الخميس، مارس 31، 2016

ياسر بكر يكتب : إحسان عبد القدوس وثقافة العهر !! ( الحلقة الثانية )



ياسر بكر يكتب : إحسان عبد القدوس وثقافة العهر !!
( الحلقة الثانية )
قد يتبادر إلى ذهن البعض خطأ أنني أقصد بـ " ثقافة العهر " كتابات البورنو Porno الإباحية التي دأب عليها إحسان عبد القدوس في أغلب أعماله تقريباً وبرع فيها وذاع صيته وحقق من ورائها الشهرة والثروة؛ فهذا جزء من كل، وقليل من كثير، .. ولكنني قصدت  بـ " ثقافة العهر " حالة بعينها تتخلى فيها الكتابة عن شرفها؛ فتهتك عرض الكلمات، فتخرج مدرجة بدماء الأحبار السوداء؛ فتصنع الأباطيل وتروج للأكاذيب وتزيف الحقائق ويزور التاريخ ويصبح الكاتب مجرد "شماشرجي" .. تحت الطلب ورهن إشارة من يدفع أو يملك استطاعة الوعد أو يمتلك القدرة على الوعيد !!

ليس معنى هذا أنني أقر ذلك النوع من كتابات "البورنو Porno " الإباحية التي تفوق مخازي الشيخ " صادومة " في انتهاك مكمن العفة؛ لكونها تعلو أرفف المكتبات في وضح النهار وتنتقل عبر التكنولوجيا إلي البيوتات ويحظي مروجوها بشتى أشكال التكريم والحماية تحت ما يسمى كذباً بـ " حرية التعبير "!! .. ولا يعني هذا أنني راض عنها.. تلك الكتابات التي يغلب عليها إثارة الغزائز ومخاطبة الشهوات وتسليع بضاعة الزنا والترويج لطرائقه والتي تعد أحد أهم أساليب الإلهاء للتلاعب بوعي الشعوب وإحكام السيطرة على مقدراتها كأحد أضلاع الثالوث : المال ، الجنس، المخدرات !!

.. ولا أُنكر أيضا أنني قد قرأت معظم كتابات إحسان عبد القدوس في سنوات مراهقتي، وإلا لما كان هذا المقال، ولا أُنكر أيضا أن تلك الكتابات بقدر ما أسهمت في إنعاش أحلام صحوي ويقظتي النهارية بقدر ما أمرضتني بعشق مضاجعة عرائس الخيال !!، وكانت عونا للشيطان على ضعفي الإنساني في أضغاث منامي، .. كان الفراغ قاتلاً في بلدتي تلوانة إحدي القرى المهملة في جنوب المنوفية، وكان النهار سمجاً مثل تنطع القرويين، والليالي حبلى بكل أنواع المخاوف والمخاطر والمواجع، .. وكان حلم الخلاص من ذلك الواقع المُزري يبدو رمادياً شائهاً، يلوح تارة في الأفق ويختفي تارة وراء الغمام أو يغطس في ثنايا البؤس تارات .. كانت بطلة عرائس الخيال ونداهة "الفانتاسي Fantasy " دائما "شادية" المُهرة الريفية البيضاء !!

قد يقول قائل أن الجنس أحد مكونات حياة البشر، ومن الطبيعي أن تبدو مخايلاته في الآداب الإنسانية كأحد أساليب البناء والتصاعد الدرامي للوصول إلي ذروة الحدث،  وهذا حق فأنا لست توظيف الجنس لنقل المعلومة وتحقيق المعرفة دونما سقوط في مستنقع سوقية اللفظ وإسفاف المعني لمن أراد الأدب، فالأدب أحد اشتقاقات فعل التأديب وليس الإباحية وكتابات البورنو Porno، وليس هناك أرقي وأعلى من التعبير القرآني في الآية الكريمة : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ـ آية 223 البقرة ـ ، وكما علمنا الكبار : "أن نكتب ما تقرأه العذراء في خدرها فلا يقبح عليها"، وقد تعامل التراث بحرية ووعي وانفتاح مع تلك الأمور دون إسفاف وابتذال سقط فيه مروجي الإباحية الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين شبابنا فنجد على سبيل المثال كتاب في القرن التاسع الميلادي بعنوان: "رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه " لأحمد ابن سليمان باشا الشهير بإبن كمال باشا الذي يتناول فيه قضية الجنس وفقا للمعارف المتاحة في عصره ويبدأ كتابه بتقديم جاء فيه : " لم أقصد به إعانة المتمتع الذي يرتكب المعاصي، بل قصدت إعانة من قصرت شهوته عن بلوغ نيته في الحلال الذي هو سبب لعمارة الدنيا " ، وفي السياق ذاته يأتي كتاب الإمام جلال الدين السيوطي بعنوان : " الرحمة في الطب والحكمة " وفقاً لعلوم زمانه ومعارف أوانه، ويندرج تحتها أيضا كتاب أبي حامد الغزالي بعنوان: " إحياء علوم الدين " في فصله المعنون بـ "كتاب آداب النكاح" .

إحسان عبد القدوس
لم يكن إحسان عبد القدوس يوماً مُبرأ من " ثقافة العهر " فقد كان موصوماً دائما بما أحاطت به شبهات كثيرة؛ فقد ورد أسمه ضمن سجلات "المصاريف السرية " لحكومات ما قبل انقلاب 23 يوليو 1952 هو والسيدة والدته والزوج الثالث للسيدة والدته قاسم أمين !! تلك السجلات التي كشف عنها الصاغ صلاح سالم وزير الإرشاد!! 

ولم يكن عبد القدوس بعيداً عن شبهات طوقت عنقه حول دعم الإرهاب لحساب "الحرس الحديدي " والإقرار الفعلي للاغتيال السياسي أحقر الوسائل لحسم الخلافات في الأفكار والأراء ووجهات النظر المتباينة رغم التشدق بدعاوى الديمقراطية بإيواء المشبوة حسين توفيق في منزله وفي قلب غرفة نومه، وهو ما صاغة في روايته بعنوان : "في بيتنا رجل " وأقر به صراحة في كتاب بعنوان : " إحسان عبد القدوس .. يتذكر " للدكتورة أميرة أبو الفتوح ، يقول عبد القدوس : 

" ولم يعتبر حسين نفسه في بيته فحسب ، بل وجد نفسه شريكاً في أقدس مكان بالنسبة لكل زوج ... لقد تحول إلى شريك لي ـ برضاى الكامل ـ في حجرة نومي .. !! " ص 90 ، 91 .

.. والحقيقة أنه لم يكن وراء مقتل أمين عثمان باشا دوافع وطنية كما ادعى إعلام القتلة، ولم يكن الرجل بالسوء الذي صوروه به، وكان مقتله ضمن عمليات تصفية حسابات لحساب القصر والملك تمت بنجاح بينما فشلت ثلاث محاولات مماثلة لقنص النحاس باشا ولنفس الأسباب قام بإحداها المشبوة حسين توفيق وبالثانية ذئب الحرس الحديدي أنور السادات وبالثالثة مصطفى كمال صدقي وعبد الرءوف نور الدين ضباطا الحرس الحديدي بتفجير سيارة ملغومة بجوار مسكنه.

يروي محمد ابراهيم كامل وزير الخارجية الأسبق وأحد المتهمين في قضية اغتيال أمين عثمان المقيدة برقم 1129 لسنة 1946 عابدين في كتابه بعنوان : " السلام الضائع في كامب ديفيد " كيف تم اختراق جماعة حسين توفيق بمعرفة ذئب الحرس الحديدي أنور السادات، وتحويل مشاعره من مقاومة الإنجليز إلى قتل أبناء وطنه يقول محمد ابراهيم كامل:

" عرض عمر أبو عليّ على حسين توفيق أن نتقابل مع بعض ممثلي الجمعيات الأخرى، للتفاهم حول كيفية تحقيق التعاون بيننا، ولم تمض أيام قلائل حتى تم اللقاء في أحد المقاهي الكائنة بميدان الأوبرا وقابلنا أنا وحسين توفيق عمر أبو علي الذي قدم لنا شاباً كان يرافقه لفت نظري أنه يكبرنا في السن، كان أسمر اللون ممشوق القوام ذا شارب ضخم وصوت أجش عميق النبرات إلا أنه كان يلبس ثياباً غريبة إذ كان يرتدي بدلة رمادية داكنة وتحتها صديري فاتح به مربعات حمراء وربطة عنق فاقعة اللون وقدمه لنا عمر أبوعلي بأسم  أنور السادات .

أدخل السادات على تفكيرنا تعديلاً لم يكن واردا، وهو أن الطريقة الفعالة لتحقيق أهدافنا هي القضاء على الزعماء المصريين المتعاونين مع الإنجليز، وأننا إذا تمكنا من اغتيال عدد منهم فسيأتي اليوم الذي لن يجد الأنجليز مصريا واحدا يتعاون معهم في حكم البلاد . "

بقية القصة يكملها سيد جاد ضابط الحرس الحديدي في كتابه بعنوان: " الحرس الحديدي، كيف كان الملك فاروق يتخلص من خصومه" يقول سيد جاد :

" تم تهريب حسين عن طريق أحد ضباط الحرس الحديدي ( عبد الرءوف نور الدين ) الذي أعطاه سترته الرسمية ليرحل بها " ص 153

يعني العملية كلها تمت لحساب " الحرس الحديدي " ولم تكن لدوافع وطنية ولا يحزنون وأن الحرس الحديدي هو الذي دبر عملية القتل لحساب القصر والملك وهو الذي قام بتهريب القاتل وإعداد صكوك تبرئة الباقين عن طريق خطف أوراق القضية وتمزيق صفحاتها، وهذا يقدم لنا تفسيرا : لماذا لم يكرم السادات المستشار محمد صادق حمدي الذي برئه في الوقت الذي كرم فيه كل من جاء اسمه في مسيرته التي خلط بينها وبين تاريخ الوطن بداية من سائق قرية نبروه وانتهاء بعبد الستار أبو حسين قهوجي قرية سنتريس؟! ويفك الخيوط المتشابكة عن علاقة عبد القدوس بالحرس الحديدي وتنظيم الضباط الأحرار أحد امتدادته، وأيضا علاقته بالحزب الشيوعي المصري الذي قام سعد كامل أحد أعضائه بنقل المشبوة حسين توفيق فور هروبه إلي منزل عبد القدوس .. سعد كامل زوج ماري روزنتال اليهودية الإيطالية التي أسمت نفسها ـ فيما بعد ـ نائلة كامل شقيقة جوزيف روزنتال مؤسس الحزب الذي أرسى مبادئه هنري كورييل الذي رفع شعار : " إجذب بالجنس وجند بالنظرية " وهو الدور الحقيقي الذي مارسه عبد القدوس في كتاباته طوال حياته لإلهاء الشباب المصريين والتغرير بهم لصالح الصهيونية العالمية وإقامة دولة إسرائيل .

.. تبقى كذبة " الأسلحة الفاسدة " التي بنى عليها خادعاً مجده الصحفي الزائف، ورغم أن صناع الكذبة من ضباط انقلاب 23 يوليو 1952 قد  تخلوا عن افتراءاتهم وعدلوا عنها في شهاداتهم للتاريخ كما جاء في كتابات اللواء محمد نجيب واللواء جمال حماد وأحمد حمروش وخالد محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وثروت عكاشة والصاغ حسين حمودة والفريق حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي الأسبق .

.. إلا أن عبد القدوس ظل متمسكاً بأهداب الكذب حتى آخر لحظة في حياته دون مراعاة لحرمة التاريخ .. وأورث الكذبة لابنيه يتفاخران بها في المحافل، .. فلم يستطع عبد القدوس  في تحقيقات النيابة أن يقدم سنداً ولا مستنداً على ما ادعاه !! .. ولم يكن أمامه وقد صار بلبوصاً من أي سند قانوني سوى أن يدعي أنه تعرض لمحاولة أغتيال بينما كان خارجاً من مطعم الأريتاج وألمح بالاتهام إلى أبن عم الملك النبيل عباس حليم، ولم يجد الرجل رداً على افتراءات الكذاب سوى زيارته بعد العدوان المزعوم .. وامعاناً في السخرية منه ومن أكاذيبه حمل إليه هدية صينية فضية فاخرة محملة بحلوى " مارون جلسية " قدمها له وهو يضحك ساخراً  : " المجرم الخطير جاي يطمئن على البطل الخطير .. !!" .

وفي المحكمة التي انعقدت بعد انقلاب 23 يوليو 1952 لم يجد عبد القدوس  ما يبرربه كذبته سوى تطعيمها بالجوانب الوطنية مثل ادعاء الكذب للحض على كراهية نظام الحكم وصولاً إلى الانقلاب عليه من أجل ما يعتقد أنه الأفضل والذي عبر عنه بقول ساقط لخصه فيما يلي :
" أني أثرت هذه القضية حتى أصل إلى الثورة وقد قامت الثورة وأعتبر أن القضية قد انتهت لذلك فأني أعتذر للقضاء عن إعادة سرد التفاصيل التي سبق أن أدليت بها أمام النيابة "

.. ويأتي ضمن مسلسل 
زكي طليمات في المحفل الماسوني وإلى جواره كمال الشناوي وأحمد علام
استمرار الأكاذيب تأليف عبد القدوس  لقصة فيلم " الله معنا " عن الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين الذي أخرجه زكي طليمات رئيس شعبة الفنانين في المحفل الماسوني والزوج الثاني للسيدة والدته .

كانت السمة الغالبة على كتابات عبد القدوس  روح إدانة الجميع ، وإلصاق النقائص بهم؛ .. فقد كانت  نقطة الوجع في حياة عبد القدوس هي السيدة روز اليوسف النصرانية المارونية التي اصطنعت لنفسها تاريخاً لا يركن إلي سند أو مستند لتصبح فاطمة اليوسف المسلمة، .. ورغم كونها لم تدخل مدرسة في حياتها ولم تحصل على شهادة، وظلت أمية لا تعرف القراءة والكتابة حتى لقيت وجه الله .. إلا أن "صناع الأكاذيب" قد جعلوا منها الممثلة القديرة وسارة برنار الشرق، والكاتبة العظيمة وسيدة الصحافة العربية، .. والسيدة بعيدة عن ذلك كل البعد فقد كانت الشهادة التي حصلت عليها عندما وطأت بقدميها بر مصر هو ترخيص من الإدارة المحلية بمقتضى المادة 16 من لائحة النسوة العاهرات الصادرة بقرار نظارة الداخلية وتصديق مجلس النظار عليها في أول يونية لسنة 1885م .. والذي أعاد نشر صورته على الصفحة الأولي من جريدة المسرح المصري يوسف بك وهبي عندما اشتد الخلاف بينهما( التي صدر منها عدد واحد فقط بتاريخ 6 مارس ـ 22 مارس 1931) والتي كان يترأس تحريرها الأستاذ عليّ أحمد بليغ، وقد أشار إليه الزميل الأستاذ إبراهيم عيسى ضمن مقال بجريد الدستور في إصدارها الأول بترخيص أجنبي عام 1995، .. والتي عبر عن فحواها الشاعر عبد الحميد الديب في هجائه لعباس محمود العقاد عندما أسرف في نقده بمجلة "روز اليوسف"  بقوله :

أيا قواد غانية *** إذا ضمت ( ... )
مت جوعــــاً

.. ولم تسطع الحياة المضطربة لمحمد عبد القدوس الأب أن تشكل حماية لإحسان .. بل كان الأب متهماً من وجهة نظر إحسان ومطالباً بالتبرير، ففى الرسائل المتبادلة بينهما والتي قدمت بعضها لمجلة "المصور " السيدة نرمين القوسيني سكرتيرة إحسان وابنة أخت زوجته، يقول عبد القدوس  الأب لإحسان :

" أنك ابن حلال صرف ، فلم أدخل بأمك إلا بعد العقد عليها، وقد ذهبت بها إلي أحد أصدقائي بشبين الكوم الذي استدعى مأذون بندر شبين الكوم الذي قام بإجراءات العقد، وقد مكثنا عند هذا الصديق ثلاثة أيام ثم استئذنا في السفر " .

.. أورثت سلبيات النشأة إحسان عبد القدوس عدوانية تجاه المجتمع والتي بدت ظواهرها في أحداث زواجه من قرينته السيدة لواحظ المهيلمي الشهيرة بـ " لولا " يقول إحسان :

" كانت نظرة أسرتها لي لم تكن نظرة الرضا فضلاً عن الإعجاب أو الترحيب .. ووجدنا الحل في فرض الأمر الواقع على الجميع ، وفي عصر أحد أيام نوفمبر 1943 دخل المأذون إلى بيت محمد التابعي ليعقد قراني سراً على زوجتي .

وبعد ثلاثة أشهر اكتشفت أخوات " لولا " الحقيقة وكان عليهن أن يعترفن بالأمر الواقع ولكي تبدو الأمور طبيعية أمام الناس عملن كتب كتاب صوري وأحضروا نفس المأذون الذي عقد قراننا ، ووقفنا لالتقاط الصور كأي عروسين ".

وعندما أراد عبد القدوس أن يجد ذاته متوهما أنه أحد صناع انقلاب 23 يوليو 1952 ، وأحد الشركاء في إدارة تداعياته؛ فكتب مقالاً بعنوان : " الجمعية السرية التي تحكم مصر " ، وترتب على المقال القبض عليه واعتقاله ودخوله السجن الحربي الذي لقي فيه من هوان الرجال، وبعد خروجه منه في 31 يوليو 1954 ، وما أن وصل إلى بيته حتى دق جرس التليفون يحمل صوت البكباشي جمال عبد الناصر شريكه في كذبة "الأسلحة الفاسدة " وهو يقول له :

" هيه اتربيت.. ولا لسه يا إحسان ؟! طيب تعال افطر معايا .. ما تتأخرش أنا منتظرك "

.. كان عبد الناصر ينظر إليه نظرات ذات مغزى، وكان إحسان الذي بدا منكسراً لا يقوى على ابتلاع طعامه، ومنذ ذلك اليوم راح يكتب روايات الجنس والفراش مبتعداً عن السياسة، .. ولما عاد إليها بقرار شفهي من الرئيس السادات كانت مقالاته في مجلة " أكتوبر بعنوان : " على مقهى في الشارع السياسي " دعماً لرأي السادات في مواجهة خصومه والرأي العام الغاضب من سياساته !!

كان هتك أعراض الرجال أحد أساليب ضباط انقلاب 23 يوليو  1952 لكسر أنوف معارضيهم؛ فقد حدث أن أبدى فضيلة الشيخ محمد المجدوب إمام وخطيب أحد المساجد الصغيرة المجاورة للجامع الأزهر استيائه من دخول الضباط إلى المساجد وسط صخب العامة وفلاشات الكاميرات .. وزاد من الأمر سوء أن أحد القراء كان يقرأ من سورة النمل : " وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ "ـ النمل آية 6 ـ .. وأخد القارئ يعيد كلمة " ولكم فيها جمال " أكثر من عشر مرات، ولم يتوقف حتى أشار إليه البكباشي جمال عبد الناصر مبتسما بما يعني أن رسالته قد وصلت !! .. لم يعجب الأمر فضيلة الشيخ محمد المجدوب وأسهب في نقده؛ فقبض عليه ليخرج بعد أيام من سجنه مشلولاً لا يكف عن البكاء حتى مات، ولم يفضي بسره إلا للشيخ الباقوري الذي نقل ما حدث للشيخ الجليل للبكباشي جمال عبد الناصر الذي علق قائلاً :

" هما عملوها الأشقياء .. أحسن عشان يبطل كلام . "

.. قد يكون لنا بعض العذر في أننا في سبيل كشف العام قد اضطررنا لنبش الخاص .. ولكن العملاء لم يتركوا لنا خياراً فقد خلطوا الخاص بالعام باحترافية ليقدموا لنا في النهاية " طبخة مسمومة " .. لكنهم نسوا أن للتاريخ أنياب وأظافر تستطيع نزع الأقنعة وخمش الوجوه وتمزيق الثياب وتعرية العورات وشق الصدور وكسر الرؤس وتحطيم القماقم وإخراج الحقائق سافرة عارية من كل زيف، فلا يدخل التاريخ إلا من يستحق .. وليظل نهر التاريخ صافياً رقراقاً .. يتدفق عبر الأيام رائقاً من أكاذيب العملاء.
.. وللحديث شجون وبقية ..

***

الحلقة القادمة : محاولات العملاء للقضاء على اللغة العربية !!

الأحد، مارس 27، 2016

ياسر بكر يكتب : صحافة " الجليتر " في كتابات العملاء !! ( الحلقة الأولي )



ياسر بكر يكتب :  صحافة " الجليتر "  في كتابات العملاء !!

( الحلقة الأولي )


منذ أن كتبت مقال بعنوان : ( صحافة المعلومات .. و" صحافة  الجليتر"!! )، والاتصالات لم تتوقف حاملة في ثناياها بعض التساؤلات والاستفسارات الهاتف لا يكف عن الرنين والبريد متخم، وكأني قد أتيت بدعاً أو أحدثت في دنيا الإعلام أمراً!!؛  صحافة " الجليتر" هي صحافة نثر الترتر والخرز الملون  لخطف الأنظار وصرف الانتباه عن طبائع الأمور ومجرياتها وإنتاج  وعي مزيف و رأي عام لا يتوافق بإرادته الحرة مع الشروط الفعلية للحياة الاجتماعية القائمة.
.. كانت صحافة " الجليتر" أحد أدوات الصهيونية العالمية لإلباس الرئيس السادات ثياب الخداع، وإدخالة إلى مصيدة الخديعة بنثر الخرز الملون على صورته المتوهمة أو المتخيلة أو المراد رسمها في الأذهان لتبدو أكثر بريقاً لإحداث حالة من الخدر والغفلة تغريه بخلع ثياب الوطنية قطعة قطعة تحت مسميات براقة منها " رسالة حب للإنسانية " و"رسالة سلام للعالم" فلما أصبح بلبوصاً؛ فمع كل غلاف مجلة قدم تنازلاً .. ومع كل حوار صحفي قطعة من ملابسه وجزء من كرامته الوطنية ومع كل لقاء تليفزيوني فقدت القضية العربية ركناً من أركانها حتى صارت قاعاً صفصفا، حتي أصبح مفلساً ولم يعد لديه شيئاً من كروت الضغط أو ما يقدمه من تنازلات !!؛ جعلوه منبوذاً وبدأت تصفيته معنوياً؛ فاتهموه بإدمان المخدر والتهافت علي الحشيش حتى صار شخصاً منفلتا لا يزن أقواله ولا تؤمن ردود أفعاله .. ثم قتلوه!! .. لم تختلف كلمة الرئيس السادات فى الكنيست كثيراً عن كلمة الرئيس اوباما في جامعة القاهرة !!؛ من البدء بالسلام تحية الإسلام إلى الاستشهاد بآيات القرآن في ثلاثة مواضع؛ فكلاهما كان يأخذ من إطار مرجعي واحد .
.. كان الأمريكان قد بدأوا اللعبة مع الرئيس السادات بالترويج لأسطورة الداهية " الثعلب " الذي خدع الجميع، ثم أسطورة  بطل الحرب والسلام .. وأنه واحد من أشيك عشر رجال على مستوى العالم ، وأنه صاحب فكر صاغه في كتابه بعنوان : "البحث عن الذات" بما يجعله مستحقاً لجائزة نوبل التي أصبحت صكاً رسمياً بالعمالة !!، واسألوا ابنتي نجيب محفوظ عن الشخص الذي أبلغ والدهما بالحصول على الجائزة قبل الإعلان الرسمي عنها بيومين ؟! ولم يكن هذا الشخص سوى شيمون بيريز !! .. واسألوا حواري محفوظ ودراويشه ومريدية عن الروايات التي قدم لها محفوظ ونشرت في إسرائيل ، .. وعندما واجهته بذلك في جلسة بكازينو قصر النيل في فبراير 1987 وقبل عام وثمان شهور من الحصول على الجائزة، تعلل بأنهم شبان طلبوا منه التقديم لأعمالهم ولم يكن يعرف أنهم سينشرونها في إسرائيل ولصالح دور نشر إسرائيلية ، وقد أبديت استحساني للتعليل، وطلبت منه إصدار بيان بهذا المعني، وتكهرب الجو، ولم يكن أمامي سوى المغادرة ـ تسجيل اللقاء على كاسيت بحوزتي لمن يرغب الاطلاع عليه من هواه المزايدة ـ كان محفوظ احد الأمثلة المخفاة، فما بالنا بالمفضوح علي سالم مؤلف مسرحيات هدم القيم التي تبلورت على مدى تاريخ الشعب المصري والتي اصبحت من دعائم أمنه القومي مثل مسرحية " عفاريت مصر الجديدة" و" الكلاب وصلت المطار " و"مدرسة المشاغبين " و " خشب الورد"!!
كتابات العملاء للترويج للثقافة الكولونيالية ليست شيء مُحدثاً بل ظاهرة لها جذورها التي يمكن رصدها، وبعد الاستقلال الوطني ظلت ملامح تلك الثقافة قائمة في كتابات العناصر الناقلة للعدوي من العملاء وخونة الأوطان من الخلايا النشطة أو الخلايا النائمة !!
لم تكن كتابات الطهطاوي سوى ترويجاً فجاً لأفكار السان سيمون الفرنسيين وفق رؤى توفيقية تلفيقية بين ما هو أوربي وما هو إسلامي، .. حاجة كدة زي أغاني " الفرنكو أرب "، وسارت في نفس المضمار كتابات قاسم أمين .. كان تجديد الخطاب الذي ادعاه محمد عبده صديق اللورد كرومر مسكونا بروح الآخر الأوربي .. ويدعو إلي السخرية والدهشة أكثر من كونه خطابا مجدداً يجب التوقف حياله وإمعان الفكر في مفراداته ومعانيه؛ فمحمد عبده الملقب بالإمام " بتعريف الألف واللام" يقول عن الجن في القرآن : " ليس هناك جن والمقصود بها شرورالنفس وسيئات الأعمال والأفكار الشريرة " ، ويقول عن "الطير الأبابيل والحجارة من سجيل" أنها مرض الجدري، وردد عن الشخصيات التاريخية في القرآن ما سبق أن افتراه مرجليوث ونقله عنه طه حسين لاحقاً من أنها ليست سوى تمثيلات وليس لها وجود تاريخي!!، ولم يكن محمد عبده سوى أحد كوادر الماسونية التي تربت على أيدي جمال الدين الإيراني " المعروف كذباً بالأفغاني " وهي مدرسة تدعو إلى : " قطع رأس الدين بالدين " عبر التأويلات الفاسدة التي يضعها المؤولون وتتبنى تفسيرات للنص تختلف عما جاء في أسباب نزوله.. وخلط الدين بالتراث!!
واستمرت تلك المحاولات على مختلف المناحي للترويج لسلوكيات وأخلاقيات مسكونة بروح الآخر وفكره وتكون غايتها تشكيل المجتمعات المحلية بما يقلل من الاختلاف بين الجماعات والمجتمعات والتي كانت البداية التاريخية لفكرة "العولمة " عبر ما يسمى بـ " بوتقة الصهر "؛.. فترجم جلاد دنشواي أحمد فتحي زغلول باشا كتاب أدمون ديمولان بعنوان : " سر تقدم الانجليز السكسونيين " سنة 1899 ولم يكذب محمد افندي عمر الموظف ببوستة مصر العمومية الخبر فألف كتاباً على ذلك النهج في سنة 1905 أسماه : " سر تأخر المصريين وتخلفهم" وضع فيه نقيض كل ما جاء بالكتاب السابق وجعله سبباً في تأخر البلاد وتخلف العباد، وصدره بإهداء إلى مصطفى باشا فهمى رجل الانجليز في مصر .
وسار على النهج حافظ عفيفي باشا في كتاب بعنوان : " الانجليز في بلادهم " ، فلما غربت شمس الانجليز وبزغ نجم الأمريكان ، كان لابد من عملاء جدد وعناصر ناقلة للعدوى تم إعدادها في مخابر ومخابرات الأمريكان فتم تجنيد صحفيين مصريين لترويج النموذج الأمريكي كانت باكورتها كتاب مصطفى أمين بعنوان : " أمريكا الضاحكة " .
.. وتخلى عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد
الذي ألف كتب العبقريات من داخل السفارة البريطانية بقصر الدوبارة وعمل في إذاعة الشرق لنصرة الحلفاء إلى العمل بمؤسسة فرانكلين الأمريكية .. وكان أخطر ما ألصقه العقاد بمقام النبوه هي صفة العبقرية، وكأن ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس وحياً يوحى، وليس تنزيلاً من لدن عزيز حكيم ..وإنما إبداع ذاتي أو ابتكار أو فكر شخصي لسيدنا محمد . . وخاصة أنه ليس للعبقرية معني في اللغة بمعزل عن فكر وثقافة الخرافة التي تعتقد بشياطين الشعراء ساكني وادي الجن المسمى بـ " وادي عبقر " وقد تم توظيفها إصطلاحياً في اللغة بمعني : " قوة الخلق والإبداع عند الشاعر أو الفنان أو الأديب أو العالم " وهو ما لا يمت لمقام النبوة بصلة، ومرادفها في الانجليزية
Genius  وهي كلمة لاتينية مشتقة من الكلمة العربية : " الجن " وقد تم توظيفها اصطلاحياً وتعني حاد الذكاء خارق الموهبة .
.. ونعت العقاد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالعبقرية يباعد بينه وبين النبوة ويتوافق تماماً مع الفكر الغربي الاستشراقي والمشارقي الذي يصف النبي بأوصاف لا تليق،  ويصنف الإسلام تحت ما يسمى بالأديان الطبيعية أي بشرية المنشأ والمصدر والتعاليم، ويساوي بينه وبين البوذية والزادشتية والكونفوشيسية .
.. وللحديث شجون وبقية ..
***
الحلقة القادمة : إحسان عبد القدوس وثقافة العهر !!

  

الخميس، مارس 24، 2016

ياسر بكر يكتب : صحافة المعلومات .. وصحافة " الجليتر " !!



ياسر بكر يكتب : صحافة المعلومات .. وصحافة " الجليتر " !!

عاتبني بعض الزملاء على مقال كتبته في الأسبوع الماضي بعنوان : " في نقابة الصحفيين .. دموع رجل تافهة " كان زعم البعض أن للزمالة حقوق !! .. وكانت ذريعة الأخرين ما تمر به البلاد من مصاعب وأن الرياح عاتية .. وأنه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن !! كنت استمع لكلمات الزملاء دون تعقيب مع وعد بالرد في مقال قادم !! كان البعض يصر على الحوار عله يجد سبيلاً لعدولي عن رأيي وتقديم ترضيه لـ "لتافهة " الذي أعنيه .. ولكنني أصررت على أن يكون ردي مقال مكتوب؛ فمنذ سنوات قطعت على نفسي عهداً آلا أدخل في ملاسنات يغلب عليها الانطباع الخاص والشخصي، وتغيب عنها المعلومة المدققة الموثقة بما يفقد الحوار أسانيدة المنطقية .. وقد يفقده شرفه وينتهي به إلي التجاوز غير المقبول في ظل تقلص مساحة الآداب العامة وتدني مستوى أخلاقيات المهنة!! .. فما أكتبه ينشر في بعض الصحف التي تعيد نشره على مواقعها الالكترونية وبما يتيح لكل صاحب وجهه نظر التعليق عبر التعليقات التي تعد أهم وسائل التفاعلية النشطة Interactive Communication التي تحرص إدارات المواقع عليها وعلى الضوابط الخاصة بها في إطار توازن الحقوق .. حقوق الكاتب ، وحقوق المتفاعلين مع ما يكتبه .

وقد حرصت دائماً على أن تكون المعلومة قوام ما أكتبه، .. والوثيقة سنده؛ لذا كان غضبي، .. فما معنى أن يجتمع أمين المجلس الأعلى للصحافة برئيس الجمهورية دون أن يتطرق اللقاء إلى قضية الصحفيين المعتقلين والسجناء؟!! .. ليخرج علينا الزميل إياه بتصريح فج جاء فيه : " أن اللقاء كان إيجابياً !! " .. عن أى ايجابية يتحدث الزميل أمين المجلس الأعلى للصحافة وزملائه رهن السجون وأسرهم دون رعاية !!

.. وما معنى أن يتقاعص نقيب الصحفيين عن دوره النقابي في دعم الزملاء في السجون بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم القانونية والدستورية بما يحقق لهم إجراءات توقيف إنسانية وضمانات محاكمات عادلة .. ورعاية كريمة لأسرهم حال تغييبهم !!. 

وقد بلغ السيل الزبى بما يضعنا أمام حالة من الدهشة والعجب عندما نطالع خطاب النقيب قلاش الذي يحمل رجاء للرئيس السيسي حتى يتفضل برعاية الاحتفال بالعيد الماسى لنقابة الصحفيين والذي يقول فيه نصاً وبالحرف الواحد عن رعاية احتفالية النقابة :
 "سيكون لها معنى كبير يؤكد دعم مهنة ذات رسالة ودور فى التأثير والوعى والمعرفة وقضايا البناء والتنمية "

.. ولم يذكر النقيب قلاش شيئاً عن النقابة ودورها بوصفها قاطرة الحريات العامة والحريات الدستورية ولم يتحدث عن حق الوطن في صحافة حرة تصون مقدساته وتحمي ثوابتة الوطنية ولم يذكر شيئاً عن حق الصحفيين على الدولة في تمكينهم من أداء دورهم دون إضرار بهم أو ترويع لهم أو مساس بأمنهم الشخصي أو أمن مؤسساتهم أو مصادرة لحريتهم أو مصادرة لصحفهم أو غلق لمواقعهم !!

.. هذا قليل من كثير بما يجعلني أعتقد أن كلام البعض عن حقوق الزمالة .. وحالة البلاد بين الممكن والمستحيل وأنه ليس بالإمكان أفضل مما هو كائن نوع من الدجل لتسويق واقع ردئ وشعوذة نقابية تخفي ورائها الكثير من المفاسد، .. وأبسط الردود عليها هو :

لماذا لم يرعى الأستاذان أمين المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحفيين حق الزمالة لزملاء في أبلغ حالات الضعف الإنساني بعضهم بين سجين ومعتقل أغلبهم من المرضى ؟!!!!

.. وأين مخصصات الرعاية الاجتماعية؟!! أم أنها اقتصرت على مصايف ومشاتي أثرياء الصحفيين فقط .. بالطبع لا ننكر على الأثرياء حقهم النقابي ولا ندعوهم للتنازل عنه، ولكن إجعلوا لفقراء الصحفيين  وضحايا حالات الضعف الإنساني والمحن والكوارث حظاً ؟!!!!

انتظر إجابات تحمل معلومات؛ فقد تعودت آلا أسمع كلاما لا يحمل في طياته معلومات؛ فهو بالنسبة لي مجرد لغو وثرثرة لا طائل من ورائها!! وقد روبيت على آلا احترم من لا يحترم عقلي .. أو يستنزف وقتي في "حكاوي القهاوي "، وأيضا قد وطدت العقل على آلا أحترم كاتبا  إلا بقدر ما يقدمه من معلومات .. ولا أثُمن مكتوباً إلا بقدر ما يحتويه وعائه من رموز الملعومات؛ فالمعلومات هي حاصل معالجة البيانات ومعالجة المعلومات هي ما يتيح تحويلها إلى معرفة يمكن الإفادة من تطبيقاتها عبر نتاج حالات ذهنية تتراوح بين الذكاء والحكمة .

 أما عن البهرجة " الجليتر  Glitter " وصحافة نثر " الترتر" عبر الطباعة المتأنقة واللفظ الرنان والرطانات اللغوية التي تخفي الفقر المعلوماتي في تجاويف اللفظ والخداع في ثنايا الإبهار، والتي غدت مدرسة صحفية وحالة من حالات الفهلوة التي يمارسها صناع السيراميك وتجار الأدوات الصحية ومندبو الإعلانات الممولون من جهات مشبوهة، وقد اصبحت تلك الصحافة من سمات حياتنا، ولكنني لا أتوقف أمامها كثيراً؛ فهي أحد أشكال الاحتيال على خلق الله ، وإلهائهم عن واقعهم الاجتماعي، وخطف أبصارهم بعيداً عن موطن الداء الذي يتطلب تغييراً اجتماعياً، وتشتييت انتباهم بأسلوب حواة الشوارع، وهو أسلوب لا يزيد كثيراً عن محاكاة أسلوب النسوة في الأحياء الشعبية بعقد المنديل "أبو أوية " الذي لا يزيد ثمنه عن بضع القروش في "زنقة الستات " أو " درب البرابرة " وإغراقة بالترتر ليحمل بريق التاج، وكذلك أسلوب المهرجين وعازفي مزيكة حسب الله في الموالد الشعبية في ارتداء الملابس الموشاة بالقصب المُذهب فيكتسب المهرج مظهر الجنرال ويبدو الزمار في صورة القبطان لتحقيق البهجة والإبهار وتحقيق التلاعب بوعي وإرادة البشر وخلق واقع خائلي لا علاقة له بالواقع المعاش. . 

.. عفوا زملائي وأصدقائي ، لن أرضى بالدنية لنفسي، ولكم ولنقابة تشغل المساحة الأكبر من أيام عمري وللمهنة التي عشقتها ولم أرض بغيرها بديلاً؛ إنها صحافة المعلومات ، وللمتضرر حق الرد أو اللجوء للقضاء بما يحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم ، .. وعلى من لم يعجبهم كلا الخيارين السابقين أن يعملوا فكرهم في أمورهم  بما يرونه مناسباً .