الاثنين، مارس 21، 2016

ياسر بكر يكتب : في نقابة الصحفيين .. دموع رجل تافهة !!

 ياسر بكر يكتب : في نقابة الصحفيين .. دموع رجل تافهة !!

النقيب قلاش يشكو لطوب الأرض من أن الجمعية العمومية التي انتخبته قد انفضت من حوله اليوم وأدارت له ظهرها ؛ فلم تسفر الدعوة لانعقادها مرتين سوى عن تلبية عدد هزيل  لا يتجاوز .. النقيب قلاش يعرف الحقيقة ويضع يده على موطن الداء ومحل العلة، لكنه يرفض الإفصاح عنها ضمن أسلوب نموذج ناصري تم التدريب عليه في أندية الفكر الناصري ومحافله يرى دائماً أن العيب في الآخر .

كنت قد كتبت في هذا المكان في يوم الثلاثاء 24 مارس 2015 فور الإعلان عن فوز النقيب قلاش مقال بعنوان: " انتخابات نقابة الصحفيين .. قراءة هادئة في ملفات صاخبة "، وقلت فيه نصاً وبالحرف الواحد:


"بالنسبة لمنصب النقيب كان الفارق بين المرشحين الأكثر تنافسية هامشياً فكل من رشوان وقلاش ينتمى إلى تيار عالى الضجيج خاوى من المعنى أسموه بـ "الناصرى " ، وقد خاضا الانتخابات تلبية لصراع حزبى ناصرى بين تيارين متصارعين بشعارات نقابية!!

.. الفارق بين رشوان وقلاش هو اختلاف النشأة والبيئة الحاضنة .. رشوان رجل صعيدى خشن اللفظ، يتبنى أنماط ثقافية موروثة من العنف تُعلى من قيم العصبية القبلية وتُثمن مفرداتها التى يعبر بها عن خطابه، وقد أنعكس ذلك فى صدامات كان يمكن تجنب بعضها تتعلق ببعض المشكلات الصغيرة .. لكنها طبيعة البيئة الحاضنة فى صعيد مصر وهى بيئة ذات طبيعة وعرة ومناخ شديد الحرارة والقسوة، فضلاً عن كونها محددة المساحة ضيقة الحدود .. صارمة الكيان يحدها الجبل حيث المجهول والخوف غير المحدد الملامح .. والنهر حيث الخطر؛ فالنيل كما هو واهب الحياة هو واهب الموت بما يجعل الاختيارات محدودة ، وتغرس قسوة المناخ الحمية فى أهلها وهى قد تتحول إلى رعونة إذا لم تخضع لحكمة الترشيد !! .. للأمانة دفع الأستاذ رشوان فاتورة أدائه الخشن ، وأيضا الأداء غير المنضبط لبعض أعضاء المجلس الذين أغراهم تغيبه عن النقابة، وإغلاقه الدائم لهاتفه المحمول بالتمدد فى الفراغ ، وقد أسفر أداؤه فى نهاية دورته عن اللا شئ !!

.. وقلاش منوفى من إحدى القرى الصغيرة فى مركز منوف ، والمنوفية بطبيعتها محافظة طاردة للسكان، ..وجغرافيا أرضها ذات طبيعة منبسطة وهو ما منح البشر فيها سمات تقترب من هذه الطبيعة فهم هادئون طيبون ربما بسبب الحضور الدائم للخضرة والماء واعتدال المناخ ، ولكنهم غير مباشرين، وملتوون بنفس القدر من التواء الترع الصغيرة والطرق التى يسيرون عليها، وهو ما يطلق عليه " خبث الفلاحين " الذى يفتقد المباشرة فلابد من لزوم ما يلزم من التمهيد والمقدمات الطويلة والديباجات، التى يكون هدفها الرغبة فى الحصول على منفعة دون عطاء" .


.. أعتقد ( والله أعلم ) أن أداء قلاش سيكون محوره الالتفاف والمراوغة دون صدام ، لتنهى دورته ـ مثل سابقه ـ دون أن تسفر عن شئ سوى بعض الشعارات الرنانة التى قد تُسقطه فى مأزق فقدان المصداقية "

الحمد لله صدقت النبوءة ، ولم يفعل النقيب قلاش شيئا ولم يجني سوى فقدان المصداقية ، فقضية الأجور ـ على سبيل المثال ـ هى الجزرة التى يتم التلويح بها فى كل الانتخابات منذ أربعين عاما لينتهى الحال ببضع جنيهات تضاف إلى البدل وإلى المعاش .. ولم تسفر قضية الحريات العامة وحرية الصحافة عن شيء ذي قيمة .. قبل أن يصل النقيب قلاش إلي كرسيه .. خلع مجلس النقيب رشوان آخر ورقة توت تستر عوراته بالاجتماع بالرئيس المعين من قبل قائد الجيش الرئيس عدلي منصور متعهداً بما أملاه عليه صناع 30 يونية، وجاء مجلس قلاش ليسير على نفس الخط ؛ فقدم السبت والأحد وكل أيام الأسبوع ولم يحصل لنا أو للنقابة على شيء .. فلم يسمح له حتى الآن بممارسة أبسط الأدوار النقابية في دعم الصحفيين السجناء أو تقديم رعاية كريمة لأسرهم .. وكانت هتافات الطفلة ابنه الزميل السجين  الأستاذ إبراهيم الدراوي علي سلالم النقابة يوم 3 مارس 2016 والتي أبكت المارة في شارع عبد الخالق فرددوا ورائها الكلمات التي أبكت البعض .. ولم يعر النقيب الأمر اهتماماً .. ولم يتباكي النقيب سوى على إهمال الجمعية العمومية له !!

.. حتى لا يفهم البعض خطأ أنني أدعو إلى صدام مع النظام القائم ـ لا سمح الله ـ أؤكد أننا وكما تعلمنا من الكبار أنه لا بأس من بعض الموائمات التي لا تخل بالثوابت وتحقق بعض المصالح ، ولا ضير من قليل من الولاء في ظروف الضرورة بما يجلب نفعاً ويدفع ضراً .. فمنذ قرار إنشاء النقابة في 31 مارس 1941 الذي أصدره عدو الشعب إسماعيل صدقي والذي نشر في الجريدة الرسمية في 1 ابريل 1941 وتخصيص حق انتفاع بقطعة أرض من أملاك محافظة القاهرة بإيجار سنوي واحد جنية، وهي الأرض المقام عليها مبني نقابة الصحفيين الحالي .. والنقابة كيان لا يتحرك بمعزل عن الدعم والتوجيه الحكومي، قد تحدث بعض الفورات مثلما حدث مع أزمة تحويل النقابة لنادي عام 1979 أو أزمة مشروع قانون تنظيم الصحافة رقم 93 لسنة 1993 لكنها في النهاية أزمات يتم احتوائها بمعرفة مختليقيها، وتوظيفها في التلميع الورنيشي لشخص النقيب الحكومي وإحياء " أسطورة البطل " !!

وقد يحدث بعض الخروج عن النص فتتولى أجهزة النظام عملية التأديب و"قرص الودن " مع اسناد دور للنقابة والفارس الحكومي " النقيب " في عملية تخدير الوعي ودغدغة المشاعر من خلال تقديم بعض الرعاية وبعض المساعدات العينية ( مأكولات وملابس وأغطية ) والمالية والعقاقير الطبية والمساندة القانونية مثلما حدث عند القبض على الزميل عادل حسين (يرحمه الله )، والأساتذة الزملاء الدكتور حلمي مراد، وعلي القماش، وصلاح بديوي أو تصعيد الأمور إلى مستويات عليا عندما ارتكبت بعض التجاوزات بحق الزميلين الأستاذين مدحت الزاهد ومحمد السيد سعيد ( يرحمه الله )، وسابقة إحالة الزميل عبد الستار أبو حسين إلي القضاء العسكري .

النظام القائم قد ضن على النقيب الحالي قلاش بما يسمح له بالتلميع الورنيشي الزائف رغم كل ما فعله من إظهار الحب من طرف واحد والتمني أن ينال وصلاً على طريقة أغنية " هاتولي حبيبي"  في العيد الماسي للنقابة التي سجن بعض أعضاء من جمعيتها العمومية .. بل تعنت النظام مع مرضى منهم في حقهم الدستوري في الحصول على العلاج .. زاد من مأزق النقيب قلاش توقعات أنه ربما يُذبح نقابياً في مارس 2017 بيد العجوز مكرم محمد أحمد صديق الصهاينة  وأحد عساكر المراسلة في النقابة الذين يفهمون حدود الدور المرسوم ويجيدون تنفيذه، وبسكين حكومية تم شحذها في أقبية الدولة العميقة .


يا سيادة النقيب قلاش : كفارة يا رجل .. استغفر لذنبك، وليسعك بيتك، ولتبك على خطاياك .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق