ألف مواطن مصري في العلاج!!

عقدة " زوزو":
ـــــــــــــــــــــــــــ
.. بتوقف جهة الاختصاص عن صرف نفقات العلاج على نفقة الدولة لسعاد حسني بدأت شبح الأزمة يطل في حياتها من جديد، وبدأ مع الوقت يتحول إلى كابوس مرعب خاصة مع إصرارها على البقاء في الغربة هروباً من مواجهة الناس التي كانت ترفض أن يروها في صورتها الجديدة فكانت تخفي ملامحها بنظارة كبيرة وتغطي شعرها بإيشارب وتتفادى الأماكن التي يتواجد فيها العرب والمصريون .
اعتادت سعاد حسني إنكار شخصيتها الحقيقة، وتقديم نفسها باسم مستعار؛ فقد قدمت نفسها باسم :"مدام زينب" لسيدة مصرية تدعى شيرين نديم كانت تعالج معها في نفس مصحة هيلث فارم، لكن سرعان ما ظهرت الحقيقة لتكشف شخصية النجمة وسط حالة من الشعور بالصدمة ونظرات الإشفاق والإحساس بالأسى .
وأدركت سعاد حسني أن إنكار شخصيتها ليس حلاً !!
في ذلك الوقت كتبت مديحة عزت مقالاً في مجلة "روز اليوسف" بعنوان: "من ينقذ سعاد حسني من "البهدلة" في شوارع لندن؟!"*(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·         (7) مجلة روز اليوسف، مقال مديحة عزت، بعنوان: "من ينقذ سعاد حسني من "البهدلة" في شوارع لندن؟!"، العدد رقم 3794  بتاريخ 24 قبراير 2001
وثار بعض من أفراد عائلة سعاد حسني لكن أحدهم لم يتخذ خطوات عملية أو جادة للتواصل معها أو تقديم العون لها في أزمتها وهى حالة يطلق عليها عامة المصريون "حنية الوز"، أى إظهار المشاعر دون تمثيلاتها في الواقع .. بما يعني :"الحنو دون عطاء".
.. وحاول بعض الأثرياء العرب تقديم العون لسعاد حسني .. بعضهم كان جاداً مخلصاً، والآخر كان راغباً في الشهرة والمنظرة، وتحت وطأة الاحتياج قبلت النجمة بعضها على مضض، وزادت معاناة سعاد حسني بعد انسحاب المرافق الذي جاء ضمن مخصصاتها في بنود قرار العلاج على نفقة الدولة، وخاصة أن النجمة لا تعرف اللغة الإنجليزية ولا تعرف التحدث بها؛ فهى لم تنل أى قسط من التعليم !!
كانت سعاد حسني تعيش أسيرة "عقدة زوزو" منذ لعبت دورها في فيلم "خللي بالك من زوزو" حتى أنها اتخذت لنفسها اسم "زوزو" التي كانت تحب أن تسمي به نفسها، ويناديها أصدقاؤها به، ووضعته على الأنسر ماشين الخاص بها، فالطالب لرقمها على المحمول يتلقى رسالة : "ألو .. أنا زوزو النوزو كما النوزو.. اترك رسالتك ورقم تليفونك.. وح أرد عليك على طول" .. كان إعجاب سعاد حسني بشخصية زوزو التي لمست وتراً حساساً لديها؛ فـ "زوزو" تجسيدً للبنت ذات التكوين الأنثوي الدقيق والرقيق .. المنطلقة في خفة الفراشة .. بوجه جميل، وعيون ضاحكة، وصوت مجلل بالفرحة .. تلك البنت التي تريد أن تتقدم وترتقي اجتماعياً، وكانت  سعاد حسني ترى أن فيها حاجات كثيرة من شخصية  "زوزو"، حاولت سعاد حسني إعادة تجربة "زوزو" في السينما من خلال فيلم " أميرة حبي أنا"، وفشلت التجربة وتحمل منتج الفيلم بخسائر بالغة .
.. لم يثني فشل إعادة تجربة "زوزو" في السينما سعاد حسني عن محاولتها استعادة "زوزو" في الحياة والواقع؛ فقد تعودت مقابلة الناس والظهور على شريط السينما برداء الجسد ذات التكوين الأنثوي الدقيق والرقيق.. وبوجه جميل، وعيون ضاحكة، وهو ما كان من الصعب استعادته في ظل حالة مرضية جعلتها أسيرة لحالة من السمنة، وشلل في الوجه جعل ملامحه تبدو كما لو كانت صاحبته ممتعضة من شئ ما، وضيق في العين اليمنى تبدو فيه كما لو كانت مغمضة أو ناعسة .
.. كهذا باعدت السنين بينها وبين "زوزو"؛ فتغيرت ملامح الجسد الذي كانت تعتقد جازمة أن ما من رجل في الوطن العربي إلا واشتهاه !!
***
.. كانت كل الظروف تدفع سعاد حسني (يرحمها الله) في اتجاه الانتحار، .. لكنها لم تنتحر؛ .. فقد قتلت هكذا تؤكد الشواهد وأهمها الدليل الدامغ وهو التقرير الطبي الذي يؤكد أن الدورة الدموية توقفت قبل أن يُلقى بالجسد من الشرفة بطريقة احترافية يطلق عليها العاملون في "فرق الموت" وضع "كرة التنس".
.. ولذا يجب أن يظل ملف مقتلها مفتوحا وساخناً.

الفصل الثامن :
ــــــــــــــــــــــــ 
مذكرات أشرف مروان

تم الإعلان عن قتل أشرف مروان في يوم الأربعاء 27 يونيو 2007 وتحديداً في الساعة 30,1 عقب سقوطه أو إسقاطه من شرفة منزله بالدور الخامس بإحدى ضواحي لندن .
كان أشرف مروان رجل الأعمال والملياردير لا يشغل بال أحد في مصر منذ ترك منصبه في رئاسة الهيئة العربية للتصنيع، وسفره إلى باريس؛ ..  فتوقفت الحملات الصحفية التي اسمته بـ "الطفل المعجزة" عن كشف فساده في الاستيلاء على أراضي الدولة بثمن بخس وما تقاضاه من عمولات في صفقة السيارات المرسيدس وصفقة الطائرات البوينج حتى بلغت ثروته الخاصة في السبعنيات من القرن الماضي 400 مليون دولار .. إلا نوفمبر 2002 كان فاصلاً في تاريخ لرجل مزق جدار الصمت من حوله؛ فقد صدر في هذا الشهر في لندن كتاب بعنوان : "تاريخ إسرائيل" للمؤرخ اليهودي أهارون برجمان الذي تحدث فيه ضمناً عن أشرف مروان جاسوس الموساد الذي كان يحمل اسماً حركياً هو "الصهر" أو "العريس" أو "رسول بابل".
ونجح أشرف مروان في تجاوز الأمر عبر التجاهل معتقداً أن أغلبية الشعب المصري أمية، وأن كثير من مثقفيه لا يقرأ باللغة العربية فما بالنا بمؤلف صادر بالإنجليزية وفي  لندن !!
إلا أن الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2003 وفي ذكري انتصار أكتوبر جاء ليحمل تأكيداً إسرائيليا وبالاسم أن أشرف مروان كان جاسوساً لإسرائيل على مدار سنوات .. وأنه قدم معلومات مهمة لإسرائيل على مدار عمله والذي بدأ من عام 1969 أي في حياة حميه الرئيس الراحل عبد الناصر، وأكد التأكيد الإسرائيلي أن الجاسوس أشرف مروان كان يتلقى 100 ألف جنية استرليني عن كل لقاء أو معلومات يقدمها، وذكر التأكيد الإسرائيلي أن السخاء المالى كان دافعاً لمروان لجعل الموساد وكأنه نائما مع الرئيس عبد الناصر في فراشه .
ونزلت التأكيدات الإسرائيلية كالصاعقة على رؤوس المصريين، وطرحت العديد من الأسئلة الحائرة دون تلقي إجابة واحدة شافية من أى مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولم يخرج عن هذا الصمت سوى اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة الأسبق، يقول اللواء فؤاد نصار الذي تولى منصبه في أغسطس ١٩٨١:
"أنه لم تعرض عليه  أي أوراق تخص أشرف مروان في المخابرات العامة، وأنه سمع أمين هويدي، الذي تولي مسؤولية المخابرات العامة خلال فترة عمل أشرف مروان إلي جوار الرئيسان (عبد الناصر والسادات)، وهو رجل علي خلق ودراية، يقول إنه لا توجد أي أوراق تخص أشرف مروان في الجهاز.. وأنا أيضاً لم أعثر علي أي أوراق تخصه." *(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
·         (1) جريدة المصري اليوم، حوار : محمد السيد صالح  بعنوان: " االلواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة الأسبق »:السادات اختارني مديراً للمخابرات لتنفيذ اعتقالات سبتمبر فوافقت علي المنصب ورفضت المشاركة في الحملة "١-٤"، ـ العدد ١١٢٨، الاثنين ١٦ يوليو ٢٠٠٧
الأمر الثاني هو أن الفريق أول أحمد اسماعيل وزير الحربية ورئيس جهاز المخابرات العسكرية قدم للرئيس السادات معلومات مخابراتية عن شبهات تحوم حول أشرف مروان قبل حرب أكتوبر 1973، وهو ما كرره مرة ثانية عندما أبدى اعتراضه على تعيين أشرف مروان على رأس الهيئة العربية للتصنيع، غير أن السادات الرئيس طلب منه أن ينسى الأمر!! *(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·         (2) عمرو الليثي، العميل بابل، قصة صعود وسقوط أشرف مروان، دار الشروق ، ط 2 ـ القاهرة 2009 ـ ص 14
هذان الأمران لا يمكن إغفالها باعتبارهما المربع الأول الذي يجب الانطلاق منه عند كل مناقشة لحقيقة أشرف مروان خاصة أن تلك الشهادتين صادرتين عن اثنين من مديري المخابرات العامة واللذين توليا رئاسة المخابرات الحربية قبل أن يتم تصعيدهما إلى رئاسة المخابرات العامة .
.. والمقصود بحقيقة أشرف مروان هنا حقيقة الدور المرتبط بعلاقته بدولة الكيان الصهيوني .. هل كان عميلاً مخلصا لمخابرات بلادة ولعب دوراً وطنيا في خداع دولة الكيان الصهيوني لصالح بلاده.. أم كان عميلاً مزدوجاً .. أم أنه كان جاسوساً ؟!!
ولنناقش في البداية أفضل الفروض وهو أنه لعب دوراً وطنيا في خداع دولة الكيان الصهيوني لصالح بلاده، وهو ما تنفية بحزم شهادة ثلاث من مديري المخابرات (إذا ما أضفنا لشهادتي المشير أحمد  اسماعيل واللواء فؤد نصار شهادة السيد أمين هويدي التى نقلها لنا اللواء فؤد نصار)؛ فليس مقبولاً أن يؤدي فرداً دوراً استخباراتيا دون علم ثلاث من مديري المخابرات العامة، كما أنه ليس من المعقول أن يكون هناك فرد بالمخابرات العامة ولا يتسلم ثلاث من قيادتها ملفه عن القيام بعمليات التسليم والتسلم .
أما الافتراض الثاني : أنه كان عميلا مزدوج وهو العميل الذي يعمل في آن واحد لحساب طرفين يجمع بينهما العداء والتناحر؛ .. وهو افتراض تنفيه شهادة رؤساء المخابرات الثلاثة السابقة، ولكون العميل المزدوج يحتاج إلى شكل من أشكال العناية الخاصة والمكثفة من حيث الحماية وإيجاد الساتر المتقن .. كما أنه  يحتاج إلى فريق عمل كامل من أفضل العقول الذين يقومون بدور الطهاة لـ "طبخ المعلومات" التي يتم تزويده بها لينقلها إلى الطرف الآخر والتي تبدو في ظاهرها شديدة المصدقية والدقة وفي حقيقتها منزوعة الفاعلية والحسم، . . ومن المستحيل أن يتم ذلك من وراء ظهر ثلاث قيادات من القيادات التاريخية للمخابرات العامة .
يبقي الاحتمال الثالث : أن يكون أشرف مروان قد باع نفسه للشيطان وخان الوطن كما جاء في إعلام العدو، .. لكن يبقى السؤال : لماذا أفشى العدو سره الآن بالمخالفة لأعراف أجهزة الاستخبارات في العالم ؟!
.. ولا يمكن الإجابة على هذا السؤال بمعزل عن الظروف الملتبسة في إسرائيل بعد 6 أكتوبر 1973، وما جاء على ألسنة جنرالات الهزيمة في تحقيقات لجنة أجرانات التي كشفت بعض وثائقها عن سر الجاسوس، كان أشرف مروان يلتزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيه وكذلك الأجهزة المصرية .. لكن خلافاً نشب في داخل مؤسسة المخابرات الإسرائيلية في سنة 2005 بين إيلي زعير رئيس شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية في سنة 1973 وتسفي زاميرا رئيس الموساد في ذلك الوقت أيضا؛ فقد اتهم  تسفي زاميرا إيلي زعيرا بأنه سرب اسم أشرف مروان للباحث الإسرائيلي أهارون برجمان وقال : "إن لديه الأوراق التي تثبت ذلك ، كما أن مؤلف الكتاب تحدث عن اللقاء الذي جمع بينه وبين زعيرا في منزل الأخير"،  ولم يكن الأمر مجرد خلاف شخصي بين عجائز مضت على إحالتهما للتقاعد عقود من الزمن .. إنما هو على صراع حول الحقيقة وصل الأمر إلى الإعلام وتناولته الصحف وشاشات التليفزيون باستفاضة ، ووصل الأمر إلى قيام إيلي زاعيرا برفع قضية سب وقذف على رئيس الموساد السابق تسفي زاميرا.
ودعا تسفي زاميرا إلى تقديم إيلي زاعيرا للمحاكمة بتهمة إفشاء أسرار الدولة والإساءة إلى أبسط قواعد العمل الاستخباراتي المتمثلة بعدم كشف المصادر، و طلب إيلي زاعيرا في دعوى أقامها أمام المحكمة العليا في إسرائيل أن يدفع رئيس الموساد تعويض قدرة 5 ملايين شيكل بدعوى أنه أضر بمصالح أسرائيل، وقضت المحكمة بأن أشرف مروان كان جاسوسأً للموساد .
كان في خلفية الصراع بين الرجلين خلاف عما إذا كان أشرف مروان مجرد عميل أم عميل مزدوج ؟!!
لكن الصحفي الانجليزي سيمون ريجان في كتابه بعنوان : "من قتل ديانا Who Killed Diana "  فصلين عن أشرف مروان الأول بعنوان: " لغز أشرف مروان " جاء فيه أن أرشيف أشرف مروان المعلوماتي يضم حزمة من العلاقات المتشابكة بين الدول والأفراد أصحاب القوة والسلطة والنفوذ .. وكذلك علاقات تبدو أحيانا غريبة .. و أحيانا مريبة .. و أحيانا غامضة .. و أحياناغامضة .. وصراعات في كل اتجاه.. وفي أي مجال .
كان أشرف مروان ـ حسب سيمون ريجان ـ شبة منظمة متكاملة .. أو حزب سياسي كبير .. أو جهاز مخابرات ذي تاريخ .. ورجل أعمال من الطراز الأول .. وشبكة من العلاقات المتشابكة .. المتعددة .. المتضاربة .
كانت علاقات عمل تحوطها شبهات تجمع بين أشرف مروان والملياردير الأنجليزي تيني رولاند صديق إسرائيل وتاجر السلاح السعودي عدنان خاشجقي وآل مكتوم وقذاف الدم والرئيس القذافي ـ وعلى حد وصف الكاتب ـ كانت تلك العلاقات قوية وقادرة على إفراز السموم .
ويتساءل الكاتب كيف استطاع أشرف مروان لمدة عقدين من الزمن ممارسة المخططات من انجلترا وفرنسا تحت حصانة كاملة ؟!، وكيف خدع منظمات المخابرات في العالم : C.I.A, Mussad)  (Mi5,Mi6,
ويرى سيمون ريجان أن الاجتهاد الصحفي البسيط يؤكد أن أشرف مروان كان نموذجاً مثالياً للعميل المزدوج لمعظم منظمات الجاسوسية في الشرق الأوسط والغرب .
وفي الفصل الثاني بعنوان:"الدائرةCercle " يعرض سيمون ريجان تفاصيل مثيرة في علاقات أشرف مروان حيث يلقى الضوء على منظمة "الدائرةCercle " وهى منظمة سرية دولية وتتكون من 26 دولة أسسها رئيس الوزراء الفرنسي بيني  Pineyسنة 1951 وتضم سياسيين ورجال أعمال ورجال نفط وسفراء وصحافيين وتعتبر C.I.A. ممولاً رئيسياً لها عبر قنواتها المختلفة، كان ظاهر العمل بالمنظمة هو محاربة الشيوعية لكن الحقيقة كانت هى تنفيذ السياسات الأمريكية غير المعلنة في كثير من الاتجاهات، وفي العديد من أنحاء المعمورة .
قتل أشرف مروان، وحامت الشبهات بقتله حول جهاز المخابرات الإسرائيلي وجهاز المخابرات المصري وجهاز المخابرات الليبي، وتوالت ردود الأقوال؛ فصرح سيبني زاميرا رئيس الموساد الأسبق قائلاً: "فقدنا أهم مصدر في التاريخ." .
وقال الرئيس حسني مبارك : "إن أشرف مروان أدى دوراً وطنياً لصالح بلاده.".
هكذا أبعد كلا الرجلين دائرة الاتهام عن مخابرات بلديهما، وبقي الاتهام معلق فوق رأس المخابرات الليبية، .. وقد التزمت القيادة السياسية الليبية الصمت؛ فالأمر لا يعنيها؛  فأشرف مروان بالنسبة لها ليس أكثر من سمسار سلاح أدى خدمات للنظام الليبي في سنوات الحصار بعد أزمة لوكربي وحصل على عمولته وانتهى الأمر .
قصة صعود أشرف مروان :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثل أى نبات طفيلي متسلق راح أشرف مروان بالفطرة والسليقة يبحث عن الرافعة التي تنتشله ليرى الشمس والهواء وينعم بالسلطة والثراء الذى تعرت منه عائلته بالقوانين الاشتراكية وتطبيقاتها المتتالية وعلى أكثر من مرحلة .. ولم يجد أشرف مروان رافعة أنسب من بنت زعيم الاشتراكية الرئيس جمال عبد الناصر الذي أغدق الفقر على شعبه بينما راح يمارس متع الحياة ورفاهية ونعومة العيش بعيداً عن الأضواء والإعلام، اللذان  قدماه لشعبه في صورة الناسك الزاهد الذي يعتمد في طعامه ـ مثل كل الفقراء ـ  على الخبز الأسمر والجبن القريش والفول المدمس.
كانت منى عبد الناصر تذهب لتلعب الراكت مع بنات خالتها على شاطئ ميامي، وانتهز مروان فرصة قرب كابينه ابنة خالته إيمان الأزهري من كابينة الخالة، وراح يختلق الأسباب ليتردد على قريبته، وينسج خيوطه حول بنت الزعيم التي كان الجميع ينفرون منها ويبتعدون عنها لأسباب عدة أهمها الرعب من بطش أبيها!!
ونجحت بنت الزعيم في تمهيد الطريق لأشرف مروان لدي والدها ليتقدم لخطبتها .. لكن والدها لم ينس توجيه رسالة إلى أشرف ووالده العميد أبو الوفا مروان بتركهم ينتظرون في السكرتارية أكثر من ساعة حتى لا تسكرهم نشوة مصاهرة الزعيم وتصور لهم أن الرؤوس قد تساوت؛ وهو ما يُنذر بما لا تحمد عقباه .
وابتلع أشرف مروان ووالده الأهانة؛ فالصيد ثمين ويستحق !!
كان اعتراض الرئيس عبد الناصر على شخص أشرف مروان انه مازال عاطلاً، ولم يتوظف بعد، وقامت العروس بتذليل تلك العقبة بالتوسط لأشرف مروان لدى المشير عامر الذي عينه ضابط بالجيش برتبة ملازم أول كيمائي بالمعامل المركزية للقوات المسلحة، في الوقت الذي كان أمثاله ينتظرون بالسنوات حتى يتم توظيفهم عن طريق القوى العاملة.
ومن فوق قنطرة الصهر رئيس الجمهورية وبالضمان الشخصي لرئيس الجمهورية حصل أشرف مروان على قرض 4000 جنية بنى بها مسكن الزوجية في الوقت الذي كان مرتبه لا يزيد عن 25 جنية (كانت قيمة القرض أربعة أمثال المهر الذي قدمه لبنت الزعيم .. قدم أشرف مروان لبنت الزعيم 1000جنية مهراً .. قدمها للرئيس عبد الناصر في علبة من الفضة مرصعة بالأحجار الكريمة) .
كان فرح بنت الزعيم فرحاً أسطوريا بكل ما تحمله الكلمة من معاني؛ فتم تركيب اللمبات الكهربائية الملونة في كل شوارع كوبري القبة، وظل عمال الكهرباء 3 أيام يركبوا تلك اللمبات،  وأفرع الزينة، وغنت في الحفل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وقامت كل من الراقصتين نجوى فؤاد وسهير زكي بزفاف العروس، وقدمت فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" اسكتش "دكتور الحقني".
بعد الزفاف بأيام صدر القرار بنقل أشرف مروان إلى مكتب الرئيس للمعلومات الذي كان يترأسه سامي شرف .. ولم أشرف مروان يحلم بتلك الوظيفة التي عبر إليها فوق جسر العروس بنت الرئيس.
.. والحقيقة لم تكن ابنة الزعيم تفرق كثيراً في تكوينها الانتهازي عن زوجها أشرف مروان ؛ فقد رأت فيه الصيد المناسب مع رقة حالها من الجمال، وقلة الحيلة والذكاء بعيداً عن غشم السلطان؛ فهي لم تستطع الحصول على مجموع في الثانوية العامة يُدخلها إحدى كليات الجامعة المصرية، وارتآى الزعيم أن يلحقها بالجامعة الأمريكية لكن مجموعها كان أقل من المطلوب للالتحاق، وحتى لا يغضب الأمريكان حليفهم في انقلاب 23 يوليو 1952 لسبب تافهة، أوعزوا إلى أحد أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتقديم اقتراح إلى إدارتها بالقاهرة باستثناء أبناء الزعماء الذين قدموا خدمات لبلادهم من شرط المجموع للالتحاق بالجامعة الأمريكية .
هكذا دخلت ابنة الزعيم الذي صدع رؤوسنا عن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص إلى الجامعة الأمريكية !! .. ولم تكن وحدها التي استفادت من هذا الاستثناء فقد أفاد منه الكثير من أبناء ضباط انقلاب 23 يوليو 1952، ومنهم بالتحديد ابنة عبد اللطيف البغدادي.

مأزق أشرف مروان:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت ابنة الزعيم هي الرافعة التي انتشلت أشرف مروان من واقعه، لكنها لم تكن الأنثى التي تملأ فراغ عينيه؛ فعندما تم إيفاده للدراسة في بريطانيا لنيل درجة الماجستير.. ارتبط أشرف مروان بعلاقة خاصة مع  سيدة كويتية من الأسرة الحاكمة‏ في الكويت، وعاش حياة الأمراء في كنفها في عاصمة الضباب في الوقت الذي كانت ‏مخصصاته التي تدفعها القاهرة له كمبعوث لا تكفي لسد نفقاته الشخصية بالكاد .. مما حدا بالقنصل المصري هناك لرفع ‏تقرير لمكتب الرئيس؛.. فجاءه الجواب بشحن أشرف مروان على أول طائرة إلى ‏القاهرة حيث جرى التحقيق معه فاعترف بالواقعة وعلّلها بغلاء المعيشة‏.
واستطاعت زوجته ابنة الرئيس مرة أخرى تليين الموقف.. والسماح له بالعودة إلى لندن لاستكمال دراساته العليا مع تعهّده بعدم تكرار هذه التصرفات في المستقبل، وبالتوجّه إلى مكتب الرئيس المصري إن احتاج أي ‏عون مادي.
لم تكن تلك الواقعة نهاية المطاف؛ فبعد وفاة الرئيس عبد الناصر تم ضبط  أشرف مروان في قضية دعارة في شقة في مصر الجديدة مع بعض أصدقائه وبعض الفنانات، وتم تسوية القضية بأوامر من مسئول كبيرّ!!

لماذا قتل ؟:
ـــــــــــــــــــ
ويبقى السؤال : لماذا قتل ؟
تقول زوجته منى عبد الناصر : " لقد دفع أشرف مروان حياته ثمناُ لكتابة مذكراته، وهي لم تكن مذكرات تحكى؛ فقد كانت دراسة بالوثائق وكان معه فريق يعمل معه .. وكان يقرأها لي، .. لكنه لم يقل لي شيئا عن دوره مع المخابرات المصرية." .

***

.. لكن المسألة في حقيقتها ليست بهذا التبسيط المخل،  فقتل أشرف مروان ـ ربما ـ ياتي في ظل صراع أجهزة الاستخبارات على التسابق على تصفية والتخلص من بعض "الكروت" المحروقة، .. لكن وفي كل الأحوال تبقى شهادات ثلاثة من القيادات التاريخية للمخابرات العامة المصرية (اللواء فؤاد نصار ـ المشير أحمد اسماعيل ـ السيد أمين هويدي) هي المربع الأول الذي يجب الانطلاق منه عند مناقشة حقيقة أشرف مروان الذي عاش عمراً من الغموض (63 سنة)، وشاءت إرادة الله أن ينتهي هذا العمر بحادث موت غامض !!



مراجع الكتاب :

ــــــــــــــــــــــ


1.       جون جي. ميرشيمر، لماذا يكذب القادة، الكذب في السياسة الدولية، ترجمة د. غانم النجار، عالم المعرفة ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد 443 ـ الكويت 2016
2.       باسكال بونيفاس، المثقفون المزيفون، النصر الإعلامي لخبراء الكذب، ترجمة روز مخلوف، دار ورد للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق 2013
3.       د. عبد العظيم رمضان، مذكرات السياسيين والزعماء في مصر 1891 ـ 1981 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة 1998
4.       فريق سعد الدين الشاذلي، مذكرات حرب أكتوبر، دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية ـ سان فرنسيسكو ـ بدون تاريخ.
5.       مجدي الجلاد ، مشير النصر .. مذكرات المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية في معركة أكتوبى 1973، دار نهضة مصر للنشر ـ القاهرة 2013
6.       د . يوسف إدريس، البحث عن السادات، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة 2009
7.       الفريق عبد المنعم واصل ، الصراع العربي الإسرائيلي.. من مذكرات وذكريات الفريق عبد المنعم واصل ـ مكتبة الشروق الدولية ـ القاهرة 2002 
8.        أمين حامد هويدي ، الفرص الضائعة .. القرارات الحاسمة في حربي الاستنزاف وأكتوبر، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ـ بيروت 1992
9.       علوي حافظ ، مهمتي السرية بين عبد الناصر وأمريكا، المكتب المصري الحديث ـ بدون تاريخ .
10.    صلاح عيسى ، رجال لهم العجب .. ذكريات . . تراجم .. دراسات .. وثائق ، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة 2010
11.    كلمة السر .. مذكرات محمد حسني مبارك ، يونية 1967 ـ أكتوبر 1973، سجلها وكتبها محمد الشناوي، حررها وقدمها عبد الله كمال، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة 2011
12.    محمود فوزي بعنوان : " مبارك والضربة الجوية في اكتوبر "، دار النشر هاتييه ـ القاهرة 1993
13.    عميد عادل يسري، رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبري، دار المعارف ـ القاهرة 1974
14.    حسين عيد، مذكرات حكمت فهمي .. أسرارالعلاقة بين السادات والمخابرات الألمانية، دار الحرية ـ القاهرة 1990
15.    بول كارل، ثعالب الصحراء، تعريب كمال الشريف، تعليق ومراجعة : فتحي عبد الله النمر ، مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة 2008
16.    احمد نوار ، نوار .. عين الصقر، قناص حرب الاستنزاف، تحرير سليمان العطار، دار الشروق ـ القاهرة 2002
17.    مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، تقديم وترجمة د. محمد حرب، ط 3، دار القلم ـ دمشق 1991
18.    كارل إي ـ ماير، شارين بلير بريزاك، صناع الملوك،ترجمة فاطمة نصر، سطور الجديدة، القاهرة 2010
19.    سيد جاد ، الحرس الحديدي، كيف كان الملك فاروق يتخلص من خصومه ـ الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط 1 ، 1993
20.    مذكرات الحاج محمد أمين الحسيني ، إعداد وتصنيف عبد الكريم العمر، الأهالي للطباعة والنشر ـ دمشق 1999
21.    عبد الله ابن الحسين، كفاحي، الأهلية للنشر والتوزيع ، مكتبة برهومة ـ عمان 1989
22.    عارف العارف ، نكبة فلسطين والفردوس المفقود 1947 ـ 1952 ( 6 أجزاء ) ـ دار الهدي ـ صيدا 1956
23.    الصاغ حسين حمودة، أسرار حركة الضباط الأحرار والأخوان المسلمين ،الزهراء  للإعلام العربي ، ط 4 ـ القاهرة 1994
24.    محمد الطويل، لعبة الأمم وعبد الناصر، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1986
25.    مذكرات صلاح سالم ، ثورة يوليو .. والسودان، إشراف ودراسة : د . أحمد زكريا الشلق، إعداد وتعليق : د . صفاء محمد شاكر، دار الكتب والوثائق القومية  ـ القاهرة  2012
26.    حسني أدهم جرار ،نكبة فلسطين .. عام 1947 ـ 1948 ، مؤمرات وتضحيات ،  دار المأمون ـ عمان 1994
27.    مذكرات عبد الله التل ، قائد معركة القدس، كارثة فلسطين ، دار الهدى، عمان 1959
28.    د. أميرة أبو الفتوح ، إحسان عبد القدوس يتذكرـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة 1982
29.    محمد فيصل عبد المنعم ، أسرار 1948 ، مكتبة القاهرة ـ القاهرة 1968
30.    محمد سعد العوضي، حسن التهامي يفتح ملفاته من احتلال فلسطين إلى كامب ديفيد، عبد الناصر .. السادات وسكين المخابرات الأمريكية ، دار ديوان ـ القاهرة 1998
31.    عبد الصمد محمد عبد الصمد ، العشاء الأخير للمشير، دار التعاون للطبع والنشر ـ القاهرة 1979
32.    سنوات وأيام مع عبد الناصر .. شهادة شامي شرف، مكتبة مدبولي ـ القاهرة 2006
33.    وجيه أبو ذكري، مذبحة الأبرياء في 5 يونيو 1967، المكتب الفني الحديث ـ القاهرة 1988
34.    المستشار محمد عبد السلام، سنوات عصيبة، مذكرات نائب عام، دار الشروق ـ القاهرة 1975
35.    مشير محمد عبد الغنى الجمسى، مذكرات حرب أكتوبر 1973، المنشورات الشرقية ، ط 2 ـ باريس 1990  
36.    برلنتي عبد الحميد، المشير .. وأنا، مكتبة مدبولي الصغير ـ القاهرة 1992
37.    صلاح البيلي، ناصر بين عامر وبرلنتي.. أكاذيب تكشفها حقائق .. أسرار رحلتي بين عبد الناصر وعامر وبرلنتي ذكريات محمد متولي السيد سكرتير المشير وحارسه الشخصي، مطبعة المعرفة ـ القاهرة 1994
38.    د. محمود جامع، عرفت السادات، المكتب المصري الحديث، ط 4 ـ القاهرة 2004
39.    اعتماد خورشيد، شهادة على .. انحراف صلاح نصر، مؤسسة أمون  الحديثة للطبع والنشر، ط 4 ،  القاهرة 1988
40.    جلال الدين الحمامصي، حوار وراء الأسوار، المكتب المصري الحديث ـ القاهرة  1976  
41.    جلال الدين الحمامصي، أسوار حول الحوار، المكتب المصري الحديث ـ القاهرة 1984
42.    فاروق فهمي، اعترافات شمس بدران .. مؤامرة 67 ، دار أمون للطبع والنشر .
43.    منير مطاوع ، سعاد حسني .. سندريلا تتكلم، الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة 2002
44.    جنجاة عبد المنعم حافظ ، سعاد أسرار الجريمة الخفية ، دار روائع للثقافة والنشر ـ القاهرة 2016
45.    عمرو الليثي، العميل بابل، قصة صعود وسقوط أشرف مروان، دار الشروق ، ط 2 ـ القاهرة 2009



صحف ومجلات :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1.  جريدة الشمس عددا 11 يناير، 8 مارس 1935
2.       مجلة المصور، 75000 يهودي يهاجرون رغم أنف السلطات الفلسطينية، العدد 1135، 12 يوليو 1946
3.       جريدة الأهرام، العدد 22436، 5 ديسمبر 1947
4.       جريدة الأهرام، العدد 22436، 7 ديسمبر 1947
5.       جريدة الأهرام، العدد 22441، 10 ديسمبر 1947
6.       مجلة أكتوبر، مقال المستشار عبد الحميد يونس، بعنوان: "وليمة شهية بغير طعام "ـ العدد 538 بتاريخ 15 فبراير 1987
7.       جريدة الأهرام ، مقال عزت السعدني بعنوان : "الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت جرينيتش"، بتاريخ 14 \3 \ 1998
8.       مجلة روز اليوسف، مقال مديحة عزت، بعنوان: "من ينقذ سعاد حسني من "البهدلة" في شوارع لندن؟!"، العدد رقم 3794  بتاريخ 24 قبراير 2001
9.       جريدة المصري اليوم، حوار : محمد السيد صالح  بعنوان: " االلواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة الأسبق »:السادات اختارني مديراً للمخابرات لتنفيذ اعتقالات سبتمبر فوافقت علي المنصب ورفضت المشاركة في الحملة "١-٤"، ـ العدد ١١٢٨، الاثنين ١٦ يوليو ٢٠٠٧