الأحد، مارس 13، 2016

ياسر بكر يكتب : يا أحمق .. إلا رسول الله!!

ياسر بكر يكتب : يا أحمق .. إلا رسول الله!!


في مصر .. وفي مجتمع الذرات التي تربطاها ببعضها آلاف من مصالح الفساد المتشابكة التي يصعب الفصل بينها.. صار أغلب الأفراد المنتمين إليها أقرب إلى كتلات العفن التي لا يجدي معها الكثير من الإجراءات المضادة مع افتراض حسن النوايا وإخلاص الإرادة ، ففي أفضل الحالات قد تصيب المقاومة وإرادة الممانعة حزب الفساد ببعض التشققات التي لا تنهيه وسرعان ما تلتئم ليعود أكثر قوة وعتواً في الفتك !!

.. وفي كل الدنيا تنتهج المجتمعات التي أصابها عفن الفساد غالباً سياسة التسويات والانتقاء وإمساك العصا من الوسط بهدف إيجاد سياسات توفيقية تلفيقية يغلب عليها طابع " الترقيع "، وغالباً ما تهدف تلك المحاولات التأثير في السياسات العامة وغرس بعض القيم البديلة بما يحقق بعضاً من مصالحها !!، لكن عندما يتعاظم الآمر فغالباً ما يتسع الخرق عل الراتق؛ لأن التجربة علمتنا أنه يمكن تزييف بعض حقائق الواقع لبعض الوقت ، لكنه لا يمكن تشكيل واقع مزيف بالكامل ولكل الوقت .

 .. وقد اطلعت على الكثير من الآراء بشأن حماقة المدعو بالمستشار أحمد الزند في الإساءة غير المبررة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، .. ولم أكن عازما على الكتابه في تلك القضية لأسباب تخصني، ومن أهمها أنني قد كونت عقيدتي منذ سنوات وأيقنت أن مثل تلك التصريحات ليست كاشفة عن فساد الكثير من تلك الآراء وفساد الفكر والعقول الذي صدرت عنه بقدر ما هي كاشفة عن فساد مؤسسة الحكم وعدم أهليتها !!، فالتعليقات كلها تقريباً تنحى إلى قطع النهايات الطرفية للأخطبوط الذي جاء إلينا متغلباً بالشوكة والغلبة العصبية لإحدى مؤسسات الدولة التي لا يحق لها العمل بالسياسة وممارسة آليات الحكم .. والمقصود بالنهايات الطرفية للأخطبوط  الأشخاص والكيانات التي تمارس السفهه والحماقة دعماً للنظام القائم دون تعقل أو روية مثل المستشار أحمد الزند وحلمي النمنم وزير الثقافة وأمثالهم كثيرون في دوائر البيروقراطية !!

وعندما ألصق صفة الحماقة بالزند ؛ فإنني لا أسبه أو أقذف في حقه ـ لا سمح الله ـ فالرجل يدعي تطويع القانون وإخضاع إرادة القائمين عليه لما يمليه عليهم في زمن أذل الحرص أعناق الرجال !! ، ولكن لا مناص أمامي من أن أصفه، ولا محيص ولا مهرب من ذلك، فقد علمنا الكبار أن : " الحكم على الشئ فرع من تصوره"؛ فكان لا بد من نعته بالحماقة ؛ حتي يمكن تصوره وتقديم قيداً ووصفاً لما اقترفه .
ولما كنت قد قدمت قيداً ووصفا لنعته بالحماقة فكان لزاماً علي أن أقدم حيثيات إلصاق الحماقة بمسلك رجلاً مستوزراً ، وتخلص تلك الحيثيات في :

أولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم بين يدى الله سبحانه وتعالى؛ فلا حول ولا قوه ولا قدرة للزند في إنفاذ ما ادعى فعله سوى أحد أمرين : أن الرجل مسه الجنون بما يستوجب توقيع الكشف الطبي عليه لاستبيان مدى أهليته، أو أن الرجل اعترته الحماقة والرعونة وذلاقة اللسان التي حملته علي التفوه بساقط القول بما لا يتفق وسمت القاضي؛ بما يستوجب عزله .

ثانياً : لو كان الزند يبتغي تمثيلاً ويمتلك من الشجاعة قدراً ـ ولله ورسوله المثل الأعلى ـ فكان من الأقرب إليه والأكثر قبولاً لدى من يخاطبهم من الجماهير عبر الإعلام أن يقول : " أنه يسجن رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية لو أخطأ " ، لكنه أجبن من أن يفعلها أو ينطق بمثلها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

 ثالثاً : إن تقولات الزند تنطوي على إنكار المعلوم من الدين بشان خصوصية النبي لقول المولى سبحانه وتعالى : ( ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) بما يستوجب عزل الزند ومحاكمته بتهمة ازدراء الآديان .

يا سادة : لا تنشغلوا بذَنَب أحمق لا قيمة له ولا وظيفة سوى الاهتزاز رقصاً لسيده، والتمايل طرباً لولى نعمته، ورفع العقيرة بالسباب لكل من اختلف معه؛  .. فعزل وزير لن يغير من الأمر شيئا؛ فكثير من أمثال الزند قد طواهم النسيان بعد أن انطلقوا في بدايتهم  كالصاروخ ترهاتهم وحماقاتهم، وسقطوا بعد أداء أدوارهم كعصا القش المحترق في مزابل التاريخ.. أو بمعنى أخر أطلوا علينا في البداية برأس تنين وانتهوا بعد أداء أدوارهم  مثل ذيل سحلية في شقوق الخرائب !! .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق