الأستاذ سيد قطب |
للحقيقة .. لا لسيد قطب ..
ياسر بكر يكتب : اصمت يا نمنم .. واستر حالك
يا رجل !!
قتل الأستاذ سيد قطب .. شنق الرجل مظلوماً
بغير جريرة ولا ذنب ؛ .. فلم يكن هناك تنظيماً في واقع الحال، .. بل
كان صراعاً بين الأجهزة لكسب رضاء طاغية على جسد وطن مُثخن بالهزائم والأوجاع !!
.. ولم تفلح توسلات الأطباء بعدم جواز شنقه؛
فالرجل مريض وفي حالة متردية، .. التقارير الطبية تشير إلى اقتراب أمر الله، ومع
ذلك أصر الرئيس عبد الناصر على إعدامه شنقاٌ في سنة 1966 بعد محاكمة هزلية غابت
عنها ضمانات العدالة .. تجاهل الرئيس عبد الناصر الأسباب التي أصدر بها قراره بالإفراج الصحي عنه فى عام 1964. . رفض الرئيس
عبد الناصر تقارير الأطباء عن حالة الرجل ورفض وساطة بعض الحكام العرب، مبديا ندمه
لكونه لم يشنقه فى أحداث سنة 1954 !! حتى أصبحت رأسه معلقة بيد سيد قطب ـ على حد
قول الرئيس عبد الناصر ـ.. كان الرئيس عبد الناصر قد جعل الشعب أسيراً للخوف ولم
يعد هناك ما يخافه الرئيس عبد الناصر سوى الخوف ذاته بعد الهزائم المتتالية والتي
انسحب منها دون أن يحقق انجازاً ؛ .. فكان إعدام الرجل المريض ظلماً رسالة بحروف
الدم إلي شعب مصر .
مات سيد قطب، ترك الدنيا بغير عِقب يحمل اسمه
أو يتبنى فكره ويدافع عن قضيته؛ .. تبني فكره بعض الشباب الغر الذين أساءوا للرجل
لصالح توجهات مشبوهة، أو تحقيق أغراض تم اختراقهم من أجلها بهدف الإساءة للرجل
بصفة خاصة، وتنفيذ مخططات مشبوهة تمزق وحدة الجماعة وتسيء للدين الإسلامي بصورة
عامة !!
كان أخر من شاهد الأستاذ سيد قطب قبيل دقائق
من إعدامه النقيب فؤاد علام الذي تولى أمر نقله من السجن الحربي إلي سجن الاستئناف
حيث تم تنفيذ الحكم.. نقل النقيب فؤاد علام عن الشهيد سيد قطب ما يصعب تصديقه،
وخاصة أننا نعرفه، ونعرف الحكاية الحقيقية لما أسماه مذكراته عندما صار لواء
متقاعد والتي أطلق عليها عنوان : " أنا .. والأخوان" .. ونعرف أيضا دور
الزميل الأستاذ كرم جبر في صياغتها، ونعرف دور فريق مكتب الناشر في انتحال بعض وقائعها
.. ونعرف أن تلك المذكرات لم تكن سوى كراسة مدرسية ذو غلاف أحمر تحوي بعض أسماء
ضحايا الرجل في أقبية ممارساته اللا قانونية !! .. ونعرف كيف تم التدخل الصحفي في
ثناياها لتحمل سمت وصفة "المذكرات"!!
كان الافتراء على الأستاذ سيد قطب سمة من
يرغب في حظوة لدى النظام، وهو ما أدركه مبكراً الأستاذ حلمى النمنم الذي قبض
المكافأة الكبرى بـ "استوزاره" أخيرا، وبدلاً من أن يقدم النمنم خطة
لعلاج حالة التردي الثقافي في مصر منذ أن احتكرت الدولة " دور الناشر "
وقصرته على النشر للمحاسيب من بائسي الموهبة من أفراد " الحظيرة " على
حد تعبير فاروق حسنى !!
.. ففي يوم 19 سبتمبر الحالى نشر أحد المواقع
الإليكترونية مقالاً بعنوان : "حلمي النمنم.. الوزير الذي كسر أصنام البنا وسيد قطب "
وذكر كاتب المقال أقوالاً نسبها إلي وزير الثقافة ـ لو صحت ـ لمثلت جريمة أخلاقية؛
فقد نسب إلى النمنم أنه أوضح أن الأستاذ سيد قطب كان " دميماً "، ولا
ندري هل يعيب النمنم على الخلقة ؟!! أم أنه يعيب على الخالق سبحانه وتعالى ؟!! ،
أم أنه مجرد استنساخ من وصف الوضيع نجيب محفوظ للرجل في " المرايا" في شخصية اسماها " عبد الوهاب اسماعيل " .. ادعي نجيب محفوظ أنه ذهب لتهنئة الأستاذ سيد قطب بالإفراج .. ـ نجيب غير مجامل ولم يعرف عنه القيام بدور اجتماعي أو تبادل التزاور مع الآخرين ـ لكن الحقيقة أن الزيارة كانت بتكليف بهدف كتابة تقرير أمني للمسئولين عن ما آل إليه فكر الرجل فقد كان نجيب محفوظ على رأس "التنظيم السري للثقافة " الذي كان يشرف عليه الرئيس جمال عبد الناصر وكان نجيب محفوظ فيه بدرجة "كبير بصاصين ".
ويضيف كاتب المقال
منسوباً إلى النمنم أن الأستاذ سيد قطب
كان : "عاجزاً جنسياً" ، ولا ندري كيف آلت المعلومة لسيادته ؟! .. ويا
تري هل لديه تقارير طبية عن حالة الرجل(يرحمه الله)؟ !! أم أنه يترك لظنون السوء أن
تذهب بنا بعيداً !!!.. وللكوميديا السوداء أن تبذر نكاتها اللاذعة والتي تدور في
مجملها : "أن السر يكمن في كرسي وزير الثقافة !! "، .. وهو ما ننزه الوزير
عنه لسابق معرفتنا به خلال سنوات زمالتنا في مجلة المصور .
ويضيف كاتب المقال منسوبا
إلى النمنم أن الأستاذ سيد قطب كان سكيراً
في بداية حياته، ونحن نعرف مصدر تلك المعلومات التي استقاها من رجلين لم يرقيا يوما
إلى مستوى "العدول " أحدهما اللص الثقافي عباس خضر، وهذا العباس خضر له
واقعة غريبة بعد وفاته إذ أراد الله أن يقيض من ينبش قبره ويهتك ستره ويفضحه ، ففي
أوائل التسعينيات من القرن الماضي قام الزميل الأستاذ علاء عريبي المحرر الأدبي
بجريدة " الوفد " بعمل تحقيق صحفى عن السرقات الأدبية ونظراً لخطورة
المعلومات التي جاءت في التحقيق كتب الأستاذ رجاء النقاش في مجلة " المصور"
يحذر من خطورة الظاهرة، وانضم الزميل الأستاذ محمد القدوسي المحرر الأدبي بجريدة
"الشعب " إلى الحملة، واستشهد الجميع بواقعة محددة مفادها أن لصاً
ثقافياً يدعى يسري البشري قد سرق تحقيق كتاب "البخلاء" للجاحظ الذي أعده
الأستاذ عباس خضر ونسبه إلى نفسه!! وسارعت أسرة عباس خضر إلي القضاء لحفظ حقوق
الملكية الفكرية لعميدها التي آلت إليهم بالميراث، وطالبت بتعويض قدره مليون جنية،
.. وكانت المفاجأة أمام محكمة جنوب القاهرة وحيث قررت المحكمة أن كلا من يسري
البشري وعباس خضر لصين ثقافيين سرقا الجهد الأدبي والعلمي لمحقق العمل الحقيقي وهو
الأستاذ طه الحجري !! .. هذا هو أحد مصادر النمنم في استقاء المعلومات عن الأستاذ
سيد قطب .. لص ثقافي !!
المصدر الثاني : هو
الأستاذ سليمان فياض عضو الحزب الشيوعي المصري الذي تأسس في أقبية المحافل
الماسونية علي يد الصهاينة جوزيف روزنتال وهنري كورييل .. وهذا يكفي لنعرف حقيقة
الرجل الذي تم جذبه بالجنس وتجنيده بالنظرية للتفريط في قضايا الوطن ؟!!
أي أن معلومات النمنم عن
الأستاذ سيد قطب مستقاة من لص ثقافي وآخر يعاني عطباً أخلاقيا ووطنياً!!
النقطة الأخيرة التي ذكرها كاتب
المقال منسوباً إلى النمنم أنه يرى تراجع "الأمانة العلمية" لدي الأستاذ
سيد قطب إلى أقصى حد، وهو الأمر الذي يرى سيادته أنَّه يدخل في باب "السرقات
العلمية"..؛ـ فإن صح ما نسبه كاتب المقال إلي وزير الثقافة ـ ؛ فنحن نقول للسيد
" المستوز " مهلاً يا راجل ..، لقد صدر كتابك عن الأستاذ سيد قطب بعنوان
:"سيد قطب .. وثورة يوليو " عن
دار ميريت للنشر والمعلومات في سنة 1999، وظهر التشابه الكبير بين محتوى ما كتبت وما سبق أن أوردته إصدارات سابقة
علي كتابك بسنوات ـ منها علي سبيل المثال لا الحصر ـ مؤلف الأستاذ محمد حافظ دياب
في كتابه بعنوان : " سيد قطب ..الخطاب والأيدلوجيا " الصادر عن دار
الطليعة في 1 يناير 1988، وما ذكره الأستاذ شريف يونس في أطروحته لنيل درجة
الماجستير بعنوان:"سيد قطب والأصولية الإسلامية " الصادر عن دار طيبة
للدراسات سنة 1995 ، وما كتبه الأستاذ عادل حمودة بعنوان :
" سيد قطب من القرية إلى المشنقة ..سيرة الأب الروحي لجماعات العنف " التي
صدرت طبعته الثالثة عن دار الخيال في يوليو 1996 .
وقد خلت صفحات كتابك من الإشارة لتك
الكتابات سوى من إشارتين هزيلتين في ذيلي صفحتين، ودون أن تورد في خاتمة الكتاب
قائمة بمصادر البحث أو مراجع الكتاب !!
.. بالتأكيد نحن لا نتهم السيد نمنم
بالسطو على جهود الآخرين ـ لا سمح الله ـ ولكننا ننعش ذاكرته فقط .. وننبه سيادته
إلي أنه ربما سهى أو نسي فلم يتذكر ، وجل من لا يسهو .
يبقى الأهم : وهو عن إشكالية عنوان
كتابه : " حسن البنا الذي لا يعرفه أحد " ؛ وتشابهه مع العنوان الذي
اختاره الزميل المرحوم محمود عوض لكتابه الصادر عن دار أخبار اليوم بعنوان :
" أم كلثوم التى لا يعرفها أحد " .. فقد أخذ النمنم العنوان كما هو، ولم
يكلف خاطره سوى أن أبدل اسم " أم كلثوم " بـ " حسن البنا "..!!
يا سيد نمنم .. يا أبو مهاب : من فضلك
اصمت قليلاً يا رجل ، واستر حالك، وتدبر أمرك، واشغل نفسك فيما يفيد!! ولا تتبع
عورات الناس ؛ فيتتبعون عوراتك ويفضحونك في جوف وزراتك !!